المتحف المصري الكبير يعيد بريق السياحة المصرية

ايه حسين
أكد محمد عيد سليمان، مدير التسويق الإقليمي لمجموعة بيك الباتروس للفنادق، أن مشاركة المجموعة في بورصة لندن للسياحة (WTM London 2025) جاءت هذا العام في لحظة تاريخية تتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي وصفه بأنه “أهم حدث ثقافي وسياحي عالمي تشهده مصر منذ عقود”، مشيراً إلى أن أصداء الافتتاح كانت استثنائية بين الوفود الدولية وشركات السياحة الكبرى المشاركة في المعرض.
وأوضح سليمان في تصريحات لجريدة (ايجي ايكونومي)، أن جناح مصر في البورصة سيكون محط اهتمام الزائرين من مختلف الأسواق، الذين عبّروا خلال فترة الاعداد للمعرض عن إعجابهم بقدرة الدولة المصرية على تقديم مشروع حضاري بهذا الحجم والدقة في التنفيذ، قائلاً:
> “كان الجميع يتحدث عن المتحف بوصفه رمزاً لعودة مصر إلى خريطة السياحة الثقافية العالمية، وليس مجرد معلم جديد للزيارة.”
وأضاف أن مجموعة بيك الباتروس ستستثمر مشاركتها في البورصة لتسويق منتجاتها السياحية ضمن رؤية متكاملة تربط بين المقصد الثقافي والمقصد الشاطئي، موضحاً أن المجموعة بدأت بالفعل في إعداد باقات سياحية تجمع بين زيارة المتحف المصري الكبير والإقامة في منتجعات البحر الأحمر، ما يتيح للسائح تجربة تمتد من الحضارة إلى الاستجمام.
الربط بين السياحة الشاطئية والأثرية.. تجربة مصرية متكاملة
وأشار سليمان إلى أن مصر تمتلك مقومات فريدة تمكنها من دمج السياحة الشاطئية والترفيهية مع السياحة الأثرية والثقافية في منتج واحد يخاطب الأسواق الأوروبية والآسيوية على السواء.
وأوضح أن السائح الأوروبي يبحث اليوم عن تجربة تجمع بين “العراقة والرفاهية”، وهو ما أصبحت مصر تقدمه بوضوح بعد افتتاح المتحف المصري الكبير، قائلاً:
> “اليوم يمكن للسائح أن يبدأ رحلته من قلب الحضارة في الجيزة، ثم ينتقل في ساعات قليلة إلى أحد منتجعات الغردقة أو شرم الشيخ ليستمتع بشواطئ البحر الأحمر. هذه هي المعادلة التي نعمل على ترسيخها في استراتيجيتنا التسويقية، لأنها تمثل مستقبل السياحة المصرية في العقد المقبل.”
وأكد أن هذا الربط لا يخدم فقط قطاع السياحة، بل ينعكس أيضاً على خريطة الاستثمار الفندقي والنقل الداخلي، مع توسع الشركات في خدمات النقل السريع بين القاهرة والمناطق الساحلية، ما يرفع متوسط مدة الإقامة ويزيد من العائد السياحي الإجمالي.
إشغالات مرتفعة في الغردقة وشرم الشيخ تؤكد استعادة الثقة في المقصد المصري
وأضاف محمد عيد سليمان أن فنادق ومنتجعات الغردقة وشرم الشيخ سجلت معدلات إشغال قياسية خلال الموسم السياحي الماضي، حيث تجاوزت نسب الإشغال 90% في ذروة الصيف، مع استمرار الطلب القوي من الأسواق الألمانية والبولندية والتشيكية والإنجليزية.
وأكد أن هذه المؤشرات تعكس استعادة المقصد المصري لثقة الأسواق الأوروبية بعد أعوام من التحديات العالمية، مشيراً إلى أن مجموعة بيك الباتروس شهدت نمواً متواصلاً في الحجوزات الإلكترونية والعقود مع منظمي الرحلات التقليديين.
وأوضح أن الموسم الماضي تميز بعودة قوية للسياحة العائلية الأوروبية، وارتفاع متوسط الإقامة إلى ما بين 7 و9 ليالٍ، لافتاً إلى أن معدلات إنفاق السائحين شهدت تحسناً بفضل الخدمات المتطورة والمنتجعات الجديدة التي افتتحتها المجموعة في البحر الأحمر.
وأضاف أن هذه النتائج تشكل قاعدة انطلاق للموسم الحالي، الذي يتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، ليخلق – بحسب تعبيره – “حلقة متكاملة بين الشاطئ والحضارة، وبين الراحة والتاريخ”.
انتعاش في مطار سفينكس وفنادق القاهرة والجيزة
وفي سياق متصل، أشار سليمان إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير انعكس سريعاً على حركة الوصول بمطار سفينكس الدولي، التي شهدت قفزة نوعية في الرحلات العارضة من أوروبا والشرق الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة، قائلاً:
> “مطار سفينكس أصبح بوابة ذهبية جديدة للجيزة والمتحف، واليوم يستقبل أفواجاً يومية من السائحين الذين يخططون لزيارة المتحف فور وصولهم.”
وأضاف أن نسب الإشغال في فنادق القاهرة الكبرى والجيزة ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة منذ انطلاق الموسم الخريفي، في إشارة واضحة إلى تأثير المتحف كمحرك رئيسي للطلب الفندقي. وأوضح أن هذا الحراك “لم يقتصر على المجموعات السياحية المنظمة، بل شمل الزوار الأفراد الذين يأتون خصيصاً لمشاهدة المتحف كأيقونة عالمية للحضارة المصرية”.
واختتم مدير التسويق الإقليمي لمجموعة بيك الباتروس حديثه بالتأكيد على أن هذا الزخم السياحي يمثل فرصة حقيقية لتعزيز التكامل بين الوجهات المصرية المختلفة، قائلاً:
> “المتحف المصري الكبير ليس فقط حدثاً ثقافياً، بل نقطة تحول تسويقية كبرى، ستعيد رسم خريطة الحركة السياحية في مصر وتمنحها دفعة تنافسية في الأسواق العالمية.”



