اوضحت دراسة للدكتور أليكسي ميليخين استاذ علم النوم وعلم النفس بجامعة موسكو أنه يجب تحديد النوم الصحي بنوعيته وليس بعدد الساعات. وأنه لا يوجد أي ارتباط بين النوم والساعات. حيث هناك جداول مشهورة توضح كم الساعات التى يجب أن ينامها الشخص وفي أي عمر، ولكن لا أحد يوضح عن نوعية النوم. ودائما ينصح بالنوم ثمانى ساعات، ولكن لماذا ينام هذا الشخص أو غيره 8 ساعات بالذات أو يجب أن ينام هذا الطفل بالذات ساعات أكثر مثلا. ويلاحظ أنه لا يوجد ذكر لوقت يوصى به لنوعية النوم لذلك يجب أن يفهم الجميع أنه وفقا لطب النوم الحديث يوجد لكل إنسان نمطه الزمني الشخصي وإيقاعاته اليومية الشخصية والتى ترتبط بعوامل عديدة. ومن بين العوامل الحالة النفسية والصحة العقلية والحالة المزاجية والنشاط العصبي ونمط الحياة الصحى وعبء العمل والنشاط البدني واستراتيجيات التعامل مع الإجهاد وطقوس النوم والعلاقات مع الآخرين ووجود شريك إلى جانبه. وأن جميع هذه العوامل تؤثر في نوعية النوم. أي أن الشيء الرئيسي ليس الكمية بالساعات ولكن بنوعية النوم. لذلك عندما نتحدث عن معايير جودة النوم فإننا نعني مجموعة كاملة من العوامل مثل سرعة نوم الشخص وعمق نومه وكيف يتعامل مع عواطفه في الأحلام وما إذا كان يستيقظ أثناء النوم وكم مرة بالإضافة الى تقييم حالة الشخص بعد أن يستيقظ من النوم صباحا، وهل يشعر بالتعب وهل يرغب بالعودة إلى النوم وهل يعاني من النعاس في النهار.
واوضحت دراسة لجمعية النوم الامريكية لبعض فوائد النوم المبكر وتجنب السهر الطويل. حيث لا يؤثر السهر الطويل على صحة الجسم وإنما على صحة البشرة، إذ إن فوائد النوم المبكر للبشرة كثيرة وقد لا تتوقع أن هذه الخطوة تنعكس بشكل كبير على مظهر البشرة وإشراقتها وجمالها. فكلمة خلدت إلى النوم باكراً، كلما استيقظت ببشرة ذات مظهر صحي رائع. ومن أبرز فوائد النوم المبكر للبشرة، والتي ستجعل الانسان يمتنع عن السهر ساعات طويلة هى:
= يحافظ على ترطيب البشرة: عندما ننام بشكل جيد تستعيد البشرة الرطوبة مع إعادة ترطيب الجسم، ويزيل النوم الكافي الماء الزائد الذي يسبب الانتفاخات تحت العين ويجنبها الأكياس تحت العين.
= يخفض الهالات السوداء تحت العين: الافتقار الى النوم يضعف الدورة الدموية في الجلد، و يؤدي الى ظهور الهالات السوداء تحت العين ولكن مع الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة يخفض ذلك ظهور الهالات السوداء.
= يكافح ظهور العلامات المبكرة للشيخوخة: إن النوم المبكر طريقة طبيعية لمكافحة علامات التقدم في السن مثل التجاعيد والترهلات، وخاصة في محيط العين، حيث الجلد رقيق وحساس. فعند النوم المبكر تساعد البشر في إنتاج الكولاجين مما يحافظ على شباب البشرة وحيويتها.
= يعزز من توهج البشرة: أثناء النوم بشكل مبكر تتعزز عملية تدفق الدم في الجلد، وهوأساسي لكي تستيقظ في الصباح ببشرة ندية ومتوهجة بشكل طبيعي.
= يكافح التهاب الجلد وحب الشباب: إن قلة النوم تزيد من هرمونات التوتر الكورتيزول التي يمكن أن تسبب الالتهابات الجلدية وتفاقم مشكلة حب الشباب والبثور. والنوم لساعات كافية يساعد في الشعور بالراحة والهدوء.
