أخباراتصالات وتكنولوجياسياحة وطيران

قمة مستقبل الضيافة في المملكة.. رؤى وأفكار من القيادات النسائية بقطاع الضيافة

ايه حسين

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نسلط الضوء على القيادات النسائية في قطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية، ودورهن في رسم ملامح المستقبل. بفضل رؤية 2030، أصبحت الفرص أمام المرأة السعودية أكثر تنوعاً، حيث باتت قادرة على تولي أدوار قيادية والمساهمة في ابتكار حلول تعزز من نمو قطاع السياحة والضيافة. غير أن تحقيق التقدم لا يقتصر على إطلاق المبادرات، بل يتطلب بناء مسارات واضحة ومستدامة تدعم النمو المهني وتعزز من فرص التوجيه والقيادة. وفي هذا السياق، التقينا عدداً من الرائدات في القطاع اللواتي استعرضن التحديات التي واجهنها في تجاوز العقبات، وتحدثن عن سبل تعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار، كما قدمن نصائح ملهمة للأجيال القادمة من القيادات النسائية الساعية لإحداث تأثير ملموس في هذا المجال.

– كيف تطور دور المرأة في قيادة قطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية، وما أبرز التحديات التي لا تزال تواجهها؟

الدكتورة مريم فيكتشيلو، الرئيسة التنفيذية للحوكمة في شركة البحر الأحمر العالمية: “تشهد المملكة تحولاً نوعياً بفضل رؤية 2030، حيث ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 35.4% بحلول عام 2024، متجاوزةً التوقعات الأولية. وفي شركة البحر الأحمر العالمية، نفخر بأن تضم بعض الأقسام نسبة تمثيل نسائي تصل إلى 44%، وهو ما يعكس الفرص القيادية المتاحة اليوم للمرأة السعودية. ولا شك أن مسيرتي المهنية، التي قادتني إلى منصب الرئيسة التنفيذية للحوكمة، تجسد هذا التطور. وعلى الرغم من التقدم الملحوظ، لا تزال هناك تحديات تتطلب مزيداً من العمل، ولهذا نواصل الاستثمار في برامج قيادية متخصصة، مثل مبادرات تطوير القيادات النسائية، والتدريب المهني، وبرامج الخريجين المتميزين، لتمكين مزيد من النساء السعوديات من تحقيق طموحاتهن المهنية والمساهمة في ازدهار القطاع”.

مشاعل النصيان، قسم التسويق والاتصال لدى طيبة للاستثمارات: “أحدثت رؤية 2030 نقلة نوعية في تعزيز حضور المرأة في قطاع الضيافة السعودي، حيث باتت تتولى أدواراً قيادية بارزة، الأمر الذي يعكس إمكاناتها الكبيرة وقدرتها على إحداث تأثير ملموس. ويعزز القطاع بيئة شاملة تتيح تكافؤ الفرص، ويمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من النمو والازدهار للقيادات النسائية. ومع استمرار تطور هذا المشهد، تبرز أهمية النماذج القيادية الملهمة والمبادرات المتخصصة في تطوير المهارات، والتي تسهم في ترسيخ دور المرأة كعنصر أساسي في رسم ملامح مستقبل القطاع”.

– مع تركيز رؤية المملكة 2030 على تعزيز الشمول وتكافؤ الفرص بين الجنسين، كيف تتجسد الفرص الجديدة للمرأة في قيادة قطاع الضيافة؟

الدكتورة مريم فيكتشيلو، الرئيسة التنفيذية للحوكمة في شركة البحر الأحمر العالمية: “أحدثت رؤية 2030 تحولاً جوهرياً في تمكين المرأة، الأمر الذي أتاح للشابات السعوديات فرصاً غير مسبوقة في قطاع الضيافة، الذي يشهد نمواً متسارعاً ويوفر مجالات واعدة للتطور المهني. في شركة البحر الأحمر العالمية، نشهد توسعاً في مشاركة المرأة في أدوار كانت تُهيمن عليها الرجال عالميًا، مثل الأمن والإطفاء والإنقاذ، إلى جانب مناصب قيادية في قطاع الضيافة، وصولاً إلى مواقع صنع القرار. لم يسبق أن شهدت المملكة هذه القفزة النوعية في حضور المرأة المهني، وأرى بفخر زميلات شابات يترقين في المناصب ويتركن بصمة مؤثرة في هذا القطاع الحيوي”.

