
د. محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة للدكتور أوستن أرغينتييري من مستشفى ماساتشوستس بالولايات المتحدة الامريكية لأدلة حول تأثيرات نمط الحياة والعوامل البيئية على التقدم في السن والشيخوخة بما في ذلك التدخين، والكحوليات وعدم النشاط البدني، وظروف المعيشة السيئة. وكشفت النتائج عن أن التعرض لعوامل البيئة يؤثر بنسبة 17% على خطر الوفاة المبكرة، مقارنة بأقل من 2% من العوامل الوراثية، وهي نتيجة مذهل بشكل خاص وتسلط الضوء على الإمكانات الكبيرة للتدخلات الصحية المبكرة. وفي هذه الدراسة، حلّل الباحثون بيانات لحوالي نصف مليون مشارك في البنك الحيوي البريطاني، لتحديد مدى تأثير 164 عاملًا مختلفاً في نمط الحياة والبيئة على الشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر والوفاة المبكرة. واوضحت النتائج ان 25 عاملاً من عوامل نمط الحياة والبيئة تؤثر على تسارع الشيخوخة. وان من العوامل الأكثر تأثيراً كان التدخين. والوضع الاجتماعي والاقتصادي هما الأكثر تأثيراً، حيث ارتبط التدخين وحده بـ 21 مرضاً، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية وتكرار التعب بـ 19 مرضاَ. وكذلك تجنب النشاط البدني من العوامل التي كان لها التأثير الأكبر على الوفيات والشيخوخة.
واوضحت الدراسة للعوامل الأخرى المؤثرة على الشيخوخة من نمط الحياة والبيئة، ومنها اسمرار الجلد ومدة سنوات التعليم والحالة الوظيفية والعرق وتكرار الشعور بالتعب واستخدام الصالات الرياضية الجيم في التمارين والصعوبات المالية ودخل الأسرة والنشاط البدني وساعات النوم وحالة التدخين ونوع السكن فى منزل أو شقة أو منزل متنقل واستخدامات التدفئة، والوزن والطول. وكانت للعوامل البيئية الاكثر تاثيرا على أمراض الرئة والقلب والكبد وكذلك ألاكثر تاثير فيما يتعلق بتسريع الشيخوخة. وبشكل عام، عزا الباحثون 17% من التباين في الوفاة إلى العوامل البيئية، مقارنة بأقل من 2% للاستعداد الوراثي لـ 22 مرضاً رئيسياً. ووجد العلماء أن التعرض البيئي كان له تأثير كبير على أمراض الرئة والقلب والكبد، في حين ظل خطر الجينات الوراثية هو المهيمً على سرطان الثدي والخرف والزهايمر .
واوصت دراسة لهيئة الصحة الهندية بتجنب بعض ألاطعمة التى تسبب الشيخوخة بشكل أسرع حيث اوضحت انه مع التقدم في العمر، تبدأ الأطعمة التي تتناولها في التأثير على الصحة بطريقة مختلفة، مما يقبله الجسم في العشرينات من العمر يمكن أن يسبب حساسية شديدة فى الأربعينيات من العمر، لذلك من المهم الالتزام بنظام غذائي صحي طوال الوقت للمساعدة على الاحتفاظ بجسم رشيق وبشرة شابة، والأطعمة التي تسبب الشيخوخة بشكل أسرع هى الأطعمة فائقة المعالجة التى تجعل الشخص بيولوجيًا أكبر سنًا من عمرة الزمني. واوصت الدراسة بتجنب الأطعمة التالية :
= السكر المكرر: السكر المكرر المضاف يزيد من الشيخوخة البيولوجية مع خطر الإصابة بألامراض المزمنة التى تهدد الحياة مثل النوبات القلبية والسكرى. حيث تؤدي الكميات العالية من السكر في الدم إلى إتلاف الخلايا مما يسبب التهابًا مزمنًا ويسبب السمنة وتلف الكبد.
= الأطعمة المعالجة: ان الأطعمة المعالجة تشكل حوالي 60% من السعرات الحرارية الفارغة فى الولايات المتحدة حيث ان الأطعمة المعالجة تحتوى على السكريات والدهون المهدرجة ولا تحتوى على فيتاميبات ومعادن طبيعية.
