د محمد حافظ ابراهيم
كشفت دراسة جديدة لهيئة الصحة الوطنية البريطانية والتى أجريت على الأشخاص المصابين بمرض السكرى من النوع الثانى انهم أكثر عرضة للإصابة بما يصل إلى الكثير من الامراضً آلاخرى مقارنة بأولئك غير المصابين بالسكرى . حيث اوضح علماء جامعة كامبريدج ببريطانيا إن احتمال إصابة مرضى السكر بالمرحلة النهائية من مرض الكلى يصل الى 5.2 مرة، و 4.4 مرات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد، و 3.2 مرة للإصابة بحالة تهدد البصر تسمى التنكس البقعي.
ووجدت دراسة علماء جامعة كامبريدج أن المصابين بداء السكري من النوع الثاني قد تطورت لديهم هذه الأمراض ، في المتوسط ، قبل خمس سنوات من الأشخاص الذين لم يكن لديهم مرض السكري من النوع الثاني. وقال مؤلفو الدراسة إن مخاطر الإصابة بأمراض الدورة الدموية والجهاز البولي التناسلي والعصبي والعين كانت أعلى بكثير بالنسبة للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالنوع الثاني من داء السكري تحت سن الخمسين مقارنة بأولئك الذين تم تشخيصهم في سن متأخرة .
وقال الدكتور لوان صان، رئيس الدراسة المشارك وعالم الأوبئة السريرية في جامعة كامبريدج، إن تأخير ظهور مرض السكري من النوع الثانى كان “ضروريًا” للحد من مخاطر تدهور الصحة بالامراض المزمنه في منتصف العمر. وقالت الدكتورة إليزابيث روبرتسون، مديرة الأبحاث في مؤسسة السكري بالمملكة المتحدة، إن نتائج الدراسة تذكير صارخ بالآثار الواسعة والخطيرة والطويلة المدى لمرض السكري على الجسم. وأضافت أن مضاعفات مرض السكري يمكن أن تكون خطيرة وتهدد الحياة.
وداء السكري من النوع الثاني هو حالة يوجد فيها الكثير من السكر في الدم لأن الجسم لا يستطيع تنظيمه بشكل صحيح بسبب مشاكل في هرمون يسمى الأنسولين وإما أنه لا يوجد ما يكفي منه، أو أنه لا يعمل بشكل صحيح. وتحدث معظم المضاعفات بسبب تلف الأوعية الدموية في الأعضاء الرئيسية وغالبًا ما تكون العين والكلى والقلب وضغط الدم والقدمين والجهاز العصبي والتى تزداد سوءًا بسبب ضعف السيطرة على مستويات السكر في الدم.
ولا يوجد علاج لهذه الحالة لكن يمكن علاجها باتباع نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني اليومى وقد تكون هناك حاجة عاجلة إلى الأدوية أو حقن الأنسولين فى حالة الضرورة . حيث استخدم علماء جامعة كامبريدج بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة وأبحاث الممارسة السريرية في المملكة المتحدة من ثلاثة ملايين شخص في المملكة المتحدة، لفحص العلاقة بين مرض السكري و116 حالة صحية يعاني منها الأشخاص بالامراض المزمنه عادة في منتصف العمر.
وصف علماء جامعة كامبريدج نظام غذائي يقاوم السكري حتى لو كنت نحيفا. حيث يمكن أن يساعد نظام غذائي “مغيّر لقواعد المرض” الأشخاص المصابين بداء السكري النوع 2 على عكس الحالة حتى عندما لا يعانون من زيادة الوزن . ووجد الخبراء أنه يمكن عكسه من خلال فقدان الوزن بشكل كبير، حيث يعاني معظم المصابين من زيادة الوزن أو السمنة بمرض السكرى الثانى .
ووجدت هذه الدراسة بوضح لدى الأشخاص “ذوي الوزن الطبيعي” على نظام غذائي من المخفوقات والخضروات الخضراء ، أنهم قادرون أيضا على فعل ذلك. ويقع حوالي 10% من مرضى السكري في هذه الفئة اى أكثر من 400000 شخص في جميع أنحاء المملكة المتحدة. وقام الباحثون بقيادة جامعة نيوكاسل بتجنيد 20 شخصا لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي ومرض السكري النوع 2. ووجد أن لدى معظمهم كمية عالية من الدهون في الكبد أو البنكرياس، ما يضعهم في مجموعة تعرف باسم المرفقة من الخارج والدهون من الداخل.
لكن فقدان الوزن عند تناول المشروبات المخفوقة واتباع نظام غذائي نباتي، متبوعا بأسابيع من الاغذية الصحية الطبيعية الدقيقه، جعل 70% من المشاركين في التجربة يعكسون مرض السكري . حيث سحب دواء السكرى من مجموعة الدراسة مع اتباع نظام غذائي صحى من المخفوقات الغذائية والخضروات لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
وقال البروفيسور الدكتور روي تايلور، الذي قدم النتائج في المؤتمر الاحترافي للسكري في المملكة المتحدة لعام 2022، ان كل شخص لديه عتبة وزن طبقا للجينات الوراثيه له. علاوة على ذلك، قد يصابون بداء السكري من النوع 2. وبالنسبة للغالبية الذين يعانون من مرض السكري لمدة تقل عن خمس سنوات، يمكنهم عكسه من خلال إنقاص الوزن بعناية وتناول الاغذيه الصحية.



