أخباراقتصاد عربيعامفن

لقاء خاص مع الخبير في الشؤون الصينية والإعلامي البارز المستشار أحمد عبد العزيز سلام

 

كتب فتحى السايح وسارة احسان

استضاف برنامج “صفحة جديدة” على قناة نايل لايف الإعلامي والخبير في الشؤون الصينية المستشار أحمد عبد العزيز سلام، في لقاء خاص تناول مختلف جوانب العلاقات المصرية الصينية، وتطورها التاريخي والاستراتيجي، خاصة في ضوء زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني الأخيرة للقاهرة.
عمق العلاقات التاريخية والمواقف المشتركة
في بداية الحوار، أشار أحمد سلام إلى أن مصر كانت أول دولة عربية وإفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية، مؤكدًا على أن العلاقات بين البلدين تضرب بجذورها في أعماق التاريخ ، حيث وقفت الصين إلى جانب مصر في مواقف مصيرية، منها العدوان الثلاثي عام 1956، إضافة إلى دعمها المتواصل للحقوق المصرية وأيضاً دعمها للقضايا العربية.
كما أبرز سلام أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تطورت بشكل غير مسبوق خلال السنوات العشر الماضية، في ظل اللقاءات المتكررة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي جين بينغ، والتي أرست قواعد شراكة متينة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون متعدد الأوجه.
كما أكد على أن توجه مصر شرقًا، وتوسيع شراكاتها مع قوى كبرى كالصين، لا يتعارض مع علاقاتها مع الغرب، بل يمثل تنويعًا ضروريًا للسياسات الخارجية في عالم متعدد الأقطاب.
التعاون في مجال البنية التحتية والمشروعات الكبرى
خصص أحمد سلام جزءًا مهمًا من اللقاء للحديث عن الدور المحوري للشركات الصينية في تنفيذ مشروعات البنية التحتية العملاقة في مصر. فالصين كانت شريكًا رئيسيًا في العاصمة الإدارية الجديدة، من خلال شركة CSCEC الصينية التي تتولى تنفيذ عدد من أهم المشروعات، على رأسها البرج الأيقوني، الذي يُعد الأطول في إفريقيا، إلى جانب الحي التجاري المركزي (CBD) الذي أصبح رمزًا للتحديث العمراني في مصر.
كما أشار إلى مشروعات أخرى، مثل القطار الكهربائي الخفيف الذي يربط مدينة العاشر من رمضان بالقاهرة الكبرى، ومساهمات الصين في تطوير مدينة العلمين الجديدة، ومشروعات الإسكان والنقل والطاقة، مما يجعل التعاون المصري الصيني نموذجًا ناجحًا للتنمية المشتركة.
التعاون الاقتصادي والمجالات الإنتاجية
استعرض سلام حجم التعاون التجاري المتزايد، حيث بلغ التبادل التجاري بين مصر والصين مليارات الدولارات سنويًا، مع وجود قرابة 3000 شركة صينية عاملة في السوق المصري.
كما تناول المشروعات المشتركة في مجالات متعددة، من البنية التحتية إلى الصناعات التكنولوجية، مع التركيز على التعاون في صناعة السيارات الكهربائية، الطاقة المتجددة، والطاقة النظيفة، بما يعزز من خطط التحول الأخضر في مصر.
زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني للقاهرة
وعن الزيارة الرسمية الأخيرة التي قام بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، أشار سلام إلى أهميتها في توطيد الشراكة، حيث شهدت توقيع اتفاقيات وبروتوكولات تعاون جديدة في مجالات النقل والطاقة والتعليم والثقافة.
السياسة الدولية ودور الصين في القضايا الإقليمية
في الجانب السياسي، تطرق أحمد سلام إلى الدور المتوازن والمسؤول للصين في الملفات الساخنة، كـ القضية الفلسطينية، حيث تبنّت الصين مواقف داعمة للحقوق الفلسطينية، فضلًا عن دورها في الوساطة الناجحة بين السعودية وإيران، وهو ما يؤكد قدرة الصين على ملء فراغ الوساطة الدولية بانحياز إلى السلام والاستقرار.
كما أشار إلى موقف الصين من الحرب الإيرانية الإسرائيلية ، ومبادراتها الداعية إلى التهدئة.
مصر ومبادرات الصين الكبرى
تحدث سلام بإسهاب عن مبادرة الحزام والطريق، موضحًا أن مصر تمثل نقطة ارتكاز استراتيجية داخل المبادرة، من خلال موقعها الجغرافي وقناة السويس، وهو ما يفتح آفاقًا كبرى للاستثمار في الموانئ والبنية التحتية.
كما تناول عضوية مصر في مجموعة البريكس، وما تحمله من فرص لمبادلات مالية وتجارية خارج الإطار الغربي التقليدي، داعيًا إلى تقليل العجز التجاري بين مصر والصين من خلال زيادة الصادرات المصرية وتحفيز الإنتاج المحلي.
التعاون العسكري والثقافي
أبرز سلام أهمية التعاون العسكري المشترك، وتحديدًا المناورات العسكرية المصرية الصينية التي تعزز من التنسيق الدفاعي وتبادل الخبرات.
أما في الجانب الثقافي، فقد استعرض المعارض والمناسبات البارزة، منها معرض الآثار المصرية في شنغهاي، والتعاون في مجالات الترميم والتنقيب عن الآثار، وكذلك المعرض الذي أشرف عليه بالتعاون مع المستشار السياحي الدكتور ناصر عبد العال في بكين عام 2009 بعنوان “من الأهرامات إلى سور الصين العظيم”.
السياحة والتعليم واللغة
أكد على أهمية السياحة الصينية لمصر، وخاصة في ضوء الافتتاح المنتظر للمتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى ضرورة تهيئة بيئة ملائمة لاستقبال الزائر الصيني.
كما أشاد بانتشار تعليم اللغة الصينية في الجامعات المصرية، ودور معاهد كونفوشيوس، لافتًا إلى تميز الشباب المصري في إتقان اللغة والمشاركة في برامج التبادل الثقافي.
اختتم سلام اللقاء بالتأكيد على أن الصين قدمت نموذجًا تنمويًا ملهمًا خلال العقود الثلاثة الأخيرة، والمبادرات الصينية الاخيرة خلال السنوات العشر الماضية في حقبة الرئيس الصيني شي ، وأنه على مصر وكافة الدول النامية الاستفادة من هذه التجربة ووفقاً لظروف كل دولة بنقل مع يتناسب معها، عبر تعزيز الشراكات التنموية والاقتصادية والثقافية، في إطار من التوازن والانفتاح على كافة القوى الدولية.


# العلاقات المصرية الصينية