د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إلى ان فقدان الذاكرة هو أحد العلامات الرئيسية لتدهور الدماغ والإصابة بالخرف، لكن الأدلة تشير إلى أن هذا قد لا يكون دائما المؤشر الأول على مرض الشيخوخة المزعج . حيث يصف الخرف، بمجموعة من الأعراض المرتبطة بتدهور الدماغ أبرزها ألزهايمر، وهو ما قد يكون سببا في اختلاف العلامات المبكرة لكل مرض. وقد يكون اكتشاف العلامات المبكرة للخرف، أمرا أساسيا في إدارة الأعراض والعمل على إبطائها قدر المستطاع. حيث وجدت الدراسة أن اضطرابات المشي كانت أولى العلامات المنذرة للخرف، وليس فقدان الذاكرة، من خلال العينات التي فحصت بياناتها.
وسعى الباحثون من خلال الدراسة، إلى التحقيق في الأعراض التي تشير إلى الخرف قبل السريري. وغالبا ما توصف المرحلة ما قبل السريرية بأنها المرحلة التي تحدث قبل النظر في التشخيص السريري للاضطراب المعرفي . واختار الباحثون عددا من المشاركين المصابين بالخرف قبل السريري، وآخرين غير مصابين بالخرف للمقارنة، من شبكة التسجيل الهولندية . ووقع تحليل عدد الزيارات الطبية ونسبة الأرجحية لخطر الإصابة بالخرف اللاحق لأعراض مختلفة. وأجريت التحليلات بشكل منفصل لكل فترة 12 شهرا، في السنوات الخمس السابقة لتشخيص الخرف. وفي تلك السنوات الخمس التي سبقت التشخيص، زار المصابون بالخرف قبل السريري طبيبهم العام أكثر من مجموعة المقارنة.
ووجد الباحثون أنه من الغريب أن اضطرابات المشي كانت “أول منبئ” بالخرف. وتوصف اضطرابات المشي هذه على أنها انحرافات عن المشي الطبيعي . وكتب الباحثون “كانت الشكاوى المعرفية تنبؤية للخرف في السنوات الثلاث التي سبقت التشخيص. وجميع الأعراض الأخرى، باستثناء أعراض الأوعية الدموية، كانت تنبؤية في العام السابق للتشخيص. ووفقا للباحثين، كانت الحساسية أعلى للأعراض المعرفية واضطرابات المشي في العام السابق للتشخيص. وخلصوا إلى أن اضطرابات المشي والشكاوى المعرفية هي أولى أعراض الخرف قبل الإكلينيكي اى قبل الكشف السريري.
وتوضح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية انه على الرغم من عدم وجود علاج للخرف ، فإن التشخيص المبكر يعني أن تقدمه يمكن أن يتباطأ في بعض الحالات، لذلك قد يكون الشخص قادرا على الحفاظ على وظيفته العقلية لفترة أطول. وأضافت هيئة الخدمات الصحية الوطنيه البريطانية ان التشخيص المبكر يساعد المصابين بالخرف في الحصول على العلاج والدعم المناسبين. ويمكن أن يساعدهم أيضا والأشخاص القريبين منهم على الاستعداد للمستقبل. وتابعت انه من خلال العلاج والدعم المسبق، يستطيع الكثير من الناس أن يعيشوا حياة نشطة ومرضية مع الخرف.
وهناك العديد من عوامل الخطر المعروفة للخرف. حيث توضح جمعية ألزهايمر البريطانية في المملكة المتحدة انه بالنسبة لمعظم الناس، فإن أكبر عوامل خطر الإصابة بالخرف هي الشيخوخة والجينات. ويمكن أيضا زيادة خطر إصابة الشخص بالخرف من خلال الجنس والعرق، ومقدار “الاحتياط المعرفي” وقدرة الدماغ على التعامل مع المرض، ونمط الحياة فعلى سبيل المثال، التدخين والإفراط في تناول الكحول، بالإضافة إلى التعرض لتلوث الهواء يسبب الاصابه بفقدان الذاكره و الزهايمر.
واوضحت ابحاث كلية الطب بكينغز كوليدج لندن ان علاج ألزهايمر يبدأ من الأمعاء. حيث تقلب هذه دراسة الحديثة الموازين فيما يتعلق بالطريقة والعلاج لوقف مرض الزهايمر الذى حير العلماء على مدى عقود، والذي كان يعتقد أن الداء الوحيد له يرتبط فقط بالدماغ . حيث كشفت مجموعة من التجارب العلمية أجراها باحثون بريطانيون أن الأمعاء تمثل هدفاً بديلاً قد يكون من الأسهل التأثير عليه بالعقاقير أو تغيير النظام الغذائي الى نظام غذائى صحى طبيعى لوقف الخرف.
