مو يغير نمط الحياة.. وقواعدها.. ويقود تغير عميق بالمجتمع فوز ليفربول ببطولة أوروبا لكرة القدم.. حدث أسعد المصريين والعالم العربى.. والسبب محمد صلاح «مو».. كما تطلق عليه جماهير ليفربول غير من المزاج العام للمصريين بشكل عام.. الكبار والصغار. أخذنا معه إلى مناطق الجمال فى كرة القدم. علمنا ازاى نتمتع بها. صلاح وبدون إعلان أو إعلام وبثقة ورسالة ناعمة منحنا أجمل الهدايا. ولأنه واحد مننا ومسيطر على قلوبنا عشنا معه وتنقلنا معه من محطة إلى محطة.
ومن ناد إلى آخر ونتعلم منه قواعد صحيحة لصناعة الشخصية. والتشجيع.. صلاح علم المصريين ومحبيه.. يعنى اية كرة القدم والمفروض أنها متعة. وعلمنا إزاى نحتفل. ومعا أيضا جذبنا إلى أن نرصد الجماهير وكيف تشجع. وأيضا كيف تحتفل بالأهداف وكيف تتعامل مع المنافس.. مع صلاح عشنا ومازلنا أجمل سنوات العمر. لا أبالغ إذ قلت إننا جيل محظوظ لأننا شفنا بأعيننا.. محمد صلاح يصنع انتصاراته ويشق طريق بنفسه. ودون واسطة وبشياكة. أنه محمد صلاح هدية الله لنا.
فى وقت صعب. مصر بتتغير. وبتتقدم. وصلاح يكمل لنا المشهد بإدخاله تعديلات إيجابية على سلوكنا. وحياتنا. ومستقبلنا. مو ألهب حماس 100 مليون مصرى حلمه داخل ملعب الكرة.. طور حياتنا وطموحنا وساهم فى ثورة تغير لقواعد النقد وتقديم البرامج فى الإعلام الرياضى وغيره وبالطبع هذا التغيير يقضى على ظاهرة الترهل والتى حاصرت الإعلام لسنوات ومازالت. الآن الإعلام يتحرر. على الأقل فى تعامله مع مشوار محمد صلاح.. بدأ يدرك أن من مصر وفيها حاجات حلوة كتير بس هو لا يراها. لإصابته بالحول.. صلاح وبدون زفة وبيانات ومواعظ. وببساطة. منحنا أمل نعيش من أجله. والأهم أن ملاعبنا أصبحت ممتلئة.
بمواهب أو أصحاب أحلام من الصغار ممن دغدغ صلاح عواطفهم وجذبهم للملاعب وصنع لهم حلم اللعب والاحتراف ونسخ تجربته.. صلاح تحول إلى نموذج وهدف وحلم للصغار..لذا تمسك الكبار بمتابعته وتشجيعة ليحقق إنجازات أكبر وأكبر. وهو ما ينعكس على حلم أولادهم أيضا.. محمد صلاح مع ليفربول بطلا لأوروبا.. حدث ضخم ولأننا وطول حياتنا اكتفينا بدور المتفرجين. على بطولات الدول الأوروبية أو القارة ولأننا أصبحنا ومع محمد صلاح ومن خلاله مشاركين وايس متفرجين..الأمر هنا أننا الآن نتعصب لصلاح وألون ال تى شيرت الذى يرتديه..وهو ما زاد من حماسنا وتشجيعنا لصلاح أو ليفربول.
وأرى أن صلاح يقاوم بيننا التعصب..حيث وحد بين أطراف اللعبة..وحتى الإعلام اتفق على أن صلاح ثروة وطنية وشعبية مهمة يجب المحافظة علية ومساندته.. بالطبع لأننا لم نشهد مثل حالة صلاح فى تاريخ البلد.. إذًا هناك اتفاق على أننا نجهل جزءا مهما من كيفية التعامل مع نجم بحجم صلاح.. اتحاد الكرة.. الإعلام..الجماهير.. وقد تألمت عندما أقرأ كلمات أو حوارات عن صلاح أرى أنها غير منصفة ولو اطلع عليها اللاعب لغضب. عاوزين نتعلم.. نطور من أدائنا.. نتأقلم مع ظاهرة محمد صلاح.. نتعلم منها.. نعظمها.. نعممها على مراكز الشباب وننسخ منها الفرص لتعليم التلاميذ.. يعنى اية الإصرار والتحدى والتفوق.
محمد صلاح فى مشوار متجدد المعالم.. والتجارب.. هدية الله لنا مازال يغير من قواعد اللعبة.. والحياة فى الملعب وخارجه.. وعلينا أن نستعد أيضا للاستفادة من دروسه وانتصاراته وتعامله مع عناصر اللعبة داخل الملعب وخارجه.