أخباراتصالات وتكنولوجياعام

“قمة الصناعة والتصنيع” تناقش الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات محاكاة الطبيعة

كتبت – اية حسين

اليوم الأول من فعاليات الدورة الثانية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع والمنعقدة في مدينة ايكاترينبرغ الروسية، جلسة نقاشية شارك فيها كل من معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة الرئيس المشارك للقمة، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار، ودينيس مانتوروف، وزير الصناعة والتجارة الروسي، ولي يونغ، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية /اليونيدو/ والرئيس المشارك للقمة، وذلك عقب كلمة الافتتاح التي ألقاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وناقشت الجلسة خطة التنمية المستدامة للعام 2030، والعصر الصناعي الجديد وأهمية الابتكار في دفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي المستدام، وركزت على دور تقنيات محاكاة الطبيعة والتقنيات الصديقة للبيئة في مستقبل القطاع الصناعي العالمي.

وصرح  معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة والرئيس المشارك للقمة إن الثورة الصناعية الرابعة تسببت في تحولات كبيرة في طريقة عملنا وأنماط حياتنا ..مشيرا إلى أن توظيف هذه التقنيات سيساهم في تشكيل مستقبل الصناعة مما سيكون له أثر كبير على دفع عجلة الاقتصاد العالمي.

وأضاف معاليه أن القمة توفر منصة مثالية لصناع القرار والأوساط الأكاديمية للتفاعل مع بعضهم البعض لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين أكبر عدد دول العالم.

وصرح لي يونغ، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية /اليونيدو/ والرئيس المشارك للقمة، إن الثورة الصناعية الرابعة تشكل مرحلة هامةً في تاريخ القطاع الصناعي تتمثل في الدمج بين الآلات الصناعية والتكنولوجيا الرقمية ..مشيرا إلى الدور الكبير لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي بدأ استخدامها فعلياً في الزراعة الدقيقة في تحقيق الأمن الغذائي.

وأكد أنه لا يجب المبالغة في تقدير التأثيرات السلبية والإيجابية للثورة الصناعية الرابعة على حد سواء، بل يجب العمل على ضمان توظيفها فيما يحقق خير البشرية، وهو الهدف الذي تسعى لتحقيقه القمة العالمية للصناعة والتصنيع.

وصرح  دينيس مانتوروف، وزير الصناعة والتجارة الروسي، إن الثورة الصناعية الرابعة تتميز بالتركيز على التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ..داعيا كافة دول العالم التي تحاول تبني نموذج صناعي جديد ضمان الحفاظ على النظام البيئي، وأكد أن الطريق إلى تحقيق نمو مستدام في القطاع الصناعي يتمثل في توظيف تقنيات محاكاة الطبيعة.

وتعليقاً على أهمية التنوع الاقتصادي، قال معالي خلدون خليفة المبارك : بعد تأسيس مبادلة للاستثمار قبل 20 عاماً، استطاعت الشركة تنويع محفظتها الاستثمارية لتقلل من اعتمادها الكلي على الاستثمار في قطاع النفط والغاز لتصل حصته في كامل محفظتها اليوم إلى أقل من 20 % .

وأضاف معاليه أن الجهود التي تبذل لتنويع اقتصاد الإمارات تهدف إلى تنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكدًا أن القيادة الإماراتية الرشيدة ركزت بشكل كبير على بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة.

وركزت الجلسة على أهمية زيادة الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والدور الذي تلعبه هذه التقنيات في تطوير القطاع الصناعي، بالإضافة إلى قدرتها على التأثير في أنماط العمل والحياة ..

وأشار معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي إلى استراتيجية الطاقة الإماراتية 2050 ،التي تهدف لتنويع مصادر الطاقة، مع التركيز على الطاقة النظيفة .. وفي الوقت نفسه، أشاد لي يونغ بريادة دول الشرق الأوسط في تبني استراتيجيات الطاقة المتجددة.

وأكد كل من مانتوروف ومعالي خلدون المبارك على أهمية التجربة والقدرات البشرية في توظيف الذكاء الاصطناعي .. وأكد المبارك أن العنصر البشري مكون أساسي في تطبيقات الذكاء الاصطناعي مشيرا إلى أن كل القطاعات الاقتصادية ستتأثر بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي خلال السنوات العشر المقبلة، في حين سيكون أثر هذه التطبيقات واضحًا على معظم القطاعات الاقتصادية في غضون خمس سنوات .. وقال إن الشركات والقطاعات التي ستتبنى تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل سريع ستكون هي الرابحة.

وفي معرض حديثه عن التحديات التي تواجه تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، تطرق الوزير مانتوروف إلى موضوع الحمائية، وقال إنه بصفته وزير الصناعة والتجارة في الاتحاد الروسي، غالبًا ما يُسأل عما إذا كان لديه خطة بديلة في حال فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، وأشار إلى أنه يتعين على روسيا ضمان نمو وازدهار قطاعها الصناعي كمساهم رئيسي في القطاع الصناعي العالمي .. وقال إن روسيا منفتحة ومستعدة للتعاون الدولي، وأعرب عن أمله في أن تسود العالم سياسات منفتحة تحد من الحمائية والمنافسة غير العادلة.

واختتم لي يونغ الجلسة مؤكداً على أهمية القمة العالمية للصناعة والتصنيع في دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة .. وقال إن القمة تساهم في تشجيع صناع القرار في القطاع الصناعي على الحوار حول كيفية دعم أهداف التنمية المستدامة والنهوض بها، وأن هذا الهدف يتصدر جدول أعمال القمة من خلال الجلسات الخاصة التي تناقش طرق مساهمة التنمية الصناعية في معالجة قضايا ملحة مثل الفقر والجوع في العالم، مع حماية البيئة وضمان الاندماج الاجتماعي.