دبي للمستقبل توظف التكنولوجيا المتقدمة لتسهيل “العمل عن بعد”
كتبت – ايه حسين
أكد خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل أن المؤسسة تواكب التغيرات المتسارعة وتحديات المرحلة الحالية عبر مواءمة استراتيجياتها وخطط عملها ومشروعاتها تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في حوكمة تصميم المستقبل ليكون قطاعاً استراتيجياً يعتمد على البحوث ومهارات الاستشراف للتعامل مع المتغيرات العالمية.
وقال بلهول: “إن التحديات التي يواجهها العالم بسبب فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، أتاحت لنا كمؤسسة فرصة لاختبار مستوى مرونتنا واستعدادنا للمستقبل وقدرتنا على التكيف سريعاً عملاً بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وانطلاقاً من دورنا ومسؤوليتنا بتخيل المستقبل وتصميمه وتنفيذه، لنكون من أولى الجهات الحكومية التي تطبق نظام العمل عن بعد بنسبة 100%، حرصاً على صحة وسلامة موظفينا والمجتمع مع الحفاظ على أعلى مستويات الأداء المؤسسي والترابط، باستخدام أنظمة اتصال متطورة، والاستغناء عن المعاملات الورقية وأتمتة كافة العمليات”.
وأشار إلى أن نجاح مؤسسة دبي للمستقبل في تطبيق منظومة العمل عن بعد يمثل تجربة تحتذى على الصعيدين الوطني والعالمي، ويرتكز هذا النجاح بشكل رئيسي على تطوير بيئة عمل افتراضية سريعة التكيف توفر لفرق العمل الصلاحيات لتحديد الأهداف وإنجاز المهام، وإنشاء البنية التحتية التقنية وتطويرها، ودعم الصحة النفسية والبدنية وتحفيز الموظفين وتشجيعهم طوال الوقت.
خلفان جمعة بلهول: مبادرات تواكب تغيرات المستقبل
وقال خلفان بلهول: “باشرنا منذ الأيام الأولى لأزمة “كورونا” التي عصفت بالعالم دون مقدمات، توظيف قدراتنا البحثية وكوادرنا الوطنية وشبكة شركائنا العالمية لإعداد سلسلة تقارير استشرافية لبحث التغيرات المتوقعة في القطاعات الاستراتيجية والحيوية، والخروج بتوصيات ومقترحات عملية تدعم عمل الجهات الحكومية والخاصة في الإمارات والمنطقة، وتعزز قدرتها على فهم المتغيرات المتسارعة ومواكبة التحديات والاستعداد لها، وتوفير مرجعية بحثية لرسم خطط واستراتيجيات المستقبل”.
وأكد أن مؤسسة دبي للمستقبل تواصل تطوير منظومتها في تطبيق “العمل عن بعد” من خلال تشجيع اختبار الأفكار والطرق الجديدة والتعلم من تجاربها وتبادل الممارسات الناجحة في دبي ودولة الإمارات مع تزايد الاعتماد على الشبكات الافتراضية المستقبلية، وإنتاج المحتوى بالتعهيد الجماعي عبر الإنترنت، ودعم أنظمة التعليم عن بعد، وتنظيم المسرعات والمتاحف الافتراضية.
وتتمثل الفترة المقبلة في عمل مؤسسة دبي للمستقبل بمرحلة الاستعداد لـ “الوضع الطبيعي الجديد”، التي ستشهد تنفيذ أغلب المهام عن بعد، مثل إجراء الأبحاث ووضع الخطط الاستراتيجية، والإشراف على الميزانية وغيرها، فيما ستواكب بعض المهام، مثل العمل في مكتب الاستقبال والدعم الفني، وإدارة المرافق، وضم الموظفين الجدد وتوظيف المواهب، متغيرات المرحلة.
استشراف مستقبل القطاعات الحيوية
وتولى فريق “أبحاث دبي للمستقبل” مسؤولية إعداد مجموعة شاملة من التقارير الاستشرافية والأبحاث والدراسات الخاصة بمستقبل القطاعات الحيوية في دولة الإمارات والعالم العربي بالتعاون مع شركاء المؤسسة من القطاعين الحكومي والخاص، ومن خلال شبكةً عالمية من علماء استشراف المستقبل. وتواصل “مجالس دبي للمستقبل” عقد اجتماعاتها عن بعد باستخدام أنظمة الاتصال عبر الإنترنت لدراسة التحديات والتغيرات في مجموعة من القطاعات الرئيسية وتوظيف التوصيات في دعم تنفيذ المبادرات الوطنية.
ويتواصل مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات مع الخبراء والمتخصصين في مجالات الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق والبلوك تشين حول العالم لدراسة فرص توظيف هذه الأدوات التكنولوجية في الحد من تأثيرات انتشار فيروس “كورونا” على القطاعات الحيوية والرئيسية.
عبد العزيز الجزيري: تغيرات عالمية في طبيعة العمل الحكومي والخاص
وأكد عبد العزيز الجزيري نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل أن تجربة العمل عن بعد في المؤسسة حققت نتائج بارزة خلال الأسابيع الماضية أثبتت قدرة فريق العمل على مواكبة التغيرات في طبيعة تنفيذ المهام وعقد الاجتماعات والارتقاء بسرعة ودقة العمل، بما يعكس استعداد دبي ودولة الإمارات للفترة المقبلة بفضل بنيتها التحتية المتطورة ورؤيتها الاستشرافية.
