تكريم الفائزين بجائزة “حمدان بن راشد آل مكتوم- اليونسكو” في باريس
ايه حسين
مشاريع من بنغلاديش، البرازيل، وتوغو فازت بالدورة الثامنة من جائزة اليونسكو – حمدان لتنمية أداء المعلمين 2024
بحضور نخبة من المسؤولين والوفود الدائمة في منظمة اليونسكو كرم الشيخ راشد بن حمدان آل مكتوم، الرئيس الأعلى لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، الفائزين بجائزة “حمدان – اليونسكو لتنمية أداء المعلمين” في دورتها الثامنة خلال احتفال أقيم في القاعة الرئيسية بمقر المنظمة
بباريس نهار الجمعة 4 أكتوبر . كما شهد الشيخ راشد بن حمدان والوفد المرافق على هامش حفل التكريم توقيع مذكرة تفاهم بين المؤسسة ومنظمة اليونسكو بشأن البرامج الموجهة إلى دعم المعلمين والتي تنفذها المنظمة الدولية من خلال دعم صندوق حمدان اليونسكو.
وفي كلمته، أعرب الشيخ راشد عن تقديره لمنظمة اليونسكو على دعمها المستمر في مجالات التربية، والعلم، والثقافة، وبدورها البارز في تعزيز التعاون الدولي من أجل تعزيز التعليم وتطوير التنوع الثقافي والابتكار البشري.
وأشاد الشيخ راشد بن حمدان بالعلاقات الوثيقة التي تربط المنظمة الدولية ودولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. وأكّد على أن التعليم
هو استثمار في المستقبل، مشيرًا إلى دور مؤسسة حمدان في دعم التعليم من خلال شراكتها مع اليونسكو، التي أسهمت في نشر الممارسات التعليمية المتميزة وتعزيز كفاءة المعلمين في أنحاء العالم.
وأشار الشيخ راشد بن حمدان إلى أن هذه الشراكة تؤكد التزام الإمارات بتعزيز التعليم في مختلف أنحاء العالم، مع التركيز على دور المعلمين في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة. كما هنأ الشيخ راشد الفائزين بالجائزة، وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلها المحكمون والمنسقون في مؤسسة حمدان ومنظمة اليونسكو.
وقال الشيخ راشد بن حمدان: “إننا في مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية فخورون بأن نكون جزءًا من هذا التكريم، الذي يعكس إيماننا بدور المعلمين الكبير في تشكيل الحضارات وتطوير المجتمعات. وبهذه المناسبة، يسعدني أن أعلن عن دعم جديد لصندوق حمدان اليونسكو بميزانية إضافية
لتمويل برامج تعليمية جديدة، تشمل مشروعات هامة مثل التقرير العالمي عن المعلمين لعام 2026، ومركز المعارف التابع لفريق العمل الخاص المعني بالمعلمين، بهدف تحسين أوضاع المعلمين على مستوى العالم”.
وفي الختام، عبر الشيخ راشد بن حمدان عن أمله في أن تكون هذه الجائزة حافزًا للفائزين لمواصلة مسيرتهم التعليمية بنجاح وإبداع، مؤكدًا أن التعليم هو الاستثمار الأمثل لبناء مستقبل مستدام ومزدهر.
وفي تعليقه على توقيع مذكرة التفاهم الاستراتيجية بين المؤسسة والمنظمة، صرّح معالي حميد القطامي قائلاً: “تأتي هذه الاتفاقية امتداداً لرؤية المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، في دعم
التعليم والمبادرات الدولية التي تهدف إلى تطوير أداء المعلمين وتعزيز قدراتهم. وإننا ملتزمون بالاستثمار في قطاع التعليم على المستوى العالمي من خلال دعم المعلمين وتمكينهم من أداء دورهم الحيوي في بناء المجتمعات”.
وتهدف مذكرة التفاهم إلى تعزيز التعاون بين المؤسسة واليونسكو في مجالات تطوير برامج التعليم المستدام، ودعم وتنمية قدرات المعلمين على المستوى العالمي، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه قطاع
التعليم. كما تسعى إلى توفير بيئات تعليمية شاملة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع التركيز على تطوير أدوات تعليمية فعالة، وتحسين كفاءة المعلمين، ودعم الجهود الدولية لتحسين جودة التعليم في المناطق التي تعاني من نقص الموارد التعليمية.
