المستشار سلام : .. «ترامب» الوقاحة السياسية ورفض إعمار غزة

كتب فتحي السأيح وإيمان الواصلى وسارة احسان
قال أحمد سلام المستشار الاعلأمى السابق ببكين وكيل وزارة الإعلام بهيئة الاستعلامات
لا يمكن أن يكون هناك وصف أكثر دقة لما أعلنه دونالد ترامب بشأن رفضه لخطة مصر والجامعة العربية لإعمار غزة سوى أنها وقاحة سياسية تعكس جهله الفاضح بحقائق الصراع، واستمراره في لعب دور البلطجي الدولي الذي لا يعرف إلا لغة الدمار والانحياز الأعمى لإسرائيل. هذا الرجل، الذي لطالما تسبب في إشعال التوترات خلال رئاسته الاولي، يصرّ على استكمال نهجه العدواني ضد الحقوق العربية، متوهماً أن كلماته لابد ان تسمع وتنفذ.
وأوضح سلام أن الحقيقة المؤكدة أن مصر، بمكانتها التاريخية ومواقفها الثابتة، لم تتوانَ لحظة عن دعم الشعب الفلسطيني، ليس فقط سياسيًا، بل عمليًا من خلال مبادرات إعادة الإعمار، والتي جاءت بالتوافق التام مع حضور السادة العرب القمة العربيةبالقاهرة لضمان إعادة الحياة إلى غزة بعد العدوان الإسرائيلي الوحشي والإبادة الجماعية لأهل فلسطين الأخيرة والتي تزيد علي عام وسبعة اشهر ،وتنبع الجهود المصرية المستمرة من مسؤولية قومية وإنسانية، بينما يأتي ترامب ليقف حائط صد في وجه أي محاولة لإنقاذ شعب محاصر ويتم ابادته، متجاهلاً الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين.
وقال سلام كافة دول العالم لا تحتاج إلى التذكير بأن ترامب كان أكثر الرؤساء الأمريكيين عداءً للقضية الفلسطينية، بدءًا من قراره المشؤوم بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إلى ترويجه لما يُسمى “صفقة القرن”، التي كانت مجرد غطاء لشرعنة الاحتلال. اليوم، وهو يواصل تهوره السياسي، بمشروعه ريفيرا الشرق الاوسط وهو يهاجم خطة إعمار غزة كأن الفلسطينيين لا يستحقون الحياة، وكأن الخراب الذي ساهم فيه بدعمه المطلق لإسرائيل يجب أن يظل كما هو.
واختتم المستشار أحمد سلام أن خلاصة القول فإن رفض ترامب لهذه الخطة ليس له أي مبرر عقلاني سوى أنه استمرار لسياسته الفاشلة القائمة على تأجيج الأزمات، ورضوخه الكامل للوبي الصهيوني، في محاولة لاستمالة أصوات المتطرفين اليهود في الانتخابات القادمة. إنه لا يتحدث بمنطق الدولة، بل بمنطق رجل الأعمال الذي يبحث عن صفقات لصالح حلفائه الإسرائيليين، ولو على حساب دماء الأبرياء.
كل ما أتمناه مثل كل إنسان منصف في شتى أنحاء المعمورة إن يكون الرد العربي قوياً حيث إن موقف ترامب يعكس استخفافه بالعالم العربي بأسره، وليس فقط بمصر أو فلسطين. المطلوب الآن هو موقف عربي ودولي أكثر حدة في فضح انحيازه الأعمى، والتأكيد أن قرارات الإعمار ستتم رغم أنفه، لأن إرادة الشعوب ليست رهينة لمراهق سياسي مثل ترامب، الذي لا يرى في السياسة سوى تجارة ومصالح شخصية.
إن ما يفاقم المأساة هو تخاذل بعض القادة العرب الذين فضّلوا الصمت أو الغياب عن تحمل مسؤولياتهم تجاه غزة، وكأن الكارثة لا تعنيهم. بينما تقود مصر الجهود الدبلوماسية والإنسانية، وتتحرك الجامعة العربية لتوحيد الصف من أجل إعادة الإعمار، نجد أن بعض العواصم العربية غارقة في حساباتها الضيقة، مترددة في اتخاذ مواقف واضحة، بل إن بعضها لا يتوانى عن التطبيع العلني مع إسرائيل وكأن الدم الفلسطيني لم يعد يعني شيئًا.
وقال الغياب العربي الفاضح، سواء بالصمت أو عدم الحضور الفعلي في المبادرات، هو ما يشجع هذا الترامب على التمادي في استهداف أي جهد عربي مشترك. فالضعف والتخاذل هما البيئة المثالية لمثل هؤلاء الطغاة ليواصلوا سياساتهم العدائية دون أي حساب. لكن التاريخ لن يرحم، والشعوب تدرك جيدًا من يقف بجانب الحق الفلسطيني، ومن يختبئ خلف الأعذار الواهية.
أوضح المستشار سلام أن ترامب لم ولن يكون يومًا صانع سلام، بل هو مجرد أداة لخدمة المشروع الصهيوني. أما مصر، فستواصل دورها في دعم الفلسطينيين، غير عابئة بصراخ رجل يلفظه التاريخ، وسيظل إعمار غزة واجبًا تفرضه الأخلاق والإنسانية، مهما حاول ترامب وأمثاله عرقلته.استفيقوا ياعرب واستقيموا ينصركم الله