أخبارعامفن

كنوز من كتاب “ألأصول الوصول” لسيدي عبد الله الدكتور “صلاح الدين القوصي”

 

أخطر قُطَّاع الطرق إلى الله :

أمَّا قُطَّاع طريق الله على عباده فهم أنواع ، و أخطرهم :

1 ) شياطين الإنس : الذين يدعون الناس إلى المعاصي و حب الدنيا و شهواتها.

2 ) المُخلِّطين في علمهم : الذين لم يعرفوا بعد حدود الحلال و الحرام ، و لكنهم قرأوا حديثاً هنا و حديثاً هناك ، و سمعزا عالماً هنا و عالماً هناك ، فاختلطت الأمور عليهم ، و لم يضعوا كل شئ في مكانه ، و لم يعرفوا الفرق بين الإفراط و التفريط ، فصار كل ما يرونه مخالفاً لما علموه قراءةً أو سماعاً هو في نظرهم خارجاً عن الشرع و الشريعة.

3 ) بعض العلماء بأوامر الله تعالى : و هم الذين حصروا الله تعالى و حجَّروا فضله إلاَّ على قدر ما علموه و عرفوه ، بل و أخذوا من العلم ما وافق مزاجهم و تكوينهم ، و انتصروا لنفوسهم بالدفاع عن رأيهم بأقوال غيرهم.

قيَّدوا أنفسهم بظاهر النصوص و الأوامر ، و استعلوا على غيرهم بسلطان العلم الذي تعلموه ، و ظنوا أنهم قد حازوا العلم كله ، و لم يعرفوا عن منن الله تعالى و أفضاله على عبيده إلاَّ ما عقلوه ، فصاروا هم أنفسهمحبيسي عقولهم و علمهم.

و هؤلاء إذا أخلصوا لله تعالى – رغم قصورهم – جزاهم الله على قدر إخلاصهم.

4 ) أنصاف و أشباه الأشياخ : و هم أخطر الأنواع ، و هؤلاء هم الذين سلكوا طرقاً إلى الله تعالى ، فلما ذاقوا بعض معرفته و شهوة النفس في انكشاف بعض عوالم الملكوت ، أو استخدموا الرياضة الروحية بعلم الحرفو تسخير الجن و خلافه ، فاجتمع الخلق حولهم و احترموهم و أحبوهم للخوارق التي تجري على يديهم ، فوقفوا مع هذه العوالم و الخوارق ، و ظنوا أنهم قد نالوا العلا ، فافتتنت نفوسهم ، و أقبلوا على الخلق بحجة الدعوة إلى الله ، و صرف الأذى عنهم من الجن و السحر و معرفة بعض الغيب ، و تركوا صدق التوجه لله تعالى ، و انشغلوا عنه بالأغيار.

فمنهم و العياذ بالله من تحلل من بعض الأمور الشرعية محتجاً بأنه صاحب أحوال تنتابه ، و بعضهم ازداد تمسكه بها ظاهراً ، و ذلك ليزداد حب الناس و تعظيمهم له ، و ليس للإخلاص عنده نصيب.

و من أهم صفاتهم غيرتهم من أولادهم الذين ينالون حظوة لدى الخلق ، أو يفتح الله عليهم بما لا يعلمونه هم … و باختصار هذه الفئة تحركها أنفسها دون أن ينتبهوا أو حتى مع معرفتهم بذلك.

فهؤلاء كلهم و من على شاكلتهم إنما تلعب بهم نفوسهم ، و لا يصلحون لإرشاد و لا لتربية ، فإنهم لا يفرقون بين خواطر الشيطان و خواطر الرحمن ، و لا بين الأنوار و الأغيار ، و لا بين النفس و الروح ، فكيف بالله يربي أنفساً و أرواحاً … ؟

أمَّا المُربِّي الحقيقي و الشيخ العارف بالله تعالى و الشيخ الكامل ، فهو من كان إذنه و إجازته من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقيناً لا شك و لا شبهة فيه ، و ليس الأمر بالمنامات و الرؤى التي قد تقبل الشك و التأويل ، فإن الأمر أخطر و أعلى من ذلك بكثير.

و الكل حسابه على الله تعالى.

وقانا الله و إياكم شر الفتن و الغرور.

من كتاب “ألأصول الوصول” لسيدي عبد الله الدكتور “صلاح الدين القوصي”

like & share