الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية تكرّم رواد الأعمال في دورتها الـ18

ايه حسين
– اختتمت الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الدورة الـ18 من “الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة” بحفلٍ كبيرٍ أقيم برعاية وحضور المهندس الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة وعضو المجلس التنفيذي لحكومة راس الخيمة، تم خلاله تكريم روّاد الأعمال المسؤولين في المنطقة العربية.
وقالت السيدة حبيبة المرعشي المؤسس والرئيس التنفيذي للشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، في كلمتها الافتتاحية: “منذ انطلاقها عام 2008 كبرنامج تقدير بسيط للمؤسسات في دول مجلس التعاون الخليجي، تطورت “الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة” لتصبح “معيار الاستدامة” في المنطقة العربية، كما أضحت منصةً دقيقة تجمع بين التقدير والمعرفة وبناء القدرات وعلى مر السنين، استفادت مئات المؤسسات من هذه الجائزة لصياغة وتعزيز استراتيجيات أعمالها المستدامة، حيث عادت العديد منها دورةً تلو الأخرى لقياس التقدم والارتقاء إلى مستويات أعلى من التميز.
في كلمتها الافتتاحية، قالت السيدة حبيبة المرعشي، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية للشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات: “منذ انطلاقها عام ٢٠٠٨ كبرنامج تقدير بسيط للشركات في دول مجلس التعاون الخليجي، تطورت الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة لتصبح “معيار الاستدامة” في المنطقة العربية – منصة دقيقة تجمع بين التقدير والمعرفة وبناء القدرات. بدأت الجائزة بثلاث فئات فقط، ركزت على الاحتفاء بالمؤسسات الرائدة في دول مجلس التعاون الخليجي. واليوم، في عام ٢٠٢٥، توسّعت لتشمل ١٦ فئة متنوعة تغطي العالم العربي بأكمله، مما يعكس التزام المنطقة المتزايد بالاستدامة وممارسات الأعمال المسؤولة. على مر السنين، استفادت مئات المؤسسات من الجائةز لصياغة وتعزيز استراتيجيات أعمالها المستدامة، مع عودة العديد منها دورة تلو الأخرى لقياس التقدم والارتقاء إلى مستويات أعلى من التميز.
وأضافت: “لقد خط الفائزون بالجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة مساراً جديدًا، حيث شقوا طريقهم وتركوا بصماتهم، لقد شهدنا هذا العام نتائج عالية ومبهرة، وتدفقًا كبيرًا من المشاركين الجدد، ونضجًا في ممارسات الاستدامة، مما ينبئ بمستقبل واعد لمنطقتنا، حيث تثبت هذه المؤسسات أن الأعمال المستدامة ليست ممكنة فحسب، بل هي بالفعل الطريق إلى الازدهار والمرونة”.
وأشارت السيدة حبيبة المرعشي إلى أن قوة الجائزة تكمن في أساسها المتمثل بمعايير تتوافق مع الأطر والمعايير الدولية الرائدة في مجال التنمية المستدامة، إلى جانب تقييمات لجنة تحكيم مستقلة تُزود المشاركين بملاحظات مفصلة حول نقاط قوتهم ومجالات تحسينهم، حيث يخضع كل طلب لعملية دقيقة من المراجعة والتقييم والتحقق، مما يجعل المشاركة بحد ذاتها رحلة تعليمية قيّمة.
وأوضحت أن دورة هذا العام شهدت تدفقًا ملحوظًا للمشاركين الجدد، حيث شكلوا 41% من المتقدمين، وقد حقق العديد منهم أعلى مراتب الشرف في مختلف الفئات. وقد دفع المستوى الرفيع من المشاركات المقدمة الدرجات إلى ما يزيد عن السنوات الماضية، مما يعكس نضج المنطقة المتزايد في أداء الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. في الوقت نفسه، لاحظت الجائزة انخفاضًا نسبيًا في مشاركة القطاع المالي مقارنةً بالأداء القوي في العام الماضي، مما يُسلط الضوء على الديناميكيات المتغيرة في قيادة الاستدامة الإقليمية.
