د.محمد حافظ ابراهيم
كشفت دراسة جديدة قام بها علماء وباحثون من جامعة أنجليا روسكين في كامبريدج بانجلترا أن ما يقرب من 99 % من وفيات فيروس كورونا يعانون من نقص فيتامين د، وهذا يضيف إلى الأدلة المتزايدة على أن فيتامين د يمكن أن يكون منقذاً للحياة ضد فيروس كورونا .
وقام الباحثون بتحليل سجلات المستشفيات لـ 780 شخصًا ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا وأظهرت النتائج وفاة 98.9 % من المرضى المصابين بنقص فيتامين د – أقل من 20 نانوجرام / مل ، انخفض هذا إلى 4.1 % فقط للمرضى الذين لديهم ما يكفي من فيتامين د .
و تشير العديد من الدراسات إلى أن مرضى Covid-19 أكثر عرضة للوفاة إذا كانوا يعانون من نقص فيتامين د . وجدت أحد الاستقصاءات – التي أجرتها جامعة أنجليا روسكين في كامبريدج – أن الدول الأوروبية التي بها مستويات منخفضة من فيتامين د لديها إصابات أكثر بكثير من الوباء .
وجد الفريق أن المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين د كانوا أكثر عرضة للوفاة 10 مرات عندما تم أخذ العمر والجنس والأمراض المصاحبة في الاعتبار . وكتبوا في الورقة البحثية: “عند التحكم في العمر والجنس والأمراض المزمنة، يرتبط وضع فيتامين د ارتباطًا وثيقًا بوفيات Covid-19.” يقدر الخبراء أن حوالي مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من نقص في فيتامين د، وقد تم وصف الأرقام بأنها “مشكلة صحية عامة عالمية”
يحتاج جسم الإنسان إلي فيتامين د إما عن طريق أشعة الشمس و تناول أطعمة غنية به لامتصاص الكالسيوم والفوسفور، وتعزيز نمو العظام مما يحميها من حدوث كساح في الأطفال، ولين العظام بالنسبة للبالغين.
ويؤثر على بقية وظائف الجسم الحيوية، فأثبتت بعض الدراسات أن كثير من مرضى سرطان الثدي، وسرطان القولون، والاكتئاب، وأمراض القلب، ومرضى السمنة.. كل هؤلاء لديهم معدل منخفض من فيتامين د .
أهمية فيتامين د للجسم
= يقي من كسور العظام.
= يحمي كبار السن من السقوط الكثير ومن هشاشة العظام.
= يحمي من بعض أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي، و القولون، والبروستاتا.
= يقي من أمراض القلب، والضغط المرتفع، ويقلل من نسبة الإصابة بمرض السكري.
= تحسين الحالة المزاجية.
= يحمي من العدوى المتكررة عن طريق تعزيز جهاز المناعة في الجسم.
= يقي من أمراض الجهاز التنفسي.
كيف نحصل على فيتامين د : يحتاج جسم الإنسان يوميًا ما يعادل 600 IU ويختلف الاحتياج حسب المرحلة العمرية ونحصل عليه عن طريق:
= التعرض لأشعة الشمس من 15-30 دقيقة.
= تناول أطعمة تحتوي فيتامين د .
= تناول مكملات غذائية.
أشعة الشمس وفيتامين د : عندما يتعرض الجسم لأشعة الشمس يبدأ في إنتاج الفيتامين، وهذا يعتمد على عدة عوامل:
= توقيت التعرض لأشعة الشمس: أفضل الأوقات قبل الساعة 10 صباحًا و بعد 3 مساءً.
= نسبة الميلانين في جلد الإنسان: يعد الميلانين واقيًا من أشعة الشمس، بالتالي كلما زادت نسبته في الجلد احتاج الجلد وقتًا أطول للاستفادة من أشعة الشمس وتكوين فيتامين د كما الحال لدى أصحاب البشرة السمراء. حيث ان من يعيش بعيدًا عن خط الاستواء يحتاجون إلى قضاء وقت أطول في أشعة الشمس.
هل واقي الشمس يقلل امتصاص الجلد لفيتامين د : يحمي واقي الشمس جلد الإنسان من التعرض إلى ألاشعة فوق البنفسجية، هذه الأشعة التي تحفز الجلد لإنتاج الفيتامين، بالتالي يؤثر واقي الشمس على ذلك. ولكن دراسات أخرى كثيرة أثبتت أن واقي الشمس له تأثير بسيط جدًا على إنتاجه في الجلد، ولا يؤثر على معدله في الدم، ومن الممكن زيادة مدة التواجد في أشعة الشمس لتقليل هذا التأثير.
أسباب نقص فيتامين د : تسبب بعض الأمراض نقص الفيتامين مثل:
= اضطرابات الجهاز الهضمي مثل داء كرون، والتليف الكيسي، والداء البطني (حساسية القمح)، هذه الأمراض تمنع امتصاصه من الأمعاء.
= جراحات إنقاص الوزن تؤثر أيضًا على امتصاصه من الأمعاء.
