عام

منتدى البحوث الاقتصادية مؤتمر بالاردن :  حل مشكلة بطالة المتعلمين المصريين بتغيير سياسات التنمية وليس تقليل الالتحاق بالجامعات

كتب: فتحى  على 

زيادة ملحوظة في بطالة المصريين بالأردن لكن  أغلبية من خسروا أعمالهم لم يعودوا

مخاوف من العودة الى زيادة التوظيف في الحكومة في أوقات تباطؤ  النمو

اختتم مؤتمر “سوق العمل الاردنى بين الضعف والصمود ” اعماله بالعاصمة  عمان مؤخرا بالتنبيه الى ضرورة التوقف عند عدد من الظواهر الجديدة  التى تكشفت  من تحليل بيانات مَسح سوق العمل ومسح تأثير اللاجئين السوريين على التعليم والعمل والاسكان  بالأردن وأشار الى ان  ابرزها هو  ارتفاع نسبة المتعلمين الجامعيين وانخفاض مشاركة الشباب فى سوق العمل  في نفس الوقت  ما أعاد الى الظهور  دعوات بتقليل الالتحاق بالجامعات  وهو الحل الخطا لمثل تلك المشكلة التى تزايدت في العديد من الدول العربية

ولاحظ الخبراء ايضا تجدد نمط عربي من الحلول لمشاكل التشغيل  يتمثل في بدء عودة رهان الحكومة الاردنية  علي امتصاص البطالة  بالاعتماد على  التوظيف في القطاع العام والحكومي  رغم ان ذلك كان قد تراجع نسبيا   في أوقات النمو المرتفع التى بدأت منذ العام ٢٠٠٠   والمعروف ان الاْردن يعاني من ضعف النمو منذ ما بعد الأزمة الماليه العالمية  والي الان  ونبه الخبراء ان الحل الأفضل هو تسهيل ممارسة الاعمال وتشجيع المنافسة العادلة  وزيادة التصدير وبذلك يتمكن القطاع الخاص من خلق وظاءف مستدامة بعدد كاف واشاروا الى قلة نصيب الاقل ثروة فى فرص العمل الحكومية  بما يعنى ان وظاءف الحكومة لا تتاح للجميع واكدوا ذهاب نصف فرص العمل الجديدة بسوق العمل الاردنى عموما الى اللاجئين او العمالة الوافدة.
وفاجأ الدكتور راجى اسعد الخبير العربى البارز فى اسواق العمل والاستاذ بجامعة مينسوتا الامريكية الحاضرين بالقول ان الاردن يكاد ان يكون دولة نفطية بلا نفط حيث تعتمد اعداد هائلة من الاسر على تحويلات ذويهم  ويفسر هذا  جانبا من مشكلة ضعف نسب المشاركة فى سوق العمل  وتستخدم البلاد التحويلات فى استيراد عمالة رخيصة حتى فى وقت ضعف النمو كما هو حاصل منذ 2009 حتى الان وقال ان الاردن يعد من بين الدول العربية الاكثر تميزا فى التعليم وعليه ان يستمر فى ذلك رغم ارتفاع بطالة المتعلمين او تراجع مشاركتهم فى سوق العمل  والمطلوب فى ظل هذا الوضع ليس الحد من التعليم الجامعى فاهمية التعليم كما يرى الجميع تفوق مسالة المشاركة فى سوق العمل  ولكن وضع استراتجية تنموية جديدة توجد وظائف للمتعلمين اصحاب المهارات المرتفعة مقترحا ان تكون الخدمات الجديدة والذكيه عماد هذه الاستراتجية وحيث  ان توظيف العمالة الاردنية الماهرة بالداخل افضل من تصديرهم . وكرد فعل للمناقشات والبحوث ايضا دعا د. راجى اسعد الى تنظيم القطاع الغير منظم وايجاد توازن جديد بين رغبة اصحاب الاعمال فى عمالة رخيصة ورغبة العمال فى اجور وشروط افضل معتبرا ان التوازن الحالى لصالح اصحاب الاعمال ،  واكد الدكتور راجى ايضا ان الفقر فى الاردن لا يرتبط بالبطالة بقدر ما يرتبط بالعمل غير المنتظم  الذى يتوسع بشدة فى البلاد الامر الذى يدل علي انه لا يمكن الحد من الفقر مع استمرار توسع الاقتصاد الغير وسمى وبما يتميز به من ضعف شديد فى الاجور واشكال الحماية القانونية والضمانية
