
د.محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة للدكتورة باتريشيا جاناك وعلماء من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ان الإفراط في تناول الكحوليات يتسبب فى اعاقة مراكز اتخاذ قرار بالدماغ، وهى دراسة الأولى من نوعها. حيث لا تختفي تلك الامراض حتى بعد أشهر من التوقف عن تناول المشروبات الكحولية.
أظهرت الدراسة لطريقة تدمير الكحول المناطق الرئيسية في الدماغ المسؤولة عن القدرات الإدراكية. وهذا الاكتشاف يسبب صعوبة لتعامل المدمنين على الكحول فى حالات الانتكاس. وقام الفريق البحثي بإعطاء جرعات عالية من الكحول للمشاركين لمدة شهر كامل. وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر بدون كحوليات تم اختبارهم.
حيث طُلب من المشاركين الاختيار بين ذراعين للحصول على مكافأة، وإحدى الذراعين كانت تمنح مكافآت أكثر تكرارا، لكن الذراع “الفائزة” كان تتغير كل بضع دقائق. ولتحقيق النجاح، كان على المشاركين التكيف بسرعة وتغيير الاستراتيجية. وأظهر المشاركين اللذين تعرضوا للكحول أداء أسوأ بكثير من الاخرين، حيث تأخروا في التحول إلى الذراع “الصحيحة” الجديدة وأظهرت صعوبات واضحة في اتخاذ القرارات.
وأثبتت هذه النتائج التأثير طويل المدى للكحوليات على وظائف الدماغ الإدراكية حتى بعد فترة طويلة من التوقف عن تعاطي الكحول.
واكتشف العلماء بجامعة جونز هوبكنز حدوث تغيرات كبيرة في أدمغة المشاركين وتحديدا في بمنطقة تسمى المخطط الظهري الإنسي . وهذه المنطقة مسؤولة عن التخطيط والتفكير الاستراتيجي.
وأظهرت النتائج أن المشاركين التي تناولت الكحول عانوا من ضعف في الإشارات العصبية وانخفاض كفاءة معالجة المعلومات. والمثير للدهشة أن هذه الاضطرابات استمرت حتى بعد ثلاثة أشهر من التوقف عن تعاطي الكحول، مما يدل على أن الأضرار التي يسببها الكحول للدماغ قد تكون دائمة أو طويلة الأمد. وأظهرت الدراسة أن الكحول لا يعطل الدماغ مؤقتا بل يتسبب في ألاضرار الدائمة.
ويفسر ذلك سبب عودة المدمنين إلى تناول المشروبات الكحولية بشكل متكرر حيث يفقد الدماغ قدرته على اتخاذ قرارات صحيحة. ولوحظ أن التغيرات كانت ألاكثر وضوحا لدى الذكور مقارنة بالإناث، مما يشير إلى أن ردود فعل الذكور والإناث تجاه الكحوليات قد تختلف، وهي حقيقة مثيرة للاهتمام. وأوضحت أن تلف الدوائر العصبية قد يكون سببا لارتفاع معدلات الانتكاس حتى بعد إتمام العلاج.
ويخطط العلماء الآن لتطوير أساليب علاجية جديدة للإدمان وبرامج وقائية أكثر فعالية وفهم أعمق للاختلافات بين الجنسين في الاستجابة للكحوليات .
وأوضحت دراسة للدكتورة سيوبان ماكليرنون استاذة تمريض بجامعة لندن ساوث بانك لنصائح هامة للوقاية من السكتة الدماغية. وكشفت الدراسة عن خمس خطوات يمكن اتخاذها للحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من السكتة الدماغية، وهي من الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم. تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع تدفق الدم إلى الدماغ بسبب انسداد أو تمزق في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين الذي يحتاجه الدماغ للعمل. وهذا النقص في الأكسجين قد يسبب تلفا دائما في خلايا الدماغ.
ورغم أن السكتة الدماغية غالبا ما تصيب كبار السن، إلا أن عوامل الخطر المرتبطة بها أصبحت شائعة أيضا بين الشباب، مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكري والتدخين. ولكن من خلال تبني بعض العادات الصحية، يمكن الوقاية من السكتة الدماغية وتحسين صحة الدماغ بشكل عام.
وأوضحت الدراسة أنه يمكن خفض الإصابة بالسكتة الدماغية من خلال اتباع بعض التغييرات في نمط الحياة. ومن أبرز النصائح الوقائية من السكتة الدماغية هى:
= تجنب التدخين: أن الإقلاع عن التدخين يعدّ أحد أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين صحة الدماغ، ويؤدي التدخين إلى تسريع شيخوخة الدماغ وزيادة الإصابة بالخرف.
ويسبب التدخين تلفا في جدران الأوعية الدموية في الدماغ ويخفض من الأكسجين بالجسم بسبب أول أكسيد الكربون الموجود في التبغ مما يزيد من الإصابة بالسكتة الدماغية. ويسبب لزوجة الدم، مما يزيد من احتمالية تكوّن جلطات دموية تسد الأوعية الدموية وتسبب السكتة الدماغية.
