ارتفاع حصة تبادل الهدايا عبر الحدود من 13% إلى 20.1% في عام 2024
مدفوعة بـ 9.9 ملايين وافد
ايه حسين
Flowwow، وهي منصة الهدايا الإماراتية للمتاجر المحلية في أكثر من 30 دولةكشفت عن أحدث أبحاث السوق التي أجرتها الشركة حول اتجاهات الإهداء عبر الحدود في دولة الإمارات للأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024. أظهرت نتائج هذا البحث زيادة ملحوظة في إجمالي مشتريات الهدايا بنسبة 22%، حيث تم إرسال 20,1% من الهدايا إلى الخارج – وذلك زيادة ملموسة قدرها 7% و11% مقارنة مع نفس الفترة في عامي 2022 و2023. كانت أهم الوجهات لتبادل الهدايا عبر الحدود هي المملكة المتحدة (13%) وإسبانيا (12%) وتركيا (10%) وروسيا (8%) والولايات المتحدة (7%) ومصر (6%) وقطر (5%).
يسلط هذا الاتجاه التصاعدي في الإهداء عبر الحدود الضوء على دور الإمارات كمركز اقتصادي ومالي وابتكاري عالمي ويعكس أنماطًا أوسع نطاقًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تزداد أهمية التواصل الدولي. منذ عام 2020، انتقل حوالي 400,000 شخص إلى الإمارات العربية المتحدة. واعتبارًا من اليوم، يبلغ عدد الوافدين في الإمارات 9,991 ملايين نسمة الذين يشكلون أكثر من 88% من سكان البلاد. يدفع هذا المجتمع المتنامي من الوافدين، الذين يمثلون أكثر من 200 جنسية، الطلب على الإهداء الإلكتروني عبر الحدود، حيث يسعى المقيمون إلى البقاء على اتصال مع أحبائهم في جميع أنحاء العالم.
سواء كان ذلك للمناسبات الشخصية مثل عيد ميلاد أو ذكريات سنوية أو لعطلات معينة مثل عيد ميلاد المسيح أو عيد الفصح أو عيد ديوالي، يتجه المغتربون بشكل متزايد إلى الإهداء عبر الإنترنت للاحتفال ومشاركة اللحظات السعيدة مع عائلاتهم وأصدقائهم. وقد لاحظ خبراء Flowwow هذا الارتفاع وأجروا تحقيقًا أعمق في الأسباب الكامنة وراء هذا الاتجاه.
Cross-Border Gifting: UAE Residents Send 20.1% of Gifts Abroad
الإهداء عبر الحدود: المقيمون في الإمارات العربية المتحدة يرسلون 20.1% من الهدايا إلى الخارج
في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2024، شكلت الطلبات المحلية داخل الإمارات نسبة كبيرة تصل إلى 80% من إجمالي المبيعات، وهذا يعكس تقاليد الضيافة والإهداء الغنية في المنطقة. وقد بلغ متوسط إنفاق هذه الهدايا المحلية 257 درهمًا إماراتيًا، مما تحافظ على الروابط المهمة مع العائلات والأصدقاء والمجتمعات المحلية وتجعل كل لحظة خاصة أكثر إشراقًا. كانت مناسبات الإهداء الرئيسية في دولة الإمارات هي أعياد الميلاد وذكريات سنوية وعروض ترويجية بالإضافة إلى العطلات الوطنية والدولية الكبرى مثل شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الحب وعيد ميلاد المسيح وعيد الأم.
كانت المملكة المتحدة هي الوجهة الرائدة لعمليات تسليم الهدايا الدولية، والتي شكلت 13% من إجمالي المبيعات بمتوسط إنفاق مذهل بلغ 505 دراهم إماراتية. ويمكن أن يعزى ذلك إلى عدد كبير من الوافدين البريطانيين الذين يقيمون في الإمارات العربية المتحدة – حوالي 240,000 مواطن بريطاني. يقوم العديد من هؤلاء المغتربين بإرسال الهدايا بانتظام إلى وطنهم في المناسبات الكبرى مثل أعياد الميلاد وعيد ميلاد المسيح وذكريات سنوية. تُعد المملكة المتحدة سوقًا ناضجة في مجال التجارة الإلكترونية يُقدر حجمها بنحو 280.55 مليار دولار أمريكي في عام 2024، حيث يعرف المستهلكون جيدًا منصات الإهداء عبر الإنترنت وهم على استعداد للاستثمار في الهدايا عالية الجودة لأحبائهم. ومن بين العناصر الشائعة التي يتم إرسالها: سلال الهدايا فاخرة وزهور وهدايا مخصصة، كلها تساهم في ارتفاع متوسط قيمة الشيك.
