“محمد بن راشد للفضاء” و”الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي” يكشفان عن الجهات المُشاركة في الجولة الثانية
من مبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية
ايه حسين
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء ومكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، اليوم، عن الجهات الفائزة للمشاركة في الجولة الثانية من مبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية، خلال النسخة الـ75
للمؤتمر الدولي للفضاء. وقد تم اختيار حمولتين من الجامعة التقنية في مولدوفا وشركة مداري سبيس المحدودة، وهي شركة ناشئة مقرها دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ليتمكنا من إرسال ابتكاراتها على متن حمولة القمر الاصطناعي “فاي – 2”.
برنامج “فاي” هو جزء من مبادرة “الوصول إلى الفضاء للجميع” التي يعمل عليها مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي. يمنح البرنامج فرصة استضافة الحمولات على منصة الأقمار الاصطناعية التي طورها مركز محمد بن راشد للفضاء، لجميع الجهات من مختلف العالم. كما يمثل البرنامج فرصة مميزة للابتكار واستعراض التقنيات الحديثة.
سيقوم فريق الجامعة التقنية في مولدوفا، خلال المشروع، باختبار تقنيتين مهمتين تم تطويرهما بالتعاون مع المركز الوطني لتكنولوجيا الفضاء؛ وهما تقييم جدوى استخدام تقنية تجارية جديدة لتحديد مواقع الأقمار الاصطناعية بدقة أثناء وجودها في المدار. إلى جانب اختبار قدرة التحمل لمجموعة من أجهزة
الاستشعار النانوية تحت تأثير الإشعاع الفضائي، وهو ما قد يساهم في تطوير تقنيات تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية وتطبيقات أجهزة الاستشعار النانوية في بيئات الفضاء الصعبة.
بينما ستشارك شركة مداري سبيس في برنامج “فاي – 2″، من خلال مشروع يركز على تخزين البيانات وخدمات الحوسبة في مدار أرضي منخفض. وستتيح قدرات الحمولة المدعومة بالذكاء الاصطناعي معالجة البيانات المتقدمة وتخزينها في الفضاء، ودعم نمو صناعة الفضاء في دولة الإمارات، وتعزيز تطور
الشركات الناشئة المحلية. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختيار شركة خاصة ضمن مبادرة “الوصول إلى الفضاء للجميع”، وهي علامة فارقة للشركات الناشئة في قطاع الفضاء.
وبهذه المناسبة، قال سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: “تمثل مهمة فاي-2 تقدمًا كبيرًا في تعاوننا مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، مما يعزز هدفنا المشترك في توفير وصول عالمي إلى الفضاء للجهات الملتزمة بتعزيز الابتكار. يُعد اختيار حمولتين من مولدوفا
والإمارات العربية المتحدة شهادة على التزامنا برعاية تقنيات الفضاء الرائدة وتوسيع آفاق علوم الفضاء. في مركز محمد بن راشد للفضاء، نؤمن بأنه من خلال تعزيز مثل هذه الشراكات الدولية، لا نُسرّع التقدم التكنولوجي فحسب، بل نمهد الطريق أيضًا لمستقبل أكثر استدامة وتعاونًا، سواء في الفضاء أو على
الأرض. معًا، نعمل على تمكين الدول من المشاركة في هذه الرحلة العالمية نحو الاكتشاف والابتكار.”
من جانبها، قالت آرتي هولا مايني، مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي: “تماشياً مع مهمة وأهداف مبادرة (الوصول إلى الفضاء للجميع) التابعة لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، يُظهر تعاوننا مع مركز محمد بن راشد للفضاء من خلال برنامج (فاي)، التزامنا بتوسيع الأنشطة
الخاصة بمجالات علوم وتكنولوجيا الفضاء للدول النامية. بعد اختيار اثنين من الفائزين من البحرين ونيبال في عام 2022 خلال الجولة الأولى من برنامج فاي، يسرنا الآن أن نعلن ونهنئ الفائزين بالجولة الثانية من مولدوفا والإمارات العربية المتحدة. أتطلع إلى رؤية الحمولات المختارة تتطور، ليس فقط لدعم تعليم
العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والفرص في الدول التي تمثلها، ولكن أيضًا لتسليط الضوء على الفرص القيمة التي يوفرها تعاوننا مع مركز محمد بن راشد للفضاء في إطار مبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية”.
فيما علق الدكتور فيوريل بوستان، رئيس الجامعة التقنية في مولدوفا، قائلاً: “نحن فخورون للغاية باختيارنا للانضمام إلى مهمة فاي-2. يُمثل هذا إنجازًا تاريخيًا لكل من جامعتنا وجمهورية مولدوفا، ونحن نستعد لإطلاق حمولتنا إلى الفضاء. سيعزز هذا المشروع خبرتنا بشكل كبير في تكنولوجيا الفضاء،
وسيكون حافزًا لإلهام وإشراك الجيل القادم في تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية. علاوة على ذلك، سيساهم في دمج مولدوفا في مجتمع الفضاء العالمي. ستُمكننا هذه الفرصة من تعزيز قدراتنا في
مجال أبحاث الفضاء، وإشراك المواهب الشابة في تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، وتعزيز الابتكار والبحث المستمر في هذا المجال الحيوي.”
من جانبه، قال الدكتور شريف الرميثي، الرئيس التنفيذي لشركة مداري سبيس: “فخورون للغاية باختيارنا لمبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية. يُعتبر هذا الإنجاز شهادة على العمل الجاد والتفاني والشغف الذي يُظهره فريقنا بأكمله. جهودنا مدفوعة برؤية موحدة لإحداث ثورة في إدارة
البيانات في الفضاء، ووضع دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول الرائدة في تكنولوجيا الفضاء. إن اختيارنا لهذه المبادرة لا يعترف بجهودنا الجماعية فحسب، بل يؤكد أيضًا على الإمكانات الهائلة لدولة الإمارات كمركز مزدهر لأبحاث الفضاء والابتكار. نحن ممتنون لمركز محمد بن راشد للفضاء ومكتب الأمم
المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي على هذه الفرصة المرموقة. نحن متحمسون لمواصلة رحلتنا نحو الابتكار، حيث نعمل نحو تحقيق تقدم رائد في مجال تخزين البيانات وحوسبة الحواف، التي ستشكل مستقبل العمليات التجارية في مدار الأرض المنخفض وما بعده.”