التحول الرقمي في الشرق الأوسط وإفريقيا – تشكيل مستقبل تعاوني في عام 2025
ايه حسين
بقلم باتريك جوهانسون، رئيس شركة إريكسون في الشرق الأوسط وإفريقيا
تخيل مزارعاً يقوم بتعزيز إنتاجية محاصيله باستخدام رؤى حول الطقس مدعومة بتقنية الجيل الخامس، أو طالباً في قرية ريفية يتلقى تعليماً عالمياً من خلال منصات رقمية، أو شركة خدمات لوجستية تقلص أوقات تسليم الشحنات باستخدام حلول مدعومة بتقنية إنترنت الأشياء. هذه ليست مجرد تصورات، بل
حقائق راسخة تدعمها تقنيات متطورة من شركة إريكسون، وشراكات طويلة الأمد مع عملائنا ومزودي خدمات الاتصالات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا. وقد تنامى دور هذه المنطقة بشكل كبير مع اقترابنا من عام 2025، حيث أنها الآن لا تحتضن الثورة الرقمية فحسب، بل تقود تطورها بشكل قوي وفاعل.
وتعد منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الآن على أهبة الاستعداد لتشهد نمواً تحويلياً هائلاً، لا سيما مع التوقعات بوصول عدد الاشتراكات باتصالات الجيل الخامس إلى 310 ملايين اشتراك بحلول عام 2029 وأكثر من 1.2 مليار اشتراك في الهاتف المحمول. ونحن في شركة إريكسون نفتخر بأننا في طليعة
الشركات التي تعمل على تمكين المجتمعات ودعم مشغلي الاتصالات ودفع الابتكار المؤسسي لخلق مستقبل متصل وشامل ومستدام. وتستفيد الشركات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في ظل العالم الذي يمضي سريعاً نحو الرقمنة، من تقنيات إريكسون لتحقيق الابتكار والازدهار في هذا المشهد المتنامي.
فعلى سبيل المثال، تعمل شراكات إريكسون في المملكة العربية السعودية، على بناء الجيل التالي من الشبكات، ودعم مبادرات التحول الرقمي بما يتماشى مع تطلعات رؤية السعودية 2030. وقد أقمنا في
عام 2024، شراكات قوية مع شركات الاتصالات الرائدة في العديد من دول المنطقة لتنفيذ حلول اتصالات شبكة الجيل الخامس المتقدمة الحساسة للوقت، وتحسين تجربة المستخدم ودفع تبني تطبيقات الجيل القادم، مثل الألعاب السحابية والواقع الممتد.
كما تدعم تقنياتنا المتطورة حلول الخدمات اللوجستية، وتقلل أوقات التسليم بنسبة 30٪، في حين تمكن شبكات الجيل الخامس الخاصة الشركات المصنعة من أتمتة عملياتها وتبني ممارسات الثورة الصناعية الرابعة. وتعمل شبكات الجيل الخامس الخاصة من شركة إريكسون في جنوب إفريقيا على تعزيز
مستويات الكفاءة والسلامة في قطاع التعدين، من خلال أتمتة العمليات وتمكين المراقبة عن بُعد. وتساعد هذه الابتكارات العديد من الشركات في جميع أنحاء المنطقة على إطلاق مستويات أعلى من الكفاءة، وتعزيز تجارب العملاء والمساهمة في النمو الاقتصادي المحلي.
وتساهم تقنيات إريكسون في تمكين مشغلي الاتصالات من تحقيق الريادة في مجال الاتصال، وفتح مصادر دخل جديدة، وتقديم خدمات فائقة للعملاء. ومن المتوقع أن تكون 93٪ من اشتراكات الهاتف المحمول في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2030 من الجيل الخامس. وتساعد أجهزة الراديو
ثنائية النطاق من إريكسون وحلول الشبكة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي المشغلين على تقديم سرعات أعلى وتغطية سلسة ووقت استجابة أقل. وكانت إريكسون قد أكملت في العام الماضي تحديث شبكات أساسية في مصر، مما أتاح للمشغلين إطلاق أول خدمات لشبكة الجيل الخامس المستقلة في
البلاد، وطرح تطبيقات مبتكرة للمستهلكين والشركات. بينما أدى إدخال التحليلات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في نيجيريا، إلى تقليل انقطاع الشبكة بنسبة 25٪، مما ساهم بتحسين مستويات موثوقية الخدمة ورضا العملاء لملايين الأشخاص.
