“جنرال إلكتريك للرعاية الصحية” تطرح منظومة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
كتبت – ايه حسين
“جنرال إلكتريك للرعاية الصحية” اليوم “منظومة العناية الصدرية”، وهي مجموعة برمجية من ثماني خوارزميات للذكاء الاصطناعي قائمة على حلول “لونيت إنسايت” لتصوير الصدر بالأشعة السينية، وتساعد في تخفيف المضاعفات السريرية الناجمة عن مرض “كوفيد-19”. وتعمل المنظومة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحليل نتائج التصوير بالأشعة السينية بسرعة وتكشف لأطباء الأشعة وجود أي مظاهر غير طبيعية وتمكنهم من مراجعة النتائج بدقة بما في ذلك احتمال وجود الالتهاب الرئوي، والذي قد يكون دليلاً على احتمال الإصابة بمرض “كوفيد-19″، علاوة على مرض السل والعقيدات الرئوية وغيرها من الأمراض التي تكشفها نتائج التصوير الشعاعي.
وفي هذا السياق، قال كيران مورفي الرئيس والمدير التنفيذي لجنرال إلكتريك للرعاية الصحية: “يندرج إطلاق ’منظومة العناية الصدرية‘ في إطار جهود ’جنرال إلكتريك للرعاية الصحية‘ لوضع أحدث البرمجيات والمعدات الضرورية لتشخيص وعلاج مرض ’كوفيد-19‘ في متناول الفرق العاملة في الخطوط الأولى للتصدي لتفشي الجائحة بسرعة وكفاءة. وقد كشف تفشي الجائحة عن قدرة البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي وتقنيات الاتصال ودورها الحيوي وبالغ الأهمية في تقديم الرعاية المثلى للمرضى. وتمثل هذه النتائج بالنسبة لشركة ’جنرال إلكتريك للرعاية الصحية‘ حافزاً للاستمرار بتطوير تقنيات الصحة الذكية وتقديم تقنيات مبتكرة. ولاشك أن هذه الحلول الجديدة هي أحدث الأمثلة عن قدرة التصوير بالأشعة السينية والذكاء الاصطناعي على توفير أرقى معايير رعاية المرضى وسط انتشار هذا الوباء في وقتنا الراهن”.
وحتى اليوم، تم تأكيد إصابة حوالي 8 ملايين شخص بمرض “كوفيد-19” حول العالم، بما يضع تحديات جمّة على أطباء الأشعة والمتخصصين في التكنولوجيا والأطباء. وفي ظل تفشي الفيروس المستجد، لا يزال الأطباء بحاجة إلى أدوات تساعدهم في إدارة الحالات الجديدة والمضاعفات الناجمة عن المرض، بما في ذلك الالتهاب الرئوي وضيق التنفس الحاد، وهو أمر يزيد من حجم الضغوط الملقاة على عاتق أطباء الأشعة لقراءة اختبارات تصوير الصدر بالأشعة السينية بسرعة.
ومع إجراء نحو 1.44 مليار تصوير للصدر بالأشعة السينية سنوياً، فإن هذا العدد الكبير يضع تحديات جمّة في وجه أطباء الأشعة، لاسيما وأنهم يبحثون باستمرار عن مؤشرات لأمراض عديدة في كل اختبار يجرونه.
وتستفيد “منظومة العناية الصدرية” من قوّة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الحد من هذه الضغوطات من خلال تحليل تلقائي للصور يرصد ثماني نتائج غير طبيعية للتصوير الشعاعي، بما في ذلك الاشتباه بالإصابة بمرض السل والالتهاب الرئوي، وهي أعراض يمكن أن تشير أيضاً إلى الإصابة بمرض “كوفيد-19”. وعند قراءة التقرير في أنظمة أرشفة الصور وأنظمة الاتصالات (PACS)، يمكن للمتخصصين في التصوير الشعاعي التعرف بسرعة على حدة الأعراض غير الطبيعية الثمانية المحتملة، وإجراء عملية تركيب الصور، ووصف موقع الإصابة كتابياً بما يثمر في تسريع وتيرة التشخيص والعلاج.
وأشار البروفيسور فيرغوس جليسون، استشاري طب الأشعة، وأستاذ الطب الشعاعي في جامعة أكسفورد، ورئيس الجمعية الأوروبية للتصوير الصدري لعام 2020: “يبحث المتخصصون في قطاع الرعاية عن وسائل موثوقة سريرياً تساعدهم في التعرف على الأعراض بشكل مبكر، وتحديد المرضى الأكثر عرضة من غيرهم لمخاطر حصول مضاعفات وبالتالي يتعين مراقبتهم باستمرار. لذلك يتمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد درجات المرض بين المرضىـ لتوجيه الموارد الطبية في المستشفيات نحو الأكثر حاجة إليها أثناء خضوعهم للعلاج، وعقب خروجهم من المستشفى”.
وتوفر “منظومة العناية الصدرية” الدعم الضروري للمساعدة في التعرف بسرعة على الحالات عالية الخطورة بالإضافة إلى مراقبة المرضى الذين يظهرون تطور وتراجع أعراض الجهاز التنفسي الخفيفة. مع معدل دقة يبلغ 97%-99% (المنطقة تحت المنحنى AUC)، وتم تخصيص الخوارزميات الفعالة التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف نتائج الفحوص الإشعاعية في غضون ثوان معدود ة. وفي إحدى الدراسات، أظهرت النتائج انخفاضاً بنسبة 34٪ في وقت القراءة لكل حالة مرضية.
وإضافة إلى الكشف عن الالتهاب الرئوي، تدعم “منظومة العناية الصدرية” أمراضاً مثل السل؛ وانخماص الرئة؛ والتكلس؛ وتضخم القلب؛ والتليف؛ واتساع المنصف؛ والعقيدات الرئوية؛ وكشف الانصباب الجنبي.
وتتوفر “منظومة العناية الصدرية” لآلاف من عملاء “جنرال إلكتريك للرعاية الصحية” حول العالم لوحدات التصوير بالأشعة السينية الثابتة والمتنقلة ووحدات التصوير الشعاعي / التنظير الفلوري، ويعني ذلك القدرة على نشر هذه التكنولوجيا بوتيرة سريعة في الأسواق، والمستشفيات دون أي رسوم سنوية، وهو أمر في غاية الأهمية في حال وقوع موجة ثانية من تفشي جائحة “كوفيد-19”. وعلاوة على ذلك، لا يتطلب تثبيت هذه التقنيات من العملاء تعزيز بناهم التحتية لتقنية المعلومات، بما يساهم في الحد من معوقات توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ومن جهته أشار براندن سوه الرئيس التنفيذي في شركة “لونيت”: “يعتبر تقديم تقنياتنا للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مزود للتقنيات الرائدة مثل ’جنرال إلكتريك للرعاية الصحية‘ـ لاسيما في إطار ’منظومة العناية الصدرية‘ تقدماً كبيراً في تقديم حلول فعالة لمجموعة واسعة من العملاء لتطوير أصولهم في قطاع الرعاية الصحية، ويقربنا خطوة أخرى من تطبيق نظم الذكاء الاصطناعي لتتكامل مع معايير الرعاية الصحية السائدة اليوم”.
ولتقديم هذه التقنيات المتطورة، أبرمت “جنرال إلكتريك للرعاية الصحية” اتفاقية شراكة مع “لونيت”، شركة برمجيات الذكاء الاصطناعي الطبي في كوريا الجنوبية، والتي تطور قدرات التحليل المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض الرئة عبر التصوير بالأشعة السينية لمنطقة الصدر. وتأسست الشركة في عام 2013، وأرست تقنياتها السباقة وبرمجياتها المتطورة للتصوير الطبي مكانتها الرائدة على مستوى العالم، بما في ذلك ImageNet وTUPACو Camelyon، لتتفوق على شركات رائدة عالمياً مثل جوجل وآي بي إم، ومايكروسوفت.
ويعتبر التعاون بين “لونيت” و”جنرال إلكتريك للرعاية الصحية” هو الأول من نوعه في تقديم منتجات الرعاية الصحية على مستوى الأعمال في القطاع، بدءاً من الشركات الناشئة والمتخصصة في الذكاء الاصطناعي إلى مصنعي معدات التصوير بالأشعة السينية.