أخبارصحة

إصابة الأب بألزهايمر تصيب الأبناء وأخطاء تضعف الذاكرة والاغذية الطبيعية لمحاربة الخرف وتعزيز الدماغ

د. محمد حافظ ابرهيم

كشفت دراسة لدكتورة سيلفيا فيلنوف أستاذة الطب النفسي بجامعة ماكغيل الكندية عن وجود ارتباط

د محمد حافظ ابراهيم
د محمد حافظ ابراهيم

وراثي بين إصابة الآباء بألزهايمر وزيادة خطر إصابة أبنائهم بالمرض. وشملت الدراسة 243 شخصا يبلغ متوسط أعمارهم 68 عاما، وجميعهم لديهم تاريخ عائلي للإصابة بألزهايمر، لكن دون ظهور أعراض معرفية وقت انطلاق الدراسة. ويعُرّف التاريخ العائلي بأنه إصابة أحد الوالدين أو كليهما أو اثنين من الأشقاء. وتابعت الدراسة المشاركين لسبع سنوات حيث وجدوا انتشار بروتين تاو السام بالدماغ، وهو أحد العلامات البيولوجية لمرض ألزهايمر، إلى جانب بروتين الأميلويد. ويؤدي تراكم هذين البروتينين إلى تشكّيل لويحات وتشابكات تعيق وظائف الدماغ وتسبب تدهورا معرفيا. وخضع المشاركون لفحوصات تصوير الدماغ واختبارات الذاكرة والتفكير وعلى مدار سبع سنوات، تطوّر المرض لدى 71 شخصا من ضعف إدراكي خفيف، وهو مرحلة مبكرة من التدهور المعرفي الى مرض ألزهايمر. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين كان آباؤهم مصابين بألزهايمر أظهروا انتشارا أكبر لبروتين تاو. وكشفت الدراسة، بشكل منفصل، أن النساء المشاركات كنّ أكثر عرضة أيضا لتراكم هذا البروتين. وأوضحت النتائج أن إصابة أحد الوالدين بمرض ألزهايمر تسبب بشكل مباشر التغيرات الدماغية وتشير إلى وجود علاقة ارتباط محتملة بين الحالتين. وقالت الدكتورة سيلفيا فيلنوف، اننا فوجئنا بأن الأشخاص الذين لديهم آباء مصابون بألزهايمر أظهروا معدلات أعلى لانتشار بروتين تاو في الدماغ وكان التأثيرا ألاكبر في حال وجود إلاصابة من جهة الأم اولا ثم الاب ثم الاخوة.

اوضحت دراسة لهيئة الصحة الهندية لبعض ألاخطاء الشائعة التى تضعف الذاكرة. حيث أن بعض العادات اليومية ربما تضعف الذاكرة دون أن ندرك ذلك. ومن اهم ألاخطاء التى يقع فيها البعض عن غير قصد ويمكن أن تتسبب في إضعاف الذاكرة هى:

= تخطي وجبة الافطار: يعتقد الكثيرون أن تخطي وجبة الافطار أمر بسيط. ولكن العلم لا يوافقهم الرأي إذ يغذي الإفطار الدماغ بالجلوكوز وهو ضروري للذاكرة والتركيز.
= الإفراط باستخدام نظام تحديد المواقع: إن الاعتماد المفرط على نظام تحديد المواقع العالمي بدلاً من استخدام العقل للتنقل يضعف الذاكرة المكانية. ويبقى جزء الحُصين بالدماغ المسؤول عن الذاكرة والملاحة غير نشطاً ولكن عندما يحدد الشخص الاتجاهات بنفسه ينشط الحُصين.
= تصفح وسائل التواصل قبل النوم: يعتاد الكثيرون على تصفح منصات التواصل الاجتماعي قبل النوم. غير أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يعطل إنتاج الميلاتونين، مما يصعّب النوم. إذا كان الشخص يرغب في ذاكرة قوية، فعليه تجنب الشاشة قبل ساعة على الأقل من النوم.
= الإفراط في تناول السكريات: أن الإفراط في تناول المشروبات والحلويات السكرية يزعج العقل على عكس براعم التذوق. إن النظام الغذائي الغني بالسكر المكرر يؤدي إلى التهاب في الدماغ، مما يضعف الذاكرة مع مرور الوقت.
= تعدد المهام: يؤثر تعدد المهام بشكل عكسي على الإنتاجية. يعاني الأشخاص الذين يكثرون من تعدد المهام من صعوبة في التركيز وتذكر التفاصيل والتبديل بين المهام بكفاءة. وإن التبديل بين المهام المختلفة يرهق الدماغ ويصعّب تخزين الذكريات الجديدة.
= ضعف التعرض للشمس: إذا كان الشخص نادر الخروج، فإن دماغه يُفوت بعض الفوائد المهمة. حيث يرتبط نقص فيتامين دى بفقدان الذاكرة وزيادة الإصابة بالخرف. إن التعرض لأشعة الشمس لمدة 15- 20 دقيقة يومياً يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في الحفاظ على ذاكرة قوية.
= كبت المشاعر: إن كبت التوتر والانفعالات يمكن أن يكون له آثار طويلة المدى على الدماغ. يزيد التوتر المزمن من إنتاج هرمون التوتر الكورتيزول، وهو قد يلحق الضرر بالحُصين. وهذا يصعّب عملية حفظ واسترجاع الذكريات.
= ضعف شرب الماء: يؤثر الجفاف على الجسم وعلى قدرة الدماغ على العمل طبيعيا ويمكن أن يؤدي الجفاف إلى ضبابية في الدماغ وارتباك ونسيان. يتكون الدماغ من حوالي 75% من الماء، لذلك فإن شرب كمية كافية من السوائل ضرورية للحفاظ على عمل الدماغ بسلاسة.

