أخبارصحة

زيادة حجم الخصر وعادات تصيب بمتلازمة التمثيل الغذائي وأغذية المناطق الزرقاء تسهم في إطالة العمر

د. محمد حافظ ابراهيم 

 

اوضحت دراسة للدكتور ألكسندر مياسنيكوف بجامعة موسكو ان الوزن الزائد يوجد لدى الكثير من الأشخاص. وانه يتطور لدى بعضهم الى حالة خطيرة، وهي متلازمة التمثيل الغذائي، التي تؤدي إلى احتشاء عضلة القلب والجلطة الدماغية والوفاة المبكرة. واوضحت الدراسة ان هذة الحالات يرتبط فيها الوزن الزائد بظهور باقى الامراض “الرباعية القاتلة”. ووفقا للدراسة فزيادة كتلة الدهون في منطقة البطن، هي إحدى اهم علامات متلازمة التمثيل الغذائي، والتي تكمن خطورتها في أنها السبب في السمنة الحشوية و داء السكري، وارتفاع مستوى ضغط الدم وتصلب الشرايين واضطراب وظائف الكلى. لذلك ينصح بالانتباه إلى أي زيادة طفيفة بالبطن والوزن. حيث يمكن أن تشكل زيادة طفيفة في الوزن خطورة فعلا. فالبعض لا يولي أي اهتمام عند زيادة وزنه بمقدار خمسة كيلوجرامات وهذا غير صحى لأن على الشخص مراقبة وزنه دائما. وإذا كان لدى الرجال محيط خصر أكبر من 102 سم، والنساء أكبر من 88 سم، فانهم في دائرة الخطر. وتوصي الدراسة لتجنب هذه العواقب الوخيمة باتباع نظام غذائي صحي والتحرك أكثر وممارسة التمارين الرياضية وعلاج الأمراض التي تبدأ فى التتطور فى الجسم. 

 

واوضحت دراسة لهيئة كليفلاند كليتيك الامريكية لبعض العادات الضارة التى تؤدي لإبطاء عملية التمثيل الغذائي ونقص الطاقة. حيث يشار إلى عملية التمثيل الغذائي على أنها محرك الجسم لأنها توفر الطاقة لوظائف الجسم الأساسية من التنفس والهضم. فالتمثيل الغذائي هو العملية البيوكيميائية التي تساعد الطعام على التحول إلى طاقة. ولكن إن بعض عادات نمط الحياة السيئة وعوامل أخرى تعوق عملية التمثيل الغذائي مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة. ولاستعادة الطاقة المفقودة، من الضروري معرفة العادات والعوامل السيئة التي تؤدي إلى فقدان الطاقة، ومن اهم العادات السيئة التي غالبًا ما نهملها الناس وتؤدي إلى انخفاض معدل التمثيل الغذائي الاتى:

 

= ضعف التعرض لأشعة الشمس: الشمس مصدر البشرية المجاني والوفير والرئيسي لفيتامين (د)؛ لان الشمس عنصر مهم لتعزيز عملية التمثيل الغذائي. ويلعب فيتامين (د) دورًا حيويًا في تحسين عملية التمثيل الغذائي. حيث إن التعرض للضوء يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتنظيم النوم والاستيقاظ، وأنماط النشاط وتناول الطعام، ودرجة حرارة الجسم، واستقلاب الطاقة. وعدم التعرض للشمش يرتبط كذلك باضطرابات التمثيل الغذائي مثل زيادة الإصابة بالسمنة والسكري. وكشفت الأبحاث أن الخصائص المختلفة لضوء الشمس تؤثر على عملية التمثيل الغذائي.

= الإفراط فى استهلاك الوجبات السريعة: تعد عادات الأكل غير الصحية وتناول الوجبات السريعة بشكل كبير من الأسباب الرئيسية للسمنة والسكري وامراض القلب. فالأطعمة السريعة والمعالجة تحتوى على الدهون مشبعة ومواد حافظة والسكر المكرر و لا توفر أي قيمة غذائية للجسم. وعادة ما تؤدي هذه الأطعمة إلى خلل في عملية التمثيل الغذائي بسبب محتواها غير الصحي؛ فتستغرق الأطعمة السريعة وقتًا أطول في الهضم، ولا توفر أي مغذيات. وقد يؤدي تناول الأطعمة المكررة والوجبات السريعة إلى مقاومة الأنسولين؛ وتؤدى لضعف التمثيل الغذائي.

