أخباربقلم رئيس التحريرسياحة وطيرانمقال

مطرانية صيدا للروم الكاثوليك .تناقش الاعتدال والتسامح في المسيحيه والإسلام

كتب – كمال عامر 

– نظمت لجنة “الاعياد تجمعنا” في مطرانية صيدا للروم الكاثوليك ندوة بعنوان “الاعتدال والتسامح في المسيحية والاسلام – قراءة واقعية لوثيقة الاخوة الانسانية بين بابا الفاتيكان وشيخ الازهر الشريف”، والتي وقعت في دولة الامارات العربية المتحدة”. وحاضر في الندوة كل من ممثل سفير دولة الامارات حمد سعيد الشامسي الملحق

الدبلوماسي في السفارة حمدان الهاشمي، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، وتناول المحاضرون ابرز الافكار التي تناولتها الوثيقة. حضر الندوة: ممثل الرئيس فؤاد السنيورة مدير مكتبه طارق بعاصيري،

النائب زياد اسود، ممثل النائب بهية الحريري منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود، ممثل النائب علي عسيران عزيز عسيران، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، البطريرك غريغوريوس لحام، ممثل امين عام تيار المستقبل احمد الحريري مستشاره للشؤون الصيداوية رمزي مرجان، مدير المكتب الاقليمي

لامن الدولة في الجنوب العميد نواف الحسن، مدير الامن العام في الجنوب الرائد علي قطيش وممثلون عن عدد من الاحزاب اللبنانية ورئيس لجنة الاعياد تجمعنا: الاب جهاد فرنسيس واعضاء اللجنة: طارق ابو زينب، معادن الشريف ونسرين نجم وفعاليات تربوية واجتماعية وجمع من المدعوين. بعد النشيدين الوطني والاماراتي وكلمة ترحيبية من

رئيس لجنة “الاعياد تجمعنا” الاب جهاد فرنسيس رحب فيها بالسفير الاماراتي ممثلا بالسيد الهاشمي وبجميع الحاضرين، متوقفا عند اهمية وثيقة الاخوة التي تم توقيعها في دولة الامارات العربية والدور الهام الذي تضطلع به دولة الامارات العربية في ترسيخ مفهوم السلام والعيش المشترك بين الشعوب. حداد ثم تحدث المطران حداد،

الذي توجه بالشكر للحاضرين على تلبية الدعوة، ولا سيما ممثل السفير الاماراتي، متوقفا عند وثيقة الاخوة وما تضمنته من افكار هامة تتمحور عن السلام والعيش المشترك. وقال: “بحسب الوثيقة، ان الاديان كانت سببا للنزاعات والقتل، وهذه جهالة اخرى عندما تختلط امور الدين بالسياسات والاقتصاد لم يترك تشنج في العالم الا

والصق بالدين، وكأن الاله قطعة لؤلؤة متنازع عليه بينما تعليم كل الاديان ان الله للجميع”. واضاف: “من جهة اخرى تكتشف الديانات يوما بعد يوم نظاما جديدا للمجموعة البشرية الا وهو اللامبالاة الدينية، وكأن مسألة الموت والحياة بعد الموت لم تعد هاجسا لدى الشباب لمعرفة المصير البشري، وهذه ظاهرة خطيرة لا بل اخطر من ظاهرة الالحاد

في اللامبالاة لا يعود المرء يحتاج الى اله يحبه لا بل يرفض ان يمن عليه احد بالحياة والحب والغفران والرحمة. انسان اليوم لا يحتاج لاحد، انه ذو نزعة استقلالية وهذه الذهنية الاكثر انتشارا في الغرب وتمتد جذورها الى الشرق بينما في الشرق تنتشر الاصوليات الدينية الخائفة على ذاتها وتفسر كتبها الدينية وكأنها في موقع الهجوم للدفاع