يُذكر أن هذه المذكرة تأتي كجزء من الجهود المستمرة لتعزيز التعليم كأداة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وهي تعكس التزام المؤسسة بتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
وفي سياق تكريم المشاريع الفائزة، قامت مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية ومنظمة اليونسكو بتكريم ثلاثة مشاريع رائدة من بنغلاديش، البرازيل، وتوغو، والتي ساهمت بشكل كبير في
تطوير أداء المعلمين وتعزيز تأثيرهم في تحسين نظم التعليم في مجتمعاتهم. وقد تم هذا التكريم بالتزامن مع
اليوم العالمي للمعلمين لعام 2024، الذي جاء تحت شعار “تقدير أصوات المعلمين: نحو عقد اجتماعي جديد للتربية والتعليم”، مما يبرز أهمية المعلمين في صياغة مستقبل التعليم وإدماج آرائهم في السياسات والقرارات التعليمية لتحسين العملية التعليمية بشكل شامل.
وفي هذا السياق، أعرب سعادة الدكتور خليفة السويدي، المدير التنفيذي لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، عن سعادته بتكريم الفائزين بهذه الجائزة المرموقة. وقال: “تأتي هذه الجائزة بالتزامن
مع اليوم العالمي للمعلم لتعكس التزام المؤسسة بتعزيز جودة التعليم عالميًا، مع التركيز على دعم المجتمعات والبلدان النامية التي تحتاج إلى مساعدة خاصة في قطاع التعليم”.
وأضاف الدكتور السويدي: “نحن نهنئ الفائزين ونشيد بجهود اليونسكو في توفير تعليم شامل وعادل، بما يتماشى مع رؤية “التعليم 2030″ لتعزيز فرص التعلم وبناء مجتمع قائم على المعرفة والمساواة”.
وتم تكريم المؤسسات الفائزة هذا العام، والتي ضمت ثلاث مؤسسات دولية تقديرًا لجهودها في تحسين التعليم. فازت مؤسسة Good Neighbors Bangladesh عن مشروعها “تعزيز قدرات المعلمين لضمان بيئة تعليمية ذات جودة” من بنغلاديش. كما تم تكريم بلدية كوريتيبا – الأمانة البلدية للتعليم في البرازيل عن مشروع
“Veredas Formativas”، الذي يسعى إلى تعزيز التعليم التفاعلي وتطوير مهارات المعلمين. كذلك، فازت مدرسة تشيتشيو الثانوية من توغو عن مشروع “النهج المجتمعي لتحسين مهارات القراءة والكتابة الأساسية” لطلاب المدارس الريفية.
يُذكر أنه سبعة مشاريع وصلت إلى التصفيات النهائية لجائزة “حمدان-اليونسكو” لتنمية أداء المعلمين لعام 2024 من دول مختلفة. وتضمنت هذه المشاريع: إندونيسيا بمشروع “برنامج المدارس متعددة التطوير” ومشروع “Temu Pendidik Nusantara”، وأنغولا بمشروع “مدارس تدريب المعلمين”، والنرويج بمشروع “تعزيز
التعلم النشط”، والصين بمشروع “المعلمون صانعو الأحلام”. كما شاركت البرازيل بمشروعين: “خطة دروس Nova Escola” ومشروع “Protagonist Families”. جميع هذه المشاريع ركزت على تعزيز التعليم وتحسين قدرات المعلمين.
وتم اختيار هذه المشاريع نظرًا لدورها الفاعل في تحسين أداء المعلمين وتمكينهم من تحقيق تغييرات إيجابية في بيئاتهم التعليمية، مما ينعكس إيجابًا على جودة التعليم وتعزيز فرص التعلم المتكافئة.
يُذكر أنه تم إطلاق جائزة «حمدان بن راشد آل مكتوم- اليونسكو لتنمية أداء المعلمين» للمرة الأولى في العام 2008 بدعم من المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم (طيّب الله ثراه) وذلك بهدف دعم وتشجيع كل من
يعمل على تعزيز أداء وفعالية المعلمين في العالم، وهو ما يتوافق مع مبادئ وأهداف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).