أخبارسيارات

سيطرة ألمانيا وثورة كهربائية:فمعرض فرانكفورت للسيارات 2017

بينما يُعرِّف العالم المعرض الألماني الشهير بأنه “معرض فرانكفورت الدولي للسيارات”، نسبة إلى المدينة التي يعقد فيها مرة كل سنتين، فإنه في ألمانيا يُعرف بأنه “المعرض الدولي للسيارات”، ويشار إليه بالحروف (IAA). وهو ما زال -رسميًا- أكبر معارض العالم حجمًا، وافتتحته، هذا العام، المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل.

هذا العام، احتفل المعرض بالذكرى السنوية المئة والعشرين، بعد أول معرض عُقد في برلين، عام 1897، وعُرض حينذاك ثماني سيارات فقط. وهذا العام، في دورته السابعة والستين، لم يقلّ زخم النماذج المعروضة من سيارات سوبر وأخرى عملية، فضلاً عن أفكار التصميم والسيارات التجريبية ونماذج الوقود النظيف للمستقبل، وذلك رغم امتناع 11 شركة عن الاشتراك في المعرض، لتوفير التكاليف.

من التوجهات التي أظهرها المعرض، أانه على الرغم من الحديث المكثف عن دخول السيارات الكهربائية بالجملة إلى الأسواق والتشريعات التي تقضي بمنع بيع سيارات الوقود العضوي، بداية من عام 2040 في بعض الدول الأوروبية، فإن النسبة الساحقة من السيارات المعروضة اعتمدت على الوقود العضوي. وكانت السيارات الكهربائية في معظمها من الأنواع الكونسبت أو التجريبية التي لم تدخل السواق بعد. ولم تشارك أشهر سيارتين كهربائيتين في المعرض، وهما “ليف” من نيسان وموديلات “إس” و”إكس” من تيسلا.

الفخامة تجلت في أقوى صورها في فرانكفورت بصيغة سيارات، مثل رولزرويس فانتوم من الجيل الثامن وبنتلي كونتننتال جي تي الجديدة وفيراري بورتوفينو ولامبورغيني افنتادور المكشوفة. كما عرضت شركة بورشه جيل كايين الجديد، وكشفت شركة جاغوار عن طراز “إي بيس” الرياضي الرباعي المدمج. وتميز جناح بي إم دبليو بطراز “إكس 7” الذي اضاف المزيد من الفخامة على القطاع الرياضي الرباعي.

وشملت السيارات الكهربائية الكونسبت المعروضة طراز “إي كيو” من مرسيدس بنز، وطراز “أي دي كروز” من فولكسفاغن، وطراز “أي فيجن” من بي إم دبليو، وفئة “اي كون” من اودي. وقدمت هوندا فكرة السيارة “أوربان إي في”.

وتميز معرض هذا العام بسبر أغوار تقنيات الاتصالات في سيارات المستقبل. وقال مدير المعرض ماثياس فيسمان، إن المعرض يفتح نافذة على مستقبل المواصلات والتواصل في المستقبل. وأضاف أن أي معرض آخر في العالم لا يحظى بالاهتمام الإعلامي الذي يوّلده معرض فرانكفورت، حيث حضره هذه العام في دورته رقم 67 نحو 12 ألف صحافي من أكثر من مئة دولة.

وخلال اليومين الأولين المخصصين للإعلام، عَقدت الشركات 82 مؤتمرًا صحافيًا. وقال فيسمان إن نسبة الشركات الأجنبية في المعرض بلغت 45 في المئة، كما زاد عدد الشركات الآسيوية، وتضاعف عدد الشركات الصينية المشاركة.

ويعقد المعرض كل عامين، وحضره في دورة هذا العام أكثر من 1000 شركة، من 39 دولة، عرضت فيما بينها 363 سيارة ومنتجًا جديدًا، للمرة الاولى عالميًا.

