أخباراتصالات وتكنولوجيااقتصاد عربيصحةعام

تعاون بين القومي للبحوث وجامعة تشابمان بكاليفورنيا للبحث فعالة وأكثر أمانًا

كتبت – اية حسين

انطلاقًا من البحث عن أدوية فعالة وأكثر أمانًا قام فريق بحثى من المركز القومى للبحوث وجامعة تشابمان بكاليفورنيا-الولايات المتحدة الأمريكية بتشييد العديد من الببتيدات الحلقية واستخدامها كحاملات لبعض الأدوية المستخدمة فى علاج السرطان، وذلك بهدف زيادة الفاعلية العلاجية.
قام الدكتور شعبان أنور درويش الباحث بشعبة بحوث الصناعات الكيماوية بالتعاون مع الفريق البحثى بكاليفورنيا من تشييد ببتيد متصل بعقار الدوكسوروبسين ومركب الكوركومين المعروف بنشاطه المضاد للسرطان مستخدمًا بعض الكواشف الفوسفورية ومشتقات التراي أزول وثنائى البيريدين، حيث تم تصميم هذا الببتيد من أحماض أمينية معينة تزيد من النفاذية خلال الجدار الخلوى للخلايا، وكذلك محتويًا على رابطة ثنائى الكبريت وهى رابطة ثابتة خارج الخلايا السرطانية، بينما تُختزل بفعل التركيز المرتفع من الجلوتاثيون داخل الخلية المصابة مما يساعد على تحرر العقار داخل الخلايا السرطانية بناءً على الأساس النظرى تم إجراء الجزء العملى لتظهر النتائج الأولية مثالية وإثباتًا لصحة المفهوم النظرى فى البحوث التطبيقية حيث أظهرت الدراسة أن المركب المُشييد له القدرة على تثبيط نمو خلايا سرطان الدم والمبايض بينما لم يؤثر على الخلايا السليمة خلال 72 ساعة مما يعنى زيادة الانتقائية نحو الخلايا المصابة وتقليل الآثار الجانبية للعقار تعد هذه الدراسة الأولية خطوة واعدة فى مجال استخدام الببتيدات فى تطوير الأدوية المضادة للسرطان. 
الببتيدات عبارة عن مركبات بيولوجية عبارة عن سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينيه يتم الحصول عليها من المصادر الطبيعيه أو الصناعية، وقديمًا لم يحظَ استخدام الببتيدات فى المجال العلاجى بالقدر الكافى من الاهتمام، كونها ترتبط بعدد من التحديات أهمها فترة عمر قصيرة لتحللها بفعل الإنزيمات المنتشرة فى البلازما ولكن مع استمرار الأبحاث تم التغلب على العديد من هذه العقبات وأصبحت مركبات مؤهلة لاختراق سوق الدواء.
وخلال العقد الماضى اكتسبت أبحاث الببتيد العلاجية شهرة واسعة خاصة بعد ظهور أدوية فعالة معتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، مثل عقار ليوبرولين المستخدم فى علاج سرطان البروستاتا، وكذلك عقار الفانكوميسين المستخدم كمضاد حيوى، وأصبحت الببتيدات ينُظر إليها كونها أكثر أمانًا من الأدوية الجزئية الصغيرة حيث إنها تتحلل الى الأحماض الأمينيه المكونه للبروتين دون أن تؤدى إلى نواتج أيض سامة. ونتيجة لخصائصها الدوائية الجذابة فإنها تمثل نقطة انطلاق فريدة لتصميم أدوية جديدة ولقد أصبح من الضرورى استكشاف طرق جديدة تتجاوز التصميم التقليدى لتشييد ببتيدات متعددة الوظائف لها القدره على اختراق الخلايا وكذلك الارتباط بالأدوية لتزيد من ثباتها وتوجيها إلى المكان المستهدف لتقليل الآثار الجانبية.