أخباراتصالات وتكنولوجياعام

تعليق علي زيارة الجزائر

27 ديسمبر 2017

بقلم : كمال عامر

تلقيت هذه الرسالة من ندى الموافى وباسم السعيد وهما من عناصر البعثة الشبابية المصرية التى سافرت إلى الجزائر للحصول على إجابات بشأن العلاقات المصريه الجزائريه الشبابية لماذا فاترة واضافة على حد قولهما لما نشرته هنا فى لقطات تعليقًا على الزيارة كتبًا.
قمنا برحلة إلى الجزائر منذ حوالى أسبوعين مع الوفد المصرى التابع لبيوت الشباب المصرية رأس الوفد الكاتب الصحفى الكبير/كمال عامر وسافر أيضًا أشرف عثمان رئيس جمعية بيوت الشباب المصريه وأمين الاتحاد العربى وطلعت عبد السميع رئيسًا للوفد فى بادئ الأمر لم نكن متحمسين كثيراَ لتلك الزيارة لما سبقها من أحداث كثيرة وصعوبة الحصول على التأشيرة.
كانت محطتنا الأولى فى ولاية وهران ثانى أكبر مدن الجزائر بعد العاصمة وتعد عاصمة الغرب الجزائرى ومن الموانئ الكبرى هناك، ولاية ذات طباع جبلية ومناظر خلابة يحيطها البحر. وإذا جاءنا إلى الميناء سنجد أن ميناء وهران ذات مياه نظيفة غير ملوثة بمخلفات الميناء والسفن.
ومن وهران إلى تلمسان، ثانى مدينة من حيث الأهمية بعد وهران فى الغرب الجزائري. ذات معالم أندلسية، يكثر فيها المبانى الفنية الرائعة والطبيعة الخلابة فقد أطلق عليها من جمالها جوهرة المغرب الكبير وغرناطة إفريقيا. ومن أجمل الأماكن التى قمنا بزيارتها هناك مغارة بنى عاد ببلدية عين فزة وهى ثانى أطول وأكبر مغارة فى العالم بها منحوتات طبيعية وبها غابة مقلوبة فى سقف المغارة.إن المغارة هى عبارة عن ممر تحت الأرض بين الجزائر والمغرب.
المغارة حفظت سر المجاهدين والثوار:
بها قاعة سميت بقاعة السيوف، وسميت كذلك للعدد الكبير من الصخور النوازل التى تشبه السيوف العربية البيضاء والمقدر عددها بعشرات الآلاف من مختلف الأحجام وتسمى هذه القاعة الفسيحة بقاعة المجاهدين، حيث كان يتخذ منها الثوار الجزائريون ملجأ يلجأون إليه من ثقب صغير كان يؤدى إلى سفح الجبل، وبعد اكتشاف الأمر من طرف الاستعمار الفرنسى سنة 1957 تم تدمير ذلك الثقب بالديناميت، مما أدى إلى ردمه وبقيت آثار الجريمة بادية إلى اليوم، وتتسرب مياه الأمطار المتساقطة إلى جوف الأرض وإلى أسفل مغارة بنى عاد، والشىء المميز بهذا الجزء من المغارة هو تواجد تمثال لجندى يحمل بندقية بيده وهو من نحت الطبيعة.
وهناك أيضًا قمنا بزيارة المنصورة ومسجد المنصورة الشهير من اهم المناطق الاثرية والتى قد يظن البعض انهم يحتفظون بحطام وحجارة إلا أنه يحمل الكثير من التاريخ.
يقولون عن تلمسان «من زار عاصمة الزيانيين فقد اكتشف العالم، ومن زار مغارة بنى عاد فيها فقد جال العالم».
ومن تلمسان إلى محطتنا الأخيرة الجزائر العاصمة التى لا تختلف فى جمالها كثيراً عن الولايتين السابقتين سوا انها العاصمة بها جميع المناطق الحيوية ومزدحمة ولكنها غير ملوثة فى سمائها صافية وكذلك مينائها. وساحة الشهداء الأشهر بها بالملابس الجزائرية التقليدية، والمبانى التى يغلب عليها اللون الأبيض أو الأزرق المزينة بالورود. ومقام الجندى المجاهد الذى تراه من أى مكان بالعاصمة نظراً أنه فى مكان عال بالعاصمة.
المشترك بين الثلاث ولايات والذى لفت أنظارنا هو اعتزاز الشعب ببلدهم وقوميتهم ففى كل مكان تجد علم الجزائر معلق، وإن الأمر الأكثر إثارة كان يتمثل فى زيارتنا لمتحف « الوطنى المجاهد».
وهو عبارة عن تخليد لتاريخ الثورة فى الجزائر ونضالهم نحو الاستقلال من الاستعمار الفرنسى! ومن منا لم يقرأ تاريخ نضالها إلا أن الابتسامة لم تدم طويلاً والدمعة فى أعين كل من كان يقرأ رسالة الشهيد «أحمد زبانة» لوالدته قبل اعدامه ومشهد الإعدام المجسد بطريقة احترافية.
وإذا جئنا للشعب فحدث ولا حرج، شعب كريم جداً فى قمة الذوق والتعاون معك ويبذل كل الجهد لمساعدتك بكل الطرق والترحيب بنا.
مروراً بحفاوة الاستقبال فى أى مكان نذهب إليه يرحب الجزائريون بنا كثيراً من حسن استضافة وتقديم أفضل ما لديهم من خدمة وقد رأينا مدى حبهم للشعب المصرى ولمصر ففى أى مكان يقولون لنا «مصر أم الدنيا» ومنهم من قال لنا إنهم سيشجعون مصر بكأس العالم بما إن الجزائر لم تصعد ويعرفون أفلامنا العربية ويحبون عادل الأمام وأفلامه.
نساء الشعب الجزائرى نساء قمة الاحتشام والاحترام.
الجزائر تشعر أنها قطعة من أوروبا حقاً بلد جميل ونظيف يقولون عنها فرنسا الكلاسيكية.. الزيارة كشفت لنا على أن بيننا والشعب الجزائرى قواسم مشتركة ويجب استكمالها وتجديدها بمنحها الحيوية سعدنا بالزيارة إلى الجزائر كانت محاولة لفهم الشخصية والتعمق فيها سعداء بما شاهدناه وبما التقينا بهم وتحدثنا إليهم وبالطبيعة الخلابة وبالشعب العظيم تلك كانت كلمات لندى الموافى وباسم السعيد شباب سمع عن الجزائر وسافر مع بعثة شبابية وعادا ومعهما ألبوم صور وذكريات تكفى والأهم انطباع بضرورة إطلاق منتدى للشباب العربى من شرم الشيخ.