
د.محمد حافظ ابراهيم
كشفت دراسة أجرتها الدكتورة مريم تيلتون الأستاذة بقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة تكساس عن

تفاصيل التغيرات التي تحدث للخلايا التي تُكوّن الهيكل العظمي مع التقدم في العمر. وتؤدي التغيرات إلى ضعف في بنية العظام فتصبح أكثر هشاشة وعرضة للكسر. وتشكل نتائج الدراسة خطوة مهمة نحو إيجاد علاجات أفضل لهشاشة العظام المرتبط بالتقدم في العمر. واوضحت الدراسة ان الشيخوخة تؤثر على وظيفة الخلايا العظمية والذى يتكوّن من اربع أنواع مختلفة من الخلايا وهى الخلايا البانية للعظام والخلايا العظمية والخلايا الهادمة للعظام والخلايا المبطّنة للعظام. حيث تشكل الخلايا العظمية غالبية الخلايا في العظام. وتلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على صحة الهيكل العظمي، وتراقب التغيرات الميكانيكية والكيميائية في البيئة المحيطة بها، وتُرسل إشارات لتنظيم عملية بناء العظام اوهدمها. ويمكن أن يؤدي التقدم في السن والإجهاد إلى شيخوخة هذة الخلايا، مما يؤدي إلى تغييرات هيكلية وميكانيكية تؤثر على قدرتها على استشعار الإشارات الميكانيكية، مما يؤدي في النهاية إلى إضعاف العظام. تطلق الخلايا المسنة مزيجا ساما من الجزيئات يؤدي للالتهاب والتلف في الأنسجة المحيطة، وتبدأ الخلايا العظمية نفسها في التصلب. والخلايا المسنة هي الخلايا التالفة التي تتوقف عن الانقسام ولكنها لا تموت. وتُشير الدكتورة مريم تيلتون أن الهيكل الخلوي للخلايا العظمية يشبه دعامة داخل المبنى. وعندما تصبح الدعامة صلبة وغير مرنة، لا يستطيع المبنى التكيف مع التغيرات والضغوط، مما يؤدي إلى مشاكل هيكلية. وبالمثل، فإن تصلب الخلايا العظمية يضعف قدرتها على تنظيم وإعادة تشكيل العظام مما يُسهم في فقدان العظام.
واوضحت دراسة لهيئة الصحة الاوربية للخيارات الصحية وعادات نمط الحياة التى تبطئ الشيخوخة بطرق واغذية تعمل على إبطاء الشيخوخة. واوضحت ان الشيخوخة هى عملية طبيعية، ولكن يمكن للخيارات الصحية وعادات نمط الحياة أن تبطئ الشيخوخة، وتُسلط ألابحاث الجديدة الضوء على أن فيتامين (د) مع احماض اوميجا 3 وممارسة النشاط البدنى يساعد الجسم على التقدم في السن بشكل أكثر صحة والوقاية من الشيخوخة المبكرة. وفقا لتحليل دراسة أُجريت على 777 من كبار السن في أوروبا، أظهر هذا الثلاثي نتائج واعدة في إبطاء ما يُعرف بالشيخوخة البيولوجية اى عمر الجسم الحقيقي والعمر الزمنى بالسنوات كالاتى:
= العمر البيولوجي مقابل العمر الزمني: يشير العمر البيولوجي إلى مدى كفاءة أو ضعف الجسم مقارنة بعمره الحقيقي، وقد يبلغ عمر شخص ما 70 عامًا زمنيًا، لكن عمره البيولوجي 60 عامًا بفضل عاداته الصحية، ويمكن قياس الاختلاف باستخدام أدوات متطورة مثل الحمض النووى. وكلما كانت عملية الشيخوخة البيولوجية ابطأ، زادت مدة بقاء الشخص نشيطًا وصحيًا ومستقلًا في سن الشيخوخة.
= دهون أوميجا 3 لمكافحة الالتهابات: تُعرف أحماض أوميجا 3 الدهنية بفوائدها للقلب والدماغ، كما تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز صحة الخلايا حيث تساعد خصائصها المضادة للالتهابات على خفض الالتهابات المزمنة ، وهى أحد العوامل المسببة للشيخوخة، كما أنها تُكافح الاجهاد التاكسدى الذي يُلحق الضرر بالخلايا ويُسرع الشيخوخة. حيث أظهرت دهون أوميجا 3 وحدها تباطؤًا ملحوظًا في الشيخوخة البيولوجية والتى تساعد الخلايا على البقاء أصغر سنًا.
= فيتامين (د): هو المغذي الشمسي ذو الفوائد العميقة و يدعم فيتامين (د) صحة العظام والمناعة، وان دوره في الشيخوخة يحظى باهتمام متزايد وذلك لقدرته على تحفيز إطلاق بروتين يُسمى كلوثو، المعروف بقدرته على خفض الجذور الحرة الضارة والحفاظ على وظيفة الخلايا، وأن فيتامين (د) قد يساعد في تنظيم التغبير الجيني المرتبط بالالتهاب وشيخوخة الخلايا.
= الحياة النشطة والرياضة: هى الأكثر طبيعيا لمكافحة الشيخوخة من بين الاستراتيجيات الصحية، ويُعد النشاط البدني المنتظم من أقوى الاستراتيجيات حيث تساعد الرياضية، خاصةً تمارين القوة، على الحفاظ على كتلة العضلات، ووظائف الدماغ، والصحة الأيضية والتوازن الهرمونى . كما تُعزز التمارين الرياضية تجديد الخلايا، وتُشجع على إصلاح الحمض النووي، وتخفض من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر.
واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول اغذية تحمى من هشاشة العظام وأطعمة تمنح جرعات من فيتامين (د). ويساعد فيتامين (د) على امتصاص الكالسيوم، الذي يستخدم لبناء العظام والحفاظ على صحتها، وبدون كمية كافية من فيتامين (د) في الجسم، يمكن أن تصبح العظام رقيقة وهشة، مما يؤدي إلى إلاصابة بهشاشة العظام وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام ولفيتامين «د»، العديد من الوظائف الأخرى للجسم، فهو يساعد على خفض الالتهابات ويسيطر على العدوى بالجهاز المناعى. واوضحت ان أعراض نقص فيتامين (د) تكون فى التعب وآلام العظام والكسور وضعف العضلات والتشنجات. واوضحت اهم مصادر فيتامين (د) وذلك بمساعدة أشعة الشمس وتتحول مادة كيميائية في البشرة إلى فيتامين (د). ثم تنتقل إلى الكبد والكلى لمعالجتها. وكذلك يمكن الحصول على فيتامين (د) من المصادر الاخرى الآتية:
= الأسماك مثل السلمون والتونة والسردين وسلمون.
= كبد البقر و حليب البقر.
= المشروم المزروع تحت أشعة الشمس.
= صفار البيض.
= حليب الصويا واللوز والشوفان.
= عصير البرتقال والموالح.
= الزبادي ومنتجات الألبان الأخرى الخالية الدسم.
واوصت دراسة لهيئة الصحة الاوربية ببعض النصائح والاغذية لزيادة كثافة العظام وخفض خطر الإصابة بالكسور مع التقدم في السن. حيث ان العظام القوية أساس الصحة خاصة مع التقدم في السن، حيث تفقد العظام كثافتها بشكل طبيعي مما يجعلها أكثر هشاشة وعرضة للكسور، ولكن هناك العديد من الطرق للحفاظ على قوة العظام وخفض خطر الإصابة بالكسور من خلال إجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة التى تُساهم في تحسين صحة العظام. واوصت الدراسة ببعض الاغذية والطرق لحماية العظام والحفاظ على النشاط مع التقدم في السن وهى:
= الحصول على الكالسيوم يوميا: الكالسيوم هو أهم معدن لتعزيز صحة العظام، فهو يساعد على بناء والحفاظ على العظام فإذا لم يحصل الجسم على ما يكفي من الكالسيوم، فسيتم سحبه من العظام مما قد يتسبب في ضعفها مع مرور الوقت. واهم المصادر الصحية للكالسيوم هى الحليب والزبادى واللبن الرائب والجبن، والخضروات الورقية مثل السبانخ واللوز والحليب النباتي.
= تعزيز فيتامين (د) لتحسين امتصاص الكالسيوم: يلعب فيتامين (د) دورا هامًا في مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم، وبدون ما يكفى من فيتامين (د)، لن يكون النظام الغذائي الغني بالكالسيوم فعالًا وأفضل مصدر طبيعي لفيتامين (د) هو ضوء الشمس، وذلك بقضاء 15-30 دقيقة يوميًا في الشمس. ومن المصادر الاخرى لفيتامين (د) من الأطعمة فى الاسماك الدهنية وصفار البيض ومنتجات الألبان والمشروم.
= ممارسة الرياضة: تحتاج العظام إلى ممارسة الرياضة مثل العضلات للحفاظ على قوتها، وتساعد تمارين تحمل الأثقال والمقاومة على تحسين كثافة العظام. ومن التمارين الاخرى المشي والركض والقفز وصعود السلالم ورفع الأثقال. حيث تضغط هذه الأنشطة على العظام، حتى تصبح أقوى مع مرور الوقت، ولكن نمط الحياة الخامل لا يساعد على نمو العضلات او العظام.
= زيادة تناول البروتينات: البروتينات ضرورية لبنية العظام والعضلات، وتساعد في تكوين أنسجة العظام، وتدعم قوة العضلات، مما يخفض من خطر السقوط والكسور. ومن اهم مصادر البروتينات الجيدة هى البيض والأسماك والدجاج والعدس والفاصوليا والمكسرات والالبان،ويُعد تناول كميات متوازنة من الكالسيوم والبروتينات أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز صحة العظام، فقلة البروتين قد تُضعف العظام، ويؤدي الإفراط في تناوله دون تناول كمية كافية من الكالسيوم إلى زيادة فقدان الكالسيوم.
= الحصول على المغنيسيوم وفيتامين K: غالبًا ما يُغفل عن تناول المغنيسيوم وفيتامين K، لكنهما ضروريان لتقوية العظام، ويساعد المغنيسيوم على تحويل فيتامين (د) إلى شكله النشط، مما يُحسّن امتصاص الكالسيوم. واهم المصادر الطبيعية هى المكسرات والبذور والحبوب الكاملة والخضروات الورقية الداكنة. ويدعم فيتامين K تمعدن العظام ويساعد على الوقاية من الكسور. ومن اهم مصادره فى الخضروات الخضراء مثل البروكلي والملفوف.
= الحفاظ على الوزن الصحي: يكون الأشخاص الذين يعانون من نقص أو زيادة الوزن هم ألاكثر عرضةً للكسور حيث يمكن أن يؤدي نقص الوزن إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور، فيما تُشكل زيادة الوزن ضغطًا إضافيًا على العظام، وخاصةً في منطقة الوركين والركبتين، لذلك يُعد الحفاظ على الوزن الصحى من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع ممارسة الرياضة بانتظام أمرًا أساسيًا لعظام وعضلات قوية.
Dr.M.Hafez.Ibrahim