أخبارصحة

الاكتئاب يُسرع الشيخوخة والأمراض المزمنة وطرق واغذية تمنح الطاقة للتغلب على الاكتئاب

د.محمد حافظ ابراهيم 

أوضحت دراسة لهيئة الصحة الهندية ان الاكتئاب يضر بالصحة والامراض المزمنة، ورغم أنها حالة صحية تؤثر على الصحة العقلية والنفسية ولكنها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالشيخوخة. وقد وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب يصابون بأمراض مزمنة بنسبة 30% أسرع من أولئك الذين لا يعانون من الاكتئاب، مما يوضح أن الاكتئاب ليس فقط اضطرابًا يُصيب الصحة العقلية لكنه أيضًا يؤثر على الجسم كله ويتطلب نهجا صحيا أكثر تكاملاً. وشملت الدراسة أكثر من 170 ألف شخص من البالغين، ووجدت أن أولئك الذين يعانون من الاكتئاب أو لديهم تاريخ من الاكتئاب أصيبوا بحالات جسدية مزمنة مثل هشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم وارتجاع الحمض بمعدل أسرع بكثير من أولئك الذين لم يصابوا به، والاكتئاب هو اضطراب عقلي ينطوي على فقدان المتعة أو الاهتمام بالأنشطة لفترات طويلة من الزمن، وهو يختلف عن التغيرات المزاجية المنتظمة والمشاعر حول الحياة اليومية. وقد يؤدي الاكتئاب إلى ظهور أعراض مثل الآرق أو ضعف النوم العميق مما قد يؤثر على جهاز المناعة ويجعل الأمراض الموجودة أسوأ، واكد الباحثون أنه يجب الاعتراف بالاكتئاب باعتباره حالة تصيب الجسم بالكامل، ويحتاج إلى نهج متكامل للعلاج، وقد ارتبط الاكتئاب بزيادة خطر الإصابة بالأمراض الجسدية التي تشمل أمراض القلب والسكري، ويقدم فريق الباحثين نظرة ثاقبة حول مدى سرعة تراكم الحالات الجسدية لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب أكثر من نظائرهم ممن ليس لديهم تاريخ اكتئابى. 

 

وأجريت الدراسة على مدى حوالي 7 سنوات، وشارك فيها 172.556 مشاركًا في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين بين 40 و71 عامًا، وتم تناول حوالي 69 حالة جسدية في الاعتبار، ووجد في بداية الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب لديهم بالفعل متوسط ثلاث حالات جسدية مرضية، مقارنة باثنتين لدى أولئك الذين لا يعانون من الاكتئاب، وبمرور الوقت، طور الأشخاص المصابون بالاكتئاب متوسط 0.2 حالة إضافية سنويًا، بينما تراكم لدى أولئك الذين لا يعانون منه 0.16، وكانت الحالات الجديدة الأكثر تشخيصًا هي هشاشة العظام 15.7% من المصابين بالاكتئاب مقابل 12.5% للذين لا يعانون منه وكان الآخرين لديهم ارتفاع ضغط الدم ومرض الارتجاع المعدي المريئي . واوضحت الدراسة للأعراض الشائعة للاكتئاب وهى:  

 

= الأعراض العاطفية: مثل الحزن المستمر، وانخفاض الحالة المزاجية، وفقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقا، والشعور باليأس أو الفراغ أو انعدام القيمة، وزيادة الانفعال أو الإحباط وصعوبة التركيز واتخاذ القرارات.

= الأعراض الجسدية: الشعور بالتعب أو انخفاض الطاقة وحدوث تغيرات في فقدان الشهية او الافراط فى تناول الطعام وزيادة أو فقدان الوزن بدون مبرر واضطرابات النوم بالآرق أو النوم المفرط.

= الأعراض السلوكية: الانسحاب من محيط الأصدقاء والعائل، وانخفاض الإنتاجية والانخراط في سلوكيات متهورة أو مدمرة وزيادة تعاطي المواد المخدرة. 

 

واوضحت دراسة للمعهد الوطني الامريكى للصحة باكتشاف طريقة غير دوائية لعلاج الاكتئاب. حيث يسعى العلماء باستمرار للبحث عن طرق جديدة لعلاج الاكتئاب الذي يصيب نحو 280 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ومع تزايد الاعتماد على الأدوية المضادة للاكتئاب التي تأتي مع قائمة ضخمة من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها، بما في ذلك اضطرابات الجلد المزعجة والتبلد العاطفي وتؤدي الأدوية إلى فقدان الإحساس. وفي الدراسة اوضح العلماء إن الضوء يمكن أن يكون مفتاح التخلص من الاكتئاب دون اللجوء إلى الأدوية. و أن التعرض للضوء يؤثر على الحالة المزاجية للإنسان والوظيفة الإدراكية وأن المرضى الذين عُولجوا بالضوء الساطع أبلغوا عن معدل شفاء بنسبة 40% من الاكتئاب غير الموسمي. أظهرت هذه النتيجة أن المرضى الذين يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي، والذين تلقوا العلاج بالضوء الساطع لمدة أربعة أسابيع، قد وصلوا إلى تحسن كامل من الأعراض. 

