أخباراتصالات وتكنولوجيا

الإمارات تستضيف قمة رائدة تُشكّل محطة مفصلية في رسم ملامح عصر جديد لحوكمة التكنولوجيا

ايه حسين

    • منصة عالمية لقادة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لتحديد مسارات الابتكار المسؤولة
    • النيابة العامة الاتحادية تطلق استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2025-2030

انطلقت في أبوظبي النسخة الأولى من قمة حوكمة التقنيات الناشئة (GETS 2025)، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وتنظم القمة التي تختتم أعمالها اليوم الأربعاء من قبل مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة (ATRC)، بالشراكة الاستراتيجية مع النيابة العامة الاتحادية ، وبمشاركة صناع السياسات العالميين، والخبراء القانونيين، والتقنيين، وقادة الشباب في تجمع عالمي هو الأول من نوعه حول الحوكمة المسؤولة للتقنيات المتقدمة.

وشهد اليوم الأول من القمة حضور أكثر من 1000 مشارك من أكثر من 20 دولة، من بينهم وزراء وشخصيات ووفود عربية رفيعة المستوى، من أبرزها النائب العام لدولة قطر والوفد المرافق له، والنائب العام لجمهورية مصر العربية والوفد المرافق له، ومساعد النائب العام في سلطنة عمان والوفد المرافق له، إضافة إلى قضاة وخبراء سياسات، وشخصيات دولية رائدة في مجالات التكنولوجيا والقانون.

وتناولت أجندة اليوم الأول قضايا مهمة في مستقبل التحول الرقمي، مثل: الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي، وتنظيم البيانات عبر الحدود، والمرونة السيبرانية، والأمن في مرحلة ما بعد الكمّ، وألقى كلمات رئيسية كل من معالي المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام للاتحاد ، ومعالي فيصل عبدالعزيز البناي مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، ومعالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير الدولة لشؤون الشباب، وسعادة الدكتور محمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، وسعادة مقصود كروز رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان وسعادة الدكتور محمد عبيد الكعبي رئيس دائرة القضاء لامارة الشارقة، والمستشار سالم علي الزعابي رئيس نيابة بمكتب النائب العام للاتحاد.

وأكد معالي المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي في كلمته الافتتاحية أن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل تأكيد دورها الريادي في قيادة الحوار العالمي بشأن حوكمة التكنولوجيا، من خلال الدعوة إلى تطوير أنظمة شفافة، خاضعة للمساءلة، ومبنية على قيم إنسانية، وأشار إلى أنه من خلال القمة نؤكد إيماننا بأن الابتكار لا يكتمل دون التزام أخلاقي، وأن مستقبل التقنيات الناشئة ينبغي أن يُوجَّه ليس فقط بالتقدم التكنولوجي، بل بالهدف السامي الذي يخدم الإنسان والمجتمع.

وفي جلسة حوارية خاصة أشار معالي فيصل البناي، إلى الحاجة الملحة للابتكار المسؤول، منوهاً إلى أهمية حوكمة التكنولوجيا العالمية، مضيفاً: يجب على المؤسسات التقنية تحمل المسؤولية عن التقنيات التي تطلقها، وهذا يتطلب تعاونا قوياً ومستمراً بين الجهات الفاعلة في مجال التكنولوجيا والمنظمين”.

كما شهدت القمة عقد عدة جلسات سُلط من خلالها الضوء على الدور الحاسم للشباب في تشكيل الحوكمة الرقمية، وتحديات هيكلية الأنظمة المستقلة وحماية الحقوق الرقمية، ودور التكنولوجيا في تطوير الأنظمة القضائية العالمية، وتحديات الذكاء الاصطناعي في مجال خصوصية المعلومات، كما ناقشت التداعيات السيبرانية للتقنيات المتقدمة والناشئة، وأهمية تكامل أدوار الحكومة والتكنولوجيا والمجتمع لبناء مستقبل رقمي أكثر عدالة، وسبل الاستعداد لمستقبل ما بعد الكوانتوم والأمن السيبراني وحوكمة الأعمال.

