أخباراتصالات وتكنولوجيااقتصاد عربيعام

الدكتور/ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يلقى كلمة مصر أمام مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات بدبي

دبي في 31 أكتوبر 2018

ألقى اليوم الدكتور/ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كلمة مصر في مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات الذي يعقد في مدينة دبي بحضور السيد/ هولين زاو أمين عام الاتحاد الدولي للاتصالات، ورؤساء القطاعات بالاتحاد، وعدد من وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكبار المسئولين المعنيين وممثلين من الدول أعضاء الاتحاد.

وفيما يلى نص الكلمة..

السيد رئيس المؤتمر،
أصحاب المعالي السادة الوزراء ورؤساء الوفود الحكومية،
معالي السيد/ هولين زاو أمين عام الاتحاد الدولي للاتصالات،
السادة/ رؤساء القطاعات بالاتحاد،
السيدات والسادة،

إنه لمن دواعي سروري أن تحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات مؤتمر المندوبين المفوضين هذه الدولة الشقيقة التي تعد اليوم أحد النماذج الرائدة في منطقتنا العربية بل وفي العالم بأسره إذ نجحت قيادتُها الرشيدة في بناء دولة مدنية حديثة واعدة لذا اسمحوا لي في مستهل كلمتي أن أتوجه إليهم – حكومة وشعباً – بكل الشكر والتقدير على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم وبخالص التحية لفريق عمل الاتحاد الموقر المعني بالإعداد للدورة الحالية من المؤتمر.

كما إنه من دواعي اعتزازي أن أشارك اليوم في هذا المؤتمر الهام المعني ببلورة سياسات الاتحاد الدولي للاتصالات ممثلاً لجمهورية مصر العربية التي تعد واحدة من أوائل الدول التي انضمت للاتحاد عام 1876 بعد سنوات قليلة من تأسيسه تحت مسمى “الاتحاد الدولي للبرق” وكذلك اضطلعت مصر بدور فعال في مجلس الاتحاد الحالي منذ تأسيسه عام 1973 حيث انتخبت مصر لعضوية المجلس عن المجموعة الإفريقية لإحدى عشرة دورة متتالية من أصل ثلاث عشرة دورة كما سعدت مصر باستضافة عدد من المؤتمرات وورش العمل التابعة للاتحاد ومنها “تيليكوم الاتحاد لإفريقيا” بنجاح ثلاث مرات فضلاً عن استضافة المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات في القاهرة منذ عام 1991.

إن مصر كانت وستظل دوماً داعمة لرسالة الاتحاد ودوره المحوري في ظل ثورة تكنولوجية تلاحقنا بالمتغيرات وتستدعي منا الاتفاق على أطر تنظيمية حاكمة ومرنة وخلاقة ترشد كل أطراف المنظومة الدولية للاتصالات.

وتولي مصر اهتماماً كبيراً لأنشطة الاتحاد وتؤمن أن نجاحه في تحقيق أهدافه لن يتأتى إلا بتكاتف وتعاون الدول الأعضاء ولذا أوفدت مصر خلال الفترة المنقضية أكثر من أربعين خبيراً متخصصاً للعمل ضمن مجموعات ولجان عمل الاتحاد الفنية والتقنية وتولى المصريون ما يزيد عن أحد عشر منصب قيادي في مختلف هذه اللجان وأسهم الخبراء المصريون بما يزيد عن خمسين ورقة عمل متخصصة نوقِشت ودُرِست في اللجان الفنية المتعددة وتناولت موضوعات محورية مهمة تأمين إنترنت الأشياء والشمول المالي الرقمي والأمن السيبراني وغيرها الكثير.

كما سعدت مصر بأن تتولى منصب نائب رئيس مجلس الاتحاد لعام 2018 كذلك قمنا باستضافة أعمال المنتدى العالمي لمنظمي الاتصالات GSR-16 بمدينة شرم الشيخ واجتماعات مجموعة العمل الدراسية العشرين الخاصة بإنترنت الأشياء بقطاع التقييس خلال العام الحالي وتجري حالياً التحضيرات لاستضافة المبادرة العالمية للشمول المالي FIGI في يناير 2019 فضلاً عن الحدث الأبرز والأكبر وهو المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية WRC19 الذي سينعقد بإذن الله في أكتوبر 2019 هذا الحدث المهم الذي تتطلع مصر لاستضافته.