وأشارت إلى أن دورة هذا العام شهدت تدفقًا ملحوظًا للمشاركين الجدد، حيث شكلوا 41% من أصل 141 طلبات مقدمة من 109 مؤسسة في 10 دول عربية، وقد حقق العديد منهم جوائز مرموقة في مختلف الفئات. وقد ساهم المستوى الرفيع من المشاركات في رفع الدرجات إلى مستويات أعلى من السنوات الماضية، مما يعكس نضج المنطقة المتزايد في أداء الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. في الوقت نفسه، لاحظت الجائزة انخفاضًا طفيفاً في مشاركة القطاع المالي مقارنةً بالأداء القوي الذي تحقق العام الماضي، مما يُبرز التحولات في ريادة الاستدامة على المستوى الإقليمي.
وقالت السيدة حبيبة المرعشي: “الاستدامة رحلة وليست وجهة. العمل لا ينتهي هنا، بل يبدأ من جديد. معًا، من خلال الابتكار والتعاون والمثابرة، يُمكننا بناء منطقة مزدهرة و مستدامة أيضًا للأجيال القادمة”.
وكرّمت الجائزة الفائزين في قطاعات متنوعة، من الطاقة إلى التعليم، ومن الرعاية الصحية إلى الضيافة، مسلطةً الضوء على ريادة الاستدامة الواسعة في العالم العربي. وقد كرّم حفل “الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة” الفائزين في 16 فئة، احتفاءً بمساهماتهم المتميزة في مجال الاستدامة.
وفاز في فئة الأعمال التجارية الكبيرة، شركة أولماس للمياه المعدنية، وفي فئة الأعمال التجارية المتوسطة، فازت شركتان مناصفة وهما: شركة المطاحن العمانية ومجموعة كيزاد، وفي فئة الأعمال التجارية الصغيرة، مجموعة ترانسوورلد.
فيما فاز في فئة المؤسسات الحكومية الكبيرة هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، وفي فئة المؤسسات الحكومية المتوسطة، مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، وفي فئة المؤسسات الحكومية الصغيرة، هيئة الفجيرة للبيئة، وفي فئة الخدمات المالية، بنك البحرين للتنمية، وفي فئة قطاع الطاقة، أدنوك للتوزيع.
أما في فئة قطاع الضيافة فقد فاز فندق ستيلا دي ماري دبي مارينا، وفي فئة قطاع السيارات، كلداري للسيارات، وفي فئة قطاع الإنشاءات، مجموعة إينوفو، وفي فئة قطاع الرعاية الصحية، مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية.
وفاز في فئة المؤسسات الاجتماعية، جمعية سفانا الخيرية للخدمات الصحية بحائل، وفي فئة قطاع التعليم، جامعة عمان العربية، وفي فئة الشراكات والتعاون، وزارة الداخلية في مملكة البحرين.
وكان من أبرز المواضيع التي ركز عليها عام ٢٠٢٥ التركيز المتزايد على استراتيجيات انبعاثات الكربون الصفرية ونماذج الاقتصاد الدائري، حيث تتواءم المؤسسات مع سياسات المناخ الإقليمية الطموحة.
وكان من اللافت للنظر تزايد أهمية الشراكات والعمل الجماعي، حيث بلغ عدد المشاركات 26 مشاركة، مما يؤكد على استحالة تحقيق الاستدامة بمعزل عن غيرها. إضافةً إلى ذلك، قُدّم 70 تقرير استدامة متميز، مما يُبرز الأهمية المتزايدة للشفافية والمساءلة في العمليات التجارية في العالم العربي.
