أخباراقتصاد عربيعام

المهندس أمجد زهران : عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية لدينا المقومات للمنافسة العالمية فى تصدير الغذاء. «نيرو»    منتجاتنا متواجده في اسواق امريكا واليابان

أمجد زهران : نمتلك جميع المقومات للمنافسة عالمياً فى تصدير الغذاء.. والصناعة تنمو بقوة
كتبت ايمان الواصلي

كانت أحلامه بسيطة عندما شب عن الطوق، ورويداً رويداً أخذت تنمو وتكبر يوماً بعد الآخر.. استطاع أن يتفوق دراسيا ويحصل على بكالوريوس الهندسة، ثم درس الإعلام والاقتصاد وبدأ يتحول إلى مجال «البيزنس» عندما وجد أن إمكانياته الذهنية وعمله لفترة ليست بقصيرة فى مجال التسويق تؤهله للنجاح ومزاحمة الكبار، واختار قطاع الصناعات الغذائية ليكون البداية.. وبالفعل كون شركة صغيرة وبدأ فى تصنيع عدة منتجات غذائية صغيرة لدى الغير، إلى أن أصبح لديه قاعدة لا بأس بها من العملاء.. ومع بداية العقد الرابع من عمره أنشأ مصنعاً صغيراً للمربى بأبو رواش أطلق عليه «نيرو» ثم أنشأ مصنعاً آخر فى المنطقة الصناعية بـ6 أكتوبر، وخصص كل إنتاجه للتصدير وكانت مخاطره كبيرة منه أن يخصص كل إنتاجه للتصدير، ولمَ لا يدركه النجاح وهو المؤمن بأن النجاح لا يدرك ركابه إلا المكافحون المثابرون.

مع المهندس أمجد زهران، عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية كان الحوار التالى..

< فى البداية سألت المهندس أمجد زهران عن رؤيته الحالية لواقع الصناعة المصرية بصورة عامة حالياً، فأجاب:

– تعلم تماماً أن الظروف خلال الفترة الماضية لم تكن مواتية ولم تكن فى أفضل حال لكى تنهض الصناعة، وتحقق معدلات النمو المطلوبة، ولكن الوضع تحسن كثيراً جداً فى أعقاب ثورة 25 يناير، وقامت الحكومة باتخاذ حزمة من الإجراءات الإصلاحية للاقتصاد الوطنى مثل تعويم الجنيه والقضاء على مافيا السوق السوداء للعملة، وإنشاء عدة مشروعات عملاقة من طرق وكبارى ومساكن بجانب المشروعات الزراعية التى فى طور التنفيذ.. كل هذه المشروعات والإجراءات ستؤدى فى النهاية بلا شك إلى المساهمة فى النهوض بالقطاع الصناعى فى كل المجالات، ولكن علينا نحن كصناع زيادة الطاقات الإنتاجية بالمصانع حتى نستطيع زيادة معدلات التصدير وجلب النقد الأجنبى للخزانة العامة للدولة.

< لماذا بدأت بالتصدير عند بداياتك.. ألم تخشَ السقوط السريع؟

– ولمَ أسقط وأفشل وقد درست الأسواق جيداً، ومنتجاتى ذات جودة عالية وأسعارى تنافسية، مع العلم أننى بدأت بالسوق السعودى وهو من أضخم الأسواق المستوردة للمنتجات المصرية خاصة الصناعات الغذائية والخضراوات والفاكهة التى نمتلك فيها ميزات تنافسية هائلة.. واستطعنا النجاح فى هذا السوق الكبير ثم بعد ذلك ذهبنا بمنتجاتنا من العصائر والمربات إلى السوق الإماراتى وهو من الأسواق المهمة جداً أيضاً للصادرات المصرية، واستطعنا عمل تعاقدات مع واحدة من أكبر سلاسل الهايبر ماركت هناك وهو هايبر ماركت لولو.