إن قناعة المصريين بأهمية المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية كانت الدافع الرئيسي لاستضافته، إذ يتولى المؤتمر العديد من الموضوعات المهمة منها: إدارة وتنسيق الطيف الترددي وكيفية وضع الأطر الدولية المعززة لاستثمار الطيف علاوة على وضع السياسات التي من شأنها تحجيم ومنع التداخلات.

السيدات والسادة،
لقد حرصت مصر منذ صدور “أجندة توصيل 2020” (Connect 2020 Agenda) التي تبناها مؤتمر المفوضين الدائمين عام 2014 وفي ضوء الخطة الاستراتيجية المقترحة للاتحاد “2020 – 2023” ليس فقط على الاندماج النشط في مجموعات عمل الاتحاد الدولي للاتصالات من أجل تحقيق أهداف هذه الأجندة وإنما أيضاً استلهمنا منها ملامح “استراتيجيتنا الوطنية للقطاع” التي اتخذت من “التحول والشمول الرقميين” شعاراً لها مستهدفين تحسين الحياة الرقمية للمواطنين وتلبية احتياجات قطاع الأعمال من خلال: توفير بنية تحتية للاتصالات فعالة و”مؤمنة” تتيح النفاذ للجميع وتغطي كافة أرجاء القطر المصري وتحقق شمولاً رقمياً نسعى بجد لاكتماله وكذلك توفير قواعد البيانات المتكاملة تطبيقاً لمبادئ الحوكمة ولتحقيق الشفافية والكفاءة والتوسع في بناء المناطق التكنولوجية ليس فقط لتحقيق منطق العدالة في التوزيع ولكن أيضاً لتحقيق مبادئ الاستدامة فضلاً عن تعزيز الابتكار وتطوير الشراكة لكل الأطراف ذات الصلة.

في هذا الإطار واتساقاً مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 حرصنا على تكريس “رؤية مصر 2030” التي تمثل رؤية لدولة حديثة ناهضة تؤمن بمحورية دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تنفيذها كما تسعى لأن تكون مساهماً فاعلاً في مجتمع الاتصالات العالمي تطرح رؤيتها وتصوراتها وتعتمد الحوار

البناء منهجاً وتسعى إلى استثمار كل فرص التعاون المتاحة من هذا المنطلق فإن مصر تؤمن بأهمية التحول والشمول الرقميين من أجل دعم خطط الدولة للتنمية وترشيد استخدام مواردها ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتقديم الخدمات الحكومية الرقمية كبداية تساعد على التحول وتضافر جهود كافة قطاعات الدولة نحو مجتمع رقمي متكامل.

واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أجدد دعوة مصر لحضراتكم جميعاً للمشاركة في المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2019 الذي من المقرر أن تستضيفه مصر في مدينة السلام مدينة شرم الشيخ في أكتوبر من العام القادم وأن أؤكد استعداد مصر التام سياسياً واقتصادياً وأمنياً لاستضافة هذا الحدث العالمي الذي يعكس ثقة المجتمع الدولي في “مصر الناهضة” التي تشهد طفرة نوعية على كافة الأصعدة تبني عاصمة جديدة تقع في القلب منها “مدينة للمعرفة” وتتمحور رؤيتها حول بناء إنسان مصري جديد من خلال تطوير مهاراته الرقمية ليكون “متمكناً” وقادراً على العمل الابتكاري والفكر الخلاق وريادة الأعمال لمواجهة تحولات الحياة الرقمية.

وختاما أكرر شكري وتقديري لكل القائمين على هذه الدورة من المؤتمر متمنياً الوصول إلى قرارات فعالة وناجزة حتى يمكننا أن نخطو للأمام طامحين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لصالح مجتمعاتنا.

وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير لبلادنا وشعوبنا ،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،