كان من أبرز المواضيع التي ميزت عام ٢٠٢٥ التركيز المتزايد على استراتيجيات الصفرية الكربونية ونماذج الاقتصاد الدائري، حيث تتواءم المؤسسات مع سياسات المناخ الإقليمية الطموحة. كما برزت الأهمية المتزايدة للشراكات والعمل الجماعي، حيث بلغ عدد المشاركات في هذه الفئة ٢٦ مشاركة، مما يؤكد إدراكنا أن الاستدامة لا يمكن تحقيقها بمعزل عن غيرها. ومن السمات البارزة الأخرى الارتفاع الكبير في تقارير الاستدامة، حيث تم تقديم ٧٠ تقريرًا في عام ٢٠٢٥ مقارنةً بـ ٤٢ تقريرًا في العام الماضي، بزيادة قدرها ٦٧٪. وقد التزمت العديد من التقارير بمعايير المبادرة العالمية لإعداد التقارير (GRI)، وحصلت على ضمانات الأغلبية من جهات خارجية، وشملت هذه التقارير مجتمعةً ٣٧ قطاعًا. يعكس هذا النمو الملحوظ تنامي ثقافة الشفافية والمساءلة وقياس الأداء في جميع أنحاء العالم العربي.
وأعربت الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات عن خالص تقديرها لشركائها ورعاتها، وتقدمت بشكر خاص لشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك)، الراعي البلاتيني، على دعمها المتواصل للجائزة منذ انطلاقها، وللراعي الفضي العريق ماكدونالدز الإمارات، وقد انضمت الى مجموعة الشركات الراعية هذا العام؛ شركة الصين الحكومية للهندسة الإنشائية في الشرق الأوسط.
وقالت إنه بفضل دعم شركة فارنك، فإن هذا الحدث ينظم كحدث محاير للكربون منذ عدة سنين، مما يعزز قيم الاستدامة في هذا الصرح المميز. كما تقدمت بالشكر لمجموعة عمل الإمارات للبيئة (الشريك البيئي)، وصحيفتي جلف نيوز وخليج تايمز (الشركاء الإعلاميين الرسميين)، بالإضافة إلى جهات إعلامية متعاونة أخرى، بما في ذلك كلايمت كونترول، وبان آسيان ميديا، وجرين ساستينابيليتي. كما تقدمت بشكر خاص لشركتي دابر وون هايف لتقديمهما منتجات كهدايا.
حتى الآن، كرّمت الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة 394 فائزًا، وتلقّت 1,781 طلبًا، وشملت 14 دولة عربية، وغطّت أكثر من 45 قطاعًا. لا تُظهر هذه الأرقام اتساع نطاق الجائزة وشموليتها فحسب، بل تُبرز أيضًا دورها كأقدم منصة موثوقة للتميز في مجال الاستدامة في المنطقة العربية. على مرّ السنين، أصبحت هذه الجائزة حافزًا لتبادل المعرفة والابتكار وبناء القدرات، مُلهمةً المؤسسات على دمج مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في صميم استراتيجياتها وعملياتها. من خلال الجمع بين الحكومات وقادة القطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، بنت الجائزة منظومةً فريدةً من الثقة والتعاون، مُعززةً ثقافة المساءلة والطموح التي تُواصل دفع حدود التنمية المستدامة في العالم العربي.
نبذة عن الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات
الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات هي مؤسسة مهنية متعددة أصحاب المصلحة، وقد تأسست في دولة الإمارات في عام 2004. وهي مركزة على النهوض والترويج لمبادئ و ممارسات المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والاستدامة في المنطقة العربية. وتعمل على تمهيد الطريق للتواصل والتدريب والتعلم وتبادل الخبرات والمعرفة في مجالات المسؤولية الاجتماعية و الاستدامة.
وكانت الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات أول شريك تدريب معتمد من قبل مبادرة الابلاغ العالمية لدول الشرق الأوسط الناطقة باللغة العربية لمدة عقد من الزمن والتي انتهت في عام 2022.
وتعزز الشبكة وتشجع ممارسات الأعمال المسؤولة وتعتمدها من خلال مجموعة من الخدمات و العروض، بما في ذلك دورات تدريبية وورش عمل معتمدة، والبحوث وأفضل الممارسات، الخدمات الاستشارية، خدمات ضمان طرف ثالث، مبادرة الجائزة الشهيرة والمعروفة باسم الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة، علاوة على المنصة الفكرية التي تنعقد كل عام لمناقشة أحدث ما توصل إليه المعنيون في ميادين الاستدامة والمسؤولية المجتمعية والمعروف باسم المنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة.