أخباراتصالات وتكنولوجياعام

كوريا الجنوبية تسبق العالم إلى ثورة اتصالات الجيل الخامس تمهد الطريق لانتشار تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة

نسفت شركات الاتصالات الكورية الجنوبية جميع التوقعات وأطلقت شبكة الجيل الخامس في موعد يسبق أكثر التكهنات تفاؤلا بأكثر من عام. ويجمع العلماء والخبراء على أن الشبكة الجديدة الفائقة السرعة ستدخل العالم في مرحلة جديدة تمهد الطريق لانتشار تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.

فاجأت شركات الاتصالات الثلاث الكبرى في كوريا الجنوبية العالم هذا الأسبوع بإطلاق الخدمات التجارية لجيل الاتصالات الخامس (جي 5) لتصبح كوريا الجنوبية أول دولة تقدم تلك الخدمات في موعد أقرب من جميع التوقعات.

ونظمت الشركات احتفالات كبيرة في العاصمة سيول والمدن الكبرى وجزيرة جيجو وجزيرة أوللونغ. وأعلنت أن خدمات “جي 5” التجارية ستكون متاحة في البداية للعملاء من رجال الأعمال في قطاع التصنيع فقط.

وأكدت أن الأفراد سيتمكنون من الاشتراك في هذه الخدمة في شهر مارس المقبل، حين تنتشر الهواتف الذكية التي تدعم شبكة الجيل الخامس في السوق المحلية الكورية الجنوبية

وتعتبر تقنية الجيل الخامس أكثر أهمية للكثير من أغراض الاستخدامات، حيث تعمل على تقصير مدة الإشارات في الشبكة بما يصل إلى 40 مرة مقارنة بتقنية الجيل الرابع (أل.تي.إي) وهذا يعني تقصيرا جذريا لزمن الاستجابة.

وأوضح ستانتشاك أن “الشركات المشغلة لشبكات الجيل الرابع تكافح لبلوغ أعلى معدلات نقل البيانات التي لا تكفي الكثير من المجالات التي تحتاج إلى موثوقية عالية ومستويات أمان فائقة وتوفر الخدمة بشكل دائم”.

وأضاف أن تقنية الجيل الخامس ستقدم حلولا فائقة لجميع المتطلبات وجميع احتياجات المستخدم، الذي يستهلك قدرا كبيرا من البيانات وأن جميع الشركات الكبرى تتسابق إليها من أجل التحكم في الوقت الفعلي في شبكاتها.

ويرى فيل تويست، مدير شبكات الاتصالات الجوالة في شركة نوكيا، أن الجيل الخامس يوفر مزايا ضخمة لإنترنت الأشياء، ويتيح سعة أكبر بألف مرة من تقنية الجيل الرابع في إمكانية ربط الأشياء مع بعضها البعض في شبكات.

ولن تتوقف مزايا الجيل الخامس للاتصالات الجوالة عند حدود إنترنت الأشياء، بل يمكن للسيارات أن تتواصل مع بعضها البعض في الوقت الحقيقي، وكذلك تسريع عرض بيانات الواقع الافتراضي والواقع المعزز عبر الشبكات الجوالة.

ويقول ستانتشاك إن نطاق التردد، الذي يتم استعماله حاليا يتراوح بين 0.8 و2.6 غيغاهيرتز أصبح مزدحما. ولا بد من استعمال ترددات أعلى لنقل البيانات، من أجل توسيع عرض النطاق الترددي. ويضيف أن “هذا النطاق سيتراوح بين 6 و300 غيغاهيرتز، وهنا يتم الحديث عن الموجات الملليمترية”.

ويمكن لشبكات الجيل الخامس أن تأخذ في اعتبارها أن ليس كل الأمور على نفس القدر من الأهمية، ولا تحتاج كل الأمور إلى نفس عرض النطاق الترددي أو يجب الاستجابة لها بنفس السرعة. وهي تستطيع من خلال البرمجيات تصنيف موارد وشبكات الجيل الخامس وتقسيمها.

وأوضح تويست أن تقسيم الشبكة (نتوورك سلايزنغ) يولد السعة المطلوبة، حيث تحتاج إحدى الشبكات الفرعية إلى المزيد من عرض النطاق الترددي لبث الفيديو، في حين تحتاج شبكة أخرى لسرعة الاستجابة، ويمكن استعمالها لإنشاء شبكات بين السيارات.

ويضيف أن تقنية تقسيم الشبكات لا تعمل إلا مع شبكات الجيل الخامس وأن مثل تلك الإمكانات لا تتوفر في شبكات الجيل الرابع. ويرى الخبراء أن تطوير شبكة سوبر لن يتم بين عشية وضحاها، حيث تتم عمليات التطوير ببطء. ويشيرون إلى أن مزايا شبكات الجيل الرابع لم تتم الاستفادة الكاملة منها حتى الآن.

وأكد تويست أنه سوف يتم تطوير معيار الجيل الخامس باستمرار، وهي خطوة يطلق عليها الخطوة المتوسطة على الطريق نحو تقنية الجيل الخامس (تقنية 4.5). وتلعب أنظمة الهوائيات المتعددة (أم.آي.أم.أو) دورا هاما في تلك التقنية الوسيطة.

ويتوقع تويست أن تستمر تقنية الجيل الرابع بالهيمنة على شبكات الاتصالات الجوالة خلال السنوات المقبلة، إلى أن يتسع استخدام شبكات الجيل الخامس تدريجيا لتواصل النمو والتطوير خلال السنوات المقبلة.