
د محمد حافظ ابراهيم
أظهرت دراسة أنّ الاحترار المناخي زاد أضعافاً من احتمالية وشدّة الفيضانات التي اجتاحت ألمانيا وبلجيكا في يوليو 2021 وأوقعت أكثر من 200 قتيل وخلّفت أضراراً بمليارات اليوروهات. ووفقاً للدراسة التي أجراها علماء «وورلد ويذر أتريبيوشن»، وهى المبادرة التي تجمع خبراء من معاهد بحثية مختلفة حول العالم، فإنّ احتمال حدوث الفيضانات الكارثية التي اجتاحت هذه المناطق زاد بنسبة تسع مرات بسبب الاحترار الناجم عن النشاط البشري لانبعاثات الغازات الدفيئة.
واوضحت الدراسة أنّ الاحترار المناخي أدّى أيضاً إلى زيادة كمية الأمطار على مدار اليوم بنسبة تتراوح بين 3 في المائة و 19 في المائة. وهذه ثاني دراسة تحمّل بوضوح مسؤولية هذه الكوارث الطبيعية إلى ارتفاع درجات حرارة الكوكب. وكانت المبادرة نفسها خلصت إلى أنّه لولا التغير المناخي لكان من شبه المستحيل حصول ظاهرة «القبّة الحرارية» التي خنقت كندا والغرب الأميركي في أواخر يونيو 2021 .
وفي مطلع أغسطس 2021 توقع خبراء المناخ في الأمم المتحدة أن يرتفع الاحترار العالمي بمعدل 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية بحلول العام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات التي وضعت قبل ثلاث سنوات، ما يهدّد بحصول كوارث جديدة غير مسبوقة في العالم الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية. و قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إنّ البشر مسؤولون بشكل لا لبس فيه عن الاضطرابات المناخية وليس لديهم خيار سوى خفض انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير إن أرادوا الحدّ من تداعيات الاحترار المناخي .
واوضح عالم المناخ الروسى الدكتور فلاديمير ريابوف ان هناك موعد لكارثة عالمية على البشرية . حيث أعلن الدكتور فلاديمير ريابوف، أن على البشرية اتخاذ الإجراءات اللازمة، لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري، لأنه بعد 100 عام سيرتفع مستوى سطح البحر بمقدار خمسة أمتار. ويشير الدكتور فلاديمير ريابوف إلى أنه إذا ارتفع مستوى سطح البحر بضعة أمتار، فسوف يغرق 30 بالمائة من الأراضي اليابسه وهذه المناطق معظمها ذات كثافة سكانية عالية ونشاطات اقتصاديه عديده. وهذا سيتطلب هذا إجلاء عدد كبير من السكان ونقل وسائل الإنتاج والمساكن الى اماكن داخليه اخرى .
ووفقا للدكتور فلاديمير ريابوف ، تشير الحسابات الأولية، إلى أن مستوى سطح البحر سيرتفع بصورة ملحوظة بحلول عام 2050 . ولن يكون من السهل التكيف مع التغيرات المناخية في العالم حتى إذا ارتفعت درجات الحرارة بضعة درجات.
ويشير العالم، إلى أن هذه التنبؤات قد لا تتحقق، إذا تمكنت بلدان العالم من خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والغازات الدفيئه ما يساعد على إبطاء تفاقم الاحترار العالمي. ووفقا للدكتور فلاديمير ريابوف يمكن للبشرية تأجيل الارتفاع الحاد في مستوى سطح البحر 300 عام اذا تم خفض الغازات الدفيئه وخاصه الكربونيه . ويقول الدكتور فلاديمير ريابوف انه بالطبع من المستحيل وقف عملية الاحترار العالمي، ولكن إبطاء هذه الظاهرة سيمنح البشرية الوقت والتكنولوجيا للاستعداد للظروف الجديدة التي ستواجهها مستقبلا.