أخباراتصالات وتكنولوجيااقتصاد عربي

تقرير PWC:التكلفة والتكنولوجيا والأغذية المحلية اتجاهات تعيد تحديد اختيارات المستهلكين في المملكة

ايه حسين

92% من المستهلكين في المملكة يصفون أنفسهم بأنهم آمنون مالياً، وهي نسبة تفوق المتوسط العالمي

أكثر من نصف المستهلكين في المملكة على استعداد لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تصميم برامج لياقة بدنية مخصصة بحسب احتياجاتهم الشخصية

11% من المستهلكين في المملكة يستخدمون أدوية إنقاص الوزن، وأبدى 42% آخرون استعدادهم لتجربتها في المستقبل

أصدرت بي دبليو سي الشرق الأوسط أحدث تقرير لها بعنوان “استطلاع آراء المستهلكين لعام 2025: نتائج المملكة العربية السعودية” الذي أشارت فيه إلى أن المستهلكين في المملكة العربية السعودية يعملون بجد على إعادة تحديد اختياراتهم الغذائية في عام 2025 من خلال الموازنة بين ضغوط التكلفة وبين الاهتمام المتزايد بالصحة والراحة والحلول التكنولوجية.

ويكشف التقرير، الذي يستند إلى استطلاع شارك فيه أكثر من ألف مستهلك، عن وجود تحول ملحوظ تجاه أنماط الحياة الأكثر اعتماداً على التقنيات الرقمية والأكثر اهتماماً بالصحة، مع استمرار ارتفاع الحساسية تجاه الأسعار وتأثيرها على قرارات الشراء.

ولا تزال تكلفة المعيشة على رأس قائمة الأولويات الرئيسية في المملكة العربية السعودية، حيث وضعها 47% من المشاركين بين أهم ثلاثة هواجس تسيطر عليهم خلال الاثني عشر شهراً القادمة. كما يمثل ارتفاع الأسعار أهم عامل مؤثر في قرارات شراء المواد الغذائية.

وعلى الرغم من ذلك، تواصل التجارب المرتبطة بابينما قال 53% منهم إنهم يطلبون الوجبات الجاهزة، وهي نسب أعلى بفارق كبير عن المتوسطات العالمية التي تبلغ 29% لتناول الطعام خارج المنزل لطعام والتغذية احتلال مكانة بارزة في الحياة اليومية للمستهلك في المملكة العربية

السعودية، إذ قال 47% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يتناولون الطعام خارج المنزل مرة على الأقل كل أسبوع و37% لطلب الوجبات الجاهزة.

وبحسب التقرير، تلعب الصحة دوراً تزداد أهميته يوماً بعد يوم في تشكيل ملامح خيارات المستهلكين، إذ صنف 75% من المشاركين في الاستطلاع في المملكة حالتهم الصحية ما بين ممتازة وجيدة جداً، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 46%.

وذكر نحو 40% أنهم يمارسون التمارين الرياضية بانتظام، بينما قال 36% إنهم يتناولون كميات كبيرة من المكملات الغذائية. ومن الملاحظ تزايد معدلات استخدام أدوية إنقاص الوزن، إذ ذكر 11% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يستخدمون حالياً أدوية إنقاص الوزن، بينما أبدى 42% انفتاحهم على استخدامها في المستقبل.

وتشير نتائج الاستطلاع أيضاً إلى تزايد الشعور بالفخر الوطني وتفضيل دعم المنتجات المحلية في المملكة، حيث ذكر أكثر من ثلث المستهلكين المشاركين في الاستطلاع (34%) أن شراءهم للمنتجات المحلية له ثلاثة أسباب رئيسية، وهي: ارتفاع جودتها (51%)، دعم الاقتصاد المحلي (43%) ومراعاتها لصحة المستهلكين أكثر من غيرها (41%).

