أخباراقتصاد عربيصحةعام

اقتراح للدكتورة سماح عيد باحثة صحة الحيوان بتحويل مخلفات مزارع الدواجن لقيمة مضافة لزيادة ربحية مزارع الدواجن وخلق فرص عمل.

 

 

 

كتب: فتحى السايح

كشفت الدكتورة سماح عيد باحث أول المعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الأنتاج الداجني      بمعهد بحوث الصحة الحيوانية، أنه من الممكن تحويل مخلفات مزارع الدواجن لقيمة مضافة ترفع من ربحية مزارع الدواجن وتخلق فرص عمل.

واوضحت فى تصريح خاصة أن الاهمال فى ادارة مخلفات التربية من السبلة والنافق اليومي تؤدى لخسائر ضخمة والأصابة بفيروس الإنفلوانزا من العترات شديدة الضراوة H5N1, H5N8

واضافت عيد أن ” التجربة الأمريكية ” تفضل طريقة التسميد لنجاحها فى التخلص الآمن والاستفادة من المخلفات المزرعية للطيور نافق، سبلة.

ونوهت إلى ان مخلفات التربية الداجنة تنتشر بجميع محافظات مصر وتتوزع بكثافة عالية بين قطاعات التربية المنزلية والتي تقدر كثافتها بحوالي 300 مليون طائر وبين القطاع التجاري والذي يبلغ حوالي 900 مليون طائر  ليصل اجمالي الأنتاج الداجني بمصر حسب احصاءات عام 2017 الى حوالي مليار ومائة مليون طائر.

واشارت عبد السلام إلى أن المصريين  القدماء عرفوا تربية الدجاج  واستئناس  الدواجن منذ فجر التاريخ حيث تروي جداريات المعابد المصرية القديمة كيف تعامل الفلاح الفرعوني مع الدجاج كمصدر للحم والبيض.

وارجعت خبيرة معهد صحة الحيوان الكثافة العالية للإنتاج الداجني بمصر للتكاليف المناسبة لأقامة مشروعات الدواجن والخبرة التراكمية للمربي المصري ووجود صناعة قوية وضخمة للدواجن تبلغ حوالي 65 مليار جنيه مصري ويعمل بها قرابة 2,5  مليون من العمالة .

كذلك فأن التكاليف المحدودة  لتربية القطعان بالتربية المنزلية والتي تتغذى معظمها على النفايات المنزلية ومخلفات المطابخ شجعت المصريات على التربية المنزلية بالأماكن المتاحة بأحواش المنازل الريفية أو فوق الأسطح كمصدر للغذاء من البروتين الحيواني من البيض واللحم وكذلك كمصدر للدخل والبيع بالأسواق المحلية الريفية في أحيان كثيرة .

وتابعت عيد شجع انتشار سلالات بدارى الدجاج اللاحم  من الكب والهابرد المتميزة بمعدلات التحويل الغذائي العالي مع انتشار الوعي بأهمية الرعاية البيطرية و تطبيق ممارسات الأمن الحيوي والتربية المنزلية الآمنة وكذلك تداول اللقاحات وانتشار حملات التوعية للوقاية ضد أهم الأمراض الداجنة مثل مرض إنفلوانزا الطيور وخاصة مع قدوم موسم الشتاء الى زيادة الإنتاجية الرأسية بالمزارع حيث تتراوح متوسط مدة دورة التسمين من 33-40 يوم كحد أقصى ويصل عدد الدورات الى 6.5 دورة في العام مع أهمية الأشارة الى وصول كثير من المربيين من ذوي الخبرة والذين يطبقون نظم إدارة جيدة ونظم أمن حيوي فعال بالمزارع خاصة نظام التربية المغلق واتبع برامج التغذية والرعاية البيطرية الى تقليل مدة الدورة الى 30 يوم وبلوغ عدد دورات التربية الى 7.2 دورة بالعام .

واشارت قد يصل معدل النفوق المعتاد الى 3%  من حجم القطيع بمعنى أن عنبر بطاقة 25,000 طائر بوزن 1.5 كجم للطائر الواحد قد تبلغ كمية الفاقد منه  قرابة 1000 كجم عند نهاية دورة التسمين التي تبلغ مدتها 40 يوم.

ونوهت خبيرة المعمل المرجعي للرقابة البيطرية على الأنتاج الداجني بمعهد بحوث الصحة الحيوانية إلى أن الدجاجة المنزلية  تنتج تقريبا  بيضة واحدة في اليوم وتنتج ما يعادل واحد  قدم مكعب من الزرق خلال 6 أشهر من التربية، ولكن من المؤسف أن بعض المربيين لا يدركون خطورة القاء النافق من الطيور بالترع والمصارف والطرق العامة كطريقة للتخلص منها حيث يتسببون بذلك في زيادة الحمل الميكروبي بالبيئة بمناطقهم السكنية وحول مزارعهم ويسبب التلوث البيولوجي بالمسببات المرضية التي قد تعرضهم وتعرض صحة المواطنين للمخاطر وكذلك تهدد قطعانهم بالأصابة بالعدوى مرة أخرى وتكبدهم خسائر اقتصادية فادحة .

وتؤكد عيد أن ادارة مخلفات التربية من السبلة والنافق اليومي بكفاءة مهم جدا، والا أصبحت المخلفات المزرعية عبئا ثقيلا على المربي  وخطرا ومصدرا للتلوث على الصحة العامة والبيئة لما قد تحتويه من أوبئة وميكروبات ذات طبيعة مشتركة بأمراض فيروسية خطيرة تهدد صحة الأنسان وتسبب خسائر اقتصادية فادحة بإنتاج الدواجن قد تصل الى نفوق كلي للقطيع مثل حالات الأصابة بفيروس الإنفلوانزا من العترات شديدة الضراوة   H5N1, H5N8,  أو  أمراض بكتيرية مثل ميكروبات التسمم الغذائي والحالات المعوية مثل السالمونيلا والأشيرشيا كولاي وغيرها بخلاف ما تمثله تلك المخلفات من تهديد ومخاطر على صحة الحيوان و سلامة البيئة .

وحول الطرق الصحية الواجب اتباعها، اوضحت الدكتورة سماح انه يجب التخلص الآمن من الطيور النافقة وقد ثبت كفائتها علميا عن طريق، الدفن العميق بعمل حفرة عميقة يجب ألا يزيد عمقها عن مترين ونصف وعرضها عن متر ونصف وتكون ذات فوهة ضيقة يتم القاء الطيور النافقة بها بعد القاء الفينول عليها ويتم اغلاق الحفرة وردمها جيدا وتغطيتها بالجير الحي لتحاشي نبشها من الحيوانات الضالة، مع اختيار مكان الحفر مهم جدا حيث يجب أن يبتعد مسافة لا تقل عن  35 متر عن مصادر المياه السطحية أو الجوفية لمنع تلوث المياه، لافتة من عيوب طريقة التخلص من النافق بالدفن، احتمال نشر الأوبئة في حالة عدم اتباع تعليمات واشتراطات الدفن الصحي من حيث حجم الحفرة وبعدها عن مصادر المياه حيث تتهم هذه الطريقة بأنها مصدر محتمل  لتلوث المياه الجوفية.

والطريقة الاخرى الحرق، يتم حرق الطيور النافقة باستخدام أجهزة خاصة تعرف بالمحارق الا أن هذه الطريقة مكلفة  حيث تعمل بالسولار وتحتاج الى الصيانة المستمرة وقد تتسبب في احداث تلوث بيئي …وتستخدم بعض المزارع الصغيرة طريقة غير منهجية في حرق النافق اليومي حيث تستخدم براميل غير محكمة الغلق أو غير مغطاة مما يحدث تلوث بيئي حاد ولا يؤدي للتخلص الفعال من الطيور النافقة حيث لا يكون الحرق كاملا وبالتالي قد يتسبب في  نشر أوبئة بيولوجية بخلاف احداثه لتلوث بالهواء ناتج عن عوادم الحرق.

والطريقة الثالثة طريقة الطهي، وتعد هذه الطريقة من أكثر الطرق قبولا حيث تتم المعالجة الحرارية للطيور النافقة وتعريضها لدرجات حرارة تصل الى 280 درجة مئوية  لفترة زمنية قد تمتد لساعتين وهي كافية بالطبع للقضاء على كافة أنواع الجراثيم المعروفة ويتم تجميع الدهون الحيوانية والبروتين والتخلص من الرطوبة بالقدر المناسب حسب نوع المنتج العلفي المطلوب

واشارت إلى أن مخرجات الطهي تستخدم كمدخلات علفية عالية القيمة من البروتين والطاقة يتم استخدامها في أعلاف الأسماك أو أطعمة الحيوانات الأليفة وقد تدخل في صناعة المستحضرات الطبية .