 

وتضمنت الدراسة بيانات من 858 مشاركا تم تشخيصهم باضطرابات الاكتئاب. وقد تم توجيه هؤلاء المرضى للجلوس أمام صندوق ضوء فلوري ينتج ضوءا أبيض ساطعا بشدة 10 آلاف وحدة قياس الاستضاءة لمدة 30 دقيقة على الأقل كل يوم. ولاحظ فريق البحث أن المرضى الذين عولجوا بالضوء الساطع كان لديهم معدل شفاء أعلى بنسبة 40% من مجموعة التحكم التي عولجت فقط بمضادات الاكتئاب ينسبة 23% . وتشير هذه النتائج إلى أن العلاج بالضوء الساطع كان علاجا مساعدا فعالا للاضطرابات الاكتئابية غير الموسمية، ويؤكد الباحثون أن العلاج بالضوء الساطع لديه القدرة على أن يكون مكملا متاحا وفعالا من حيث التكلفة لمضادات الاكتئاب أو بديلا لها . وعلى الرغم من أن تكاليف العلاج الخارجي بمضادات الاكتئاب متفاوتة الا إن التعرض للضوء الخارجي لا ينطوي عموما على أي تكاليف أو قيود، مما يعزز الحاجة إلى العلاج بالضوء الساطع كعلاج فعال للاضطرابات الاكتئابية غير الموسمية. وأن هذه الدراسة تعزز مجموعة من الأدلة التي تربط بين العلاج بالضوء الأزرق وتحسين الصحة العقلية. 

 

واوضحت دراسة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس الامريكى ان تناول برتقالة واحدة يوميًا تخفض خطر الاكتئاب بنسبة 20%. ووجدت الدراسة أن الحمضيات تحفز نمو البكتيريا موجودة في الأمعاء وتؤثر على إنتاج مادتين كيميائيتين في الدماغ ومعروفتين بتحسين الحالة المزاجية وهما السيروتونين والدوبامين. ونظر الباحثون إلى بيانات أكثر من 100 ألف شخص قدموا معلومات مفصلة عن نظامهم الغذائي وصحتهم، ووجدت ارتباطًا بين انخفاض خطر الاكتئاب وبين تناول الحمضيات وليس مع فواكه أخرى مثل التفاح والموز، وقد يكون لأن الحمضيات تحفز نمو البكتيريا موجودة في أمعاء الإنسان، للتأثير على إنتاج الناقلات العصبية وهى السيروتونين والدوبامين وهما جزيئان بيولوجيان معروفان بتحسين الحالة المزاجية، واضافة الدراسة إلى الأدلة المتزايدة على أن ما نأكله لة تأثيرات على ميكروبيوم الأمعاء يمكن أن يكون له تأثيرات على صحة الجسم، وجدت الدراسة كذلك أن تناول الزبادي بانتظام قد يساعد في الحماية من شكل عدواني من سرطان القولون والمستقيم. 

 

واوضحت الدراسة ان اللون البرتقالي يحسين الحالة المزاجية و إن تناول البرتقال قد يكون جزءًا من خطة علاجية لإدارة الاكتئاب وليس له أي آثار جانبية كبيرة حقًا، لذلك سيكون من الرائع أن نرى أى مدى يمكن أن يساعد هذا العلاج البسيط . واوضحت الدراسة لفوائد إدخال الحمضيات إلى النظام الغذائي مثل البرتقال والليمون والجريب فروت التى تعزز جهاز المناعة ودعم صحة القلب وتحسين الهضم لانها غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة وان الحمضيات تحسين مؤشرات صحة القلب، وتعمل الألياف القابلة للذوبان والفلافونويدات على تحسين مستويات الكوليسترول عن طريق رفع الكوليسترول الجيد وخفض الكوليسترول السيئ والدهون وتعد الحمضيات، مصدرًا لفيتامين سي، الذى يدعم بدوره جهاز المناعة والحفاظ على صحة الجلد والعظام والأوعية الدموية كالاتى: 

 

= فوائد البرتقال: هى واحدة من أكثر الفواكه الصحية التى تعزز جهاز المناعة وتحسين صحة القلب، ودعم الهضم.

= تحسين الجهاز المناعي: يساعد فيتامين سي في البرتقال على حماية الخلايا من التلف ويعزز جهاز المناعة، ويساعد على إنتاج الكولاجين الذي يشفي الجروح ويعطي البشرة مظهرًا أكثر نعومة.

= تعزيز صحة القلب: تعمل الفلافونويدات بالبرتقال مثل الهسبيريدين على خفض الكوليسترول وتمنع انسداد الشرايين وتدعم مضادات الأكسدة الموجودة في البرتقال صحة القلب.

= تحسين الهضم: تعمل الألياف القابلة للذوبان في البرتقال على إبطاء عملية الهضم وتساعد في منع ارتفاع نسبة السكر في الدم ونوبات الجوع، وتساعد الألياف في خفض الدهون الحشوية بالبطن.