= اللحوم المصنعة والمجمدة: اللحوم المصنعة والمجمدة هى محملة بالمواد الحافظة والملح مثل السجق وقطع اللحوم المدخنة حتى تدوم لفترة أطول دون أن تفسد، تجعلها خطرة على الصحة لان الصوديوم والمواد الحافظة الكيميائية تسبب التهابًا يرهق الجسم ويؤدي إلى أمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري.
= المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة: شرب مشروبات الصودا المحلاة يجعل الجسم يتقدم في العمر بشكل أسرع إلى جانب زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة المبكرة. وهى تساهم بشكل أساسي في السمنة ومرض السكري مما يسرع الشيخوخة.
= الأطعمة الحارة: أن الطعام الحار يجعل الأوعية الدموية تنتفخ وحتى تنكسر مما يؤدي إلى ظهور علامات أرجوانية على الوجه وهي حالة جلدية شائعة لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وإن حرارة التوابل تؤدي إلى تفاقمها. يمكن للأطعمة الحارة أن ترفع درجة حرارة الجسم ليتعرق ويتسبب في ظهور البثور والبقع على البشرة .
واوصت دراسة للدكتور خوسيه م. أوردوفاس، بمركز أبحاث التغذية بوزارة الزراعة الأمريكية، والأستاذ بجامعة تافتس لبعض النصائح للوقاية من السكتة الدماغية والشيخوخة. واوضح ان جميع الوجبات التي يأكلها الشخص تظهر في مؤشرات الكوليسترول وضغط الدم والسكرى وهي التي تشير لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ولكن يمكن خفض الإصابة بالسكتة الدماغية من خلال الأطعمة التي نتناولها، واوضح إن يجب تغيير النظام الغذائي بشكل جذري كالاتى:
= ابدأ بتجنب الملح: الملح أحد الأسباب الرئيسية للسكتات الدماغية ويساعد الصوديوم، وهو مكون أساسي في الملح، على تنظيم توازن السوائل في الجسم. فزيادة الملح تؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، مما يؤدي إلى انتفاخ خلايا الدم ورفع ضغط الدم، الذي قد يؤدي ارتفاعه إلى انفجار الأوعية الدموية، أو قد يُسهّل تجلطها وانتقالها إلى الدماغ، لتسبب السكتة الدماغية.
= ينصح باستخدام الأعشاب والتوابل: استخدام الأعشاب والتوابل بديلا لنقص الملح وهى تذوق جديد ويضيف تناولها للبوتاسيوم وهو من الأدوات لمكافحة السكتة الدماغية وهو مُضادات الأكسدة. ويوجد كذلك فى الموز والأفوكادو والبطاطا الحلوة والشمام والسبانخ.
= الدهون الصحية والألياف لمكافحة الكوليسترول: الكوليسترول مادة شبيهة بالدهون ولكن الإفراط فيها يزيد من خطر السكتة الدماغية. ويُسبب ارتفاع الكوليسترول تراكم اللويحات داخل الشرايين، ما يُضيقها ويزيد من احتمالية تكوّن جلطات الدم. ولكن الدهون الصحية والتى وتوجد في زيت الزيتون البكر والمكسرات والأفوكادو والأسماك الدهنية الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية. والألياف مُنافساً آخر للكوليسترول، وأفضل مصدر للألياف هو الخضروات والفواكه والبقول والحبوب الكاملة والأرز البني والقمح الكامل والشوفان.
= تجنب الأطعمة فائقة المعالجة: تجنب الأطعمة فائقة المعالجة و يمكن استبدال بعض الأطعمة فائقة المعالجة بأطعمة صحية طريقة للبدء في تحسين صحة.
واوضحت دراسة للدكتور ماركوس بوم، الأستاذ بجامعة مونستر الالمانية، إلى إمكانية استخدام هرمون الميلاتونين للوقاية من علامات الشيخوخة مثل التجاعيد وشيب الشعر، في الوقت الذي تركز فيه معظم العلاجات الحالية على محاولة عكس آثار الشيخوخة. وأجريت الدراسة على مجموعة من الهرمونات التي تستهدف المواد الكيميائية التي يفرزها الجسم بشكل طبيعي، بما في ذلك الميلاتونين، والذي أظهر نتائج واعدة في تحسين صحة الجلد والشعر. وأن هرمون الميلاتونين الذي غالباً ما يتم تناوله في شكل أقراص لعلاج مشاكل النوم، يتمتع بخصائص مهمة مضادة للشيخوخة، إذ إنه عندما يدخل إلى مجرى الدم تساعد آثاره المضادة للأكسدة على حماية الخلايا من الضرر، مما يعمل بشكل أساسي في مكافحة آثار الشيخوخة.