لفتت المناقشات الى حدوث تقدم بواقع 3% فقط فى مجال التامين على العمالة  خارج الحكومة رغم الاصلاحات التى تمت على نظام الضمان الاجتماعى منذ 2010 كما اشارت الى  ان السيدات  الاردنيات يفضلن العمل بالحكومة خاصة فى قطاعى التعليم والصحة وانهن يفضلن ايضا القطاع الخاص الكبير عن الصغير  وتقل فرصة الاناث فى العمل كلما تقدمن فى العمر عكس الشباب الذكور  ؛  وعلق الدكتور راجى  اسعد بان قال ان توظيف السيدات فى قطاعى التعليم والصحة زاد بسبب تدفق اللاجئين وزيادة الطلب على هاتين الخدمتين غير انه يحب التحسب لمرحلة عودة اللاجئين لاحقا.
وقد ظهر من بحوث اليوم الثانى والاخير للمؤتمر  وجود نسبة ليست بالقليلة من الشباب الذكور فى فئة من  لا يظهر على شاشة التعليم او التوظيف وقد يكون ذلك لانهم محبطون او خاملون او لديهم مصادر دخل او لانهم يرون ان ما هو معروضمن اجور لا يستحق عناء الانشغال بالبحث عن عمل او حتى النزول من المسكن  او  قد يعود الامر الى اسباب  غير ظاهرة ،  و الغريب  كذلك بحسب المناقشات  ان العمال المصريين الذين فقدوا اعمالهم بسبب ازاحة سوريين لهم لم يعودوا الى مصر ما يدل على استمرار الرهان على فرصة ،  واكدت البحوث والمناقشات  ان المصريبن هنا يشكلون اغلبية العاملين فى الزراعة واعمال البناء والتشييد   وان اصحاب الاعمال الاردنيين  من الصناع يفضلون عمالة جنوب شرق اسيا  وقد تبين ان نسبة البطالة بين المصريين بالأردن قد قاربت ١٥%  لكن المحير ان اغلب من فقدوا فرص العمل لم يعودوا الي مصر علي أمل ان يجدوا فرص لاحقا وهم يعيشون مع أقاربهم الي ان تأتي الفرصة

تبين  من البحوث ان وجود اللاجئين السوريبن اثر على عمليات الحراك الداخلى فى السكن وموقع العمل لكنه لم يؤثر على اتجاهات الهجرة الدولية للاردنيين  وقد أدى وجودهم الي ارتفاعات كبيرة في ايجارات المساكن خاصة وأنهم يتركزون في اربع مدن . شاركت في المؤتمر  دائرة الاحصاء الاردنية والمجلس الاقتصادى والاجتماعى بالاردن وجامعتى اليرموك والحسين بن طلال  وقدمت التمويل لبعص بحوثه  فورد فونديشن والاكاديمية البريطانيه

وقد اوصى المؤتمر  باستخدام حصيلة البيانات الضخمة للمسحين والتى ستتاح للجميع مجانا على موفع منتدى البحوث الاقتصادية لعمل مزيد من البحوث حول الظواهر المستجدة واسبابها والمقارنة بين الدول العربية التى لديها مسوح تتبعية  لأسواق العمل وهي حاليا مصر والأردن وتونس وسيلحق بهم السودان العام المقبل وبعضها البعض