= النوم الغير صحى: تؤدي عدد ساعات النوم غير المناسبة إلى تعطيل عملية التمثيل الغذائي حيث يساعد النوم الجيد في تنظيم الهرمونات التي تتحكم في الجوع والشبع. ووفقا للهيئة الدولية للغدد الصماء أظهرت الدراسات المعملية أن الحرمان من النوم يغير استقلاب الجلوكوز والهرمونات في تنظيم عملية التمثيل الغذائي، أي انخفاض مستويات الليبتين وزيادة مستويات الجريلين. أيضا يمكن أن يؤدي النوم غير الكافي إلى زيادة الوزن مما يعوق عملية التمثيل الغذائي .

= نمط الحياة الخامل: أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من أنماط حياة خاملة هم ألاكثر عرضة للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي. ان عدم ممارسة الرياضة والنشاط البدني يمكن أن يؤدي إلى السمنة والسكري وامراض القلب. ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تعزيز عملية التمثيل الغذائي وحرق السعرات الحرارية.

= التوتر والقلق: تؤدي المستويات المرتفعة من التوتر والقلق إلى زيادة هرمون التوتر الكورتيزول وان زيادته يمكن أن تؤدي إلى زيادة الشهية، والرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، و يمكن أن يؤدي ذلك لتعطيل عملية التمثيل الغذائي. 

= انخفاض الطاقة: عملية التمثيل الغذائي هي محرك الجسم، وتوفر الطاقة لأداء ألانشطة اليومية. وإذا تباطأ التمثيل الغذائي تنخفض كل الطاقة ما يترك الجسم في حالة الخمول. ويجب اتخاذ خطوات لتعزيز عملية التمثيل الغذائي. 

 

واوضحت دراسة لهيئة مايو كلينيك الامريكية للمؤشرات التى تدل على بطء عمليات التمثيل الغذائي في الجسم. وتعتبر تفاعلات التمثيل الغذائي من أهم العمليات التي تحصل في ألجسم للبقاء على قيد الحياة، وأي خلل في هذه التفاعلات قد يسبب امراض صحية ويؤثر على جميع ألاعضاء الرئيسية في الجسم كالاتى:

 

= التعب الدائم: تشير الدراسة إلى أن الشعور الدائم بالتعب بدون سبب واضح قد يكون مؤشرا على بطء عملية التمثيل الغذائي في الجسم، فعندما تكون عمليات التمثيل الغذائي بطيئة لا يحصل الجسم على الطاقة اللازمة، ويشعر الشخص بالتعب والإرهاق والنعاس دوما.

= جفاف الجلد: قد يصبح الجلد جافا وباهتا خلال موسم البرد، ولكن إذا لوحظ جفاف الجلد المستمر، فقد يكون ذلك علامة على نقص هرمون الغدة الدرقية، وأن عدم إنتاج كمية كافية من الهرمونات بواسطة هذه الغدة قد يؤدي إلى جفاف الجلد وتباطؤ عملية التمثيل الغذائي.

= زيادة الوزن: إذا كان الشخص يتناول نظاما غذائيا صحيا، ويلتزم بتناول السعرات الحرارية وكذلك ممارسة النشاط البدنى الكافى، ولكن لا يزال يكتسب وزنا زائد فقد يكون التمثيل الغذائي البطيء هو السبب، ويعني أن الجسم يطلق الطاقة من الطعام بشكل أبطأ ولا يحرق السعرات الحرارية بسرعة، وبالتالي فإن الطاقة في الجسم التي لا يتم إنفاقها بالشكل الصحيح وتتحول إلى احتياطيات من الدهون الحشويه والتي تسبب السمنة.

= الحساسية الزائدة للبرد: الحساسية المتزايدة للبرد والشعور بالبرد حتى في درجات حرارة مرتفعة إلى حد ما تشير لاضطراب في التمثيل الغذائي حيث ينتج الجسم الحرارة نتيجة للعمليات الأيضية، مما يعني أن انخفاض درجة حرارة الجسم قد يشير إلى أن هذه العمليات تسير ببطء أكثر. تشير الأبحاث إلى أنه مع عدم كفاية إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ومع السمنة، تنخفض درجة حرارة الجسم غالبا ويحدث هذا بسبب تباطؤ عملية التمثيل الغذائي.

= تقلبات المزاج: يتغير مزاج بعض الناس من وقت لآخر لكن التغييرات الحادة والمفاجئة في الحالة العاطفية يمكن أن تشير إلى بطء عملية التمثيل الغذائي. فعندما يتباطأ التمثيل الغذائي، نشعر بفقدان القوة، وغالبا ما يكون ذلك مصحوبا بخلل هرموني، ويمكن أن يسبب للانزعاج والشعور بعدم الرضا عن الذات، وتؤكد الأبحاث أن التمثيل الغذائي البطيء يؤدي أيضا إلى إثارة الاضطرابات النفسية، بما في ذلك عدم استقرار الحالة المزاجية.

