أخباراقتصاد عربيبورصة

احمد سلام المستشار الإعلامي والخبير بالشأن الصيني :  “فكر شي جين بينغ جسر للتنمية المستقلة

والتعاون الحضاري بين الصين وأفريقيا"

كتب : فتحي السايح وسارة احسان

في صالون “فكر شي جين بينغ… للصين والعالم” الذي عُقد يوم السبت 19 إبريل 2025،   قال أحمد سلام، المستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر لدى الصين، والخبير بالشأن الصيني والدولي ، حيث تناول في حديثه الأبعاد الفلسفية والسياسية لفكر الرئيس شي جين بينغ، ودوره في تعميق التعاون مع أفريقيا، وتعزيز التنمية المستقلة والشراكة الحضارية.

وقال سلام يأتي هذا الصالون في توقيت بالغ الأهمية، فنحن اليوم أمام تحولات عالمية كبرى، ويُعد فكر شي جين بينغ من أبرز المرجعيات الفكرية لفهم الصين الحديثة، ليس فقط في سياستها الداخلية، بل في رؤيتها للعالم. إنه فكر يربط بين الفلسفة والتنمية، بين الإنسان والطبيعة، وبين الهوية الوطنية والانفتاح على الإنسانية.

واضاف بالنسبة للعلاقة بين الصين وأفريقيا لا تقوم فقط على المصالح الاقتصادية، بل على أسس حضارية وإنسانية. فمنتدى التعاون الصيني الأفريقي FOCAC مثلاً ليس مجرد منصة دبلوماسية، بل هو جسر حضاري. وفكر شي جين بينغ يجعل من أفريقيا شريكًا حقيقيًا في مشروع “مجتمع المستقبل المشترك للبشرية”، ويؤكد دائمًا على الاحترام المتبادل وعدم التدخل، وهو ما يُميّز الصين عن القوى التقليدية في تعاملها مع القارة.

واضاف ابر. ما يميز رؤية شي جين بينغ للتنمية مقارنة بالنماذج الغربية ؛ الفرق الجوهري أن فكر شي يضع “الإنسان في قلب التنمية”، ويؤمن بالتنمية المشتركة لا المفروضة. لا توجد وصفات جاهزة، بل احترام للخصوصية الثقافية والحضارية لكل دولة. بينما تميل بعض المؤسسات الغربية إلى فرض نماذج تنموية موحدة، تسعى الصين إلى دعم ما تختاره الشعوب لنفسها، وتوفير الأدوات لتحقيقه.

اما ما يتم فى التعاون الصيني الأفريقي التي يمكن اعتبارها تطبيقًا عمليًا لهذا الفكر؟
لدينا شواهد كثيرة، أبرزها:

وبناء أكثر من 10,000 كيلومتر من الطرق، و6,000 كيلومتر من السكك الحديدية.

 وإرسال أكثر من 2,000 طبيب وممرض خلال عامي 2023 و2024.

 وإنشاء 17 ورشة “لوبان” للتدريب المهني في 15 دولة أفريقية.

ومنح عسكرية لمواجهة الإرهاب، ومشروعات طاقة شمسية ورياح.

 ودعم مالي بـ 51 مليار دولار لثلاث سنوات قادمة.

هذه ليست فقط مشاريع تنموية، بل شواهد على شراكة متساوية وقائمة على الندية.

 وتابع يمكن للإعلام والمراكز الفكرية أن تسهم في ترجمة هذا الفكر إلى وعي شعبي

فاننا نحتاج إلى سردية إعلامية أفريقية جديدة تفهم الصين بلغتها وفكرها، وتُترجم مفرداتها بروح أفريقية. دور مراكز الفكر والإعلام جوهري في بناء هذه السردية. كما نحتاج إلى مزيد من الترجمة، والتبادل الثقافي، والمراكز البحثية المشتركة. تجربة “بيت الحكمة” رائعة في هذا السياق، لكنها بحاجة للتوسع والانتشار أكثر.

واستطرد سلام  يمكن لأفريقيا أن تستفيد من هذه الشراكة في ظل السياسات الأمريكية الراهنة؟
في الحقيقة فإنه في ظل سياسات العزل والتقييد والعقوبات التي تنتهجها بعض القوى، تبدو الصين شريكًا طبيعيًا للقارة الأفريقية. لا تفرض نموذجًا، لا تُهيمن، بل تقدم بدائل عملية ومحترمة. وفكر شي جين بينغ يمنح أفريقيا فرصة لبناء تنمية مستقلة، ومستقبل تشاركي لا تابع.

حيث يظل فكر شي جين بينغ، كما أوضح أحمد سلام، مرآة لفهم الصين الحديثة، وجسرًا حضاريًا لبناء شراكة عادلة بين الجنوب والجنوب. وهو ما يجعل من هذا الفكر موضوعًا ملحًا للحوار