عن النفس، خارجة عن اصول التفسير الحقيقية وهذه الظاهرة بدأت تنتقل الى الغرب ايضا فيما يسمى بالاسلامو فوبيا او الكريستيانو فوبيا، وكلاهما تشويه للمسيحية والاسلام خاصة بعد حادثة نيوزيلاندا ثم كانت كلمة المفتي سوسان الذي اعتبر انه “في خضم التناحر والصراع السياسي والعسكري الذي يحاول البعض، او بالاحرى الدول الكبرى، ان تكرسه صراعا بين الشرق والغرب وتقاتلا تحت عناوين دينية، مع ارتفاع وتيرة الترهيب من الاسلام

والمسلمين في دول الغرب فيما اطلق عليه الاسلاموفوبيا وما جرى في نيوزيلاندا وسيريلانكا من احداث دموية، يؤكد عمق الازمة وخطورة المرحلة واهمية المسؤولية الملقاة على عاتق كبار القادة، الذين يملكون حس القيادة والرغبة في تجنيب العالم ويلات الصراع الديني لحماية مشاريع سياسية وطموحات اقتصادية. في هذه الاجواء برز

بصيص امل لتغيير الواقع والانطلاق نحو افق ارحب يجمع بين المؤمنين ولا يفرق بينهم، هذه الاشارة انطلقت من دولة الامارات مع انعقاد مؤتمر الاخوة الانسانية الذي جمع شيخ الازهر الشيخ احمد الطيب وبابا الفاتيكان فرنسيس في مشهد يؤكد على امكانية التفاهم والتعاون والعمل لخدمة الانسان ورفاهيته وحمايته من الاستغلال المادي

والديني، وتوج هذا المؤتمر باطلاق وثيقة الاخوة الانسانية من اجل السلام العالمي والعيش المشترك”. وختم سوسان معتبرا ان “وثيقة الاخوة الانسانية هي مدخل اساسي ومعبر حضاري يجب على الجميع العبور من خلاله لتخفيف الاحتقان ومعالجة الازمات ووقف الصراعات وتسوية النزاعات، حتى لا يبقى العالم بشرقه وغربه يعيش حالة

الانقسام والخوف والقلق”. الهاشمي ثم كانت كلمة ممثل السفير الشامسي الذي قال: “كم جميل أن نلتقي في هذا الصرح بما له من رمزية، وفي أحد أيام رمضان بما له من معنى، هذه الترجمة العميقة لمعاني العيش المشترك ليست شكلية بل هي من صميم نسيج هذا المجتمع اللبناني المتميز والمتفرد بنوعيته، وهذا هو النموذج الذي

تعمل دولة الامارات العربية المتحدة على نشره في العالم من خلال ثقافة التسامح”. وتابع: “عندما قررت القيادة الرشيدة في دولة الامارات ترتيب اللقاء التاريخي بين بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، وبين شيخ الازهر الشيخ أحمد الطيب، لم يكن ذلك فعالية تضاف الى سجل الفعاليات الكبرى التي نظمتها بلادي. بل كان هذا اللقاء وما نتج عنه

من وثيقة الأخوة الإنسانية، ترجمة عملية لما تؤمن به الدولة من ضرورة الانفتاح والحوار بين بني البشر، لأن السلام لا يمكن أن يكون إلا عبر حوارات وتمازج ثقافات وتقارب أفكار. من المسجدين في نيوزيلندا الى الكنائس في سريلانكا، العدو واحد وهو التطرف والإرهاب، وهما ليسا من الإسلام ولا من المسيحية. لذلك لا بد لنا جميعا من إذكاء الاعتدال الكفيل بردع الإرهابيين”. واضاف: “الوسطية والاعتدال يكون بالاستقامة على طاعة الله عز وجل،

والاستقامة تكون بطاعة الله، والبعد عن معاصيه، دون الميل الى التفريط ولا تقصير ولا غلو. هذه المفاهيم لا يختلف عليها اثنان.