مايكروسوفت تؤسس فريقًا لتطوير «الذكاء الفائق» بقيادة مصطفى سليمان

ايه حسين
أعلنت شركة مايكروسوفت عن تأسيس فريق جديد تحت مسمى “فريق مايكروسوفت للذكاء الفائق” (Microsoft Super Intelligence Team)، يقوده مصطفى سليمان، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي في الشركة، بهدف تطوير شكل متقدم من الذكاء الاصطناعي يُعرف بـ”الذكاء الفائق” (Superintelligence)، والذي تأمل الشركة أن يُحدث اختراقات علمية كبرى في مجالات مثل الطب، وعلوم المواد، والطاقة النظيفة.
يأتي هذا المشروع الطموح ليعبّر عن مرحلة جديدة في مسيرة مايكروسوفت، بعد تعديل اتفاقيتها الأخيرة مع شركة أوبن إيه آي، والتي سمحت لها للمرة الأولى بتطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة على غرار تلك التي تشغّل منصة ChatGPT، بعدما كانت الاتفاقية السابقة تُقيّد هذه الخطوة.
وأوضح سليمان أن الهدف من المشروع هو الوصول إلى ذكاء فائق إنساني قادر على أداء مهام معقدة بمستوى يتجاوز القدرات البشرية في بعض المجالات، لكن بطريقة آمنة وموجهة نحو خدمة الإنسان لا منافسته.
وأضاف أن الفريق سيركّز على بناء مساعدين شخصيين ذوي ذكاء اصطناعي متطور قادرين على دعم الإنسان في اتخاذ القرارات، وحل المشكلات الكبرى في الرعاية الصحية والطاقة والبحث العلمي.
وتسعى مايكروسوفت من خلال هذه الخطوة إلى ترسيخ موقعها في سباق التطور نحو “الذكاء الفائق”، وهو المفهوم الذي بدأت شركات مثل أوبن إيه آي وميتا بلاتفورمز في تبنيه كمرحلة تالية لتطور الذكاء الاصطناعي العام (AGI).
ويمثل الإعلان تتويجاً لمشروع بدأته مايكروسوفت منذ مارس الماضي، حينما استحوذت على حقوق الملكية الفكرية لشركة “إنفليكشن إيه آي” (Inflection AI)، التي كان سليمان أحد مؤسسيها.
ومنذ ذلك الحين، يعمل الفريق على تطوير عائلة جديدة من النماذج الذكية داخل مايكروسوفت، لا تزال في مراحلها الأولى لكنها تمثل نواة لتقنيات مستقبلية أكثر تقدماً.
وكان سليمان قد أبلغ موظفي الشركة في سبتمبر الماضي أن مايكروسوفت تستعد لتنفيذ استثمارات ضخمة لتوسيع قدرات هذه النماذج، في خطوة تشير إلى رغبة الشركة في المنافسة بقوة مع عمالقة الذكاء الاصطناعي مثل جوجل وأوبن إيه آي.
يتزامن إعلان مايكروسوفت مع توجه متسارع بين كبرى شركات التكنولوجيا نحو الذكاء الفائق كهدف استراتيجي. فإلى جانب أوبن إيه آي وميتا، تعمل شركات أخرى مثل أنثروبيك وجوجل ديب مايند على تطوير أنظمة قادرة على التفكير المجرد والتحليل العلمي العميق بما يتجاوز حدود الذكاء الاصطناعي الحالي.
ويُتوقع أن يشهد العقد المقبل سباقاً عالمياً نحو بناء أنظمة “ما بعد الذكاء العام”، قادرة على المساهمة في حل قضايا كبرى مثل الأمراض المزمنة وتغير المناخ، مع بروز تحديات أخلاقية وتنظيمية متزايدة لضمان سلامة استخدام هذه التقنيات.



