أخباراتصالات وتكنولوجيا

معهد تشارترد للمشتريات والتوريد ينظم قمة قادة المشتريات في قطر

ايه حسين

استضاف معهد المشتريات والتوريد المعتمد (CIPS) نخبة من قادة المشتريات وسلاسل التوريد في قطر في “ذا ند” بالدوحة أمس، وذلك لحضور أول قمة لقادة إدارة المشتريات. ركزت هذه القمة الحصرية، التي تعد جزءًا من سلسلة تعقد كل ثلاثة أشهر، على الدور المحوري للمشتريات في تعزيز استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة في قطر، بالإضافة إلى تعزيز الابتكار والاستدامة ودعم التحول الاقتصادي.

واستقطب الحدث قادة بارزين من منظمات القطاعين العام والخاص، حيث تم تسليط الضوء على المساهمة الحاسمة لإدارة المشتريات وسلسلة التوريد في تحقيق الأهداف الوطنية الطموحة لقطر. وناقش المشاركون كيفية دعم نمو الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق الاستدامة وتعزيز الابتكار الرقمي.

افتتحت قمة قادة إدارة المشتريات بكلمة ألقاها بن فاريل، عضو وسام الإمبراطورية البريطانية والرئيس التنفيذي لمعهد تشارترد للمشتريات والتوريد. أكد فاريل على الدور التحويلي للمشتريات في عام 2025 وما بعده، مشيرًا إلى أن قادة المشتريات اليوم يواجهون تحديات تتمثل في الرقمنة السريعة، وتزايد توقعات الاستدامة، والضغوط الاقتصادية المتصاعدة. وأوضح قائلاً: “إن مثل هذه الأحداث ضرورية لتزويد القادة بالرؤى والأدوات والشبكات اللازمة لتحقيق تأثير إيجابي وملحوظ.” كما أبرز فاريل الفرص الفريدة المتاحة لقادة المشتريات في قطر للتميز على الساحة العالمية، مضيفًا: “من خلال التعاون والابتكار، يمكن للمشتريات ليس فقط تلبية متطلبات الحاضر، ولكن أيضًا تشكيل مستقبل مرن ومستدام للأجيال القادمة. تُعد هذه الندوة خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أقوى وأكثر ترابطًا من القادة الذين يلتزمون بالتميز.”

أثنى عبد العزيز الملا، المدير التنفيذي للمشتريات في مؤسسة قطر، على التركيز الاستراتيجي للقمة، قائلاً: “قدمت القمة منصة متميزة لمناقشة أهم التحديات وتحديد الحلول العملية لها. إن التركيز على الاستدامة والابتكار الرقمي وتطوير القدرات يتوافق بشكل مثالي مع أولويات التنمية في قطر.”

كما أكد سام أشامبونج، المدير الإقليمي في معهد تشارترد للمشتريات والتوريد، على أهمية مثل هذه المنتديات في تعزيز مهنة المشتريات. وقال: “نتطلع إلى رؤية مهنة المشتريات تصبح أكثر ديناميكية بحلول عام 2025. لقد تم تصميم القمة لكبار القادة لمعالجة التحديات واستغلال الفرص المستقبلية، سواء من خلال تبني الأدوات الرقمية أو دمج الممارسات الأخلاقية أو تطوير نظام شامل لسلسلة التوريد.” وأضاف: “إن هذا الحدث يُظهر التزامنا بدعم رؤية قطر لتحقيق اقتصاد متنوع ومستدام، من خلال تعزيز الابتكار والكفاءة.”

تضمن جدول أعمال القمة برنامجًا تفصيليًا يسلط الضوء على آثار استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة على المتخصصين في مجال المشتريات وسلسلة التوريد. وقد شملت الجلسات الرئيسية ما يلي:

آثار استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة على المشتريات والتوريد: تناولت المناقشات كيفية دعم التميز في المشتريات لتحقيق الأهداف الاقتصادية الطموحة لقطر وتعزيز الاستدامة، مع التركيز على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 25% واعتماد ممارسات الاقتصاد الدائري.
مناقشات القمة حول المجالات ذات الأولوية: شهدت القمة تبادل المندوبين للأفكار وأفضل الممارسات لتعزيز التكامل الرقمي ودفع المشتريات المستدامة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.
التخطيط للعمل: اختتمت القمة بوضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ تهدف إلى إنشاء مجموعات عمل وتطوير مبادرات قابلة للقياس تتماشى مع أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة.
صرح عادل محمد، أمين مجلس إدارة معهد تشارترد للمشتريات والتوريد العالمي، قائلاً: “أظهرت قمة قادة إدارة المشتريات في الدوحة أن قادة المشتريات وسلسلة التوريد في قطر جاهزون لتحويل استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة من الرؤية إلى الواقع. إن التزامهم الموحد وخبراتهم الاستراتيجية سيكونان القوة الدافعة لتحقيق التحول الوطني الطموح في قطر.”

وعلق كوري ثويتس، نائب الرئيس التنفيذي الأول للمشتريات في بنك قطر الوطني، قائلاً: “لم تعد المشتريات تقتصر على إدارة التكاليف فحسب، بل أصبحت محركاً للابتكار وتخفيف المخاطر وتعزيز الاستدامة. تعتبر قمة قادة إدارة المشتريات لمعهد تشارترد للمشتريات والتوريد منصة أساسية لتبادل الأفكار وتشكيل مستقبل مهنتنا. إن تبني التحول الرقمي والتقنيات المتقدمة أمر بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات سريعة قائمة على البيانات، ومع ذلك يظل العنصر البشري حيوياً. تُعد الفرق عالية الأداء والتعاون بين الوظائف المختلفة مفتاحاً للنجاح.”

وأضاف ثويتس: “بصفتنا قادة مشتريات، تقع على عاتقنا مسؤولية قيادة مبادرات البيئة والمجتمع والحوكمة ومواءمة الاستراتيجيات مع أهداف الاستدامة. من خلال القيادة برؤية وغاية، يمكننا خلق قيمة طويلة الأجل لمنظماتنا ومجتمعنا وكوكبنا.”

ومع استمرار تطور مجال المشتريات، يتمتع قادة المشتريات بموقع فريد يمكنهم من تعزيز نجاح المنظمة من خلال الابتكار والتعاون الاستراتيجي. بحلول عام 2025، سيكون مطلوبًا من قادة المشتريات الاستفادة من التحليلات المتقدمة للبيانات، وتبني الأدوات الرقمية، ودمج الاستدامة في جميع جوانب عملياتهم.

هذه هي أول قمة لقادة المشتريات، مع وجود خطط مستقبلية للمزيد من الفعاليات في وقت لاحق من العام. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز مكانة قطر كوجهة رائدة في مجال التميز في المشتريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمساهمة في تحقيق رؤيتها الوطنية.