وتعليقاً على نتائج الاستطلاع، صرح عماد مطر، شريك وقائد خدمات الصفقات في بي دبليو سي الشرق الأوسط، قائلاً: “هناك تحولات ملحوظة في سلوكيات المستهلكين في عموم المملكة، وهي تمثل نقطة تحول في تاريخ اقتصاديات الاستهلاك بالمملكة،

حيث تعكس زيادة الطلب على المنتجات المراعية للجوانب الصحية والمدعومة رقمياً والملائمة للعادات المحلية حدوث تحول أعمق يتوافق بشدة مع طموحات رؤية المملكة 2030″.

وتعمل التكنولوجيا على دعم هذا التحول، حيث ذكر أكثر من 40% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يستخدمون تطبيقات الصحة الرقمية أو الأجهزة القابلة للارتداء بينما أشار نصف المشاركين في الاستطلاع إلى تأثير التكنولوجيا الإيجابي على روتينهم اليومي.

ويأتي ذلك في ظل تنامي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي حيث أشار 48% من المستهلكين إلى لجوئهم إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تنظيم الوجبات وأكثر من 52% يستخدمونه في الحصول على إرشادات اللياقة البدنية، الأمر الذي يشير إلى تزايد الرغبة بين المستهلكين في استخدام الأدوات الرقمية في الحفاظ على صحتهم.

ومن الاتجاهات الصاعدة أيضاً دعم الإنتاج المحلي حيث أعرب ثلث المشاركين في الاستطلاع عن تفضيلهم للأطعمة المنتجة محلياً وأرجعوا ذلك إلى جودتها ومنافعها الصحية بالإضافة إلى شعورهم بالفخر الوطني عند تناولها. ومع ذلك، لا تزال التكلفة

تؤثر تأثيراً كبيراً على قرارات المستهلكين، حيث يقول 56% منهم إنهم يلجأون إلى اعتماد الخيارات المستوردة الأرخص على حساب البديل المحلي الأغلى. وهو ما يؤكد الحاجة إلى مواءمة القيم المحلية مع التسعير التنافسي.

وفضلاً عما سبق، أصبحت الاستدامة أولوية رئيسية لدى المستهلكين، خاصة بين الشباب الأصغر سناً والأكثر ارتباطاً بالعالم الرقمي. حيث أظهر 56% من المشاركين في الاستطلاع قلقهم من تغير المناخ بينما أعرب 38% منهم عن استعدادهم لدفع مبالغ أكبر مقابل خيارات غذائية مستدامة وهو ما يشير إلى الاهتمام المبكر بهذه الخيارات وزيادة فرص النمو المتاحة أمامها.

وعلى الرغم من أن 45% من المستهلكين لم يحسموا موقفهم من هذه المسألة حتى الآن، أمام الشركات فرصة قوية لبناء الوعي وتعزيز الثقة بين الجمهور وإثبات التأثير الملموس لمنتجاتها.

ومن جانبها، صرحت نورما تقي، الشريكة في قسم الصفقات ورئيسة قسم الأسواق الاستهلاكية في بي دبليو سي الشرق الأوسط، قائلة: “تشهد منطقة الشرق الأوسط بروز عصر جديد لسلوكيات المستهلكين يتشكل وفقاً لما يمتلكه المستهلكون

من معرفة صحية ورقمية واهتمامهم بالمنتجات المحلية. ويتواصل الزخم الذي حققته هذه الاتجاهات الصاعدة في المملكة بوتيرة ملحوظة.

وفي ظل سعي المملكة نحو تحقيق طموحاتها الواردة في رؤية 2030، قد تلجأ الشركات في المنطقة إلى اعتبار رغبات المستهلكين في المملكة إشارة واضحة على المجالات التي تتجه إليها قاطرة الإبداع والتوافق الثقافي والمشاركة بناءً على القيمة”.

ويسلط هذا التقرير الضوء على التحول نحو تبني سلوكيات تركز على الوعي الصحي والإلمام بالوسائل التكنولوجية والاهتمام بالمنتجات المحلية. ومن الضروري بالنسبة للشركات العاملة في المملكة أن تواكب هذه التغييرات لتقديم منتجات وتجارب تجد صداها لدى المستهلك السعودي المعاصر.