= السمنة.
= أمراض الكلى والكبد.
عوامل الخطر يعد هؤلاء الأكثر عرضة للإصابة بنقص المعدل في الدم:
= أصحاب البشرة السمراء.
= كبار السن.
= زيادة الوزن، والسمنة.
= البقاء لأوقات كثيرة داخل المنزل.
هل تؤثر أدوية معينة على معدل الفيتامين في الدم : تسبب بعض الأدوية النقص مثل:
= أدوية الملينات.
= الكورتيزون.
= أدوية خفض معدل الكوليسترول.
= أدوية علاج الصرع.
= بعض أدوية علاج السل.
أعراض نقص فيتامين د : أغلب الناس لا تشعر بهذه الأعراض، ويبدأ المعدل الطبيعي في الدم من 30 إلى 100 نانو جرام/مل. أما المعدل من 20 إلى 30 يعد انخفاضًا بسيطًا، ومن 10 إلى 20 انخفاضًا متوسطًا، بالنسبة للمعدل أقل من 10 يعد انخفاضًا حادًا.
1- العدوى المتكررة : فهو يعمل على تعزيز المناعة ضد الإصابة بالفيروسات والبكتيريا، بالتالي عند حدوث نقص في المعدل يبدأ المريض بالإصابة بأمراض كثيرة وخاصة أمراض الجهاز التنفسي مثل: البرد المتكرر، والتهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي.
2- الشعور بالتعب والإرهاق : أن السيدات الذين يعانون من شكوى دائمة بالشعور بالتعب والإرهاق لديهم معدل منخفض من فيتامين د (أقل من 10)، ومع تناول المكملات الغذائية اختفت هذه الأعراض. كذلك فإن معدل الشعور بالإرهاق أكثر بالنسبة لمن لديهم معدل من (20-30) ممن لديهم المعدل أكثر من (30).
3- آلام الظهر والعظام : بسبب اعتماد معدل امتصاص الكالسيوم على وجود فيتامين د في معدل طبيعي في الدم، لذلك تعد آلام الظهر والعظام أشهر أعراض نقص فيتامين د.
4- الاكتئاب : أثبتت دراسات كثيرة العلاقة بين نقص المعدل في الدم وبين الاكتئاب، وذلك بسبب دوره في حماية الجهاز العصبي وتطور ونمو المخ، ومع تناول المكملات الغذائية حدث تحسن في الحالة المزاجية والنفسية.
5- خلل في التئام الجروح : يعمل فيتامين د في الدم على إنتاج مكونات مهمة لالتئام الجروح، ونمو جلد جديد بعد العمليات الجراحية، كذلك دوره المهم في مواجهة الالتهابات والإصابة بالعدوى المتكررة، لذلك مع نقص معدله في الدم يحدث خلل في هذه العملية.
6- انخفاض في معدل كثافة المعادن في العظام : مع انخفاض معدل الفيتامين، يحدث كذلك انخفاض في معدل الكالسيوم في العظام، لذلك يحتاج المريض إلى تناول فيتامين د وكالسيوم.
7- تساقط الشعر: يعد الضغط العصبي أشهر أسباب تساقط الشعر لدى السيدات، ولكن لو حدث تساقط للشعر بشكل ملحوظ يكون حينها السبب نقص في أحد العناصر الغذائية المهمة أو مرض ما مثل الأمراض المناعية.
8- آلام العضلات : هناك علاقة بين الألم المزمن ونقص معدل الفيتامين في الدم، ذلك لتأثيره على الخلايا العصبية الحسية للألم.
أطعمة تحتوي على فيتامين د : أطعمة قليلة تحتوي علبه، لأن الجسم مبرمج على إنتاجه من التعرض لأشعة الشمس، هناك 3 أطعمة تحتوي على أكبر نسبة منه:
= سمك السلمون و الماكريل.
= المشروم مع تعريضه لأشعة الشمس.
= زيت كبد سمك القد (مع الحذر من تناول كميات كثيرة منها لأنه يحتوي على فيتامين أ، الإفراط في تناوله له أضرار كثيرة)
= سمك التونة.
= منتجات الألبان (اللبن والزبادي)
= صفار البيض.
= الجبن.
= اللحم البقري.
هل الإفراط في تناول فيتامين د ضار :من الصعب حدوث ذلك بالاعتماد على أشعة الشمس، والأطعمة الغنية به فقط، ولكن يحدث هذا في بعض الحالات عند تناول مكملات تحتوي عليه بشكل منتظم لفترة طويلة .
من الممكن أن يحدث تسمم بسبب الإفراط في جرعة الفيتامين، عندما يصل معدله في الدم أكثر من 150 نانو جرام / مل، يسبب ذلك بعض الأعراض:
= ارتفاع معدل الفيتامين يسبب زيادة في امتصاص الكالسيوم الذي يسبب أعراض كثيرة مثل: الغثيان، والقيء، والعطش الشديد، وكثرة التبول.
= آلام المعدة، والإمساك، أو الإسهال.
= أمراض الكلى.