= الحفاظ على صحة الجلد: يساعد فيتامين سي بالبرتقال على إنتاج الكولاجين، الذي يشفي الجروح ويعطي البشرة مظهرًا أكثر نعومة وتساعد مضادات الأكسدة بالبرتقال في مكافحة الإجهاد التأكسدي.

 

واوضحت دراسة للدكتور آدم شيكرود، الأستاذ في الطب النفسي بكلية الطب بجامعة ييل الامريكية ان الكثير من التمارين، مثل المشي والركض واليوغا والتمارين الهوائية وتدريبات القوة، لها فوائد قوية مثل العلاج النفسي عندما يتعلق الأمر بمحاربة الاكتئاب بنفس فاعلية العلاج النفسي وتحارب الاكتئاب واوضح انه عندما تصاب بموجة الاكتئاب، قد تبدو ممارسة الرياضة وكأنها آخر شيء تريد القيام به. لكن الدراسة اوضحت إنها قد تكون حاسمة للشعور بالتحسن . وأظهر كثير من أنواع التمارين لفوائد العلاج النفسي. واكد الدكتور مايكل نويتل بجامعة كوينزلاند في أستراليا ان الاكتئاب يصيب 25 % من الناس وتضرّ الحالة بالرفاهية أكثر من الديون أو الطلاق أو مرض السكري. حيث قام الباحثون بتحليل بيانات من 218 دراسة حول التمارين الرياضية والاكتئاب، شملت أكثر من 14 ألف شخص. وأوضحت لفوائد التمارين الرياضية للجسم كله، وتشير إلى أنها تساعد في محاربة الاكتئاب وتشكل خيار علاج قوي. واوضحت الدراسة انه لا يهم مقدار التمارين التي يمارسها الأشخاص، سواء من حيث الجلسات أو الدقائق في الأسبوع كما أنه لا يهم المدة التي يستغرقها برنامج التمرين. وأن شدة التمرين أحدثت الفارق الأكبر حتى المشي كان له تأثيراتة الواضحة.

 

واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول أنواع من الاغذية التى تمنح الطاقة . حيث ان جميع الاغذية توفر للجسم مستوى معينً من الطاقة نظرًا للطريقة التي يتم بها تحويلها إلى سعرات حرارية ، ولكن بعضها أكثر نشاطًا من البعض الآخر، حيث تعطي الكربوهيدرات الكاملة أكبر قدر من الطاقة للجسم، ولكن الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض ستؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة وتؤدي إلى مزيد من التعب والارهاق، أما الكربوهيدرات الكاملة فى الفاكهة والخضروات والحبوب تستغرق وقتًا أطول للهضم وترفع نسبة السكر في الدم تدريجيًا وتعطيها للخلايا لتصبح أكثر طاقة ومستدامة، ويمكن للأطعمة الغنية بالبروتينات أن تحافظ على مستويات الطاقة والتخلص من الجوع وتجعل الشخص يشعر بالشبع. ومن اهم هذه الاغذية هى: 

 

= الزبادي اليوناني: الزبادي اليوناني وهو خالى سكر اللاكتوز هو وجبة خفيفة للمساعدة في تزويد الجسم بالطاقة طوال اليوم ويعتبر طعامًا مثاليًا لإبقاء الشخص نشيطًا ويفضل تناول الخالى الدسم.

= سمك السلمون: ان تناول سمك السلمون غنى بالبروتينات وأحماض أوميجا 3 الدهنية التى تساعد في الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم ومنع تقلبات مستويات السكر .

= سمك التونة: يمكن للأسماك الدهنية مثل التونة أن تعطي طاقة مستدامة بسبب أحماض أوميجا 3 الدهنية،وتساعد الدهون الصحية على تنظيم مستويات الأنسولين وخفض الالتهابات مما يساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة.

= ألبنجر: البنجر من الخضروات الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة ومضادات الأكسدة وتساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة. ويحتوي البنجر على مستويات عالية من المركبات الفينولية ومضادات الأكسدة والنترات وكلها تساعد في تحسين مستويات الطاقة ويحتوي على الكربوهيدرات الكاملة مما يعني أن الجسم سوف يهضمها بشكل أبطأ ويوفر مستويات طاقة أكثر استدامة.

= الموز: هو غذاء غني بالكربوهيدرات الصحية والبروتينات وفيتامينات بى وهى الأفضل للطاقة المستدامة والبطيئة، يوفر السكر الطبيعي في الفاكهة دفعة فورية للطاقة وتعمل الألياف على إبطاء عملية الهضم للحصول على طاقة تدوم طويلاً وتحافظ الفيتامينات والمعادن على الطاقة ومنع التعب.

= المكسرات: تحتوي المكسرات على البروتينات والدهون الصحية والألياف وهى مزيج مثالي للحفاظ على الشعور بالشبع ومنع تذبذب السكر في الدم ومنح الجسم الطاقة والمكسرات صحية ومن افضلها عين الجمل الذى يحتوي على دهون أوميجا 3 الصحية للقلب. 

 

 

 

Dr.M.Hafez.Ibrahim