أخباراقتصاد عربيعام

اﻷتراك  …… ما هي أصولهم ومن أين أتوا ..؟؟ 

ما هي حضارتهم .. ؟؟ ..
وما هي ديانتهم الحقيقية قبل أن يدعوا اعتناقهم اﻹسلام ..؟؟
هل تاريخهم الحقيقي هو ما يعرض لك في المسلسلات التركية فعلا .. أم هو تاريخ مزيف أو مجتزاء .. تابع معي وأحكم بنفسك وحاول أن تحكم عقلك لتكتشف الحقائق ما بين طيات هذه السطور ..
عجيب جدًا أن مناهج التاريخ العربية خلت إلا قليل من الإشارة إلى مملكة دامت لنحو 4 قرون (650 م- 1048 م) هي “مملكة الخزر” .. هل سمعت يوما عنها ..؟؟
الأتـراك هم مجموعة قبائل جاءت من غربي الصين وأسست مملكة الخزر .. وهي مملكة أقيمت بين البحر الأسود وبحر قزوين حوالي 600 للميلاد .. وامتدت لاحقاً لتصل إلى كييف وجبال الأورال .. والتسمية جاءت من (قاز) وهي تعني المُتجول ويقابلها بالعربية البدو الرّحل ..
(لاحظ معي أن الأتراك لم يعرفوا في تاريخهم الوحدة القومية .. وعاشوا في ترحال دائم .. عالة على الحضارات المجاورة لهم) ..
في عهد الأمويين .. حشد الخزر عام 731 م قواهم وانتصر الخزر على المسلمين ودمروا جيشًا للمسلمين يقدر بحوالي 25 ألف ونجحوا في التسلل من الشمال حتى وصلوا إلى محيط الموصل العراقية .. قبل أن ينجح العرب المسلمون في إخراجهم وإعادتهم لحدودهم ..
في سنوات تلت تلك الواقعة استطاع الجيش الأموي تحقيق انتصارات داخل أراضيهم وضم عددًا من المدن الخزرية .. ويُقال أنه قتل من الخزر في هذه الحرب عشرات الآلاف ..
تزوج قسطنطين الامبراطور البيزنطي (قسطنطين الخامس) من أميرة خزرية اعتلى ابنها العرش الإمبراطوري باسم ليو ليون الرابع واشتهر باسم ليون الخزري ..
كان الخزر وثنيون يعبدون “قضيب الرجل” ويمارسون شعائر دينية خاصّة .. وهي ديانة انتشرت في بلاد التيبت وغربي الصين وفي اليونان القديمة ..
في سنة 720 م .. اعتنق ملك الخزر خاكـان بـولان اليهوديـة .. وفي سنة 740م وفي عهد هارون الرشيد أعتبرها ديناً رسمياً لمملكته ..
ويفسر المؤرخون تهود ملوك الخزر الأتراك بالقول بأنهم اعتنقوا الديانة اليهودية ليكونوا بمنأى عن الصراع الدائر بين القوتين العظمتين الإسلامية – البيزانطية .. وأنه استنادَا إلى تهوّد الملوك وعدم وجود سلطات رقابية لمسألة انتشار الدين انتشرت اليهودية كالنار في الهشيم بين الخزريين .. وهاجر إليه عدد كبير من اليهود جاؤوا من بلاد المسلمين .. وآخرين من بيزنطة .. حيث أجبروا على دخول الدين المسيحي ..
وبحسب طابور طويل من المؤرخين .. من ضمنهم جمال حمدان أن هؤلاء الأتراك اليهود هم أجداد اليهود الأشكناز الحاليين (ثلاثة أرباع يهود العالم) وأنهم استوطنوا شرق أوروبا (بولندا وأوكرانيا و..) وروسيا وبعض المناطق الأوروبية ..
عندما احتل المسلمون كامل بلاد الخزر .. غادرها الملك ومعه نبلاء قومه وأغنيائه إلى غرب أوروبا .. حاملين معهم أموالهم وذهبهم .. بينما هرب قسم من الشعب الخزري “الأشكينازي” إلى بلغاريا ورومانيا وجنوب الفولغا .. وشكلوا جيشاً قوياً منع وصول الغزو الإسلامي تلك البلاد ..
لكنهم بنفس الوقت حاربوا أصحاب البلاد الأصليين من أتباع الكنيسة الشرقية .. ونفذّوا مذابح بحق السكان المسيحيين .. محاولين إقامة مملكة في جزيرة القرم .. نتيجة هجمات وحروب المسلمين الطويلة من الجنوب والروس والبيزنطينيين من الشمال والغرب .. وجـد الخزر اليهـود الذين بقوا في بلادهم بين قزوين والبحر الأسود .. أنّ دخول الإسلام يجنبهم القتل .. فأسـلموا
وبعد ذلك استطاع الروس اسقاط مملكتهم شمال البحر الأسود بمساعدة البيزنطيين، عام 998 للميلاد ..
عمل زعماء قبائل الخزر الأتراك في خدمة الملوك المسلمين .. ومنهم اليهودي الخزري التركي سلجوق بن دقاق .. سـلجوق هـذا لديـه خمسة أبنـاء ذكـور أسماؤهم: ميكائيـل وإســرائيل وأرسلان وموسـى ويونس ..
أعلن سـلجوق إسـلامهِ وأخذ يُحارب أبنـاء عمومتـه الأتراك الوثنين في منطقة تركستان .. ثم راح يؤسس دولةً مستقلةً للسلاجقة في عهد السلطان محمود الغزنوي حاكم الغزنوية في بلاد الهند وفارس .. فقام السلطان محمود بشن حملة على السلاجقة انتهت بالقبض على سلطانهم أرسلان بيغو وعدد كبير من أتباعه .. وأرسل أرسلان إلى السجن قضى فيه أربع سنوات ثم مات ..