واوضحت دراسة للدكتورة فيفيانا غريكو المتخصصة في علم الأعصاب بمنظمة نيوروناتش الامريكية عن حل بسيط للمساعدة على النوم وتحسين صحة الجسم. واوضح الباحثون إن الضوء الخافت الذي يشق طريقه نحو شبكية العين خلال النوم، يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية مضرة بصحة الدماغ وأن غرفة النوم ربما لا تكون مظلمة كما ينبغي، وبالتالي قد تتمكن أضوء الأجهزة الإلكترونية للوصول إلى العين، وترك تأثيرات فسيولوجية عميقة، وتشمل زيادة معدل ضربات القلب. كما يرتبط التعرض للضوء ليلا عند كبار السن، بزيادة معدلات السمنة ومرض السكري. وأجريت دراسة حول ارتداء قناع العين خلال النوم وهو أمر محوري يمكن أن تكون له فوائد. واوضحت الدكتورة فيليس زي استاذة طب الأعصاب بكلية فاينرغ بجامعة نورث ويسترن الامريكية إن الضوء في الليل ينبئ الدماغ بوجود خطر، لأن الدماغ لا يتوقع ذلك وأن هذا الضوء يتسبب في تنشيط نظام القتال أو الهروب اللإرادي في الدماغ، مما يجعل من الصعب الحصول على نوم عميق. وأوضحت أنه نظرا لعمل الأشخاص في أماكن مغلقة، فإنهم لا يتعرضون للضوء الساطع بشكل كبير خلال النهار مما يجعل الشخص أكثر حساسية للضوء في الليل.
واوصت دراسة لهيئة كليفلاند كلينيك الامريكية بتناول بعض الاغذية الصحية للحصول على نوم ذات جودة عالية. فهناك العديد من المواد الكيميائية، والأحماض الأمينية، والإنزيمات، والمواد الغذائية، والهرمونات تعمل معاً لتعزيز النوم الجيد وتنظيم دورة النوم. وهناك العديد من الاغذية التي تحتوي على هذه المركبات، وهي تُساعد على التحكم في دورة النوم، وتساعد الانسان على الحصول على نوم ذي جودة عالية. ومن أبرز هذه الاغذية والمشروبات الاتى :
= الأرز الأبيض: يُنصح بتناول الأرز الأبيض قبل ساعات قليلة من النوم لأنه يساعد على تحسين نوعية النوم، وعلى الرغم من الدور المحتمل الذي يلعبه تناول الأرز الأبيض في تعزيز النوم إلا أنه من الأفضل تناوله باعتدال بسبب ضعف الألياف والمواد الغذائية فيه.
= لحم الديك الرومي: يعد الديك الرومي مصدراً غنياً بالبروتينات والفيتامينات والمعادن وتزعم الكثير من الدراسات أن تناول حصة من الديك الرومي قبل النوم تعزز النوم ويُعزى ذلك الى أنة يحتوي على الحمض الأميني تريبتوفان الذي يلعب دوراً في زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين المنظم للنوم بالإضافة إلى أن البروتينات الموجود به قد تساعد على التخلص من التعب.
= شاي البابونج: وجدت الدراسة أن شرب شاي البابونج يحسن من جودة النوم إذ إن شاي البابونج يحتوي على مضادات الأكسدة التي تعزز النوم الليلى.
= الأسماك الدهنية: حيث تُعتبر الأسماك الدهنية مثل السردين والرنجة والماكريل مصدراً لفيتامين (د) وأحماض أوميجا 3 الدهنية، وكلاهما له فوائد في تحسين جودة النوم.
= المكسرات: المكسرات مصدراً جيداً للدهون الصحية للقلب حيث يحتوي اللوز والجوز على هرمون الميلاتونين وهو هرمون يساعد على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ، ويمكن أن يزيد من مستويات هرمون الميلاتونين في الدم مما يساعد على النوم بشكل صحي.
= اللين الدافئ: يرتبط احتواء الحليب على التريبتوفان والميلاتونين بتحسين وتعزيز النوم مثل العلاقة لدى الأطفال بين تناول الحليب الدافئ ووقت النوم هى علاقة صحية.
= الفواكه والخضروات: أن تناول الفواكه التي تحتوي على الميلاتونين قد يُساعد على النوم بشكل أسرع والاستيقاظ أقل أثناء الليل مثل عصير الكرز الذى يحتوي على الكثير من الميلاتونين وكذلك مثل الموز والأناناس والبرتقال هي مصادر جيدة للميلاتونين، وقد يكون للفواكه والخضروات الأخرى الغنية بالمواد المضادة للأكسدة تأثير في مواجهة الإجهاد التأكسدي الناتج عن اضطراب النوم.