أخباراتصالات وتكنولوجيااقتصاد عربيسياحة وطيران

مركز أكسفورد للبحوث والتطوير يطلق مبادرات قيادية في الإمارات

ايه حسين

أشارت نتائج البحوث التي أجراها مركز أكسفورد للبحوث والتطوير القيادي OxfordLDR إلى أن تطوير مهارات القيادة الاستثنائية قد يرفع من أرباح الشركات الإماراتية بحوالي 15%، ما سيضيف نحو 7.8 مليار دولار سنوياً إلى أرباح الشركات العاملة في دولة الإمارات ١.

تتوافق نتائج بحوث مركز أكسفورد مع بحوث عالمية أخرى أظهرت أن الشركات التي تتمتع بقيادة عالية الجودة من المرجح أن تكون بين أفضل المؤسسات أداءً من الناحية المالية بمعدل ثلاثة أضعاف، فضلاً عن تحقيق فوائد إضافية مهمة تشمل زيادة مشاركة الموظفين وتعزيز ولائهم ورفع معدل الاستبقاء ورفع الإنتاجية.

وبالنظر إلى التأثير المالي الهائل للقيادة عالية الكفاءة، تركز الشركات ذات الرؤية المستقبلية الواضحة على الاستثمار في تطوير المهارات القيادية. وفي عام 2023، أشارت بحوث صناعة التدريب إلى قيام المؤسسات باستثمار حوالي 3.5 مليار دولار سنوياً في الحلول والبرامج الخاصة بتطوير القيادة، ورغم ذلك، كشف مركز أكسفورد أن 12% فقط من الشركات في مختلف أنحاء العالم أعربت عن ثقتها في جودة قياداتها، إذ يشعر 40% فقط من القادة بأنهم مستعدون لمواجهة التحديات المستقبلية.

لذا، لا يبدو أن الاستثمارات الهائلة في التدريب على مدى السنوات العديدة الماضية قد رفعت بشكل ملموس من المعايير العامة للقيادة، حيث تسلط هذه البيانات الضوء على الحاجة إلى اعتماد نهج أكثر فعالية وتخصيصاً لتطوير القيادة.

ولكن ما هي “فعالية القيادية الاستثنائية” وكيف يمكن تحقيقها؟

يشير البروفسور ويليام سكوت-جاكسون من مركز أكسفورد للبحوث والتطوير القيادي إلى أن مصطلح “القيادة” يُستخدم ليعني كل المهام بدءاً من التوجيه الاستراتيجي لشركة بمليارات الدولارات وصولاً إلى إدارة فريق صغير. وبطبيعة الحال، تختلف الأهداف والمسؤوليات والمهام التي يشملها كل دور اختلافاً تاماً. ومع ذلك، فقد وجد بحث مركز أكسفورد أن التدريب عالي الجودة لقادة “الفئة العليا” إما أن يكون غائباً أو مستنداً إلى ملاحظات سردية وأطر عامة للقادة التحويليين الناجحين. وعلى النقيض من ذلك، فإن التدريب أو التأهيل المكلف للقادة الاستراتيجيين من المستوى المتوسط والرفيع غالباً ما يستند إلى نظريات وأساليب وممارسات عامة ودراسات حالة ذات أهمية منخفضة. ولو كانت هذه المنهجيات ناجحة، لأمكن تحقيق القيادة الفعّالة بمجرد تكرار الأسلوب والممارسات الموضحة في مذكرات أي رئيس تنفيذي ناجح. ولكن، في الواقع، يكمن جوهر القيادة الاستراتيجية في تفردها التام، إذ يجب على كل قائد استراتيجي أن يكون فعالاً في التعامل مع الظروف الاستثنائية التي تقود في نهاية المطاف إلى النجاح التنظيمي، سواءً فيما يتعلق بتحقيق النمو أو خلق قيمة أو أولويات استراتيجية أخرى. ويجب أيضاً أن يكون التطوير مصمماً لمواجهة تلك التحديات المحددة.

يهدف مركز أكسفورد للبحوث والتطوير القيادي إلى مساعدة المؤسسات الإماراتية في الاستفادة من هذه الفرص والارتقاء بمهارات قادتها من جميع المستويات إلى آفاق أرحب وتحقيق مستويات عالمية من القيادة الفعّالة استناداً إلى الخبرات التي يتمتع بها المركز في العمل مع حكومات دول مجلس التعاون الخليجي والمنظمات الشهيرة والشركات العائلية الرائدة. وفيما يتعلق بالمؤسسات، يوفر المركز تطويراً قيادياً مصمماً بدقة لتحقيق أهداف تنظيمية محددة استناداً إلى تحليل علمي دقيق. وعلى سبيل المثال، في أحد شركات التجزئة الكبرى، أدى تطوير القدرات القيادية إلى رفع الأرباح في المتاجر المستهدفة بأربعة أضعاف، وفي دراسة أجراها المركز مع معهد تشارترد للإدارة، كان المؤشر الأعلى للقيمة بالنسبة للمستثمرين هو جودة القيادة.

يعمل مركز أكسفورد للبحوث والتطوير القيادي حالياً على إطلاق مبادرتين رئيسيتين تهدفان إلى معالجة فجوة فعالية القيادة:

التطوير القيادي المخصص للقادة
يجب أن يكون التطوير الفعال للقيادة مصمماً وفق السياق الفريد للمؤسسة وتحدياتها وأهدافها الاستراتيجية. كأساس لأي برنامج جديد لتطوير القيادة، يجري مركز أكسفورد تحليلاً معمقاً مستعيناً بمصادر البيانات الموجودة مثل استطلاعات التفاعل لتحديد القضايا والفرص القيادية المهمة. ويشكل هذا التحليل منهاجاً مخصصاً يضمن للقادة تطوير المهارات اللازمة لبلوغ أهداف تنظيمية محددة وتحقيق القيمة لمؤسستهم.

مبادرة بحوث التأثير لرفع مستوى معايير القيادة في جميع أنحاء الإمارات:
يطلق مركز أكسفورد للبحوث والتطوير القيادي مشروعاً بحثياً موسعاً للوقوف على استراتيجيات القيادة الأكثر فعالية في جميع أنحاء العالم، ووضع هذه المعارف في سياق البيئة الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وتهدف المبادرة، من خلال تحليل أفضل الممارسات والقدرات القيادية الإقليمية المميزة، إلى التوصية بإجراءات عالية التأثير للارتقاء بفعالية القيادة إلى معايير عالمية المستوى، والتي تحقق تأثيراً ملموساً على نمو الأعمال وتحقيق القيمة.