النخبة التالية من أرجاء معرض هذا العام، تعكس مؤشرات الأسواق في 2017 وتطلعات المستقبل. وبعض النماذج التي عرضت في فرانكفورت ستراها المنطقة للمرة الأولى، في معرض دبي الذي يقام في منتصف نوفمبر الجاري. ولكن بعضها الآخر، خصوصًا سيارات الكونسبت، لن تعرض في المنطقة قريبًا:

هوندا أوربان “إي في”

Honda Urban EV

كهربائية صغيرة للمدن

تبني شركة هوندا هذا الطراز التجريبي الجديد على شاسيه جديد أصغر حجمًا من شاسيه سيارات، مثل سيفيك وجاز. وهي معدة للتدشين أولاً في أوروبا خلال عام 2019، وفقًا لتصريح رئيس الشركة تاكاهيرو هاشيغو، في معرض فرانكفورت الأخير. وهي سيارة كهربائية مدمجة تحمل في مقدمتها لوحة فعالة يمكن كتابة رسائل قصيرة عليها، مثل التحية، أو التحذير للسائقين الآخرين.

وفي الداخل تحمل السيارة شاشة بعرض لوحة القيادة. ولم تفصح الشركة بعد عن نوعية نظام الدفع في السيارة، ولا المدى الذي يمكنها أن تقطعه، قبل الحاجة إلى إعادة الشحن، ولكن أحد مصادر الشركة، توقع أن يكون المدى في حدود 155 ميلاً (250 كيلومترًا). وتتوقع هوندا أن تكون نسبة الثلثين من مبيعات سياراتها في أوروبا من النوع الكهربائي، بحلول عام 2025. وسوف تكون سيارات هوندا خزانات للطاقة الكهربائية التي يمكن شحن شبكات الكهرباء الأرضية بها.

وتتميز السيارة “أوربان إي في” بتصميمها التقليدي الذي يعود إلى سبعينات القرن الماضي، وبدلاً من المقاعد الامامية تحمل السيارة أريكة، كما أن أبوابها تفتح من الإمام الى الخلف، مثل سيارات رولزرويس.

أودي آيكون كونسبت

Audi Aicon Concept

القيادة 400 ميل بشحنة واحدة

فكرة أودي التجريبية التي كشفت عنها في معرض فرانكفورت الأخير، وأطلقت عليها اسم “أيكون” هي لسيارة كهربائية بأربعة ابواب وأربعة مقاعد، بشكل كوبيه رياضي وتصميم جديد غير معهود في سيارات اودي. وتقول الشركة إن السيارة مصممة لكي تقطع 435 ميلاً، بشحنة بطاريات واحدة، وتنطلق بأربعة محركات كهربائية. وتُشحن السيارة لاسلكيًا ولا يستغرق شحن نسبة 80 في المئة من البطاريات إلا نصف ساعة فقط. ومن المتوقع أن تعتمد السيارة على نظام قيادة ذاتية، عند دخولها إلى الأسواق بعد بضع سنوات. ويُتحكم في أدوات التسلية والملاحة صوتيًا وبلمس الشاشة. ويمكن التحكم في درجة شفافية السقف الزجاجي، وفقًا لحالة الطقس، بحيث يمكن حجب ضوء الشمس، كما يمكن عقد مؤتمرات الفيديو أو مشاهدة الأفلام على زجاج السيارة الإمامي أثناء انطلاق السيارة ذاتياً. وتنتشر أضواء السيارة الخلفية بعرض السيارة، وهي لا تحمل مقودًا ولا بدالات للقيادة، وتعتمد على تصميم داخلي مرن يتكون من مقاعد يمكن تحويل اتجاهها، مع أريكة خلفية. وتشير الشركة إلى أنها تنوي تدشين سيارتين كهربائيتين على الاقل، خلال العامين المقبلين.

