أخبارصحة

عادات ونظام غذائي يُسرِّع الشيخوخة البيولوجية والمقاومة بتناول اغذية تحمى من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة للدكتورة سفيتلانا كراسنوفا ان الشيخوخة تعتبر عملية طبيعية لا يمكن إيقافها، ولكن عند تغيير بعض العادات، يمكن إبطاء التغيرات المرتبطة بالعمر في البشرة والجسم والحفاظ عليهم لفترة طويلة. وحددت الدراسة لبعض العادات التي تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة. وأشارت الدراسة إلى أن تناول كمية كبيرة من الكربوهيدرات المكررة والسكريات البيضاء في النظام الغذائي من العوامل المؤدية إلى الشيخوخة المبكرة للجلد والجسم حيث ان هذا النظام الغذائي الضار يسبب تلف الكولاجين والإيلاستين، مما يؤثر سلبا على لون البشرة ويجعلها مترهلة. لذلك يجب تناول الخضروات والفواكه والبروتينات والدهون غير المشبعة فى النظام الغذائي. واوضحت ان الإفراط في تعاطي الكحوليات والتدخين يؤدى إلى الشيخوخة المبكرة للجلد. حيث تتضرر الأوعية الدموية، ويعاني الجلد من نقص مستمر في الأكسجين، وبالتالي نقص التغذية، مما يؤدي إلى ظهور الوردية والتورم المفرط ويصبح الجلد باهتا. والسبب الآخر هو قلة تناول الماء، لأن هذه العادة تحفز الإصابة بالجفاف وانخفاض عملية التمثيل الغذائي. لذلك يجب تناول 1.5-2 لتر من الماء للحفاظ على نضارة البشرة وصحتها.

 

واضافة الدكتورة سفيتلانا كراسنوفا أن قلة النوم، تؤدي إلى تسريع شيخوخة الجلد والجسم لأنها تمنعه من التعافي من التأثيرات البيئية، مؤكدة أن النوم قبل الساعة العاشرة مساء من أهم العوامل التي تعمل على تحسين الحالة العامة للجسم. والعادة السيئة الأخرى، هي الاستحمام بالصابون العادي. بالطبع تعتبر عملية الغسل من الإجراءات اليومية المهمة جدا. ولكن عند استخدام منتج غير مخصص لهذا الغرض، يصبح الجلد جافا جدا، مما يؤدي إلى تلف الحاجز الواقي والجفاف والتجاعيد الدقيقة. لذلك من الضروري اختيار المنظف المناسب لنوع البشرة للعناية بها بشكل صحيح. واوضحت إلى أن عدم الوقاية من اشعة الشمس يعتبر سببا شائعا آخر لشيخوخة الجلد المبكرة، لأن الشمس تسبب له الضرر بشكل كبير فى البشرة غير المحمية، مما يسبب الشيخوخة الضوئية والتجاعيد وفرط التصبغ. لذلك يجب استخدام منتجات الوقاية من اشعة الشمس وقت الظهيرة يوميا .

 

اوضحت دراسة لجامعة جافاسكيلا الفنلندية من ان نظام غذائي قد يُسرِّع الشيخوخة البيولوجية . حيث حذَّرت الدراسة فنلندية من تناول للنظام غذائي غني باللحوم الحمراء الدهنية والاطعمة المحفوظة والمشروبات المحلاة بالسكر قد يرتبط بتسريع الشيخوخة البيولوجية حتى في مرحلة الشباب. وأوضح الباحثون من مركز أبحاث الشيخوخة بجامعة جافاسكيلا، أن هذه النتائج تسهم في زيادة الوعي حول أهمية التغذية الصحية للوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل أمراض القلب والسكري وكذلك السرطان . تشير نتائج الى ان الشيخوخة البيولوجية تحدث لتغيرات في الجسم على مستوى الخلايا والأنسجة والأعضاء مع مرور الوقت؛ مما يؤدي إلى تدهور وظائف الجسم وزيادة القابلية للإصابة بالأمراض. على عكس العمر الزمني الذي يعتمد على تاريخ الميلاد، فإن الشيخوخة البيولوجية تعكس الحالة الصحية الحقيقية للجسم، ومدى تأثير العوامل الوراثية والبيئية، مثل النظام الغذائي، والنشاط البدني والتعرض للملوثات على الجسم، وهذا يكشف ما إذا كان الشخص بيولوجياً أكبر أو أصغر من عمره الزمني.