– كيف يمكن لقطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية المساهمة في تعزيز التنوع وخلق المزيد من الفرص القيادية للمرأة؟

الدكتورة سارة قاسم، نائبة الرئيس الأول، ورئيسة قسم الفنادق في المملكة العربية السعودية لدى “جيه إل إل”: “تمكين المرأة في قطاع الضيافة لا يقتصر على إزالة العوائق فحسب، بل يشمل بناء مسارات مستدامة تتيح للأجيال القادمة تحقيق طموحاتهن المهنية والريادة في هذا المجال. يتحقق التقدم الحقيقي عندما تتجاوز الشركات مجرد توفير الفرص، لتعمل على ترسيخ بيئة داعمة تحفّز التميز، وتعزز حضور المرأة في مواقع القيادة، بما يسهم في إحداث تأثير ملموس ومستدام.”

مشاعل النصيان، قسم التسويق والاتصال لدى طيبة للاستثمارات: “يُعد قطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية من أكثر القطاعات تطوراً من حيث استقطاب المرأة وتمكينها من تولي أدوار قيادية. فقد أولت الحكومة السعودية أهمية خاصة لتمكين المرأة الأمر الذي أدى إلى تحقيق توسع سريع في الفرص المتاحة أمامها. وأثبتت السعوديات كفاءتهن القيادية، خاصة في هذا القطاع، بفضل الدعم المستمر والتوجيه والاستثمار في التنوع. ويشكل هذا النهج ركيزة أساسية في رؤية المملكة لتعزيز اقتصاد أكثر شمولاً وتنوعاً. ومع تسارع هذا التقدم، نشهد اليوم حضوراً متزايداً للمرأة في المناصب القيادية، مما يتيح لها الفرصة للنمو المهني وتحقيق طموحاتها على أوسع نطاق”.

الدكتورة مريم فيكتشيلو، الرئيسة التنفيذية للحوكمة في شركة البحر الأحمر العالمية: “تحقيق الشمولية في قطاع الضيافة يتطلب التزامًا فعليًا يمتد عبر جميع المستويات، وهو ما نضعه في صميم استراتيجيتنا للموارد البشرية. نحرص على اعتماد سياسات توظيف محايدة، ونعمل على تنويع آليات استقطاب الكفاءات لتعزيز حضور المرأة في القطاع. كما نلتزم بضمان تكافؤ الفرص في الأجور والتطور الوظيفي، عبر برامج متخصصة في التدريب والتوجيه والقيادة. ومن خلال التأكيد على القيم الجوهرية لمساهمة المرأة، يمكننا إرساء بيئة عمل داعمة تُحفّز التغيير وتُعزز مسارات النمو المهني، ما يسهم في بناء مجتمع أكثر تنوعًا وغنى بالفرص”.

– إلهام الجيل القادم – ما نصيحتكِ للشابات الطامحات لشغل مناصب قيادية في قطاع الضيافة؟

الدكتورة عبير العامري، خبيرة تطوير المهارات وتحسين المواهب: “الطريق إلى القيادة يبدأ بالاستثمار في الذات، لذا أنصح الشابات بتطوير مهاراتهن باستمرار، والبحث عن مرشدين للدعم والتوجيه. بناء شبكة علاقات قوية ضروري، فالتواصل الفعّال يفتح أبوابًا جديدة. عليهن مواجهة التحديات بعقلية التعلم، والتعبير عن أفكارهن بثقة. الثقة بالنفس والقدرة على التكيف هما مفتاح النجاح، فحافظي على شغفكِ، واعملي بإصرار لتحقيق التميز. رؤيتكِ الفريدة وإسهاماتكِ القيّمة تصنع فارقًا حقيقيًا في مستقبل قطاع الضيافة”.

لمى كماخي، مديرة مشاركة الزملاء، فندق ماندارين أورينتال الفيصلية: “التواصل مع المرشدين وخبراء القطاع يشكل ركيزة أساسية للنساء الطامحات إلى القيادة في قطاع الضيافة، حيث يتيح لهن فرصًا قيّمة للإرشاد والتواصل. للحفاظ على القدرة التنافسية، احرصي على تطوير مهاراتكِ باستمرار من خلال التعلم والخبرات العملية. ركّزي على بناء قدراتكِ القيادية، لا سيما في التواصل الفعّال، واتخاذ القرارات، والتعاطف. عززي بيئة عمل شاملة عبر تقدير التنوع داخل فريقكِ، ما يسهم في تحفيز الابتكار. وأخيرًا، ثقي بقدراتكِ، كوني حازمة واستباقية في طرح أفكاركِ، والتزمي بقيمكِ، وقودي الآخرين بالقدوة”.