< وهل اقتصرت صادراتكم على الأسواق العربية؟

– طبعاً لا.. فقد قمنا بفتح العديد من الأسواق الأخرى الأشد قسوة والمعقدة من حيث القوانين، والشهادات المتعلقة بصحة وسلامة الغذاء والأرض المنزرعة والتقاوى

المستخدمة وغيرها من الاشتراطات القاسية، واستطعنا التصدير للسوق الأمريكى بنيويورك وكاليفورنيا، ودخلنا السوق اليابانى المعقد جداً الذى يفرض إجراءات رقابية بالغة الصعوبة على المنتجات التى تدخل إليه ومن بعده السوق الكندى، وأخيراً نجحنا فى تصدير أول شحنة «مربى» للسوق الإنجليزى وسيتم التصدير عقب إجازة عيد الأضحى مباشرة.< هل وجدتك صعوبات عند التصدير لهذه الأسواق أم أن الأمر كان سهلاً؟

– كما ذكرت لك.. كل هذه الأسواق تتفاوت فيها الإجراءات والقوانين المتعلقة بصحة وسلامة الغذاء، ولكن وكما تعرف أن الأسواق فى العالم كله أصبحت تطبق وتفرض قيوداً صارمة على كافة السلع التى تدخل أراضيها وفى مقدمتها السلع الغذائية والحاصلات الزراعية، بالإضافة إلى ذلك أن هناك منافسة شرسة بين المنتجين فى كل مكان فى العالم، ومطلوب منك أن تنتج وتصدر منتجاً فائق الجودة وبسعر منافس.. الأمر الآخر أن كل سوق له ظروفه الخاصة، فالسوق اليابانى -مثلاً- يهتم بالجودة الفائقة، والأسواق العربية تطلب الجودة مع السعر المناسب، والسوق اليابانى يطلب جودة فائقة مع منتجات محددة فى المربات -مثلاً- مثل مربى الفراولة ومربى التوت الأزرق وهكذا.

< هل المصدرون الأجانب المنافسون لكم فى قطاع الغذاء يحصلون على دعم من حكوماتكم؟

– بكل تأكيد وهذه مشكلة كبيرة تواجهنا، حيث يحصل المزارعون للخضر والفاكهة والصناع للغذاء فى العديد من دول العالم المصدرة على دعم حكومى كبير، بالإضافة إلى حزمة التسهيلات والتيسيرات المتعلقة بالتشريعات والقوانين الحاكمة والخاصة بالتصدير والتى يتم صياغتها لتخدم فى المقام الأول الصانع المحلى والمصدر المحلى.

< ما أبرز الملاحظات السلبية على قطاع الصناعات الغذائية فى مصر بكل صراحة؟

– القطاع يعانى من العديد من المشكلات، حيث نفتقد -بعيداً عن المشكلات التى يعرفها الجميع والمتعلقة بزيادة تكاليف التشغيل والإنتاج- للعمالة الفنية والكوادر المدربة، ولا أخفى عليك سراً إذا قلت لك إننى طلبت وظيفة مدير تصدير وتقدم للوظيفة أكثر من 150 فرداً وبعد اختبارهم وجدت أن ثلاثة فقط يصلحون إلى حد ما والباقى يفتقر تماماً للخبرة والدراية الكافية بأساليب وعلم التسويق والتصدير.

< وهل ترى أن صناعة الغذاء تمتلك المقومات التى تؤهلها للنمو وزيادة صادراتها؟

– أؤكد لك أن صناعة الغذاء فى بلدنا من الصناعات التى تنمو نمواً كبيراً بجانب الحاصلات الزراعية، وانظر إلى أعداد الشركات المصرية التى تشارك فى المعارض العالمية الكبرى سواء سيال أو فودكس أو أنوجا أو جلفوود أو فانسى فوود بنيويورك أو فرووت لوجستيكا برلين ستجدها تزداد عاماً بعد الآخر وهو ما يدل ويعكس أشياء كثيرة إيجابية خاصة بالصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية واللذين يشكلان معاً عصب الصادرات المصرية بوجه عام.

نقلا عن الوفد