 

وشملت الدراسة 826 مشارك منهم من التوائم و363 زوجاً تتراوح سنهم بين 20 و25 عاماً، وتم تقييم النظام الغذائي باستخدام استبانة لتكرار تناول الطعام؛ وقام المشاركون بتحديد التكرار المعتاد لاستهلاك 55 نوعاً من الأطعمة. وأظهرت النتائج أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات قليلة من الخضروات والفواكه وكميات مرتفعة من اللحوم الحمراء واللحوم المُصنَّعة والوجبات السريعة والمشروبات المحلاة بالسكر ترتبط بتسريع الشيخوخة البيولوجية؛ حيث ظهر على الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام علامات الشيخوخة البيولوجية بشكل أسرع، مقارنة بعمرهم الزمني. في المقابل، كانت الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات والفواكه والمنخفضة في اللحوم الحمراء والمشروبات السكرية مرتبطة بشيخوخة بيولوجية أبطأ حيث تدعم هذه الأنظمة الصحية الحفاظ على صحة الجسم، وتبطئ من العمليات التي تؤدي إلى الشيخوخة البيولوجية. كما أظهرت أن الجينات الوراثية قد تلعب دوراً في كيفية تأثير التغذية على شيخوخة الجسم. وعلى الرغم من أن الدراسة أخذت في الحسبان عوامل أخرى مثل النشاط البدني والتدخين ووزن الجسم- فإن النظام الغذائي الضار ظل مرتبطاً بشكل مستقل بتسريع الشيخوخة البيولوجية.

 

وفقاً للباحثين، تشير نتائج الدراسة إلى أن الشيخوخة البيولوجية قد تبدأ في وقت باكر من الحياة، حتى في مرحلة الشباب، وهذا يعزز الحاجة إلى تدخلات غذائية مبكرة للوقاية من تأثيرات النظام الغذائي غير الصحي. كما تسلط الدراسة الضوء على أهمية التغذية في التأثير على معدل الشيخوخة البيولوجية. وأضاف الباحثون أن فهم العلاقة بين العوامل الوراثية والتغذية يمكن أن يساعد لتطوير استراتيجيات غذائية صحية مخصصة، بناءً على الخلفية الوراثية للفرد مما يعزز فعالية الوقاية والعلاج. واوصى الباحثون بالدراسة بتوجيه السياسات الصحية نحو تعزيز الحياة الصحية والتغذية المتوازنة، يمكن أن يخفض من عبء الأمراض المزمنة في المستقبل؛ مما يساهم في تحسين نوعية الحياة وخفض التكاليف الصحية على المدى الطويل.

 

واوصت دراسة للدكتورة ميليسا غايغر بهيئة الصحة الهندية بتناول المكسرات ومن اهمها الجوز لمقاومة أعراض الشيخوخة . ويعتبر خبراء التغذية أن هناك أطعمة تحتوي على خصائص تجعلها مميزة جدا عن غيرها لا سيما في تقديم عناصر متنوعة ومتكاملة للجسم، ومن هذه الأطعمة الجوز. ويعد الجوز وجبة خفيفة غنية بالعناصر الغذائية، واوضح الخبراء أن فوائدها تتجاوز محاربة امراض القلب الى الوقاية من السرطانات, واوضحت ان الجوز يقاوم الشيخوخة أكثر من أي نوع آخر من المكسرات. واوضحت إن الجوز يحتوى على مواد غنية بالأحماض الدهنية، وهي مصدر جيد للدهون الصحية للقلب، وهو غنى بالألياف وبه عناصر غذائية مضادات للأكسدة التي تدعم الصحة. وإن جميع المكسرات تحتوي على دهون صحية، لكن الجوز غني بشكل خاص بالدهون غير المشبعة، وخاصة أحماض اوميجا 3 الدهنية وهو من المكسرات الوحيدة التي تحتوي على كميات كبيرة من حمض ألفا لينولينيك الدهني الصحي. إن حصة واحدة من الجوز توفر عناصر غذائية قيمة مثل البروتينات والألياف ومعدن المغنيسيوم. وأن الجوز له فوائد صحية للقلب من خلال دراسة جمعية القلب الامريكية والتى اكدت ان الجوز لبى معايير الطعام الصحي للقلب.

 

واضافة دراسة الدكتورة جوانا غريغ بهيئة القلب الامريكية أن الجوز يحتوي على عناصر تجعله مصدرا لمكافحة الشيخوخة. وانة يحتوي على مكونات متعددة مثل الاحماض الدهنية مع الألياف والفيتامينات والمعادن الأساسية التي لها تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات في الجسم. وتشير الدراسات متعددة أن استهلاك الجوز يمكن أن يخفض من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والاكتئاب والسكري ويحسن الوظائف الإدراكية، والحماية من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر. كما أن فوائد الجوز تكمن في قدرته على مكافحة الضرر التأكسدي في الجسم وتحسين العديد من المؤشرات الصحية، وذلك بسبب مضادات الأكسدة القوية الموجودة فيه. ويدعم الجوز صحة القلب والأمعاء ويخفض من الالتهابات ويعزز الوزن الصحي، وكل ذلك يعزز الصحة المثلى وطول العمر. أن الجوز مرتبط بشكل فريد بالشيخوخة الصحية من المكسرات الاخرى.وللجوز فوائد أخرى متعلقة بالقلب وتخفيف الإجهاد والالتهابات وتنظيم ضغط الدم ومنع السكتات الدماغية وخفض خطر تضرر الأوعية الدموية وخفض الكوليسترول بالجسم.