وقال الجزيري: إن التحديات العالمية فرضت تغييراً في طبيعة العمل الحكومي والخاص بوتيرة أسرع من قدرة الأطر التنظيمية على استيعابها، ما يؤكد أهمية تطوير التشريعات والقوانين لتنسجم مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ونحن في مؤسسة دبي للمستقبل ملتزمون بتطوير مشاريع تجريبية وخطط عمل مرنة ترتكز على التكنولوجيا الحديثة لدعم مواصلة الأعمال عن بعد ومواكبة “الوضع الطبيعي الجديد” الذي قد يكون أكثر مرونة وفعالية وكفاءة.
عادل اليعقوبي: المرونة وفعالية الأداء من أبرز عوامل نجاح العمل المستقبلي
من جهته، قال عادل اليعقوبي الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في مؤسسة دبي للمستقبل إن نجاح تطبيق العمل عن بعد في المؤسسة يعود إلى فعالية تنظيم وحدات الأعمال الاستراتيجية التي تضم فرق عمل تتعاون بنشاط وفعالية وتمتاز بمرونة تمكنها من تنفيذ جميع أعمالها بنجاح عن بعد، وهذا ما لا يمكن تحقيقه في مؤسسات تدار وفق تراتبية هرمية، في وقت يتطلب التفكير بروح ابتكارية والتكيف مع الظروف الغامضة وسريعة التغير. وأشار إلى إن المؤسسة أتاحت لوحدات الأعمال إمكانية متابعة مراحل تنفيذ المشاريع والمبادرات والخطط الاستراتيجية من خلال منصة رقمية تستعرض النتائج المتوقعة والإنجازات المحققة ومؤشرات الأداء الرئيسة على كافة المستويات.
عزة الشرهان: الصحة الجسدية والنفسية تدعم جودة حياة فريق العمل
وأشارت عزة علي الشرهان رئيس قطاع الشؤون المؤسسية في مؤسسة دبي للمستقبل، إلى أهمية تطوير منظومة جديدة لتقييم إنتاجية الموظفين بناء على الأعمال التي يتم إنجازها خلال فترة زمنية معينة بدلاً من قياس عدد ساعات العمل داخل المكتب، لافتة إلى أن المؤسسة كانت سباقة في تطبيق “العمل عن بعد” بنسبة 100%.
وأكدت الشرهان حرص المؤسسة على صحة الموظفين الجسدية والنفسية ومستويات الإنتاجية والحد من الشعور بالوحدة والعزلة عن الزملاء من خلال مجموعة من المبادرات التي يشرف عليها فريق السعادة وتهدف لتحسين جودة الحياة على المستويات البدنية والاجتماعية والعاطفية والبيئية والفكرية للموظفين، ونشر معلومات عملية ومشوقة وممتعة عن كيفية العناية بالصحة الجسدية والعقلية خلال هذه المرحلة، وتنظيم جلسات تدريبية افتراضية عن بعد بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً، فضلاً عن استراحات القهوة الافتراضية والاجتماعات الدورية التي يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من 110 مشاركين.
تعميم المعرفة “عن بعد”
وبعمل فريق المحتوى المعرفي على نشر أحدث المعلومات المتعلقة بفيروس “كوفيد- 19” لمجموعة من صناع القرار والجمهور عبر منصات “مرصد المستقبل” و”حوارات دبي للمستقبل” و”العلوم للعموم” و”إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية“.
وتنظم “أكاديمية دبي للمستقبل” جلسات سلسلة الرواد الرمضانية عن بعد هذا العام في تجربة رائدة لنشر المعرفة وإتاحة الفرصة أمام مختلف شرائح المجتمع للتواصل مع الخبراء والمسؤولين الحكوميين، كما يستفيد منتسبو برنامج دبي لخبراء المستقبل من منصات التواصل الافتراضية لتعزيز مهاراتهم في تصميم سيناريوهات مستقبلية للقطاعات الحيوية في دبي.
وأطلقت المؤسسة مؤخراً هاكاثون “مليون مبرمج عربي” بهدف إشراك المبرمجين العرب في كافة أنحاء العالم للعمل على تطوير حلول مستقبلية ومبتكرة لمجموعة من التحديات التي يشهدها القطاع الصحي في العالم وتحويلها إلى خدمات وبرمجيات فعالة ووضع آلية لتطبيقها والاستفادة منها في إحداث تغيير إيجابي في حياة المجتمعات.
تجارب أثبتت نجاحها
ونجحت “مسرعات دبي المستقبل” بالتحول إلى نظام العمل عن بعد، خلال الأسابيع الماضية بعد اضطرار المشاركين فيها للعودة إلى بلدانهم بسبب جائحة “كوفيد-19”. ومثّل ذلك اختباراً حقيقياً لقدرة المؤسسة على تنفيذ برامج المسرعات افتراضياً، وسيتم تقييم نتائج هذه التجربة وتطويرها في المستقبل.
كما تواصل مؤسسة دبي للمستقبل العمل مع الجهات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم لتنفيذ مجموعة من المشاريع المتعلقة بتحديات الفترة الحالية عبر مبادرة “دبي 10X“، إضافة إلى التنسيق الكامل مع الجهات التشريعية في دبي ودولة الإمارات عبر “مختبر التشريعات” لتطوير بيئة أمنة ومبتكرة لتطوير الأفكار المستقبلية وتجريبها على أرض الواقع. وتعمل “مختبرات دبي للمستقبل” من جهة أخرى على دعم جهود الهيئات الصحية في الدولة عبر توظيف تقنيات الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي والبيانات.