فيراري بورتوفينو:

Ferrari Portofino

فئة مدخل للشباب بـ 592 حصاناً

بعد نجاح ساحق حققه طراز كاليفورنيا “تي”، استبدلت شركة فيراري الاسم في الجيل الجديد وأطلقت عليه بورتوفينو. وهو يأتي أخف وزنًا وأقوى انطلاقًا، وبسقف مكشوف ويستخدم محرك الشركة المعهود سعة اربعة لترات بثماني أسطوانات وشاحن توربيني. ويقع المحرك في مقدمة السيارة ويوفر قدرة 592 حصانًا. ويصل بالسيارة إلى سرعة مئة كيلومتر في الساعة في 3.5 ثانية وإلى سرعة قصوى تصل الى 199 ميلاً في الساعة. وتتوجه الشركة بهذه السيارة الى فئة جديدة من المشترين الذين يقبلون على سيارات فيراري للمرة الأولى.

وتستخدم السيارة سقفًا صلبًا، وتؤكد أن مقاومة الهواء انخفضت بنسبة 30 في المئة، مع فتح السقف بفضل تقنيات تحويل تيارات الهواء إلى خارج السيارة. ويدخل على السيارة الكثير من اللمسات الفاخرة، مثل مقاعد يمكن ضبطها كهربائيًا من 18 زاوية، وشاشة حجمها 10.2 بوصة تعمل باللمس. كعادة هذا النوع من السيارات لا تصلح المقاعد الخلفية إلا للأمتعة أو الاطفال في رحلات قصيرة المدى، لحجمها المدمج وعدم وجود مساحة كافية للاقدام. ولا تحتاج السيارة إلى أجنحة خلفية، للحفاظ على ثباتها على سرعات عالية، بفضل هندسة الجسم. وتتوقع فيراري أن تمثل بورتوفينو نحو ربع مبيعات الشركة، مثلما حقق الطراز السابق. وهو قطاع تعدّه الشركة عملياً ويصلح للاستخدام اليومي. وسوف يبدأ تسليم سيارات بورتوفينو الجديدة في أوروبا، خلال الربع الاول من عام 2018، وإلى بقية أسواق العالم في النصف الأول من العام الجديد.

مرسيدس – بنز “إي كيو” كونسبت:

Mercedes-Benz EQ Concept

رياضية رباعية للمستقبل

النموذج التجريبي “إي كيو” يمثل نافذة على مستقبل السيارات الكهربائية التي تنوي شركة مرسيدس بنز إنتاج 10 نماذج منها،عام 2025، باستثمار قيمته عشرة مليارات يورو. ويتبع هذا الطراز قطاع السيارات الرياضية الرباعية، وهو ينافس طراز “إي ترون” من شركة أودي و”أي بيس” من شركة جاغوار، فضلاً عن موديل “إكس” من تيسلا. وسوف تطلق الشركة اسم “إي كيو سي” على الطراز المعد للانتاج، عندما يدخل الأسواق عام 2019.

وهي تقع ضمن مجموعة من السيارات الكهربائية التي سوف تنتجها الشركة تحت اسم “إي كيو”. وتتميز “أي كيو” التجريبية بكثير من اللمسات التي تزيد من انسيابيتها، مثل إخفاء مسّاحات الزجاج الأمامي، تحت حافة غطاء الزجاج الأمامي، واستبدال المرايا الجانبية بكاميرات مدمجة، وإلغاء مقابض الأبواب. وتتوسط “إي كيو” في الحجم بين طرازي “جي إل سي” و”جي إل إي”.

ولم تفصح الشركة بعد عن التفاصيل الفنية لنظام الدفع في السيارة، لكن المعروف انها سوف تستخدم محركين كهربائيين، أحدهما للمحور الأمامي والثاني للمحور الخلفي. ويوفر المحركان قدرة 400 حصان، أي نحو ما يوفره محرك سعته ثلاثة لترات. وتنطلق السيارة إلى سرعة مئة كيلومتر في الساعة، في غضون خمس ثوان، وتحقق مسافة 310 أميال بشحنة واحدة. وفي الداخل تعرض السيارة كل معلومات القيادة والملاحة على شاشة عريضة مساحتها 24 بوصة. وسوف تصل السيارة إلى الأسواق في غضون عامين.