 

واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول مكملات غذائية تحمى من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة . وبالرغم من ان الشيخوخة هي أمر طبيعى وعملية طبيعية للجسم مع التقدم في العمر، و أنه لا يمكن منع الجسم من الشيخوخة، إلا أنه يمكن خفض فرص الإصابة بألامراض المرتبطة بالتقدم في العمر وإبطاء بعض عمليات الشيخوخة المبكرة عن طريق إجراء تغييرات على النظام الغذائي وتعديلات على نمط الحياة، ولتحقيق ذلك فإن الحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية، جزء مهم للوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة والحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر. واوصت بتناول فيتامينات ومعادن يحتاجها الجسم للوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة هى:

= الكرياتين: ينتج الكبد والكلى والبنكرياس الكرياتين بشكل طبيعي، وهو حمض أميني ضروري لنشاط الخلايا وإنتاج الطاقة، وتحتوي بعض الوجبات مثل اللحوم الحمراء والمحار أو المكملات الغذائية على الكرياتين، فهو وسيلة مهمة لزيادة كتلة العضلات، وأنه قد يعزز الأداء الإدراكي من خلال خفض الإجهاد التأكسدي ومنع تلف الخلايا، خاصة لدى كبار السن و يساعدهم على النمو وتحسين الأداء بشكل أفضل مع خفض خطر السقوط والالتهابات وفقدان كتلة العظام الصحية.

= المغنيسيوم: أن 68% من الناس عالميا لا يحصلون على ما يكفي من المغنيسيوم، حيث يساعد هذا المعدن على خفض الصداع والرغبة الشديدة في تناول الطعام والإمساك، وتحتوي الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الأعشاب البحرية والخضروات ذات الأوراق الداكنة على المغنيسيوم، ويوجد أيضًا في الفاصوليا والمكسرات والبذور والبروكلي والقرع، ويقوم المغنيسيوم بأكثر من 300 عملية كيميائية، بالجسم بما في ذلك إنتاج الطاقة وإصلاح الحمض النووي، وارتبط انخفاض تناول المغنيسيوم الغذائي في الدراسة بزيادة الإصابة بمرض السكر والالتهابات وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية والسرطانات ويمكن تناول مكملات المغنسيوم الغذائية لتعزيز مستوياته فى الجسم.

= الكركمين في الكركم: ثبت أن المكون النشط الأساسي في الكركم، هو الكركمين، يتمتع بخصائص دفاعية خلوية قوية مرتبطة بنشاطاته المضادة للأكسدة القوية، فعندما تتوقف الخلايا عن الانقسام، تحدث عملية تعرف باسم الشيخوخة الخلوية مع تقدم العمر، وهو ما يسرع عملية الشيخوخة ومسار الامراض، وثبت أن الكركمين ينشط بروتينات تساعد في إطالة العمر وتأخير الشيخوخة الخلوية، وأظهرت الأبحاث أن الكركمين يمنع تلف الخلايا ويطيل العمر وثبت أن هذه المادة يمكن أن تؤخر الأمراض المرتبطة بالعمر والخفض من أعراضها.

= أحماض أوميجا 3 الدهنية: تعمل أحماض أوميجا 3 على تعزيز صحة القلب وخفض الالتهابات وتعزيز الوظائف الإدراكية، و يمكن العثور عليها بشكل طبيعي في مصادر نباتية مثل بذور الكتان والأسماك الدهنية مثل السلمون، قد ترتبط مستويات أوميجا 3 بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر، كما توجد هذه الدهون في الجوز والسردين والتونة والأعشاب البحرية والمحار.

= النيكوتيناميد والنياسين: يوجد فيتامين النياسين وهو فيتامين بى3 في بعض الأطعمة، بما في ذلك القمح واللحوم والدواجن والأسماك. ويتحول النياسين في الجسم إلى تريبتوفان، والذي يتحول أيضًا إلى نيكوتيناميد أدينين دينوكليوتيد والمسئول عن إنتاج الطاقة كما يرتبط بانخفاض الإجهاد التأكسدي المرتفع ويمنع تلف الحمض النووي ويخفف الالتهابات ويعزز الوظائف الإدراكية.

= فيتامين (د): فيتامين (د)، ويُشار إليه باسم فيتامين أشعة الشمس، هو أحد المغذيات الدقيقة وغالبًا ما يعانى معظم الناس من نقص مستوياته، وهذا الفيتامين مهم للغاية لأنه يدعم صحة العظام ويعزز المناعة ويساعد في خفض الالتهابات ووفقًا للأبحاث فإن الحصول على ما يكفي من فيتامين (د) يساعد في خفض الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام السرطانات، ولعل أحد أفضل الطرق لرفع مستويات فيتامين (د) هي التعرض يوميًا لأشعة الشمس خاصة أنها المصدر الرئيسى لهذا الفيتامين، ويمكن لبعض الأطعمة أن تدعم مستوياته أيضًا مثل صفار البيض.

 

 

 

 

Dr.M.Hafez.Ibrahim