واوضحت دراسة للدكتور هيكي بيشوف فيراري والدكتور ستيف هورفاث بهيئة الصحة الاوربية ان اوميجا 3 هام لإبطاء الشيخوخة. حيث أن الحصول على اوميجا 3 يوميا، يعمل على تأخير الشيخوخة حيث جاءت هذه النتائج بعد تحليل بيانات تجربة سريرية امتدت لثلاث سنوات، شملت 777 مشاركا سويسريا تبلغ أعمارهم 70 عاما فأكثر. وأظهرت أبحاث سابقة أن خفض السعرات الحرارية يساعد في إبطاء الشيخوخة، كما أشارت دراسات أخرى، إلى أن مكملات مثل فيتامين (د) وأوميجا 3 تحقق تأثيرات إيجابية مماثلة. وأظهرت نتائج تحليل عينات الدم أن استهلاك أوميجا 3 أدى إلى تباطؤ معتدل فى الشيخزخة البيولجية بغض النظر عن عمر المشاركين أو جنسهم أو مؤشر كتلة الجسم لديهم. كما أظهرت النتائج أن الجمع بين أوميجا 3 وفيتامين (د) والتمارين الرياضية حقق التأثير الأفضل، وفقا للاختبارات. ووجد الباحثون أن الجمع بين هذه التدخلات الثلاثة كان الأكثر فاعلية في خفض الإصابة بالسرطان والحد من الضعف الجسدي خاصة لكبار السن.
واوضحت دراسة لهيئة كليفلاند كلينيك الامريكية ان السيلينيوم هو لمقاومة الشيخوخة و شيخوخة الخلايا تنشأ من تعدد العمليات الكميائية والحيوية التى تخلف وراءها عددا من المركبات الكيميائية فيما يسمى بعمليات الأكسدة. تنشأ عن عمليات الأكسدة من بعض المركبات الضارة نسبيا إذ تلحق الأذى بالخلايا الحية وتتركها إما عرضة للأمراض ومنها النشاط السرطانى أو للاضمحلال الطبيعى الذى يؤثر على نشاطات الإنسان عامة. تسمى هذه المركبات بالجذور الحرة أو الشوارد الحرة وأن خلايا الإنسان الحية تحتفظ لنفسها بحق ردع تلك الشوارد الحرة ومكافحتها فى معارك تستخدم فيها ما يسمى بالمركبات المضادة للأكسدة ومن أهمها عنصر السيلينيوم والذى لة دوره فى مناهضة الشوارد الحرة وأثرها المدمر على الخلايا من خلال تفعيل دور إنزيم مضاد للأكسدة جلوتاثيون بيروكسيديز للأكسدة. يسهم أيضا السيلينيوم بقدر فعال فى تقوية الجهاز المناعى خاصة من مواجهة الفيروسات التى تهاجم عضلة القلب . أن هناك دراسات اوضحت لأهمية الوقاية من سرطان البروستاتا . وايضا للسيلينيوم أثر يحاكى فيتامين (هـ) فى أثره على الدم أى مضاد للتجلط.
واوضحت الدراسة ان نقص السيلينيوم لا يعلن عن نفسه بصورة واضحة لكن تأثيره على الخلايا كبير إذ تهرم بسرعة أكبر لذلك يجب الحرص على تناوله . وان نقصه بصورة كبيرة يبدو بوضوح إذ يؤدى لاعتلال عضلة القلب وتقصف الشعر والأظافر وخشونة الجلد وخدوش بلا سبب واضح فى فروة الرأس والمعانة من رائحة تشبه رائحة الثوم فى الفم والعرق. ويشاهد نقص السيلينيوم فى حالات المسنين الذين يعانون من سوء التغذية والنباتيين الذين لا يتبعون نظاما متوازنا أيضا فى مرضى أمراض الكبد والكلى المزمنة. ويوجد السيلينيوم الطبيعى فى مكسرات الكاجو وفواكه البحر والمحار و البيض ومنتجات الألبان واللحوم والكبد والكلاوى والبقول الجافة والحبوب الكاملة من القمح والأرز والشعير والسمسم. وهو مفيد فى حالات أمراض الشيخوخة والوقاية من إصابات السرطانية المحتملة كسرطان البروستاتا بعد الستين.
Dr.M.Hafez.Ibrahim