واوضحت دراسة للدكتور فيشال باتيل والدكتور أنوبام جينا بهيئة الصحة البريطانية ان أدمغة سائقي سيارات الأجرة والاسعاف قد تجعلهم أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر. حيث يتمتع سائقو سيارات الأجرة والإسعاف بالذكاء السريع وردود الفعل السريعة للتنقل في حركة المرور بفعالية. وتبين أن هذه السمات يمكن أن تحميهم أيضًا من مرض الزهايمر كالاتى:

= حفظ الخرائط المكانية المعرفية:وأوضح الدكتور فيشال باتيل، بمستشفى بريجهام آ في بوسطن إن نفس الجزء من الدماغ الذي يشارك في إنشاء الخرائط المكانية المعرفية، والذي نستخدمه للتنقل في العالم من حولنا يشارك في تطور مرض الزهايمر وأن مهنة قيادة سيارات الأجرة والإسعاف، تتطلب معالجة مكانية وملاحية، يمكن أن تترافق مع انخفاض عبء الوفيات الناجمة عن مرض الزهايمر.
= قيادة الحافلة لمسافات طويلة: لكن لاحظ الباحثون أن نفس الفائدة لم تنطبق على الوظائف الاخرى التى تعتمد على اتباع طريق ثابت، مثل قيادة الحافلة لمسافات طويلة أو قيادة الطائرة.
= انخفاض سجلات الوفاة: قام الباحثون بتحليل سجلات الوفاة لما يقرب من 9 ملايين شخص يعملون في 443 مهنة مختلفة. ومات اغلب الأشخاص في جميع المهن، وتوفي ما يقرب من 4% من هؤلاء الأشخاص بسبب مرض الزهايمر. لكن الباحثين وجدوا أن 1% فقط من سائقي سيارات و0.7% من سائقي سيارات الإسعاف ماتوا بسبب مرض الزهايمر. وأظهرت النتائج أن حوالي 3% من سائقي الحافلات و4% من الطيارين ماتوا بسبب مرض الزهايمر. واوضح الدكتور أنوبام جينا ان النتائج اوضحت ان احتمال التغيرات العصبية في جزء الحصين تفسر انخفاض معدلات مرض الزهايمر. وان الحُصين هو منطقة الدماغ التي تساعد على نقل الذكريات قصيرة المدى إلى الذاكرة الطويلة.

واوضحت دراسة للدكتورة كريستينا كولتر بهيئة الصحة الاوربية ان ثنائية اللغة هى درع واقىٍ ضد مرض الزهايمر. وكشفت الدراسة أن التحدث بلغتين يسهم للحماية من تقدم مرض الزهايمر. وأشارت الدراسة إلى أن المرضى المصابين بالزهايمر الذين يتحدثون لغة واحدة فقط يعانون من انخفاض حجم الحُصين، وهو جزء من الدماغ مرتبط بالذاكرة. ولكن لم يظهر الأفراد الذين يتحدثون بلغتين او اكثر لهذا الانخفاض، ويدل على أن ثنائية اللغة توفر الحماية ضد تقدم الزهايمر. ويُعتبر الزهايمر اضطرابًا عصبيًا يؤدي إلى تدهور الوظائف المعرفية ويتميز بتراكم لويحات الأميلويد وتشابكات بروتين بالدماغ مما يعيق التواصل العصبي ويسبب ضمورًا في مناطق ذاكرة الحُصين. تترافق هذه الأضرار مع تدهور في التفكير واللغة وحل المشكلات ويؤدي إلى ضعف عاطفي ووظيفي لدى المرضى. واستندت الدراسة إلى تحليل بيانات تصوير الأعصاب لمرضى الزهايمر وأشخاص آخرين يعانون من أنواع مختلفة من الخرف، ضمن بحث تقييم شامل للتدهور العصبي والخرف للتعرف المبكر على مرض الزهايمر.

