أخباراتصالات وتكنولوجياعام

تقنيات ثورية جديدة لتقنية الــ 5G

كتبت اية حسين 

المؤتمر العالمي للجوال 2019، الذي أقيم في برشلونة مؤخراً يستعرض  العديد من التقنيات الثورية. لقد عرض الهاتف المحمول الذي يدعمه الذكاء الاصطناعي، مثل هاتف «هواوي ميت إكس» (Huawei Mate X)، الواجهة المستقبلية للقدرات الرقمية، وذلك بفضل تقنية الجيل الخامس (5G).

وفي عصر الجيل الخامس، يمكن تحويل كل شيء تقريباً إلى رقمنة، ومشاركته من خلال العديد من الواجهات، بما في ذلك الهواتف الذكية والكاميرات والسيارات وأجهزة الاستشعار.

وتعد الرقمنة والاتصال، من أعمق التحولات في عالم الجيل الخامس، التي ستغير حياتنا ووظائفنا، وحتى مدننا. وفي حين أن العالم المادي يبدو محدوداً في كيفية استخدامنا للموارد، فإن العالم الرقمي لا يعرف حدوداً من هذا القبيل. والمعلومات هي بطبيعة الحال غير محدود، ويمكن للناس تبادل المعرفة من أجل المعرفة البحتة. ويمتلك كلا الجانبين معرفة أكبر، وقد يولدان معرفة جديدة.

وبالإضافة إلى ذلك، وبفضل تمكين التكنولوجيا الرقمية، فإن الموارد المادية التي كان يتم احتكارها في الماضي، أصبح لها خصائص مشتركة، كتلك التي تستخدمها شركتا «أوبر» و«إيرناب»، وذلك بفضل صعود اقتصاد المنصة والتغييرات الجذرية في إمكانات السوق.

في العالم المادي، غالباً ما يكون طلب الناس على المنتجات محدوداً، لذا، فإن هذا السوق ثابت نسبياً. ولكن في العالم الرقمي، غالباً ما يتم ابتكار احتياجات الناس، لذلك، فإن حجم السوق وشكله يتغير باستمرار. فعلى سبيل المثال، يمكن للجهات الفاعلة في حفلات الجيل الثاني، التي يستمتع بها الشباب اليوم، أن تطرح شخصيات افتراضية. ومع التكنولوجيا الرقمية الحديثة، يمكن بث الأحداث الرياضية التي لا يمكن الاستمتاع بها، إلا من قِبل عدد قليل من الجماهير الحية، إلى مئات الملايين من المشاهدين حالياً، من خلال نماذج الوسائط المتعددة.

إن موجة الرقمنة هي ابتكار منتجات وتنسيقات جديدة بمعدل غير مسبوق، مع توسيع حدود السوق، كما لم يحدث من قبل.

جلبت التغييرات في التكنولوجيا أيضاً، تغييرات في أماكن العمل. ففي المجتمعات الزراعية، يعمل الناس في الأراضي الزراعية، والتي عادة ما تكون قريبة من المنزل. ومع صعود المجتمع التجاري، تطورت المدينة، ولكن البنية الاجتماعية بكاملها لا تزال قريبة جداً من حيث يعيش الناس ويعملون. وما غير هذا حقاً هو الثورة الصناعية الأولى. فبعد إنشاء مصانع إنتاج واسعة النطاق، تم فصل المنطقة التي نعيش فيها تدريجياً عن مكان العمل. وسيؤدي وصول العصر الرقمي، إلى كسر حدود الزمان والمكان. وقد لا يكون موقع العمل المستقبلي له مكتب ثابت، لكن شبكة الإنترنت ستربط العديد من المواهب القائمة على المعرفة، الذين سيعملون معاً لمواصلة العمل الإبداعي.

هناك تغيرات بالشركات وأنماط الأعمال، وهي تغييرات رئيسة أخرى في العصر الرقمي، ومنها التغيير في بنية الشركات. وسوف تتطور الشركات من كيان يوظف العاملين، إلى منصة تربط بين المواهب والاحتياجات. قد يكون هناك المزيد من الشركات الفردية التي يمتلكها شخص واحد. وفي الوقت نفسه، ستتغير أماكن وساعات العمل، كما ستتغير أنماط العمل أيضاً. فجميع مهام العمل ستكون حاسوبية، وهذا سيتطلب قدراً معيناً من المعرفة. وبالطبع، من الخطأ فهم طبيعة هذه الشركة الفردية، على أنها اقتصاد فلاحة مكتفٍ ذاتياً. فوراء كل شركة فردية، توجد منصة ونظام بيئي، وحلقة أكبر مغلقة. ومع وجود هذه التغييرات في الأفق، يبدو من المناسب الاحتفاء بقدوم عالم ذكي متواصل.