
د.محمد حافظ ،
حذرت دراسة من جامعة ميشيجان الامريكية من تناول المكملات الغذائية العشبية مثل تناول الشاي الأخضر بكميات كبيرة وهو من المشروبات المفضلة التي يعتمد عليها الكثيرون بهدف التخسيس والحفاظ على صحة الجسم، إلا أن الدراسات الحديثة قد كشفت عن اخطاره المحتملة على الكبد فى حالة تناولة كثيرا. وتعتبر المكملات الغذائية العشبية والغذائية جزءًا من روتين العديد من الأشخاص، إذ يسعى البعض لتعويض النظام الغذائي غير المتوازن من خلال تناول الفيتامينات المتعددة والمكملات الطبيعية، مثل الشاي الأخضر. ومع تزايد انتشار هذه المكملات، حذرت الدراسات العلمية من أنها قد تساهم في تزايد لحالات سمية الكبد في الولايات المتحدة، حيث تُسجل المكملات العشبية والغذائية حوالي 20% من هذه الحالات . وأظهرت دراسة جامعة ميشيجان أن أكثر من 15 مليون أمريكي يستهلكون منتجات تحتوي على نباتات مرتبطة بتلف الكبد، من بينها الشاي الأخضر الذي يُستخدم بشكل شائع لفقدان الوزن.
واوضحت دراسة لهيئة مايو كلينيك الامريكية إنه على الرغم من فوائد الشاى الاخضر الصحية إلا أنه يحتوي على مركبات قد تؤثر سلبًا على الكبد في حالات معينة، مثل الكاتشين، وهي نوع من مضادات الأكسدة التي قد تتسبب في تلف خلايا الكبد عند استهلاكها بكميات كبيرة. واوضحت أن تناول كميات مفرطة من الشاي الأخضر، خاصة في شكل مكملات، قد يؤدي إلى تدهور صحة الكبد لبعض الحالات، خصوصًا لأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية مسبقة في الكبد مثل التهاب الكبد أو التليف الكبدي. ونصحت الدراسة بالحذر عند استهلاك الشاى الاخضر خاصة لمن يعانون من امراض صحية مرتبطة بالكبد أو أولئك الذين يتناولون مكملات غذائية أخرى تحتوي على مكونات قد تتفاعل مع الكاتشين فى الشاى الاخضر وتزيد من خطر حدوث أضرار صحية، كما ينبغي اجراء الاستشارة الطبية قبل تناولة بكميات كبيرة أو استخدامه كعلاج للتخسيس أو لتحسين الصحة الجسم .
واوضحت دراسة لهيئة كليفلاند كلينيك الامريكية لبعض العلامات الغير متوقعة لدهون الكبد. حيث اوضحت ان الكشف المبكر عن أعراض الكبد الدهني أمرًا ضروريًا لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عند إهمال العلاج. فهناك بعض العلامات الغير شائعة التي قد تشير إلى ارتفاع دهون الكبد ومن اهمها الاتى :
= حالة الاستسقاء: في المراحل المتقدمة من الكبد الدهني، تتراكم السوائل داخل تجويف البطن، مما يؤدي إلى انتفاخها، وتُعرف هذه الحالة طبيًا باسم “الاستسقاء”.
= الوذمة: عندما لا يتم التحكم في دهون الكبد، قد يتطور الأمر إلى تليف الكبد، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي المسؤول عن نقل الدم من الأمعاء إلى الكبد، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بالوذمة.
= تورم القدمين: أظهرت الدراسات أن الحالات الشديدة من الكبد الدهني قد تؤدي إلى الوذمة، والتي يمكن أن تؤثر على الأطراف السفلية مسببةً تورم القدمين.
= انتفاخ اليدين: اختلال وظائف الكبد الناتج عن تراكم الدهون لا يقتصر فقط على تورم البطن والقدمين، بل قد يؤدي أيضًا إلى احتباس السوائل في اليدين مما يسبب انتفاخهما.
= التثدي عند الرجال: في بعض الحالات الشديدة من مرض الكبد الدهني قد يعاني الرجال من تضخم في نسيج الثدي، نتيجة اضطراب هرمونات الجسم، وهو ما قد يؤثر كذلك على الرغبة الجنسية، بل ويصل أحيانًا إلى العقم.
واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتجنب بعض الأطعمة الضارة للحفاظ على صحة الكبد. واوضحت ان الكبد هو جهاز متعدد المهام، لانه يقوم بإزالة السموم من الجسم مع ومعالجة العناصر الغذائية، ويساعد في تنظيم عملية التمثيل الغذائى، ولكن إذا تم التفريط في تناول بعض الأطعمة الغير صحية، فتسبب اصابة الكبد. و يلعب النظام الغذائي دورًا رئيسيًا في منع حدوث مرض الكبد الدهنى. للحفاظ على الكبد في أفضل حالاته فيجب تجنب الأطعمة الضارة التالية:
= تجنب الأطعمة السكرية والحلويات: يتعامل الكبد مع السكر مثل الضيف الثقيل. لانة يحول سكر الفركتوز الموجود في المشروبات الغازية والحلويات والوجبات الخفيفة المصنعة إلى دهون عند استهلاكها بكميات كبيرة. وبمرور الوقت تتراكم هذه الدهون بالكبد مما يؤدي إلى مرض الكبد الدهنى الغير كحولى. حيث ربطت الدراسات بين المشروبات السكرية والندبات الكبدية. لذلك يجب استبدل المشروبات الغازية والكولا الى كوب من الماء بالليمون.
