كابجيميني وبيجو سبورت تجددان شراكتهما لمواجهة التحديات التكنولوجية والاستدامة في أداء الرياضة

ايه حسين
جددت كابجيميني شراكتها مع بيجو سبورت لمواصلة تطوير سيارة 9X8 هايبركار، التي تنافس في بطولة العالم للتحمل التابعة للاتحاد الدولي للسيارات (FIA WEC). وبينما تركز الشراكة على تعزيز أداء الهايبركار من خلال البيانات، مع الذكاء الاصطناعي (AI) في صميم هذا التعاون، يسعى الطرفان أيضًا إلى تعزيز جهودهما في الحد من البصمة الكربونية لبيجو سبورت.
على مدار العامين الماضيين، طوّرت فرق كابجيميني منصة متقدمة لهندسة البيانات لتحليل المعلومات المستمدة من السباقات الحقيقية والمحاكاة، بالإضافة إلى العوامل المرتبطة بها مثل السائق، والمسار، وظروف السباق. ويعتمد نظام الذكاء الاصطناعي على مستشعرات افتراضية مصممة خصيصًا، حيث يتم دمجها في كمبيوتر سيارة PEUGEOT 9X8 لمساعدة الفريق في تعزيز عملية اتخاذ القرار وتعديل سلوك الهايبركار في الوقت الفعلي. كما تمكن مهندسو السباقات من تقليل وقت معالجة البيانات وتحليلها بشكل كبير، حيث أصبحت المهام التي كانت تستغرق يومًا كاملًا تُنجز الآن في غضون عشر دقائق فقط.
تعزيز أداء هايبركار 9X8 بالذكاء الاصطناعي التوليدي
الخطوة التالية تتمثل في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحليل بيانات المستشعرات الزمنية، مما يساعد في الكشف عن أي خلل أثناء الاختبارات أو السباقات الطويلة. كما سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتسجيل وتنظيم التفاعلات بين السائقين ومهندسي السباقات، والتي قد تمتد لساعات في سباقات التحمل. بعد ذلك، سيتم ربط هذه التحليلات ببيانات السباق لاستخلاص معلومات قيمة تسهم في تحسين أداء الهايبركار.
نحو رياضة سيارات منخفضة الكربون
منذ عام 2022، تدعم كابجيميني بيجو سبورت، وبشكل أوسع ستيلانتس موتورسبورت، في مبادرتها الشاملة لخفض الانبعاثات الكربونية، من خلال تقديم منهجية مدروسة لكل مرحلة من هذه الرحلة. بدأت المرحلة الأولى بحساب البصمة الكربونية لكامل منظومة رياضة السيارات، بما يشمل المركبات على الحلبة، وقطع الغيار، ولوجستيات الفرق، وتنظيم الفعاليات الرياضية. بعد ذلك، تم تحديد نحو 30 إجراءً عمليًا لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2030، مع مراجعات سنوية لضمان تحقيق الأهداف المطلوبة. وبعد عدة مراحل نظرية، بدأت مرحلة التنفيذ الفعلي، حيث تم تطبيق جميع خطط العمل، مع مراقبة دقيقة لمؤشرات الأداء الرئيسية لقياس التقدم. تسير الأهداف وفق المخطط لها، مع تحديث دوري لحسابات الانبعاثات سنويًا.
أمثلة على المبادرات المنفذة بالإضافة إلى تدابير بطولة العالم للتحمل التابعة للاتحاد الدولي للسيارات FIA WEC:
● تبني فرق البحث والتطوير نهج التصميم البيئي للمركبات، حيث يتم دمج الاعتبارات البيئية أثناء عمليات تطوير الأجزاء واستخدام مواد بديلة دون التأثير على الأداء.
● إشراك الموردين كعنصر أساسي في خارطة الطريق، حيث يتم دعم الموردين الرئيسيين في جهود إزالة الكربون من خلال المناقشات، وأدوات الحساب، وتبادل الأفكار مع مكتب التصميم لتحسين سلسلة التوريد بالكامل.
● تنظيم ورش عمل توعية بالمناخ (“Climate Fresco”) للموظفين لتسليط الضوء على تأثير الممارسات اليومية.
● تحسين ترتيبات السفر مع إعطاء الأولوية للنقل البحري.
● نشر خزانات الوقود الحيوي المتجدد (HVO-100) لأسطول الشاحنات والمركبات الديزل، مما يساهم في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بأكثر من 85% مقارنة بالوقود الأحفوري.
قال جان مارك فينو، النائب الأول لرئيس ستيلانتس موتورسبورت: “تُعد بطولة العالم للتحمل (WEC) ركيزة أساسية لفريق بيجو توتال إنرجيز، حيث تمنحنا سباقات مثل 24 ساعة من لومان فرصة مثالية لاستعراض التطورات والابتكارات التي تحققها جميع الأطراف في عالم رياضة السيارات. وبعيدًا عن الحدث الرياضي، نؤدي دورًا رائدًا في الاستدامة من خلال تطوير تقنيات المستقبل. اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في استراتيجيتنا للسباقات، وهو ما انعكس في تحسن النتائج بنهاية موسم 2024، لا سيما في فوجي والبحرين”.
وأضاف: “بفضل شراكتنا مع كابجيميني، أصبح بإمكاننا مراقبة مؤشرات إزالة الكربون الرئيسية عن كثب لضمان الالتزام بأهدافنا الطموحة المحددة لعام 2030. معًا، نحن نواجه تحديين متوازيين: الأداء الرياضي والأداء المستدام”.
ومن جانبه، قال أندريا فاليني، الرئيس التنفيذي لشركة كابجيميني في جنوب أوروبا وعضو المجلس التنفيذي للمجموعة: “نحن سعداء بمواصلة تعاوننا لتعزيز أداء بيجو سبورت، سواء من حيث النتائج الرياضية أو الحد من الأثر البيئي لرياضة السيارات، من خلال تقديم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من خبرتنا في إزالة الكربون.”
تأتي الشراكة بين بيجو سبورت وكابجيميني في إطار استراتيجية كابجيميني العالمية لرعاية الرياضة، والتي تستند إلى هدفين رئيسيين: أولًا، التعاون مع العلامات التجارية الكبرى أو الفعاليات الرياضية العالمية (مثل كأس العالم للرجبي للرجال والسيدات أو كأس رايدر) للاحتفاء بروح العمل الجماعي والجرأة. وثانيًا، توظيف خبراتها لتوفير أدوات تكنولوجية متطورة تعزز الأداء وتجربة المشجعين، كما ظهر خلال النسخة السابعة والثلاثين من كأس أمريكا عام 2024.