وتضمن تقنيات إريكسون نجاحاً مستداماً في سوق عالية التنافسية وتلبية الطلب المتزايد على قدرات اتصال متقدمة، وذلك من خلال الشراكة مع مشغلي الاتصالات لتوفير حلول فعالة ومستدامة وقابلة للتطوير.
ويتضح تأثير إريكسون بشكل لا لبس فيه في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. فعلى سبيل المثال، أعادت الملاعب المدعومة بتقنية الجيل الخامس من إريكسون تعريف تجارب المشجعين في قطر، حيث عرضت تجارب ترفيه غامرة وكفاءة تشغيلية خلال الفعالية الرياضية العالمية التي أقيمت هناك. وفي
كينيا، ساهمت حلول الوصول اللاسلكي الثابت في توفير إنترنت عالي السرعة إلى القرى النائية، مما وفر لهذه المناطق التعليم والطب عن بُعد، وساهم بنمو الشركات الصغيرة. وتعمل إريكسون من خلال تصميم حلول مناسبة تلبي الاحتياجات المحلية، على تعزيز الابتكار والشمول والتنمية المستدامة في جميع أنحاء المنطقة.
وتشكل تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية اللبنات الأساسية للمستقبل الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وتتصدر شركة إريكسون جهود نشر هذه التقنيات في المنطقة برمتها. ومن الأمثلة الحية على تلك الجهود، يضمن تعزيز الشبكة بدعم من تقنيات الذكاء
الاصطناعي في نيجيريا، توافر اتصال موثوق، وتحسين تجارب المستخدمين وتمكين الشركات من العمل بسلاسة.
ولا تعمل التكنولوجيا على تمكين مستقبل مزدهر فحسب، بل تساهم أيضاً ببناء مستقبل مستدام. وتكمن الاستدامة في صميم ابتكارات إريكسون، حيث أنها تساعد في تقليل البصمة البيئية بالتزامن مع توسيع نطاق الاتصال. وتعمل مبادرات إريكسون في البنية التحتية للمدن الذكية واستدامة الاتصالات في
المغرب، في إطار رؤيتها لتقنية الجيل الخامس والمدن الذكية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. كما تعمل شبكات الجيل الخامس الموفرة للطاقة من إريكسون في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي،
على تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 30٪، في خطوة تدعم الأهداف المناخية الوطنية في دول المنطقة.
ولكن ما الذي يعنيه إغتنام كل مؤسسة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للإمكانات الكاملة للاتصال؟ وكيف يمكن للدول المتقدمة والناشئة التعاون لضمان الشمول الرقمي للجميع؟
إن الإجابات على هذه التساؤلات تكمن في العمل الجماعي. فبحلول عام 2030، سيشكل النطاق العريض المتنقل 70٪ من الاشتراكات، وستعمل تقنية الجيل الخامس على إحداث ثورة في قطاعات عدة، كالتعليم والرعاية الصحية والتمويل. وتلتزم إريكسون بأن تكون القوة الدافعة وراء هذا التحول.
ونحن في شركة إريكسون نرى في التكنولوجيا جسراً للفرص والشمول والتقدم. ونعمل بالتعاون مع عملائنا وشركائنا في الصناعة، على بناء وتشكيل مستقبل تعمل فيه الاتصالات على تمكين الدول، ورفع
مستوى المجتمعات، وتحقيق تنمية مستدامة. كما تعمل إريكسون من خلال تطوير ابتكارات رائدة وعقد شراكات مؤثرة والتزامها الراسخ بالاستدامة، على إطلاق العنان لإمكانات الشرق الأوسط وإفريقيا، بما يتيح لهذه المنطقة أن تحقق الريادة في عالمٍ متصل.