وكشفت إحدى التجارب لميكروبات الأمعاء التي عُرضت كيف أن الميكروبيومات الموجودة في الأمعاء تختلف لدى المرضى الذين يعانون من ألزهايمر بدرجة كبيرة عن أولئك الذين لا يعانون من هذا الاضطراب. حيث توصلت تجربة أخرى إلى أن القوارض التي أُجريت لها عمليات زرع مباشرةً من مرضى ألزهايمر كان أداؤها أسوأ في اختبارات الذاكرة.
توصلت تجربة ثالثة لمستويات الالتهاب أن الخلايا الجذعية الدماغية التي عولجت بدم من مرضى الاضطراب كانت أقل قدرة على بناء خلايا عصبية جديدة. حيث تؤثر بكتيريا الأمعاء لدى المرضى على مستويات الالتهاب في الجسم، والتي تؤثر بعد ذلك على الدماغ عن طريق إمداد الدم . كما يعد الالتهاب عاملاً رئيسياً في تطور مرض ألزهايمر. حيث قالت الدكتورة إيدينا سيلاجيتش، عالمة الأعصاب من “كينغز كوليدج لندن”، والتي شاركت في تحليل عينات من مرضى ألزهايمر إن غالبية الناس تفاجئ من أن بكتيريا الأمعاء يمكن أن يكون لها تأثير على صحة أدمغتهم. وأن الأدلة تتزايد على ذلك، مشيرة إلى أن العلماء يبحثون لفهم كيفية حدوث ذلك.
وحيث أن ألزهايمر اكتشف من قبل الدكتور أليوس ألزهايمر في عام 1906، الذي لاحظ تغيرات في أنسجة المخ لامرأة ماتت بسبب مرض عقلي غير عادي. وعادة ما يشخص الأطباء مرض الزهايمر عندما يجدون مزيجا من لويحات الأميلويد والتشابك الليفي العصبي، إلى جانب الأبعاد. حيث من المعروف أن التراكم غير الطبيعي لويحات الأميلويد يسبب مرض ألزهايمر، والذي يتضمن نوعين من البروتينات أحدهما يسمى أميلويد، والذي تشكل رواسبه لويحات حول خلايا الدماغ، والآخر يسمى تاو، والتي تشكل التشابك داخل خلايا الدماغ. آلزهايمر من أكثر أنواع الخرف شيوعاً وأحد الأسباب الرئيسية للوفاة في المملكة المتحدة. وتقدر المؤسسات الخيرية البريطانيه أن ما يقرب من 900 ألف شخص في بريطانيا وخمسة ملايين في الولايات المتحدة يعيشون بهذا الاضطراب، مع تزايد هذا العدد كل عام نظراً لارتفاع الأعمار عن السابق، ونظراً لأن هذا الاضطراب يظهر مع تقدم العمر.
واوضحت الجمعية الدوليه لمرضى الزهايمر ان هناك عادات تجنبك مرض الزهايمر وتعالجه دون ادوية. حيث اوضحت الجمعيه انه يمكن تجنّب حالة واحدة من كل ثلاث حالات من الزهايمر والخرف، وذلك من خلال مراعاة عوامل الخطر الرئيسية، وذلك وفقًا لنتائج دراسات مركز توب سانتيه. انه يجب ان يبدا منذ الطفولة، والانتباه إلى التعليم والعناية بالسمع طوال الحياة وعدم التدخين او تناول الكحوليات .واوضحت الدراسه الى عادات واغذيه بسيطة تجنبك مرض الزهايمر والخرف واهمها :
= ممارسة الرياضة: وذلك وفقًا لدراسة برازيلية – أمريكية ، فإنَّ القيام بجلسة رياضية واحدة يوميًا من شأنه حماية الذاكرة والقدرات المعرفية وزياده المادة الرمادية بالمخ، وبالتالي الحفاظ عليه من مرض الزهايمر الذى سيكون تحت السيطرة. حيث تتسبب الرياضة في إطلاق جزيء “إيريسين” في الجسم، مما يسرّع من تكوين روابط جديدة بين الخلايا العصبية، ويقوي الروابط الموجودة مسبقًا. واهمها رياضه اليوجا، والمشي، وركوب الدراجات والسباحه.
