د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية أن مخاطر الإصابة بالخرف تزداد طبيعيا مع التقدم فى العمر وهذا ما يغذي الاعتقاد بأن الإصابة بالخرف أمر لا مفر منه. ومع ذلك، فإن الخرف ليس جزءا طبيعيا من الشيخوخة. حيث اوضحت الدراسة الحديثة إن هناك طرقا علمية مثبتة بالفعل لخفض خطر الإصابة بالخرف وتقوية الذاكرة وتنطبق حتى على أولئك المعرضين جينيا لهذا الخطر.
وبينما ترتبط مجموعة من العادات والطرق بارتفاع احتمالات الإصابة بمرض الخرف وفقدان الذاكرة، حيث يقول الباحثون بهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إنه يمكن منع هذه المخاطر باتباع مجموعة من العادات اليومية البسيطة. حيث بحثت الدراسة، في عادات نمط الحياة لدى 11500 شخص، تبلغ أعمارهم 54 عاما في المتوسط. وتراوح إجمالي الدرجات من 0 إلى 14، حيث يمثل 0 النتيجة الأكثر ضررا ويمثل 14 النتيجة الأكثر صحة. ووفقا لهذه الدرجات، حدد الفريق سبع عادات صحية وعوامل نمط الحياة التي لها دور هام في خفض مخاطر الإصابة بالخرف وفقدان الذاكرة حتى لدى الأشخاص الذين لديهم أعلى مخاطر وراثية. وتتضمن هذه العوامل فى الاتى:
= ممارسة الرياضة بانتظام.
= تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
= الحفاظ على وزن صحي.
= عدم التدخين والبعد عن الكحوليات.
= الحفاظ على ضغط الدم عند مستوى صحي.
= السيطرة على مستويات الكوليسترول.
= خفض نسبة السكر في الدم.
واكدت الدراسة ان الخرف وفقدان الذاكرة يكون لدى الشخص ذو الدرجة الرياضية المنخفضة والحياة غير نشطة ، ويأكل بشكل غير صحي، ويزداد وزنه، ويدخن، ويعاني من ضغط دم وسكر وكوليسترول غير منضبط. وذلك بناء على متابعة المشاركين لمعرفة ما إذا وقع تشخيصهم بالخرف. حيث كان المشاركون ذوو العادات الصحية أقل عرضة للإصابة بالخرف من نظرائهم غير الصحيين حتى لو كانت جيناتهم الاسرية تعمل ضدهم . حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات بناء على التركيب الجيني . واكتشف الباحثون أن نحو 28% من المشاركين الأوروبيين في الدراسة لديهم هذا الجين في حين أن 40% من أولئك المنحدرين من أصل إفريقي كان لديهم هذا الجين .
لكن اوضحت الدراسة ان المعرضين لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر وراثيا كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 43% إذا مارسوا عادات صحية جيدة، مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك. ومن بين أولئك الذين ينحدرون من أصول إفريقية، كان أولئك الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة أقل عرضة بنسبة تصل إلى 17%.. ويشار إلى أن هذه العادات السبع، مصممة في الواقع للوصول إلى صحة قلب مثالية. ومن المعلوم أن الأكل الصحي لحماية القلب سيعمل لصالح صحة الدماغ أيضا. واوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية ان الباحثين والخبراء اتفقوا على أن ما هو جيد للقلب مفيد جدا للعقل . حيث أظهرت الدراسة أن أولئك الذين اختاروا حياة صحية لديهم احتمالات أقل للإصابة بمرض ألزهايمر وفقدان الذاكرة .
واوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية طرق فعّالة لتقوية الذاكرة . لعلاج الأشخاص من مشكلات في الذاكرة، نتيجة لتقدمهم بالعمر أو تعرضهم لضغوط الحياة اليومية، أو بسبب مشكلة صحية جينية تؤثر على عمل الدماغ . ومن هذه الطرق الفعالة لتقوية الذاكرة هي:
= تجنب النظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون: أشارت الدراسة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون والسكريات يؤثر سلباً على الذاكرة، نظراً لتسببه في حدوث التهابات بالدماغ. وأكدت الدراسة أن هذا الضرر قد يعالج إذا اتبع الناس نظاماً غذائياً طبيعيا صحياً.
= عدم الجلوس طويلاً: وجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، شملت مجموعه من البالغين الأصحاء، أن أولئك الذين أمضوا معظم يومهم جالسين كانوا أكثر عرضة للمعاناة من ترقق الفص الصدغي الإنسي، وهي منطقة من الدماغ مهمة للذاكرة والإدراك.
= تجنب القلق والتوتر الزائد: اوضحت دراسة أجرتها جامعة نابولي أن القلق الزائد يؤثر على الذاكرة حيث إنه قد يدفع أدمغة الأشخاص لتذكر الذكريات المؤلمة والسلبية فقط ونسيان الذكريات الإيجابية.
= اصنع ذكريات جديدة: ينصح خبراء هيئة الصحة الوطنية البريطانية بضرورة كسر الأشخاص لروتينهم اليومي وصنع ذكريات جديدة ممتعة من أجل تنشيط المخ ومساعدته في التذكر. حيث اوضح الدكتور روبرت لوجي، أستاذ علم الأعصاب الإدراكي البشري في جامعة إدنبرة والخبير في مجال الذاكرة ان إحدى كبرى المشكلات المتعلقة بالذاكرة تتمثل في عدم وجود أحداث ممتعة تحفز المخ على تذكرها. حيث تتعامل الذاكرة مع الأحداث الجديدة بشكل أفضل من العادي. لنفترض أنك تذهب إلى المطعم نفسه كل يوم، فغالباً لن يركز عقلك في تفاصيل ما دار حولك في هذا المطعم يومياً. ولكن إذا ذهبت كل يوم إلى مطعم مختلف، فسيكوّن عقلك ملفاً عن كل مطعم بأدق تفاصيله.
= احصل على قدر كافٍ من النوم: أكدت الدراسة أن النوم الليلى أمر جوهري لتعزيز الذاكرة والإدراك، حيث أن الأرق يؤثر على الجهاز العصبي للإنسان ويجعله أكثر توتراً وأقل تركيزاً.
= لا تقم بمهام كثيرة في وقت واحد: اوضح الدكتور روبرت لوجي إن تعدد المهام لا يمنح العقل فرصة لتكوين الذكريات. كما أنه يزيد من توتر الأشخاص، الأمر الذي يؤثر في النهاية على عقلهم وتركيزهم.
= ممارسة الرياضة: وجدت الدراسة أن التمارين الهوائية، مثل الجري والمشي والسباحة، تحسن الذاكرة، وأنها مفيدة بشكل خاص لمن هم فوق سن 55 عاماً. واوضح الدكتور روبرت لوجي أن التمارين الرياضية تساعد في تدفق الأكسجين حول الجسم، وإلى الدماغ، كما أنها تحمي من المشكلات الصحية التي قد تؤثر على ذاكرتك.