تبعتها إسبانيا بفارق ضئيل، مستحوذةً على 12% من إجمالي الطلبات بمعدل إنفاق ملحوظ بلغ 252 درهم إماراتي. ويعود هذا الاتجاه إلى وجود جالية إسبانية كبيرة في الإمارات، تضم أكثر من 10,000 مواطن، مما يجعلها ثاني أكبر جالية الوافدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إن المجتمع الإسباني هو أحد أهم أصولنا، حيث يرسلون الهدايا بانتظام إلى وطنهم بمناسبة الاحتفالات الكبرى مثل عيد ميلاد المسيح وعيد الملوك الثلاثة وأعياد الميلاد. وعلى الرغم من أن إسبانيا هي سوق متنامٍية في مجال التجارة الإلكترونية، إلا أن ثقافة الإهداء فيها تبدو أكثر تواضعًا، مما ينعكس في انخفاض متوسط الإنفاق مقارنةً بالمملكة المتحدة.
وحصلت تركيا على المركز الثالث بنسبة 10% من جميع المعاملات الدولية، حيث بلغ متوسط تكلفة الهدية 268 درهمًا إماراتيًا. تعتبر المناسبات الرئيسية مثل حفلات الزفاف والعروض الترويجية وأعياد الميلاد من الأسباب الشائعة لإرسال الهدايا إلى تركيا. وفي حين أن متوسط الإنفاق في تركيا أقل من نفس المعدل في المملكة المتحدة، إلا أن المستهلكين الأتراك لا يزالون يعطون الأولوية للهدايا ذات المغزى، مع فئات شائعة تشمل حلويات مثل بقلاوة وسلال الهدايا وزهور.
تتميز سوق التجارة الإلكترونية في تركيا بتطورها العالي، ومن المتوقع أن يصل حجمه إلى 49.49 مليار دولار بحلول عام 2029. تهيمن الشركات الكبرى مثل Amazon وTrendyol وSahibinden.com و Hepsiburad على مجال البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، مما يجعل من السهل للوافدين إرسال الهدايا إلى وطنهم. علاوةً على ذلك، تشير التقديرات إلى زيادة عدد مستخدمي الهواتف الذكية في تركيا بمقدار 10 ملايين مستخدم بين عامي 2024 و2029، وصولاً إلى 84.07 مليون مستخدم. وقد أدى هذا الانتشار المتزايد للهواتف المحمولة، إلى جانب ظهور التجارة الإلكترونية، إلى جعل التسوق عبر الإنترنت خيارًا مفضلًا للكثيرين في تركيا. ومن بين فئات الهدايا الشائعة حلويات مثل بقلاوة ومنتجات مخصصة وتزيين المنزل، وهذا يعكس تقاليد الإهداء ذات الأهمية الثقافية في البلد.
كما ظهرت روسيا بشكل بارز، وهي استحوذت على 8% من إجمالي طلبات الهدايا الدولية بمتوسط إنفاق بلغ 212 درهمًا. تليها الولايات المتحدة عن قرب، وهي تمثل 7% من الإجمالي، بمتوسط إنفاق أعلى بلغ 275 درهمًا. برزت أيضًا مصر كسوق هام لتبادل الهدايا مع الإمارات العربية المتحدة، مستحوذة على 6% من إجمالي سوق الهدايا، بينما شكلت قطر 5% من المبيعات. تمثل قيمة الإهداء من الإمارات العربية المتحدة إلى كل من كازاخستان وكندا وإستونيا 4% من الإجمالي، بمتوسط شيكات تتراوح بين 220 و250 درهمًا.
