اقتصاد عربي

أحمد سلام: التلاقي الفكري بين مصر والصين يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية

كتب فتحي السايح وسارة احسان 

 

أكد أحمد سلام، الدبلوماسي السابق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية والخبير بالشأن الصيني، أن فكر الرئيس الصيني شي جين بينغ حول الحكم والإدارة يمثل أحد أهم النماذج الفكرية المعاصرة التي نجحت في الربط بين الرؤية النظرية والتطبيق العملي، وأسهمت في تحويل الصين إلى قوة دولية فاعلة ذات حضور اقتصادي وسياسي وثقافي متوازن.
وأوضح سلام أن كتاب «شي جين بينغ حول الحكم والإدارة»، في أجزائه الخمسة الصادرة منذ عام 2014، لا يقدّم رؤية لإدارة الدولة الصينية فحسب، بل يطرح نموذجًا حضاريًا متكاملًا يقوم على مركزية الإنسان، والانضباط المؤسسي، والتنمية الشاملة، والاعتماد على الذات مع انفتاح واعٍ على العالم.
وأشار إلى أن الأبعاد الدبلوماسية لهذا الفكر تتجلى بوضوح في السياسة الخارجية الصينية الحديثة، التي انتقلت من منطق عدم الانحياز التقليدي إلى طرح مفهوم «مجتمع المصير المشترك للبشرية»، القائم على التعاون، واحترام السيادة الوطنية، والتنمية المشتركة، وهو ما يتقاطع بعمق مع ثوابت السياسة الخارجية المصرية.
وأضاف سلام أن العلاقات المصرية–الصينية، التي تقترب من إتمام سبعين عامًا في 2026، تُعد نموذجًا متقدمًا لهذا التلاقي الفكري والسياسي، حيث قامت منذ بدايتها على الاستقلالية السياسية ودعم مسارات التنمية الوطنية، وتطورت اليوم إلى شراكة استراتيجية شاملة تتكامل فيها مبادرة الحزام والطريق مع رؤية مصر 2030.
وأكد سلام أن القيمة الدبلوماسية لكتاب «شي جين بينغ حول الحكم والإدارة» تكمن في كونه أداة للقوة الناعمة وبناء الثقة الحضارية، إذ يطرح مفاهيم الحكم الرشيد والتنمية العادلة والتعددية الدولية من منظور غير صدامي، ما يجعله مرجعًا مهمًا للدول النامية، ومن بينها مصر.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة من العلاقات المصرية–الصينية يجب أن تشهد تعميق التعاون الفكري والإداري، عبر تبادل الخبرات في مجالات الحكم الرشيد، وبناء المؤسسات، والتنمية المستدامة، معتبرًا أن الدبلوماسية الفكرية تمثل الجيل الجديد من الشراكة بين القاهرة وبكين في عالم يبحث عن التوازن والحكمة.