وضمن الجلسة التي عقدت تحت عنوان من الرؤية للتمكين: خارطة الطريق لمستقبل العدالة الجنائية 2030، قدم المستشار سالم علي الزعابي رئيس نيابة بمكتب النائب العام للاتحاد عرضاً لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي للنيابة العامة لدولة الإمارات للأعوام 2025-2030، التي تسعى من خلالها النيابة إلى ترسيخ مكانتها كمؤسسة قضائية وقانونية رائدة تتبنى الابتكار الرقمي والحوكمة الذكية ضمن رؤيتها الاستراتيجية الشاملة، حيث أشار المستشار سالم علي الزعابي إلى أن الاستراتيجية ترتكز على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في تعزيز كفاءة منظومة العدالة الجنائية، ودعم متخذي القرار، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، مع ضمان الالتزام بأعلى المعايير الأخلاقية والقانونية، حيث تمثل نقلة نوعية من أنظمة التشغيل الرقمية نحو منظومات ذكية تُعزز التنبؤ، والتحليل، والرقابة الاستباقية، وتعيد تعريف تجربة العمل القضائي في بيئة ذكية متكاملة.

وقدمت القمة التي شهدت مشاركة مركز تريندز للبحوث والاستشارات باعتباره شريكاً معرفياً رسمياً لها ، عدداً من التوصيات العالمية في يومها الأول ، حيث دعت إلى ضرورة إيجاد ميثاق عالمي للتفاعل البشري مع الذكاء الاصطناعي يضمن دمج الأخلاق والمساواة في الابتكار منذ البداية، كما أشارت إلى تعزيز دور الشباب كمشاركين في تصميم الحوكمة الرقمية، واستعرضت أهمية تبني الأمن السيبراني والثقة الرقمية كضرورات وطنية، والعمل على تحقيق التوازن المطلوب بين القانون والعدالة والتطور التقني، كما ناقشت القمة الجاهزية الكمّية وأمن ما بعد التشفير، حيث حثت على اتخاذ إجراءات مبكرة، ودعت إلى إجراء عمليات تدقيق للبيانات، وترقيات التشفير، والتوافق مع معايير ما بعد الكم، كما استعرضت موضوع الشمول الرقمي والمساواة اللغوية في الذكاء الاصطناعي حيث وُجّهت دعوات لزيادة الاستثمار في مجموعات البيانات المحلية، ومحو الأمية الرقمية، وإتاحة الذكاء الاصطناعي لسد الفجوات العالمية واللغوية.

وتضمنت المشاركات، جلسة حوارية مهمة مع شركة كوانتوم جيت، وهي شركة أمن سيبراني في دولة الإمارات تختص بأدوات التشفير المتطورة وجاهزية الأنظمة ما بعد الكمّية، حيث أكد يان هيرفيميز، الرئيس التقني في الشركة، ‘انه في ظل التقدم المتسارع في مجالي الحوسبة الكمّية والذكاء الاصطناعي، بات من الضروري أن تواكب أنظمة الحوكمة هذا التطور بخطى متوازية، وأعرب عن سعادته بأن يكون جزءاً من قمة حوكمة التقنيات الناشئة (GETS 2025) في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يجتمع روّاد القطاع في وضع سياسات مستقبلية ترتكز على الابتكار، والبحث عن سبل بناء بنية تحتية رقمية آمنة، تتمتع بالاستقلالية والمسؤولية، وتلبي تطلعات العقود المقبلة’.

وشهدت القمة أيضاً مشاركة مؤسسات عالمية مثل Microsoft، ADNOC، Cisco، Huawei Cloud، ومراكز أبحاث دولية مرموقة، مما يؤكد مكانة الإمارات المتنامية كقوة محركة لحوكمة رقمية عادلة وشاملة.