= ضبط ضغط الدم والكوليسترول: يعدّ ارتفاع ضغط الدم من العوامل التي تزيد من الإصابة بالسكتة الدماغية. ويؤدي الضغط المرتفع إلى توتر جدران الأوعية الدموية، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف وتراكم جزيئات الدهون. مما يساهم في تكوين الجلطات وتسد الأوعية الدموية في الدماغ.
= خفض السكر في الدم: يجب مراقبة مستويات السكر في الدم ويعتبر ارتفاع السكر من العوامل التي تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية. ويؤدي ارتفاع الجلوكوز في الدم إلى تكوين جلطات دموية تتراكم في الأوعية الدموية، مما يضيّق أو يسد الأوعية في الدماغ والإصابة بالسكتة الدماغية.
= الحفاظ على الوزن الصحي وتناول نظام غذائي متوازن: تساهم زيادة الوزن في زيادة الإصابة بالسكتة الدماغية. فالوزن الزائد يزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول والسكري، وهي عوامل تضر الأوعية الدموية في الدماغ.
= ممارسة الرياضة والحصول على نوم كاف: يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام والنوم لمدة تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات يوميا، وأن قلة النوم، واضطرابات النوم وانقطاع النفس تزيد الإصابة بالسكتة الدماغية بسبب نقص الأكسجين في الدم وخفض تدفقه إلى الدماغ. وأظهرت دراسة لجامعة ألاباما في برمنغهام أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات معرضون للإصابة بأعراض السكتة الدماغية بمعدل اربع مرات أكثر من أولئك الذين ينامون من 7 إلى 8 ساعات.
واوصت دراسة لهيئة الصحة البريطانية بتناول أغذية تساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية. واوضحت الدراسة ان اتباع نظام غذائي مغذي أمر حيوي لصحة الجسم، وقد يساعد في تحسين قوة خلايا الدماغ ومنع التنكس مع التقدم في السن، ومن العوامل الأخرى التي يجب مراعاتها الجينات الوراثية والإجهاد والتحفيز العقلي، وكلها يمكن أن تساهم في صحة الدماغ الجيدة. لكن اتباع نظام غذائي مركّز للحفاظ على صحة الدماغ يمكن أن يؤدي إلى نتائج طويلة الأمد، كما ان تركز على أطعمة معينة للياقة البدنية أو غيرها من الفوائد الصحية، لذلك يجب تضمين هذه الأطعمة في النظام الغذائي اليومى والمفيدة لصحة الدماغ وهى:
= المكسرات والبذور: مثل الجوز واللوز والفول السوداني وبذور عباد الشمس واليقطين هي أطعمة غنية بالبروتينات وأحماض اوميجا 3 الصحية للدماغ، وانها تحتوي على مضادات الأكسدة وفيتامين (هـ) وعناصر تساعد خلايا الدماغ على مقاومة الإجهاد التأكسدي. وارتبط تناول المكسرات بتحسن الذاكرة وتحسن الوظائف الإدراكية وانخفاض الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية.
= التوت: يحتوي التوت على نسبة عالية من مضادات الاكسدة التى تساعد في الحماية من الجذور الحرة، وهى غذاءً ممتازًا للدماغ، وتساعد في منع التغيرات التنكسية وتحسين الأداء العصبي.
= الحبوب الكاملة: توفر الحبوب الكاملة الكربوهيدرات الصحية وأوميجا 3، وفيتامين بى وكلها تعمل على تعزبز وظائف الدماغ وتوفر الكربوهيدرات تدفقًا مستمرًا للطاقة وتنظم الحالة المزاجية والسلوك، وتساعد في التعلم والذاكرة.
= الأسماك الدهنية: الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية والتي تعد مفيدة لوظائف المخ، تشكل أحماض أوميجا 3 أغشية تحيط بجميع خلايا الجسم، بما في ذلك خلايا المخ، مما يحسن بنية الخلايا العصبية. وهى مفيدًه في تأخير التدهور المعرفي والوقاية من الزهايمر.
= الكركم: اكتسب الكركم شهرة واسعة بسبب فوائده الصحية، فمادة الكركمين، وهو مادة كيميائية موجودة في الكركم، يمكنها عبور حاجز الدم في المخ، وتعتبر مفيدة لتحسين وظائف المخ، كما أنها مادة مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات وارتبطت بتحسين الذاكرة وتوليد خلايا دماغية جديدة.
= الشوكولاتة الداكنة والكاكاو: يحتوي الكاكاو والشوكولاتة الداكنة على مضادات الأكسدة والكافيين والفلافونويدات وهي من المواد النباتية المضادة للأكسدة والتي تعتبر مفيدة لتحسين الذاكرة وخفض التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم بالعمر.
Dr.M.Hafez.Ibrahim