وتنصح خبيرة المعمل المرجعي للرقابة البيطرية أن يتم توعية أصحاب المزارع بتجهيز مزارعهم بثلاجات أو  أجهزة تجميد تكفي لتجميع النافق اليومي لحين نقله الى وحدة تدوير المخلفات

مضيفة يجب والطريقة التى ستعمل على توفير السماد للاراضى الزراعية ” طريقة التسميد”، منوه بالرغم من الوعي التاريخي بتلك الطريقة الا أن استخدامها ما زال محدود جدا وهذا بالرغم من تناولها منذ ظهور فيروس انفلونزا الطيور بمصر عام 2006  من خلال العديد من حملات التوعية وورش العمل والارشاد والتدريب التشاركي مع الفئات المستهدفة بتنوعها من الأطباء البيطريين والعمال والمربيين بشكل عام.

وتوضح عيد يستخدم هذا السماد كمعالج ومخصب غني بالفوسفور والنيتروجين والكربون و البوتاسيوم لمعالجة و استصلاح الأراضي الزراعية وتحسين قدرات التربة واستهلاكها للمياه  كما  يتم استخدامه في تسميد المزارع السمكية حيث يعد غذاء جيد للطحالب التي تتغذى عليها الأسماك المستزرعة، مشيرة يجب متابعة ارتفاع درجة حرارة مركز كوم السماد باستخدام ترمومتر ذو مجس طويل حوالي 80 سم للتمكن من متابعة و  قياس درجة الحرارة بمركز الكوم.

وقالت الدكتورة سماح عيد تعد طريقة التسميد للتخلص الآمن والاستفادة من المخلفات المزرعية نافق، سبلة ، مخلفات زراعية من أكثر الطرق قبولا وتطبيقا بالولايات المتحدة الأمريكية حيث تعتبر طريقة بسيطة ، آمنة على البيئة ، تقضي على الجراثيم ، ولا تتسبب في احداث تلوث بالهواء او بالمياه الجوفية ، غير مكلفة ، غير مستهلكة للوقود أو الطاقة ذات عائد مجزي وربحية و كذلك تعزز من ممارسات الأمن الحيوي والبيئة بالمزرعة.

من الأسباب المحتملة لمحدودية تطبيق مشروعات التسميد أن فكرة تطبيقها خلال السنوات السابقة ارتكزت على تنفيذها داخل المزارع في الفترات البينية بين الدورات مما يعني توقف الأنتاج بالعنبر المستغل للتسميد لفترة 45 يوم تقريبا منها 30 يوم للتسميد و15 يوم للتنظيف مما يمثل خسائر لا يستطيع المربي تحملها .

وتطالب ضرورة طرح اقامة وحدة للتسميد ولتكن من أدوات سابقة التجهيز واقتصادية على غرار الصوب الزراعية يتم تنفيذها في الأماكن الفضاء بين تجمعات المزارع بكل وحدة  جغرافية ولتكن علي سبيل المثال  كل قرية، والعمل على اختيار مواقع وحدات معالجة المخلفات المزرعية، وانه في جميع الأحوال فان اختيار مواقع التعامل مع مخلفات الدواجن  يجب أن يتم وفقا للتشريعات و القرارات المنظمة على سبيل المثال  يشترط قرار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي رقم 368 لسنة 2017 أن تبعد وحدات تدوير المخلفات مسافة واحد كيلو متر عن الكتلة السكنية وأيضا مسافة واحد كم عن أقرب نشاط داجني آخر.

وتضيف يجب في حالة نقل المخلفات من المزرعة أو موقع الأنتاج الى وحدات المعالجة أن تتم خلال 24 ساعة على الأكثر من النفوق أو يتم حفظ الطيور النافقة بثلاجات أو أجهزة تجميد حتى نقلها دون السماح بتكدسها .

وتشير عيد إلى أن السوق المصري فى حاجة ماسة الى تلك المشروعات، لتوفير فرص العمل خاصة وأن تكلفة اقامتها لا تتطلب رأس مال ضخم هذا بالإضافة لتوفر فرص تمويلية ميسرة من جهات مختلفة منها جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، والبنك الزراعى المصرى، كما تعد تلك المشروعات بهوامش ربحية عالية وذلك لقلة أعدادها خاصة بالأماكن كثيفة الأنتاج الداجني .

وتضيف السوق المحلي فى حاجة لوجود صناعة وطنية  لتوفير منتجات مثل أطعمة الحيوانات الأليفة والتي انتشرت بالمجتمع في السنوات القليلة الماضية حيث  يتم استيرادها بحوالي 100 مليون دولار سنويا مما يعد مؤشرا ايجابيا لربحية  انتاج محلي سيتم طرحه بسعر تنافسي ويحد من الاستيراد بالعملة الصعبة.