د محمد حافظ ابراهيم
اكتشف الأطباء أن مركبات الأنثوسيانين الموجودة في البصل الأحمر والتي تذوب في الماء، لها خصائص تبطئ نمو وتطور الأورام السرطانية في الأمعاء. واكد الباحثين من جامعة غيلف الكندية تأثير مستخلص الكيرسيتين، الذي حصلوا عليه من خمسة أنواع من البصل في الخلايا السرطانية في القولون. واستنتجوا أن هذه المادة تمتاز بخاصية تبطئ نمو وتطور الأنسجة السرطانية.
وقام الباحثون بتجارب لمعرفة تأثير مستخلص الكيريسيتين في الخلايا السرطانية في حال التلامس المباشر. وقد بينت نتائج هذه التجارب أن مفعول المستخلص الذي حصلوا عليه من البصل الأحمر كان الأقوى في إبطاء سرعة نمو الخلايا السرطانية في الأمعاء.
وبعد دراسة هذه التجربه ظهر أن هذا المكون يحيد الجذور الحرة التي تسبب تلف الحمض النووي محفزة بذلك نمو السرطان. إضافة لهذا يتميز هذا المركب بخواص مضادة للالتهابات عموما . كما وجد الباحثون احتواء البصل الأحمر إضافة إلى الكيريستين، على مركبات عديدة للأنثوسيانين، التي تقوي خصائصه المضادة للسرطانات .
كشفت الدكتورة تاتيانا بوتشاروفا، ان هناك كمية محدده من البصل التي يمكن تناولها في اليوم وهناك من عليه استبعاد البصل من نظامه الغذائي . وتشير الأخصائية إلى أن هناك كمية من السعرات الحرارية في 100 غرام من البصل هي 40 سعرة حرارية فقط، ولكنه غني بفيتامينات مجموعة В وحمض الاسكوربيك.
وان البصل يحتوي على العديد من الفيتامينات النباتية، التي هي مواد نشطة تمنع نمو البكتيريا والفيروسات. كما أن البصل يحفز عملية الهضم والشهية، ومدر خفيف للبول ويطهر الجسم من السموم. والبصل ضروري لتكوين الدم، لأنه يحتوي على الكوبالت الذي هو من مكونات فيتامين B12 المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء، ومعالجة الكوليسترول وفيتامين D. ويحتوي البصل على نسبة عالية من السيليكون الضروري للأوعية الدموية والعظام والشعر.
ولكن في نفس الوقت هناك موانع لتناول البصل. فمثلا على الأشخاص الذين يعانون من التهاب البنكرياس والمعدة وقرحة المعدة، الامتناع عن تناول البصل. ويجب عليهم الامتناع عن تناول البصل الطازج، لأنه يزيد من حموضة المعدة. لذلك يفضل تناول البصل المطبوخ على الرغم من انخفاض نسبة الفيتامينات فيه. عند عدم وجود ما يمنع أكل البصل، يمكن تناول بصلة متوسطة الحجم يوميا.
ومن فوائد تناول البصل الأحمر يوميا انه يخفض مستوى الكوليسترول في الدم، ويحسن عمل نظام المناعة المضاد للفيروسات، وينشط عملية الأيض ويساعد في تجدد الجلد. ويتميز البصل الأحمر بأنه يحتوي على نسبة عالية من مركبات الأنثوسيانين التي تعطيه لونه المميز. وعند دخول هذه المركبات للجسم، تساعد في تقوية جدران الأوعية الدموية وتخفيض مستوى الكوليسترول في الدم. فعند تناول البصل الأحمر خلال 2-3 أشهر، ينخفض مستوى الكوليسترول بنسبة 20%.
كما يحتوى البصل الأحمر على فيتامينات A وB وC وPP، التي تحفز عمل الجهاز الهضمي وعملية التمثيل الغذائي وتساعد على تخفيض الوزن، وتؤثر إيجابيا في حالة الجلد وتجدده. ووفقا لنتائج الدراسات ، يمكن للمواد الموجودة في البصل الأحمر تحيد او القضاء على الأورام الخبيثة. فمثلا، يلعب المركب الكيميائي كيريستين الموجود فيه دور قاتل خلايا الأورام في القولون والثدي.
وعلاوة على ذلك، يحتوي البصل الأحمر على حمض يؤثر إيجابيا في عمل الأمعاء، ويصفه الأطباء لكل من يعاني من آلام في المعدة. كما يجب ألاحاطه بأن البصل الأحمر كالأبيض، مطهر جيد عند الإصابة بالأمراض الفيروسية والبكتيرية.