بي إم دبليو “أي فيجن”

BMW I Vision

الجيل الكهربائي الجديد

تمثل هذه السيارة مواصفات الجيل التالي لقطاع “أي” الكهربائي والهايبرد في شركة بي إم دبليو، وهي سيارة تجريبية تعتزم الشركة إنتاجها -ربما- باسم “أي 5” لتكون عائلية بأربعة أبواب ودفع كهربائي، تنطلق إلى سرعة مئة كيلومتر في أربع ثوان، وتبلغ سرعة 120 ميلاً في الساعة. ولكن الصفة الأهم في هذه السيارة هي أنها تستطيع أن تقطع مسافة 372 ميلاً، قبل الحاجة إلى إعادة الشحن.

وسوف تصل إلى الأسواق، عام 2021. وعلق هارالد كروغر رئيس الشركة على هذه السيارة في معرض فرانكفورت، قائلاً إنها تمثل قلب علامة بي إم دبليو الذي قررت الشركة أن تحوله إلى الدفع الكهربائي. وهي سيارة تتميز بعجلات كبيرة الحجم، بقطر 22 بوصة، وهي أكبر حجمًا من طراز “أي 3” الكهربائي الحالي، كما توفر أكبر مساحة داخلية ممكنة، وتم ذلك عن طريق إزاحة العجلات إلى أقصى أركان جسم السيارة.

وتقول الشركة إن عملية إنتاج مكونات السيارة ودراسة هندستها قد بدأت بالفعل. وعند دخول السيارة إلى الأسواق، سوف تحمل معها الجيل الخامس من بطاريات الشركة الذي يوفر المزيد من الطاقة والمدى، مع خفة الوزن. ومن المتوقع ايضًا أن “أي فيجن” سوف تكون سيارة ذاتية القيادة لدى وصولها إلى الأسواق في 2021، بالمستوى الثالث او الرابع. وسوف تكون هذه السيارة مقدمة لنحو 25 سيارة كهربائية تعتزم الشركة أن تقدمها بداية من عام 2025.

لامبورغيني افنتادور إس رودستر:

Lamborghini Aventador S Roadster

سرعة 350 كم/ ساعة في الهواء الطلق

في الوقت الذي تتحدث فيه الصناعة عن عواقب الشروط البيئية التي تفرضها الحكومات، وضرورة التحول إلى الطاقة النظيفة، خرجت شركة لامبورغيني بهذه الفئة السوبر المكشوفة من طراز افينتادور التي تنطلق بمحرك قدرته 740 حصانًا مكونًا من 12 أسطوانة، وسعته 6.5 لترًا.

وهو ينطلق بها إلى سرعة مئة كيلومتر في الساعة، في غضون ثلاث ثوان، وإلى سرعة قصوى قدرها 350 كيلومترًا في الساعة. ويرتبط المحرك بناقل حركة أتوماتيكي بسبع سرعات. وهي مزودة بمكابح سيراميكية كربونية، للتحكم الفعال في هذه القوة الجامحة.

كما تتميز بخفة الوزن، بفضل استخدام خلائط الكربون في مكونات الجسم والهيكل السفلي، بما في ذلك حوافّ النافذة الأمامية والمرايا الجانبية. ويختار المشتري الكثير من لمسات التصميم الداخلي، من قسم التجهيز الخاص في الشركة الذي يسمى “إد برسونام”. ويمكن تحريك الزجاج الخلفي كهربائيًا، حتى يستطيع السائق والراكب الأمامي سماع صوت المحرك في موقعه خلف المقصورة.

ويختار السائق من بين أربع وضعيات قيادة، منها وضعية كورسا المخصصة لحلبات السباق. ويُتحكم بالسيارة عن طريق توجيه العجلات الأربع، وحركة جناح خلفي فعال يسهم في تثبيت السيارة على الطرق أثناء الانطلاق السريع.

ووصف رئيس الشركة ستيفنو دومينكالي السيارة بأنها توفر قمة الانطلاق المكشوف، بدون التضحية بالسرعة أو درجة التأهب. وهي السيارة الرياضية الوحيدة التي تجمع بين محرك مكون من 12 أسطوانة في موقع وسط السيارة مع سقف مكشوف.