واوصت دراسة للدكتور وي تشينغ في جامعة فودان الصينية بتناول اغذية طبيعية لمحاربة الخرف والزهايمر ولتعزيز صحة الدماغ والجسم. واوضح أن وجود نظام غذائي متوازن مفيد لصحة دماغ الإنسان وسلامته. وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا نظامًا غذائيًا أكثر توازناً كان لديهم ذكاء سائل أقوى وذاكرة عميقة ومهارات تنظيمية عالية الكفائة. واوضحت الدكتورة سارة بيري بكلية كينغز بلندن إن مصطلح الذكاء السائل يعني القدرة على التفكير بالمشكلات وإيجاد الحلول وأكدت أن هناك مكونات طبيعة في الاغذية يمكن أن تساعد ألدماغ. ومن أهم الاغذية التي تحسن صحة الدماغ وتعزز قدرته على وظائفة المختلفة هى :
= الأسماك الزيتية: مثل السلمون والرنجة والسردين لأنها غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية وهي نوع من الدهون التي لا يستطيع الجسم إنتاجها ولابد من الحصول عليها من النظام الغذائي لأهميتها للقلب والمناعة وصحة الدماغ. ووجدت دراسة للجمعية الدولية لأبحاث الطب النفسي الغذائي أن أوميجا 3 تحسن أعراض الاكتئاب والوقاية منه. وتشمل المصادر الأخرى لاوميجا 3، بذور الشيا والجوز.
= المكسرات والبذور: غنية بالبوليفينول التي وربطتها الأبحاث بتحسين الوظائف الإدراكية وصحة الدماغ. ووجدت الدراسة أن تناول الجوز أدى إلى تحسين الذاكرة وعمل الدماغ. وأن الأشخاص المعرضين لخطر التدهور المعرفي، مثل خطر الإصابة بمرض الزهايمر العائلي، كان لديهم نتائج أفضل إذا تناولوا المزيد من المكسرات خاصة الجوز.
= الخضروات الورقية الخضراء: مثل البروكلي والملفوف والكرنب والجرجير لأنها تحتوى على كثير من العناصر الغذائية والألياف التي تم ربطها بتباطؤ التدهور المعرفي.  ووجدت الدراسة أن أولئك الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا غنيًا بالخضروات الورقية والشاي الأخضر والجوز أظهروا أبطأ معدل لتدهور الدماغ المرتبط بالعمر، بينما أولئك الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا أقل اعتمادًا على النباتات كان لديهم إصابة أكثر بأمراض شيخوخة الدماغ.
= الكافيين والقهوة: وجدت دراسة بريطانية أن تناول كوبين إلى ثلاث من القهوة أو الشاي يوميًا، يخفض من الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 28 %. وأوضحت أن مادة الكافيين بها مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية في الأدمغة من التآكل ولذلك ينصح بتناول القهوة السوداء دون سكر مع إمكانية إضافة القليل من الحليب الخالى الدسم .
= الشاي الأخضر: فهو يحتوي على مادة “إلثيانين”، التي تحسن نوعية وجودة النوم الليلى، وبالتالي تعزز من صحة الدماغ.
= الاغذية الغنية ببكتيريا بروبيوتيكس: وجدت دراسة من كوريا الجنوبية، أن الأشخاص الذين تناولوا اغذية البروبيوتيكس كانوا أقل عرضة لنوبات الاكتئاب. ووجدت دراسة من قبل جامعة كوليدج كورك في أيرلندا،أن تناول الأطعمة المخمره تعمل على تحسين صحة الأمعاء وتجعل المرء لا يشعر بالتوتر.
= الحبوب الكاملة: أكدت الدراسة أن أولئك الذين تناولوا ثلاث حصص من الحبوب الكاملة يوميًا كان لديهم معدل أبطأ من التدهور المعرفي والذاكرة مقارنة بأولئك الذين تناولوا أقل من حصة يوميًا.
= زيت الزيتون: هو غنى بمادة البوليفينول وهى مفيد لصحة الدماغ خاصة إذا كان من النوع البكر. ووفقا لدراسة أجرتها كلية “هارفارد تي إتش تشان” للصحة العامة، فإن تناول نصف ملعقة صغيرة فقط من زيت الزيتون يوميا تكفي لخفض خطر الوفاة بسبب الخرف بنسبة 28 %.
= الميرمية وألاعشاب أخرى: اوضحت دراسة في جامعة نورثمبريا البريطانية أن الميرمية والليمون وإكليل الجبل ساهمت في تحسين وظائف الدماغ. واكد الدكتور ديفيد كينيدي بجامعة نورثمبريا لوجود تحسينات فورية في وظائف المخ مع استعمال الميرمية واعشاب الجنزبيل والكركم.

Dr.M.Hafez.Ibrahim