 

واوصت دراسة للدكتور دان بوتنر بهيئة الغذاء والدواء الامريكية ورائد مشروع المناطق الزرقاء بتناول أغذية تسهم في إطالة العمر حيث يرغب الناس في جميع أنحاء العالم في عيش حياة طويلة وصحية، ولكن لا يعرفون كيف خاصة مع الإغراءات والاستسلام للرغبات، وأكل ما لذ وطاب وما يشتهون دون التفكير في السلبيات. فتناول الأطعمة الصحية يمكن أن يطيل العمر ويسهم في عيش حياة صحية أفضل، وذلك عن طريق مراقبة كمية الطعام ونوعيته وتوقيته . واوضح الدكتور دان بوتنر ان فى المناطق الزرقاء يعيش فيها الناس بانتظام وصحة جيدة حتى سن الشيخوخة، ويشارك بانتظام نصائح لمساعدة الناس على العيش لفترة أطول. حيث يدرس هذا النظام كل شيء عن هذه المناطق الزرقاء بدءاً من العوامل على غرار ديناميكيات العلاقات والتمارين الرياضية وصولاً إلى المناخ والنظام الغذائي الامر الذى جعل سكان خمس مناطق في العالم يعمرون طويلاً، ويعيشون حياة مديدة وسعيدة، رغم اختلاف البيئة من اليابان شرقا، إلى كوستاريكا غربا.

 

 ويرى الدكتور دان بوتنر أن سر صحة الإنسان لا تكمن في الكم بل في الكيف. واحدى هذه المناطق هي شبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا، حيث تسجل أقل معدل للوفيات في منتصف العمر في العالم، وفقاً للدراسة فمن المحتمل أن يعيش سكان نيكويا لفترة طويلة بعد منتصف العمر، ويعزز ذلك بتناول أفضل نظام غذائي اخترعه البشر. حيث يتكون نظامهم الغذائي من ثلاثة أطعمة أعتقد أنها أفضل نظام غذائي على الإطلاق. وبفضل هذه الأطعمة فإن الأشخاص الذين يعيشون طويلا في شبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا من المرجح أن يصلوا إلى سن 92 بمرتين ونصف أكثر من الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا. واهم هذة الأطعمة التي تشكل جزءاً أساسياً من نظام شبه جزيرة نيكويا الغذائي هى: 

 

= الذرة: الذرة غنية بالألياف ويمكن الاستمتاع بجميع الفوائد الغذائية التي تحتوي عليها دون الحاجة لتحويلها إلى تورتيلا، علما بأن سكان شبه جزيرة نيكويا يصنعون تورتيلا الحبوب الكاملة من الذرة، حيث يمكن نقع حبوب الذرة في رماد الخشب على طريقة سكان نيكويا، وهذه العملية تعزز القيمة الغذائية للذرة.

= القرع: القرع غني بفيتامينات A وB وC، بالإضافة إلى المغنيسيوم والبوتاسيوم، كما يعد مهماً جداً للعظام والدم وصحة القلب. يعد القرع من الخضروات البسيطة التي يمكن تحميصها، وإضافتها لوجبة متكاملة أو إلى حساء صحي.

= الفاصولياء: سكان نيكويا يضيفون الفاصولياء بانتظام إلى وجباتهم ويستمتعون أنواع مختلفة منها. على سبيل المثال، تُعد الفاصولياء السوداء مكوناً بارزاً في الطبق الشعبي لهم.وتُستخدم الفاصولياء في كثير من المناطق الزرقاء الأخرى، مثل إيكاريا في اليونان وسردينيا في إيطاليا. 

 

وتُعرف هذه المكونات الغذائية الثلاث باسم «الأخوات الثلاث» من قبل الثقافات الأصلية لشبه جزيرة نيكويا. التى يمكن العيش بها طوال حياة الانسان بتناول هذه الأطعمة الثلاثة فقطً، لأنها تحتوي على جميع الكربوهيدرات الكاملة والبروتينات الضرورية لبقاء الإنسان بصحة جيدة، فقط ستكون بحاجة إلى القليل من فيتامين بي 12. وتشمل المصادر الغذائية لفيتامين B-12 فى الدواجن واللحوم الغير دهنية والأسماك الدهنية باوميجا 3 ومنتجات الألبان خالية الدسم.

 

 

Dr.M.Hafez.Ibrahim