أخباراقتصاد عربيعام

إختتام فعليات المنتدى السابع لبرنامج الخليج العربى للتنمية «أجفند»

اختتمت بمدينة جنيف السويسرية أعمال المنتدى السابع لبرنامج الخليج العربى للتنمية «أجفند» بتسليم جوائز هذا العام لأبرز المشروعات فى مجال التعليم الجيد وقد حجبت جائزة الفرع الثالث المخصصة لمشاريع الوزارات والمؤسسات الحكومية لعدم استيفاء المشاريع المرشحة معايير الجائزة.أما جائزة الفرع الأول والمخصصة لمشاريع المنظمات الأممية والدولية والإقليمية فقد منحت لمشروع التعليم الابتدائى غير الرسمى ونفذته فى بنجلاديش منظمة «براك» ويهدف هذا المشروع إلى تقديم تعليم ابتدائى للمجتمعات الأكثر تهميشا المنتشرة عبر المناطق الريفية النائية فى بنجلاديش التى تعرضت للإهمال من قبل نظام التعليم الرسمى بسبب الفقر والتمييز فى المعاملة.

وحرصت منظمة براك على توحيد المعايير الأكاديمية للمنهج الدراسى ودمجها, كما يركز المشروع بصفة خاصة على تشجيع الفتيات على مواصلة التعليم. ووضعت براك مواد تعليمية خاصة بها تتميز عن الكتب المدرسية الحكومية بالبساطة وسهولة القراءة، الأمر الذى يتيح بيئة مواتية للتعلم يصبح فيها التعلم متعة حقيقية ويكتسب الطلاب مهارات قابلة للنقل مثل التفكير المنطقى والإبداع, فضلا عن تعرف الطلاب على القيم وعلى حقوقهم ومسئولياتهم ويتم تدريب المعلمين وتجهيزهم بشكل جيد لضمان تقديم تعليم ابتدائى عالى الجودة وبتكلفة معقولة للأطفال الأكثر تهميشا .

وقدم مشروع “براك” منهجا شاملا لضبط الجودة من الفصول الدراسية إلى المنزل وتعمل المدرسات لمدة أربع سنوات مع نفس المجموعة ( من 30 إلى 33 طفلا ) وليست هناك واجبات منزلية ولا دروس خصوصية إضافية . ويتم إدراج نشاطات دمج المناهج ( الأغانى والأشعار ورواية القصص والرسم والألعاب وغير ذلك ) من أجل تحقيق زيادة مهارات الأطفال الاجتماعية واللغوية والتواصل مع الآخرين. ومنحت جائزة الفرع لمشروع الإسراع بحل دائم لتعليم جيد نفذته فى نيبال جمعية جيفان بيكاس ساماج ( جمعية تطوير الحياة ) ويسعى هذا المشروع إلى تحقيق الهدف الرابع من اهداف التنمية المستديمة من خلال توفير تعليم جيد بتكلفة معقولة لأطفال المدارس الريفية ولآبائهم من ذوى الدخل المنخفض ويشمل ذلك أطفال الشوارع وأطفال النساء اللاتى بلا مأوى أو المطلقات والعاطلات عن العمل وغير ذلك من الفئات المهمشة ويشتمل المشروع على أربعة عناصر أساسية :

أولا : توفير تعليم عصرى معقول التكلفة فى المناطق الريفية من خلال مدارس مجهزة تجهيزا جيدا بجميع مرافق البنية التحتية اللازمة من مرحلة ما قبل الحضانة إلى الصف الثالث الاعدادى . وتعمل المدرسة على زيادة نتائج تعلم الطلاب وتوفر بيئة تعليمية مواتية من خلال أنشطة إضافية حيث يتم تقديم المنح الدراسية للأطفال الأكثر احتياجا ، كما تم إنشاء منصة تعلم الكترونى لتعزيز نتائج التعلم والتعليم للأطفال .

ثانيا : جعل التعلم مدى الحياة فى المناطق الريفية أمرا ممكنا من خلال برنامج الطفل والبرنامج المهنى، حيث يضم برنامج الطفل منهجا شاملاً لتطور الطفل ( من الصف الثانى الابتدائى إلى الصف الثالث الإعدادى) مما يضع أساسا قويا ومتميزا للتعلم الابداعى ويكرس البرنامج المهنى على الشباب لاكتساب المهارات الحياتية اللازمة لسوق العمل .

ثالثا : يهدف البرنامج للتمويل المتناهى الصغر إلى تحسين حياة أطفال المدارس وآبائهم من خلال مجموعة متكاملة من المنتجات وهى حزمة تكسب الطلاب الثقافة المالية وإمكانات الادخار وبالتالى القدرة على الحصول على احتياجاتهم ومساعدة ذويهم وقد اطلقت المؤسسة منتجات القروض والادخار والتأمين للآباء مما أسهم فى توفير حياة أفضل .

رابعاً : تعزيز المدارس الحكومية، حيث قامت الجمعية بتوقيع اتفاقية مع الحكومة لإعادة تطبيق نموذج للبنية التحتية غير المادية فى 500 مدرسة ابتدائية وثانوية وهذا، يوضح الاثر الكبير للمشروع وقد استفاد من ذلك مجتمع الطلاب والآباء والمعلمين بشكل عام .

وتكمن جوانب الإبداع الاساسية للمشروع فى تكامل عناصر متعددة لتوفير تعليم جيد معقول التكلفة مناسب للمستفيدين المستحقين بما فى ذلك الحصول على التمويل والصحة والمياه النظيفة .

أما جائزة الفرع الرابع ومخصصة لمشاريع الأفراد فقد منحت لمشروع محاربة الاتجار بالبشر من خلال التعليم المهنى ونفذ فى الهند بمبادرة من الدكتورة سونيتا كريشنان ويركز هذا المشروع على تأهيل النساء والفتيات ضحايا الاتجار والاستغلال الجنسى وإعادة دمجهن فى المجتمع ، فهناك نحو 18 مليون امرأة وطفل فى الهند من ضحايا الاستغلال الجنسى وتبلغ نسبة الفتيات دون سن الثامنة عشرة من بينهن أكثر من 45% فى كل عام . ويتضمن هذا البرنامج إنشاء مراكز انتقالية ويقدم من خلالها للأطفال المحرومين الذين هم عرضة لخطر الاستغلال الجنسى برنامج تعليمى شاملا مستندا إلى القيم الكلية ويؤدى إلى إعدادهم للحصول على الخيارات الوظيفية التى تفى بالمتطلبات الشخصية وكذلك الاقتصادية .

وتعتبر هذه المراكز الانتقالية أماكن آمنة ومواتية للتعلم والنمو والتنمية الشاملة للأطفال . كما تساهم فى تطوير واحترام الذات لدى الاطفال وتعزيز الثقة التى تظهر فى ادائهم العام فى الانشطة وبالتالى فإن المشروع يحول حياة الأطفال إلى حياة مليئة بالأمل والفرص ، ويساعد الأطفال على الوصول إلى مراحل التعليم الثانوى والكليات الفنية ، وبعد التخرج يحصلون على وظائف تساعد عائلاتهم .. هذا بالإضافة إلى ما يقدمه المشروع للنساء الضحايا من تدريب مهنى وتأهيل يساعدهن على الحصول على مصادر للرزق والعيش الكريم .