عاد السلاجقة للتمرد وشكلوا جيشاً جديداً .. مستغلين انشغال الدولة الإسلامية بحروب الهند .. إلى أن جاء ركن الدّين طغرل بيك بن ميكائيل حفيد سلجوق .. فكان أقوى قادتهم والمؤسس الحقيقي للدولة السلجوقية .. طغـرك بيك هذا أحد أهم أبطـال تركيا التاريخيين ..
استطاع السلاجقة السيطرة على عقول المسلمين .. بالإضافة للسيطرة على دولتهم .. فشكلوا نواة للدولة العثمانية فيما بعد .. وثأروا لأجدادهم الخزريين من البيزنطينيين عندما احتلوا القسطنطينية .. ثم ارتكبوا المجازر بحق أتباع الكنيسة الشرقية من اليونانيين والبلغار والرومانيين والصرب وغيرهم ..
من عادات العائلات الخزرية اليهودية التي هاجرت نحو الغرب اقتنـاء كميات كبيرة من الذهب والاهتمام بالاقتصاد .. والحفاظ على استمرارية التواصل مع بعضها البعض من خلال شبكة نظام مالي وتجاري وعائلي .. كما حافظت فيما بعد عائلات السلاجقة الأتراك المسلمين على علاقات مميزة بيهود الشرق الأوسط “المزراحيم” الذين كانوا يقيمون في العراق وسوريا وإيران وأفغانستان واليمن ..
أثّر هذا كثيراً في نجاح السلاجقة بالسيطرة على العالم الإسلامي .. ولمن لا يعلم .. فإنّ عائلــة روتشـيلد اليهودية الألمانيـة أغنـى أغنيـاء العالم .. عائلة خزريـــة ..
السلاجقة هم أجداد يهـود الدونما الحاليين ..وأجـداد العثمانيين الذين شوّهوا الإسلام ومازالوا .. والذي يعود لتاريخ الحروب العثمانية وانحطـاط أخلاق جنودهـا .. واعتمادها في احتلال البلدان على الحرق التدمير والقتل وقطع الرؤوس والصلب والخوازيق .. والنهب وسبي النساء وبناء القصور .. يعرف من أين جـاءت داعش وقبلهـا تنظيم القاعدة ..
نعـم نجـحَ العثمانيـون في تصوير الإسلام على أنه دين دموي همجي عدائي مُتخلّف لا يمكن التعايش معه ..
عدو الخزر الأول كان الروس والكنيسة الأرثوذكسية التي دمروها وأحرقوها .. ثم يأتي العدو الثاني وهو العرب المسلمون .. الذين احتل العثمانيون بلادهـم ودمّروا قبائلهم وحصونهم ووجودهم العلني في الشرق الأوسط ..
الخزر – السلاجقة – العثمانيـون – الأتـراك – إســرائيل رابطـة لا تنتهـي وعلاقـات أكثر من أخويـة .. ويكفي أن نعرفَ أنّ السلطان السـفّاح سليم القانوني تزوّج من روكسلان اليهودية الخزرية ومنحها مكانة “سلطانة” القسطنطينية .. حيث عملت هذه الخزرية على استضافة يهود السفرديم الاسبان بعد طردهم من الأندلس ومن ثمّ سمح لليهود بالاقتراب مجدداً من حائط البراق ..
ولا ننسى أنّ تركيا هي أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل وتسعى عبرَ حفيد اليهـود الخزريين المدعو أيردوغـان للسيطرة على العالم العربي .. وإشعال حروب طائفية بالوكالة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ..
لا شك أن الصهيونية .. نجحت في الوصول إلى المناهج العربية ورواة التاريخ العرب .. وهمشت قصة هذه المملكة التي دامت أربعة قرون واشتبكت مع المسلمين الأوائل والبيزنطيين والفرس .. (أي أنها لم تكن كمًا مهملًا) حتى لا يلتفت عموم الناس .. لما يمكن أن يلتفت إليه أي باحث متواضع في التاريخ .. وهو أن أحفاد الأتراك الخزر (المتهوّدين) هم من يشكلون الآن النسبة الأكبر من يهود العالم والكيان الصهيوني ..
لكن هل الصهيونية وحدها هي من أردات تهميش قصة الخزر ومملكتهم؟
يقينا أستنتاجيا .. فهناك طرف آخر تقاطعت مصلحته مع الصهيونية في تهميش تلك القصة .. وهم الأتراك المسلمون (سلاجقة وعثمانيون) ..
ربما رأى الأتراك أن في قصة بني قومهم الذين حاربوا المسلمين الأوائل .. وتهود معظمهم ما يعيبهم .. وما يتنقص من الهالة المقدسة التي حاولوا أن يحيطوا انفسهم بها (رغم أن في الحقيقة لا يعيب المرأ أن يكون أجداده أو أبناء عمومته على غير ما هو عليه أبدًا) ..
وهو ما يفسر لنا لماذا كل هذا الكم الهائل من المسلسلات التركية التاريخية التي تتحدث عن بطولات أجدادهم وفتوحاتهم العظيمة بعد دخولهم اﻷسلام ومحاولة تلميع تاريخهم وطمس حقيقة جرائمهم .. دون التطرق لتاريخ أجدادهم اﻷوائل المؤسسين لدولتهم ..