ختام أكبر نسخة من بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا وتعزيز مكانة الرياض
كمركز للأمن السيبراني

ايه حسين
اختتم مؤتمر Black Hat MEA فعالياته مسجلاً أكبر نسخة في تاريخ المؤتمر، بزخم غير مسبوق ونمو بنسبة 55% مقارنة بالعام الماضي، ليؤكد أن الرياض أصبحت مركزاً عالمياً تتوحد فيه الرؤى حول مستقبل الأمن السيبراني.
وشغل المؤتمر مساحة بلغت 60,612 متراً مربعاً، ليحافظ على لقب أكبر معرض للأمن السيبراني عالمياً للعام الثاني على التوالي، مع استقطاب مشاركين من أكثر من 163 دولة، و500 علامة تجارية عالمية، و300 متحدث، في ثلاثة أيام حافلة بالمحاكاة العملية، والعروض التقنية عالية المستوى، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وشهد المعرض تمثيل أصول استثمارية بقيمة 13.9 مليار ريال سعودي.
كما شهد المؤتمر تنافسًا استثنائيًا في نهائيات أكبر مسابقة “التقط العلم” (CTF) في العالم منافسة قوية بين الفرق المشاركة، حيث تسابق المشاركون في اجتياز تحديات متقدمة شملت مجالات التشفير والهندسة العكسية وهجمات الذكاء الاصطناعي، وتمكن فريق “Platinum” من تحقيق المركز الأول على مستوى الفرق السعودية بعد ثلاثة أيام من نجاحه في تحقيق الحلول، فيما حصد فريق 0xA المركز الأول في فئة الفرق الدولية.
واختتمت بطولة “مكافآت اكتشاف الثغرات” بفوز عمر الزغيبي بالمركز الأول، بعد نجاحه في اكتشاف ثغرات عالية التأثير ضمن بيئات حية على منصة BugBounty.sa. وقد أظهرت
نتائج المسابقتين مدى سرعة تطور المواهب المحلية وقوة مجتمع الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية.
كما شهد اليوم الثالث من الفعاليات تنظيم مسابقة “CyberSeed”، التي شكّلت إحدى أبرز محطات اليوم الثالث وتهدف إلى إبراز رواد الأعمال الأكثر طموحًا في قطاع الأمن السيبراني. وقد تنافست عشر شركات ناشئة أمام المستثمرين وخبراء القطاع لإثبات جدارة تقنياتها على المستوى العالمي. وبعد جولة سريعة وعالية الضغط من العروض، فاز فريق “Sahl” بجائزة نقدية قدرها 30 ألف دولار، إضافة إلى فرصة تمثيل المنطقة في مؤتمر Black Hat America للمنافسة ضمن فعالية “تسليط الضوء على الشركات الناشئة العالمية”.
وبلغ عدد الشركات الناشئة المشاركة في نسخة هذا العام 37 شركة، بزيادة بلغت 24% مقارنة بالعام الماضي.
وخلال إحدى الجلسات، استعرض ديفيد ريديكوب، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة ADAMnetworks، خلال جلسة “اضرب أولاً في حرب الذكاء الاصطناعي: إعادة بناء الإنترنت عبر الثقة الصفرية”، أسباب استمرار تصاعد هجمات التصيّد وإساءة استخدام النطاقات رغم الاستثمارات الدفاعية المتواصلة على مدى سنوات. وأوضح أن 80% من محركات الاقتصاد العالمي تعتمد على الشركات الصغيرة والمتوسطة التي غالباً ما تفتقر إلى الضوابط الحديثة، في حين شهدت الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ارتفاعاً بنسبة 4,151%، ودعا ريديكوب القطاع إلى إعادة النظر في الافتراضات التقليدية وتحريك الضوابط الوقائية إلى مستويات أدنى ضمن منظومة الحماية، مؤكداً ضرورة التحرك المبكر في سلسلة الدفاع لاحتواء التهديدات التي تفلت من طبقات الكشف التقليدية.
وفي جلسة حول التأمين السيبراني، استعرض دانيال بودين، مدير أمن المعلومات في شركة Marsh McLennan، أهمية التخطيط للاستجابة للحوادث باعتباره العامل الأكثر تأثيراً في قدرة المؤسسات على مواجهة الاختراقات. وأكد أن معيار التأمين يرتبط بشكل مباشر باحتمالية التعرض للاختراق، وأن الخطة المدروسة والمجربة للاستجابة للحوادث تمثل العنصر الأهم في تقليل تلك الاحتمالية. ودعا بودين مسؤولي أمن المعلومات إلى اعتبار الاستجابة للحوادث بمثابة “حارس المرمى” في منظومة الدفاع الحديثة، والعمل بشكل وثيق مع الوسطاء الذين يمتلكون خبرة واسعة في التعامل مع الحوادث اليومية لدى مختلف العملاء، ويعرفون نقاط الضعف التي تظهر تحت الضغط.
واختُتمت الفعاليات بعد ثلاثة أيام من تبادل المعارف والخبرات، حيث أكد ستيف دورنينغ، مدير المشاريع في تحالف، أن “مؤتمر Black Hat MEA استقبل أكثر من 40 ألف مشارك خلال ثلاثة أيام، وعلى مدى أربع نسخ أصبح المؤتمر محطة لا غنى عنها يجتمع فيها المجتمع السيبراني العالمي ليلتقي ويتنافس ويُسهم في صياغة مستقبل الأمن السيبراني هنا في الرياض وما بعدها.”
وتعود فعاليات Black Hat MEA في نسختها لعام 2026 خلال الفترة من 1 إلى 3 ديسمبر في الرياض، مع برنامج تقني أعمق، ومسابقات موسّعة، ومنصات جديدة تعكس القضايا التي تصدرت نسخة هذا العام. ويمكن للراغبين في المشاركة التسجيل عبر الرابط التالي:
https://register.visitcloud.com/survey/017dqu86kxshl