= تجنب تناول اللحوم المصنعة: مثل السوسيس والهوت دوج، وعلى الرغم من أن اللحوم المصنعة لذيذة إلا أنها تحتوى على الدهون المشبعة والمواد الحافظة التي تثقل كاهل الكبد. يؤدي تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة إلى تراكم الدهون، مما يزيد من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لذلك يجب تناول البروتينات الخالية من الدهون مثل الأسماك والدجاج أو البدائل النباتية الاخرى.
= تجنب تناول الخبز الأبيض والمكرونة: الكربوهيدرات المكررة الموجودة بالخبز الأبيض والمكرونة والمعجنات، يتم تجريدها من الألياف والمغذيات، وتسبب ارتفاع السكر في الدم ويخزن الكبد الجلوكوز الزائد على شكل دهون، والتى يساهم تناول الكثير من الكربوهيدرات المكررة في تطور الكبد الدهني. لذلك يجب اختيار الحبوب الكاملة مثل الأرز البني أو الكينوا أو خبز القمح الكامل للحفاظ على الكبد.
= تجنب تناول الوجبات السريعة: مثل البرجر الدهني والوجبات المقلية والمحفوظة والسريعة مليئة بالدهون المتحولة، والزيوت غير الصحية، والصوديوم المفرط، وكل هذا يساهم في تراكم الدهون في الكبد ومقاومة الأنسولين. ويمكن تناول البرجر النباتى او الذى يحتوى على بروتينات قليلة الدهون ومن الحبوب الكاملة لتحسين لصحة الكبد.
واوصت دراسة لهيئة الصحة الهندية لاجراء بعض التغيرات فى نمط الحياة للوقاية من الكبد الدهني. حيث يمكن لبعض التغييرات البسيطة، بما في ذلك شرب المزيد من الماء وتناول الطعام بشكل أفضل، أن تساعد في درء خطر صحي مميت محتمل وهو مرض الكبد الدهنى. حيث يعد مرض الكبد الدهني حالة مرضية خطيرة في حالة إهمالها، والذى يمكن الوقاية منها وعلاجها باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والحياة النشطة والترطيب الكافي. فالكبد عضو حيوي يدعم عملية التمثيل الغذائي والمناعة والهضم وازالة السموم من الجسم وتخزين الفيتامينات. ويكون الأشخاص ألاكثر عرضة للإصابة بمرض الكبد الدهني عندما يتبعون نظامًا غذائيًا غير صحي، أو لا يمارسون قدرًا كافيًا من التمارين الرياضية أو يعانون من زيادة الوزن.
واوضحت الدراسة ان الأعراض تكون قليلة وخفيفة في المراحل المبكرة، ولكن قد يشعر الأشخاص بالتعب والألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن و/أو فقدان الوزن غير المبرر. إذا تزايدت تراكم الدهون بشكل غير طبيعى قد يؤدي ذلك إلى التهاب الكبد وتندب الكبد والأخطر من ذلك هو تليف الكبد مما قد يؤدي إلى حالات مميتة مثل سرطان الكبد وفشل الكبد. إن الكبد الدهني، هو أحد أكثر المخاطر الصحية التي يتم التقليل من شأنها وهى السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الكبد في الدول الغربية. ولكن إن اجراء بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير. لذلك اوصت الدراسة باتباع بعض النصائح للحماية من أمراض الكبد ومنها الاتى:
= تغيير النظام الغذائي للنظام الصحى: بخفض تناول الدهون المشبعة والسكريات المكررة، حيث أن بعض الأطعمة قد تحتوي على نسبة عالية من السكريات المكررة والأحماض الدهنية المشبعة، مثل الأطعمة شديدة المعالجة التى تسبب ضغطًا على صحة الكبد. ويمكن تجنب المشروبات الغازية المحلاة بتركيزات عالية من الفركتوز. بدلاً من ذلك، تناول بانتظام المنتجات الكاملة مثل الخضروات الطازجة والفواكه قليلة السكر ومنتجات الحبوب الكاملة. ومن الأفضل تناول الفاكهة بدلاً من شربها كعصائر، والتي غالبًا ما تكون غنية بسكر الفركتوز.
= اتباع طرق لترطيب الجسم بحكمة: وذلك بشرب كميات كافية من الماء أو الشاي غير المحلى، مما يساعد الكبد على أداء وظائفه الأساسية مثل تخليص الجسم من المواد الضارة. قد يكون للقهوة أيضًا تأثيرات إيجابية، فقد أثبتت العديد من الأبحاث الحديثة قدرتها على تخفيف تليف الكبد.
= الحياة النشطة والرياضة مع التحرك كثيرا: يجب اتباع ممارسة التمارين الرياضية كجزءًا من الروتين اليومي . و لا يجب أن تستغرق التمارين الرياضية وقتًا طويلاً أو مكثف. ولكن المشي أو ركوب الدراجة للذهاب إلى العمل أو استخدام السلالم بدلاً من المصعد كلها مفيدة لصحة الانسان. إذا كان يمكن القيام بالتجول أثناء استخدام الهاتف المحمول في المكتب او المنزل وهي طريقة أخرى للقيام ببعض التمارين الرياضية الإضافية للوقاية من مرض الكبد الدهنى.
Dr.M.Hafez.Ibrahim