= اتباع حمية البحر المتوسط الغذائية: تعنى حمية البحر المتوسط الغذائية بالتركيز على تناول الفواكه والخضراوات الورقية الخضراء الطازجه مثل الملفوف والسبانخ والحبوب الكامله والجوز والبندق واللوز والكاجو والتوت والعنب البرّي والمشمش والبقوليات مثل العدس والحمص والأسماك الدهنية. ويُنصح بتجنّب اللحوم الحمراء والزبدة والجبن والحلويات والأطعمة المقلية والدهون المتحوله.
= شرب الشاي الأخضر: كوب واحد من الشاى الاخضر يحتوي على ما يصل إلى 400 مجم من مركّبات الفلافونول. ووفقًا لدراسة أمريكية، فإنَّ تناول الفلافونول بشكل يومي سيجعل من الممكن منع مرض الزهايمر والخرف حتى بعد سن الثمانين.
= السباحة والاستحمام بالماء البارد: وفقًا لدراسة بريطانية ، اوضحت إنَّ الأشخاص الذين يسبحون بانتظام في الماء البارد يتمتعون بحماية إضافية ضدّ مرض الزهايمر.وهذه العادة الجيدة ستعزز بالفعل تخليق بروتينات قادر على حماية الخلايا العصبية من التلف والزهايمر .
= العناية بالنوم الليلى: حيث ان النوم الليلى الجيد يقي من الزهايمر. ان قلة النوم مضرّة بالصحة بشكل عام. ويمكن أن يؤدي النوم السيئ أو قلة النوم المزمنة إلى ظهور مرض الخرف والزهايمر، من خلال تسريع تكوين “لويحات الأميلويد” الشهيرة المسؤولة عن اعراض مرض الزهايمر .
= تناول زيت الزيتون: بشرط اختيار زيت الزيتون “البكر الممتاز”، حيث ان لزيت الزيتون مزايا وقائية ضدّ مرض الزهايمر، إنَّ الجزيئيات الموجودة في زيت الزيتون من أوميغا 3، ومضادات الأكسدة تساهم في إذابة لويحات الأميلويد المسؤولة عن أعراض الزهايمر.
= جلسات حمامات الساونا: إن حمام الساونا ممتاز لصحة القلب والأوعية الدموية . أن القيام بجلسة ساونا واحدة اسبوعيا يخفض من خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر بحوالي 20%.
= حل الكلمات المتقاطعه: يمكن لألعاب الفيديو والكلمات المتقاطعه حماية الوظائف المعرفية، وتقوية الذاكرة، والحفاظ على قدرة الدماغ.
= تناول الاغذية الطبيعيه الطازجه: حيث يمكن لفيتامينات الكولين وهو جزيء ينتمي إلى عائلة فيتامينات بى B أن يساعد في الوقاية من مرض الزهايمر، بل ويخفف من أعراضه عند تثبيته بالفعل،. ويوجد الكولين في صفار البيض ولحوم الحمراء الغير دهنيه والخضروات والفواكه.
ونشرت ابحاث لمستشفى “هارلي ستريت” البريطانيه ان هناك تطور علاجى جديد للزهايمر دون عقاقير والذى يعد ثورة علاجية طبيعيه. حيث أعلن المستشفى في المملكة المتحدة باجراءات نجاحيه في تقديم أول علاج لمرض الزهايمر والخرف ويخلو من العقاقير، في نقلة علاجية ثورية.
وأن مستشفى “هارلي ستريت” قدم علاجًا يسمى “التحفيز بالنبضات عبر الجمجمة” عن طريق تمرير موجات صوتية قصيرة وغير مؤلمة عبر رأس المريض لتحفيز مناطق الدماغ العميقة بدقة مليمترية، التي بدورها تحفز عوامل النمو العصبي، مما يساعد في نمو الخلايا العصبية وبقائها على قيد الحياة، وكذلك تعزيز تكوين أوعية دموية جديدة وتحسين الدورة الدموية.
وأشار باحثون من جامعة فيينا، بعد القيام بتحليل فعالية هذا العلاج الجديد، إلى أن ستة جلسات علاجية مدة كل واحدة 30 دقيقة على مدار أسبوعين يمكن أن تحسن من مرض الزهايمر الخفيف إلى المعتدل. وأبلغ المرضى الذين تلقوا العلاج من خلال دراسة جامعه فيينا عن تحسن ملحوظ في الذاكرة والتواصل اللفظي، كما أفاد بعض المرضى أيضًا بتحسن الإحساس بالاتجاه الذي سمح لهم بأداء مهامهم اليومية بشكل مستقل، كما تمكن البعض من الوصول إلى طريقهم بأمان إلى المنزل دون مساعده من الاخريين.