تُعد الهند إحدى أهم الأسواق لتبادل الهدايا مع دولة الإمارات، مما يشير إلى العلاقات الوثيقة التي تربط العديد من المقيمين في الإمارات بعائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم في الهند. عادةً ما يتراوح متوسط تكلفة الهدايا المرسلة إلى الهند من الإمارات من 20 إلى 50 درهمًا، حيث تكون الزهور والحلويات وأطقم الهدايا من الخيارات الأكثر شيوعًا. تشهد سوق الهدايا في الهند نموًا مستمرًا وتقدر قيمته ب72.56 مليار دولار في عام 2023، كما أنه من المتوقع أن يرتفع بمعدل نمو سنوي مركب 3.4% حتى عام 2029. يبرز هذا النمو الهند كوجهة متزايدة الأهمية لتبادل الهدايا مدعومة بسوقها الواسع والمتنوع. وبالرغم من أن شركة Flowwow لا تعمل حاليًا في الهند، إلا أن التحليلات الخارجية تشير إلى أنها سوق مهمة لتوصيل الهدايا الدولية وتنطوي على إمكانات هائلة للنمو. كما يعكس الطلب المتزايد على حلول الإهداء عبر الحدود العلاقات الوطيدة التي يحافظ عليها المغتربون في الإمارات العربية المتحدة.
في الطرف السفلي من الطيف، نجد أن الوجهات الأقل شعبية للهدايا هي فنلندا وطاجيكستان، ولم تمثل كل منهما سوى 0.1% من إجمالي الطلبات بمتوسط شيكات بقيمة 186 و295 درهمًا على التوالي. ومثلت بلغاريا وتايلاند والعديد من الدول الأخرى حصصًا ضئيلة من المعاملات بلغت 0.1% لكل منها بمتوسط إنفاق يتراوح بين 218 و250 درهمًا إماراتيًا.
قال الرئيس التنفيذي لشركة Flowwow سلافا بوغدان: “إن اتجاه الإهداء عبر الحدود يُظهر أن الناس يريدون أن يكونوا قريبين من أحبائهم على الرغم من بُعد المسافات، وتتمثل مهمة Flowwow في توفير حلول سهلة الاستخدام مع عمليات محسّنة وتدفق المستخدم لتعزيز تبادل الهدايا في مختلف البلدان. أؤمن إيمانًا ثابتًا أن عملنا سيستمر في النمو طالما استمر الناس في حب بعضهم البعض وإيجاد طرق لإظهار مشاعرهم لمن يقدرونهم”.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم عدة العوامل في نمو الإهداء عبر الحدود من الإمارات العربية المتحدة:
ارتفاع نصيب الفرد من الدخل: من المتوقع أن يصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الإمارات العربية المتحدة إلى 48,893 دولار أمريكي بنهاية عام 2024. يسمح مثل هذا الدخل العالي للسكان بإنفاق المزيد على الهدايا، مما يعزز الإهداء الدولي هدفه حفاظ على التواصل مع العائلة والأصدقاء في الخارج.
مبادرات حكومية: تخطط الحكومة تطوير دولة الإمارات العربية المتحدة ودبي على وجه الخصوص لتصبح مكانًا مفضلًا للعمل، ومن المنتظر أن تجذب المزيد من الوافدين الذين يرغبون في الحفاظ على علاقاتهم مع أحبائهم في أوطانهم. ووفقًا لدراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) بالتعاون مع com، قفزت الإمارات ست مراتب لتحتل المرتبة الثالثة عشرة كأكثر وجهة مفضلة للعمل في جميع أنحاء العالم، وذلك استنادًا إلى استطلاع شمل 209,000 مشارك في 190 دولة. يريد هؤلاء الناس البقاء على اتصال مع أحبائهم في الوطن، مما يزيد الطلب على تبادل الهدايا عبر الحدود.
طفرة في التجارة عبر الجوال: تضاعفت التجارة عبر الجوال في الإمارات العربية المتحدة أربع مرات من عام 2018 إلى عام 2023، لتصل قيمتها إلى حوالي 14.3 مليار درهم، جاذبةً بذلك جمهورًا جديدًا من المستهلكين البارعين في مجال التكنولوجيات الذين يفضلون التسوق عبر هواتفهم الذكية لشراء الهدايا الدولية.
تطور الاقتصاد وسوق التجارة الإلكترونية: يُقدَّر حجم سوق التجارة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة بنحو 11.01 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 110.4 مليون دولار بحلول عام 2030، وذلك يعكس معدل نمو سنوي مركب 18.8% من عام 2024 إلى عام 2030.