مشاعل النصيان، التسويق والاتصال لدى طيبة للاستثمارات: “لكل شابة تطمح إلى القيادة في قطاع الضيافة: اعتبري كل تحدٍ فرصة للنمو، وكل إنجاز خطوة نحو النجاح. يشهد القطاع في المملكة العربية السعودية تحولًا جذريًا بفضل رؤية 2030، حيث يعزز الابتكار من خلال الإدارة الذكية، ومبادرات الاستدامة، وتكامل التقنيات المتقدمة. ومع هذه التطورات المتسارعة، تنفتح آفاق جديدة لقادة المستقبل. استثمري في تطوير مهاراتكِ ومعرفتكِ، واحتفي بإنجازاتكِ، وابحثي عن مرشدين يرشدونكِ في مسيرتكِ. القيادة فن، فتعلّميه وأبدعي في رسم ملامح المستقبل”.

الدكتورة مريم فيكتشيلو، الرئيسة التنفيذية للحوكمة في شركة البحر الأحمر العالمية: “كان الإرشاد عنصرًا محوريًا في تطوري المهني، لذا أنصح كل شابة بالبحث عن مرشدين يلهمونها أو سبق أن تعلمت منهم، والتواصل معهم بانتظام. فالمرشدون يشكلون مصدرًا قيّمًا للأفكار والتوجيه، ويساعدون في إيجاد حلول فعالة للتحديات. في شركة البحر الأحمر العالمية، نوفر مبادرات مصممة خصيصًا لدعم الكفاءات السعودية، من خلال إتاحة الفرصة للتواصل مع زميلات أكثر خبرة وتعزيز تبادل المعرفة، مما يسهم في تمكين القيادات النسائية وصقل مهاراتهن”.

وفي معرض حديثها عن مسيرتها القيادية الشخصية، قالت الدكتورة مريم فيكتشيلو، الرئيسة التنفيذية للحوكمة في شركة البحر الأحمر العالمية: “مثّل انضمامي إلى شركة البحر الأحمر العالمية عام 2017 محطة فارقة في مسيرتي المهنية، حيث أتيحت لي فرصة قيادة جهود بناء قسم الحوكمة والمخاطر والامتثال في واحدة من أكثر شركات التطوير العقاري طموحًا على مستوى العالم. تولي المسؤولية في بيئة مؤمنة بتمكين المرأة وصناعة تأثير إيجابي ملموس على المجتمع والبيئة كان تجربة غنية ومجزية.

عزّز هذا الدور قناعتي بأن جوهر القيادة يكمن في تمهيد الطريق للآخرين، وخلق فرص حقيقية لهم، ودفع عجلة التغيير نحو الأفضل”.

في إطار التزامها بدعم وتمكين المرأة في قطاع الضيافة، تعلن شركة “ذا بينش”، الجهة المنظمة لقمة مستقبل الضيافة في المملكة العربية السعودية، عن تخصيص تذاكر دخول خاصة للسيدات السعوديات العاملات في القطاع لحضور فعاليات قمة مستقبل الشيافة في المملكة العربية السعودية 2025. وتأتي حملة #FHSWomenPower كخطوة لتعزيز التنوع بين الجنسين، وفتح آفاق جديدة أمام الكفاءات النسائية، بما ينسجم مع رؤية السعودية 2030 والأهداف الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة. وتدعو القمة جميع السيدات العاملات في قطاع الضيافة للمشاركة في هذه المبادرة، والمساهمة في بناء قطاع أكثر شمولًا وتطورًا، يعكس الدور الريادي للمرأة في رسم مستقبل الضيافة في المملكة.

وقالت تانيا ميلنر، مديرة الإنتاج في شركة “ذا بينش: “اليوم العالمي للمرأة في قطاع الضيافة يجب أن يكون منصة للتغيير الفعلي، وليس مجرد حملة توعوية. الشمول الحقيقي يتجسد في ضمان حصول المرأة على المعرفة والتوجيه والمسارات الواضحة التي تؤهلها للاستفادة من الفرص القيادية. وعلينا تجاوز المبادرات الرمزية، والعمل بفعالية على دعم التطور المهني، وتعزيز المساواة في الأجور، وتقدير الكفاءات على أساس الكفاءة، حيث إن وجود قطاع ضيافة أكثر شمولًا لا يعود بالنفع على المرأة فحسب، بل يسهم في تحفيز الابتكار، ورفع معايير التميز، وبناء مستقبل أكثر قوة واستدامة للقطاع بأكمله.”

وتستضيف العاصمة الرياض فعاليات قمة مستقبل الضيافة في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 11 إلى 13 مايو 2025 في فندق ماندارين أورينتال الفيصلية، حيث من المتوقع أن تستقطب القمة أكثر من 1400 مشارك من كبار القادة والخبراء في القطاع.